♥ ☆ ♥ فعاليات بحر الامل ♥ ☆ ♥
|
|||||
♥ ☆ ♥اعلانات بحر الامل ♥ ☆ ♥
|
|
۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩ قَسَمَ يَهَتَمَ بَاَلَقَرَآنَ وًّاَلَتَفَسَيَرَ وًّاَلَقَرَاَءاَتَ .. |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||
الواضح في التفسير الحلقة السابعة عشرة
الواضح في التفسير (الحلقة السابعة عشرة) أ. محمد خير رمضان يوسف الجزء الخامس
سورة النساء (الآيات 24- 55) ﴿ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ أَن تَبْتَغُواْ بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً ﴾ [النساء: 24]. 24- ويَحْرُمُ عليكمُ الزَّواجُ بالنِّساءِ ذواتِ الأزواج، إلاّ ما مَلكتُموهنَّ بالسبي، فيجوزُ لكمْ وَطؤهنَّ ولو كانَ لهنَّ أزواجٌ في دارِ الحرب، بعدَ استِبرائهنّ، وهوَ انقضاءُ عِدَّتهنّ، لأنَّ بالسَّبي يَرتفِعُ النكاحُ بَينهنَّ وبينَ أزواجِهنَّ السابِقين. وهذا التحريمُ كتبَهُ اللهُ عليكمْ فالتَزِموا شَرْعَه. وأحَلَّ اللهٌ لكمْ عدا مَنْ ذُكِرْنَ مِنَ المحارِم. قالَ صاحبُ "روحِ المعاني": وفي إيثارِ اسمِ الإشارةِ (ذلكمْ) على الضَّمير، إشارةٌ إلى مشاركةِ مَنْ في معنَى المذكوراتِ للمذكوراتِ في حُكمِ الحُرمة. يَعني ما حرَّمَهُ اللهُ على لسانِ نبيِّهِ منْ عدمِ الجمعِ بينَ الزوجةِ وعمَّتِها، وبينَها وبينَ خالتِها. وقالَ الفخرُ الرازيُّ في تفسيرِه: ثَبتَ في أصُولِ الفقهِ أنَّ ذِكْرَ الحُكمِ معَ الوَصفِ المناسِبِ لهُ يَدلُّ بحسَبِ اللفظِ على كونِ ذلكَ الحُكمِ معلَّلاً بذلكَ الوَصف، فثبتَ أنَّ قولَهُ: ﴿ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ ﴾ يَدلُّ على كونِ القَرابةِ القَريبةِ مانِعةً منَ الجمعِ في النِّكاح، وهذا المعنَى حاصلٌ بينَ المرأةِ وعمَّتِها أو خالتِها، فكانَ الحُكمُ المذكورُ في الأختَينِ مذكوراً في العمَّةِ والخالةِ مِنْ طريقِ الدَّلالة، بلْ هاهنا أولَى، وذلكَ لأنَّ العَمَّةَ والخالةَ يُشبِهانِ الأمَّ لبِنتِ الأخِ ولبِنتِ الأخت، وهما يُشبِهانِ الولدَ للعَمَّةِ والخالَة، واقتِضاءُ مثلِ هذهِ القَرابةِ لتركِ المضارَّةِ أقوَى منِ اقتِضاءِ قَرابةِ الأُختيَّةِ لمنعِ المضارَّة، فكانَ قولهُ تعالَى: ﴿ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ ﴾ مانعاً منَ العمَّةِ والخالَةِ بطريقِ الأَولى... وقالَ مِنْ بعد: وإذا عرفتَ هذا فنقول: قولهُ: ﴿ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ ﴾ المرادُ منهُ ما وراءَ هؤلاءِ المذْكورات، سواءٌ كنَّ مَذكوراتٍ بالقَولِ الصَّريح، أو بدلالةٍ جَليَّة، أو بدلالةٍ خَفيَّة، وإذا كانَ كذلكَ لم تَكنِ العَمَّةُ والخالَةُ خارِجةً عنِ المذْكورات. قلت: لعلَّهُ يُفهمُ منْ كلامِ الرازيِّ أنَّ الآيةَ مُجْمَلةٌ والحديثُ مبيِّنٌ لها، بينَما أفادَ ابنُ الجوزيِّ أنَّها على عُمومٍ خَصَّهُ الحديث. والنتيجةُ واحِدة. قالَ ابنُ الجوزيِّ في "نواسخِ القرآن": هذا عندَ عمومِ العلماءِ لَفظٌ عامٌّ دَلَّهُ التَّخصِيصُ بنهي النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنْ تُنكَحَ المرأةُ على عمَّتِها وعلى خالَتِها. وأوردَ الرَّازيُّ أدلَّةً أخرَى في الموضوع، وأصنافاً أخرَى منَ التحريمِ في طُروءِ حالات...تُنْظَرُ في تَفسيرِه، وفي تَفسيرِ القرطبيّ. فاطلُبوا الزَّواجَ بأموالِكمْ حتَّى أربَع، أو ما شِئتُمْ منَ الجَوارِي السَّرارِي، بالطَّريقِ الشرعيّ، مُتَعَفِّفِين، غيرَ زانِين. فإذا تزوَّجتُمْ وسامَحتْكمُ الزوجاتُ في الصَّدَاق، أو وَضَعْنَ لكمْ منهُ شَيئاً، فلا بأسَ عليكمْ وعَليهنَّ في ذلك. واللهُ عليمٌ بما يَصْلُحُ لكمْ في أمورِ الزَّواج، حَكيمٌ فيما شَرَعَهُ لكمْ منَ التحليلِ والتحريمِ فيه. ﴿ وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ [النساء: 25 ]. 25- ومَنْ لم يَكنْ ذا سَعَةٍ وغِنًى ليَتزوَّجَ منَ المؤمِناتِ الحَرائر، فليَنكِحِ الإماءَ المؤمناتِ اللاتي يَملِكُهنَّ المؤمِنون. واللهُ أعلمُ مِنكمْ بمراتبِ إيمانِكم، فليَكنِ الإيمانُ مَطمَحَ نظَرِكم، فرُبَّ أمَةٍ أكثرُ إيماناً مِنْ غيرِها منَ الحرائر. وأنتُمْ وفتَياتُكمْ بعضُكم مِنْ بعض، إمّا بالدِّينِ وإمّا بالنَّسَب، فتزوَّجوا مِنهنَّ بعدَ إذنِ أوليائهنّ، يَعني مَنْ له ولايةُ تَزويجِهنّ، بعدَ أنْ تَدفعوا مُهورَهنَّ عنْ طِيْبِ نَفس، دونَ أنْ تَبخَسوا منهُ شيئاً، ولا أنْ تَستَهينوا بهنَّ لكونِهنَّ إماءً مَملوكات، وهنَّ عَفائفُ لا زَانياتٌ ولا ذَواتُ أصدِقاء، فإذا تَزوَّجنَ وزَنين، فعَليهنَّ مِنَ العُقوبةِ نِصْفُ ما على الحرائرِ الأبكار، ولا رَجْمَ عليهنّ، لأنَّهُ لا يُنتَصف. ويَعني أنَّ عُقوبتَهنَّ لا تَزيدُ بالزَّواج، فيُقامُ عَليهنَّ الحدُّ إنْ زَنَين، وهوَ خمسونَ جَلْدة، أبكاراً كُنَّ أمْ مُتزوِّجات. وفيهِ اختلافُ عُلماء. وزواجُكمْ بالإماءِ المؤمِناتِ بالشُّروطِ السابقَةِ لمنْ خافَ الزِّنا بسببِ غَلَبةِ الشَّهوةِ عليه، ولو صَبرتُمْ عنْ نِكاحِهنَّ فهوَ أفضَلُ لكم، لأنَّهُ لو صارَ لكمْ مِنهنَّ أولادٌ لكانوا أرقّاء، ولا يَخْلُصْنَ للأزواجِ خُلوصَ الحرائر، فهنَّ يُستَخدَمنَ سفَراً وحَضَراً، ويَقْدِرُ سَيِّدُهُنَّ أنْ يَبيعَهنَّ للحاضرِ والبادي. وفي ذلكَ مَشقَّةٌ على أزواجِهنّ. كما أنَّهنَّ مُبتذَلات، وداخِلاتٌ خارِجات، ولا يَكادُ يَتحمَّلُ منهنَّ ذلكَ غَيور. واللهُ يَغفِرُ لمنْ لم يَصبِرْ عنْ نِكاحِهنّ، رحيمٌ بكم، فلذلكَ رخَّصَ لكمْ ما رخَّص. والجمهورُ على أنَّهُ لا يجوزُ للمسلمِ الزواجُ منَ الإماءِ ما دامَ قادراً على الزواجِ منَ الحرائر، ويَصبِرُ عنِ الزواج، وخالَفَهمُ الحنفيَّةُ في ذلك... واتَّفقوا على أنَّ مَنْ كانَ متزوِّجاً حُرَّة، لم يَجُزْ لهُ أنْ يتزوَّجَ بالأمَة... ﴿ يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ [النساء: 26 ] 26- يُريدُ اللهُ أنْ يُبيِّنَ لكمْ بهذا ما أُحِلَّ لكمْ وما حُرِّمَ عليكم، ويُرشِدَكمْ إلى مَناهجِ المهتَدينَ منَ الأنبياءِ والصَّالحينَ مِنْ قَبلِكم، وأنْ يَقبَلَ توبتَكمْ إذا تُبتُمْ إليه عمّا يَقعُ منكمْ مِنَ التَّقصيرِ والتَّفريطِ فيما كُلِّفتُمْ بهِ من الأحكام، واللهُ عليمٌ بأحوالِكمْ وبما تحتاجُونَ إليه، حكيمٌ بما شَرعَهُ لكم، مُراعياً بذلكَ مَصالِحَكم. ﴿ وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً ﴾ [النساء: 27 ] 27- واللهُ يُريدُ أنْ يَتقبَّلَ توبتَكم، فتوبوا إليهِ ليتوبَ عليكمْ ويَرضَى عنكم، ويُريدُ الفاسِقونَ وأتباعُ الشياطينِ منَ الكافِرينَ والمشركينَ أنْ تَزيغوا عنِ الحقِّ إلى الباطِلِ لتَكونوا مثلَهم. ﴿ يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً ﴾ [النساء: 28 ] 28- ويُريدُ اللهُ أنْ يُخَفِّفَ عنكمْ منَ الشرائعِ والتكاليفِ في أمورِ النِّكاحِ وغَيرِه، ولذلكَ أباحَ لكمُ الزَّواجَ منَ الإماء... ليُناسِبَ ذلكَ ضَعْفَ الإنسانِ في نَفسهِ وفي عَزمهِ وهمَّتِه، في أمرِ النساءِ خاصَّة، حيثُ لا صَبرَ لهُ عنهنّ. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً ﴾ [النساء: 29 ] 29- أيُّها المؤمنون، لا يأكلْ بَعضُكمْ أموالَ بعضٍ بما يُخالِفُ الشَّرع، كالرِّبا والقِمار، وأنواعِ المكاسبِ غَيرِ الشرعيَّة، ولكنِ اقصِدوا الطرقَ الشرعيَّة، كالتِّجارة، في تداولِ أموالِكمْ بينَ بعضِكمُ البعضِ عنْ تَراضٍ منكم. ولا تُهلِكوا أنفسَكمْ ولا تُخاطِروا بها بارتِكابِ الآثامِ وتَعاطي المعاصي، كأكلِ الأموالِ بالباطِلِ وغَيرهِ ممّا تَستَحِقُّونَ بهِ العِقاب. وكان اللهُ رحيماً بكمْ عندما نَهاكمْ عنْ أكلِ الحرامِ وإهلاكِ النَّفس. ﴿ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيراً ﴾ {النساء: 30 ] 30- ومَنْ يَقترِفْ ما نَهاهُ اللهُ عنهُ منَ المحرَّماتِ السابِقة، مُتَعدِّياً في ذلكَ حدودَ اللهِ ومُتجاسِراً على انتهاكِها، فسوفَ نُدخِلهُ النارَ المُحرِقة، وهذا هيِّنٌ على اللهِ تعالى، فلا يَمنعُهُ منْ عقابهِ مانِع، ولا يَدفعهُ عنهُ دافِع. ﴿ إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيماً ﴾ [النساء: 31 ] 31- إذا اجتَنبتُمْ كبائرَ الذنوبِ التي نُهِيتُمْ عنها، غَفرنا لكمْ صغائرَها، وأدخلناكمْ مَكاناً حَسَناً، هوَ جنَّةُ اللهِ التي أعدَّها لعِبادهِ المؤمِنين. ﴿ وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً ﴾ [النساء: 32 ] 32- في حَديثٍ صَحيحٍ رواهُ الترمذيُّ والحاكمُ وأحمدُ، أنَّ أمَّ سَلَمةَ رضيَ اللهُ عنها قالت: يَغزو الرِّجالُ ولا تَغزو النِّساء، وإنَّما لنا نِصفُ الميراث: فأنزلَ اللهُ تَبارَكَ وتَعالَى: ﴿ وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ ﴾. أي: ولا تَتمنَّوا ما أعطاهُ اللهُ تَعالَى بَعضَكمْ وميَّزَهُ بهِ عَليكم، فلِكلٍّ منَ الرِّجالِ والنِّساءِ نَصيبُهُ الذي قَسَمَهُ اللهُ له، فهيَ قِسْمَةٌ صَادِرَةٌ مِنْ حَكيمٍ خَبير، وعلى الكلِّ أنْ يَرضَى بما قُسِمَ له، ولا يَتمنَّى حَظَّ الآخَرِ ولا يَحْسُدُهُ على ذلك، واسألوا اللهَ مِنْ إحسانهِ وإنعامِه، فإنَّ ما عندَهُ كثيرٌ لا يَنْفَدُ أبَداً، كريمٌ وَهّاب، عَليمٌ بمَنْ يَستَحِقُّ فَضلَهُ فيُعطيه، ممَّنْ لا يَستَحِقُّهُ فيَمنَعُه، ولذلكَ جَعلهمْ مَراتبَ بِحكمَتِه، بحَسَبِ استعدادِهمْ وتَفاوتِ قابليَّتِهم. ﴿ وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً ﴾ [النساء: 33 ] 33- ولكلٍّ جَعلنا وَرَثةً يَرِثونَ أنصبتَهمْ مِنْ تَرِكةِ الوالدَينِ والأقرَبينَ بحَسَبِ استِحقاقِهمْ لها، والذينَ تَحالفتُمْ معهمْ ليَرِثَ بعضُكمْ بعضاً قبلَ نزولِ هذهِ الآية، فأعطوهمْ حظَّهمْ منَ الميراث، وما عُقِدَ مِنْ مُحالفةٍ بعدَ ذلكَ فلا تأثيرَ له، فقدْ أُلْغِيَ حَظُّهمْ مِنَ الميراث. واللهُ مُطَّلِعٌ على كلِّ شيء، ومِنْ جملةِ ذلكَ حالُكمْ في المنعِ والإيتاء. وكانَ قبلَ ذلكَ يُحالِفُ الرَّجلُ الرَّجلَ ويَقول: تَرِثُني وأرِثُك. فنسَخَتْها آيةُ الموارِيثِ ﴿ وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ ﴾ [الأنفال:75]. ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً ﴾ [النساء: 34 ] 34- ومِنْ أسبابِ استِحقاقِ الرِّجالِ أكثرَ مِنَ النساءِ في الميراث، أنَّ لهمُ القَوَامةَ عَليهنَّ. وهيَ القيامُ بالمصالحِ والتدبيرِ والتأديب، وذلكَ بما فضَّلَ اللهُ الرجالَ على النساءِ في أمورٍ عِدَّةٍ مُستَنْتَجةٍ ومُشاهَدة، ولذلكَ كانتِ النبوَّةُ مُختَصَّةً بالرِّجال، وفيهمْ مِنَ الصِّفاتِ والخصائصِ ما يُؤهِّلُهمْ لأعمالٍ ووظائفَ لا تَقْدِرُ عليها النِّساء، أو أنَّها غيرُ مُناسِبةٍ لهنَّ أصلاً، كالجِهاد، والإمامةِ الكبرى، والأَذان، والخُطبة، والشَّهادةِ في الحدودِ والقِصاص، وتَحَمُّلِ الدِّيَةِ في القَتلِ الخطأ، والوِلايةِ في النِّكاحِ والطَّلاقِ والرَّجعة، وعددِ الأزواج، وجوانبَ كثيرةٍ في الحزمِ ورَزانةِ الرأي. وكذلكَ بما يُنفقونَ مِنْ أموالِهم، منَ المهرِ والنفَقةِ على النِّساءِ وعلى الأسرَةِ جميعِها، وأمورٍ أخرَى أوجبَها اللهُ عليهمْ في كتابهِ وسُنَّةِ نبيِّهِ صلى الله عليه وسلم. والصالحاتُ مِنهُنَّ مُطيعاتٌ للهِ تَعالَى وقائماتٌ بحقوقِ أزواجِهنّ، ويَحفظْنَ أنفسَهنَّ عمّا يَشينُها أثناءَ غيابِ أزواجِهِنَّ عَنهنّ، ويَحْفَظْنَ أموالَهم، وكلَّ ما يَجِبُ عليهنَّ حِفْظُه، وذلكَ بما حَفِظَ اللهُ لهنَّ عليهمْ منَ المهرِ والنفَقة، والقيامِ بحفظِهنَّ والذبِّ عنهنّ. والنِّساءُ اللَّواتي تَظنُّونَ أو تَتخَوَّفونَ عِصيانَهنَّ وتَرَفُّعَهُنَّ عنْ مُطاوعتِكم، وبُغْضَهُنَّ لكم، أي متَى ظَهرتْ لكمْ إشاراتٌ وأماراتٌ تَدلُّ على هذا الموقِفِ مِنهنّ، فانصَحُوهنَّ وخَوِّفُوهنَّ عاقبةَ ما يُقْدِمْنَ عليه، فإذا لم تَنفَعْ مَعَهنَّ النصيحةُ فلا تَبيتُوا مَعهنَّ على فُرُشِهنَّ ولا تُجامِعوهنّ، واترُكوهنَّ مُفرَدات، فإنَّ ذلكَ شَديدٌ عَليهنّ، فإذا لم يَرتدِعْنَ بأسلوبِ الموعِظةِ والهِجْران، فلكمْ أنْ تَضْرِبوهنَّ ضَرباً غيرَ مؤذٍ كثيراً، بحيثُ لا يَتْرُكُ فيهنَّ عَيباً ظاهِراً، فيَكونُ ضَرْبَ أدَبٍ لا ضَرْبَ انتِقام، فالمقصُودُ الإصلاح. ويَتجَنَّبُ ضَرْبَ الوَجهِ والمَهالِك، يَعني المواضِعَ المَخُوفَة، كما يَتجنَّبُ المواضِعَ المُستَحسَنةَ لئلاّ يُشَوِّهَها. والأَولَى الاكتِفاءُ بالتَّهديدِ وعدَمُ الضَّرب، لِمَا قالَتْهُ عائشَةُ رَضِيَ اللهُ عنها: "ما ضرَبَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَيئًا قَطُّ بيدهِ، ولا امرَأةً، ولا خادِمًا، إلاّ أنْ يُجاهِدَ في سَبيلِ الله". رواهُ مُسلِم. فإنْ أطعنَكمْ وعُدْنَ إلى ما كُنَّ عليهِ منَ العِشرةِ الطيِّبةِ مَعكم، فدَعُوهنَّ ولا تُؤذُوهنَّ ولا تَهجُروهنّ، بلْ سامِحوهنَّ وعاشِروهنَّ بالمعرُوف، واحذَروا ظُلمَهنّ، فإنَّ اللهَ وليُّهنّ، وهوَ أقدرُ عَليكمْ مِنكمْ على مَنْ تحتَ أيديكم، وهوَ يَنتَقِمُ على مَنْ بَغَى عليهنَّ ولو بعدَ حِين. ﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً ﴾ [النساء: 35 ] 35- فإذا خِفتُمْ تَفاقُمَ الأمر، وزيادةَ النـزاعِ والخُصومةِ بينَ الزَّوجين، وظهورَ النُّفورِ بَينهما واضحاً، وخِفتُمْ تَباعُدَ عِشرتِهما وصُحبتِهما، بعدَ فَشلِ الأساليبِ السابِقة، فأرسِلوا -للإصلاحِ بينهما- رَجلاً عدْلاً عارِفاً حسَنَ السياسةِ منْ أهلِ الزَّوج، وآخرَ مثلَهُ مِنْ أهلِ الزَّوجة. فإذا كانَ في نيِّةِ الحكَمَينِ الإصلاحُ وعَزَما عليهِ ورَغِبا فيه، فإنَّ اللهَ سيُسَهِّل لهما أمرَ الصلحِ ويوفِّقُ بينهما. واللهُ عليمٌ بظواهرِ الناسِ وبواطنِهم، خَبيرٌ بما يُصلِحُ شُؤونَهم ويُوَفِّق بينَهم. ﴿ وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً ﴾ [النساء: 36 ] 36- ووحِّدوا اللهَ وأطيعُوه، ولا تُشرِكوا بهِ شَيئاً مِنْ مَخلوقاتِه، فهوَ وحدَهُ الخالقُ المُنعِمُ المستحِقُّ للعبادة. وأحسِنوا إلى الوالدين: بِرًّا بهما وعَطفاً عليهما. وأحسِنوا إلى ذي قُرباكُم، مِنْ أخٍ وعمٍّ وخالٍ ومَنْ إليهم. وإلى اليتامَى، الذينَ فَقدوا حنانَ آبائهِمْ وكَسبَهمْ وهمْ صِغار، فأحسِنوا إليهمْ وحِنُّوا