{قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا} :رسالة واضحة إلى كل داعية لا يرى الاستجابة المرجوة ...لا تيأس.هذه شكوى نوح عليه السلام وهو من هو - أحد الخمسة الكبار أولي العزم من الرسل - يواصل الليل والنهار في دعوة قومه دون استجابة ولا حتى تقدم ملموس بل بالعكس ما تزيدهم دعوته إلا فراراً واستكباراً وإصراراً على الكفر وتعاوناً على عدم السماع أو الاستجابة.قال تعالى:{قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا(5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7)} [نوح]قال السعدي في تفسيره:فقال شاكيا لربه: { {رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا} } فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا أي: نفورا عن الحق وإعراضا، فلم يبق لذلك فائدة، لأن فائدة الدعوة أن يحصل جميع المقصود أو بعضه.{ {وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ} } أي: لأجل أن يستجيبوا فإذا استجابوا غفرت لهم فكان هذا محض مصلحتهم، ولكنهم أبوا إلا تماديا على باطلهم، ونفورا عن الحق، { {جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ } } حذر سماع ما يقول لهم نبيهم نوح عليه السلام، { { وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ} } أي تغطوا بها غطاء يغشاهم بعدا عن الحق وبغضا له، { {وَأَصَرُّوا } } على كفرهم وشرهم { {وَاسْتَكْبَرُوا} } على الحق { {اسْتِكْبَارًا } } فشرهم ازداد، وخيرهم بعد
والله اعلم