عليهم. وإلى المساكين، الذينَ لا يَجدونَ ما يَكفيهم. والجارِ مِنْ ذَوي قَرابتِكم، والجارِ البَعيد، الذي ليسَ بينَكمْ وبينَهُ قرابَة، والرفيقِ في السفر، أو الذي يَصحَبُكَ يَرجو نَفعَكَ ورِفْدَك. وابنِ السبيل، وهوَ المسافِرُ المنقَطع، أو الضَّيف. والأرقَّاء، الذينَ جَعلهمُ اللهُ أسرَى في أيديكم، فأحسِنوا إليهمْ خاصَّة، ولا تُكَلِّفوهمْ فوقَ طاقتِهم. واللهُ لا يُحِبُّ المتَكبِّرَ المعْجَبَ بنفسِه، الذي يَفْخَرُ على الناسِ بغَيرِ الحقّ، ويرَى أنَّهُ خَيرٌ منهم، ويأنَفُ مِنْ أقاربهِ وجيرانِه، وهوَ عندَ اللهِ حقيرٌ وعندَ الناسِ بَغيض. ﴿ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً ﴾ [النساء: 37 ] 37- الذينَ يَبْخَلونَ بأموالِهمْ ولا يُنفِقونَها فيما أمرَهمُ اللهُ به، مِنَ الإحسانِ إلى اليتامَى والمساكينِ والجيرانِ والضِّيفان، ويَجحَدونَ نعمةَ اللهِ عليهم، فلا تَظهرُ على حالِهمْ ولا في نفقَةٍ لهمْ وبَذل، وقدْ تَفضَّلَ اللهُ بها عليهمْ ليَمتَحِنَهمْ بها، فالذينَ يَجحَدونَها ويُخفونَها فلا يُظهرونَها عندَ حاجةِ الناسِ إليهم، فقدْ كفَروا بنعمةِ اللهِ عليهم، فلهمْ يومَ القيامةِ عَذابٌ يُهينُهمْ كما أهانوا نعمتَهُ عليهمْ بالبُخلِ والكَتْم. ﴿ وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَـاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً فَسَاء قِرِيناً ﴾ [النساء: 38 ] 38- والذينَ يُنفِقونَ أموالَهمْ ليَراهمُ النَّاس، وللافتِخار، ليُقال: ما أسخاهُمْ وما أجوَدَهم، وهمْ غيرُ مُؤمِنينَ بالله، وهوَ مانحُ الثوابِ ومُقَدِّرُ العِقاب، ولا يُؤمِنونَ باليومِ الآخِر، الذي يُثابُ فيهِ المرءُ على أعمالهِ أو يعاقَبُ عَليها، ولذلكَ لا يَتحرَّونَ في إنفاقِهمْ مَرضاةَ اللهِ وثوابَه، وقدْ حَمَلهمْ على هذا تسويلُ الشيطانِ لهم، فحَسَّنَ لهمُ القَبائح، ومَنْ كانَ الشيطانُ صاحبَهُ ومُلهِمَهُ فإنَّهُ بئسَ الصاحِب، لأنَّهُ يَدعوهُ إلى المعصيةِ المؤدِّيةِ إلى النار. ﴿ وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُواْ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقَهُمُ اللّهُ وَكَانَ اللّهُ بِهِم عَلِيماً ﴾ [النساء: 39 ] 39- وما الذي كانَ يَجري لهمْ لو سَلكوا الطريقَ الصحيحَ فآمَنوا باللهِ خالقِهم، وآمَنوا بيومِ القيامة، الذي يُثابُ فيهِ المرءُ على ما أحسنَ فيُكرَم، ويُعاقَبُ على ما أساءَ فيُعَذَّب، ليَخافَ الناسُ فيُحسِنوا سُلوكَهم، ثمَّ أنْفَقوا ممّا رزقَهمُ اللهُ مِنْ مالٍ وتَفضَّلَ بهِ عليهمْ لوجههِ الكريم، لا للمُباهاةِ والافتِخار، فيعتَدِلوا ويَنفعوا بدلَ أنْ يَبْخَلوا ويَضرُّوا؟ وكانَ اللهُ عليماً بأحوالِهمْ في البَذْلِ والمَنْع، والإصلاحِ والإفساد. ﴿ إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً ﴾ [النساء: 40 ] 40- واللهُ لا يَظْلِمُ عَبيدَهُ مِقدارَ ذَرَّة، فلا يَنْقُصُ منَ الأجر، ولا يَزيدُ في العِقابِ شيئاً، بلْ يُوفيهِ لهمْ كما هوَ عليهِ ويَزيدُهمْ مِنْ فِضلِه، وإذا كانتِ الحسَنةُ مِقدارَ ذرَّةٍ ضاعَفَ ثوابَها لصاحبِها وأعطاهُ مِنْ عندهِ عَطاءً جزيلاً. ﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً ﴾ [النساء: 41 ] 41- فكيفَ إذا جِئنا يومَ القيامةِ مِنْ كلِّ أمَّةٍ مِنَ الأممِ السابقة، وطائفةٍ مِنَ الطوائف، بِشَهيد، يَعني بنبيِّهم، يَشْهَدُ عليهمْ بما عَمِلوا، وجئنا بكَ أيُّها النبيُّ شاهداً تَشْهَدُ على أمَّتِك! وفي الحديثِ الصحيحِ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بَكَى عندَما قُرِئتْ عليهِ هذهِ الآية. ولعلَّ السببَ في بكائهِ أنَّهُ لا بدَّ أنْ يَشْهَدَ عليهمْ بعَملِهم، وعَملُهمْ هذا قدْ لا يَكونُ حَسَناً، فيؤدِّي بهمْ إلى العَذاب. أو أنَّهُ بَكَى لأهوالِ يومِ القيامة... وسؤالهِ الشفاعةَ لأهلِ الموقِف... ﴿ يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللّهَ حَدِيثاً ﴾ [النساء: 42 ] 42- في ذلكَ اليومِ المُفزعِ المُخيف، يَوَدُّ الكافرونَ والذينَ عَصَوا الرسُولَ ولم يتَّبِعُوا هَديَه، منَ المنافقينَ وغَيرِهم، يَوَدُّونَ لو ابتَلعتْهمُ الأرضُ ولم يَظهَروا للنَّاسِ والحِساب، للخَوفِ الذي يَعترِيهم، وللهَمِّ والغَمِّ الذي يَغشاهُم، وللخِزي والفَضيحةِ والتوبيخِ الذي يَحِلُّ بهم، ويَعترفونَ بكلِّ شَيءٍ ذلكَ اليوم، ولا يَقْدِرونَ على كتمِ أعمالِهم، فتَشهَدُ عليهمْ جوارحُهم بما صَنعوا. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَآئِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً ﴾ [النساء: 43 ] 43- أيُّها المؤمِنون، لا يَحِلُّ لكمْ أنْ تُصَلُّوا وأنتُمْ في حالِ سُكر، فلا تَدرونَ ما تَقولون. وكانَ هذا مَرحلةً مِنْ مَراحلِ تَحريمِ الخَمر، ثمَّ نزلَ فيها مِنْ بعدُ بيانٌ شافٍ بتَحريمِها تَحريماً قَطعياً، في قولهِ تعالَى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [المائدة: 90]. ولا يَحِلُّ لكمْ أنْ تَدخُلوا المساجِدَ وأنتُمْ جُنُب، إلاّ إذا كنتُمْ مُجتازِينَ مِنْ بابٍ إلى بابٍ منْ غيرِ جُلوس، حتَّى تَغتسلوا منَ الجنابة. وإذا كنتُمْ مَرضَى تَخافونَ معَهُ استعمالَ الماء، أو كنتُمْ مُسافِرين، أو جِئتُمْ مِنَ الغائطِ (يَعني قضاءَ الحاجة)، أو لامَستُمُ النساءَ- على اختلافٍ في مَعناها بينَ المفسِّرينَ وأئمَّةِ الفقهِ من معنَى الجِماعِ أو مَسِّ البَشَرة- ولم تَجدوا ماءً لتَتوَضَّؤوا أو تَغتَسِلوا به، فتَيمَّموا صَعيداً طيِّباً، وهوَ التُّرابُ الطاهِر، أو ما صَعَدَ مِنَ الأرضِ مِنْ تُرابٍ ورَمْلٍ وشَجَرٍ وحَجَرٍ ونَبات، على أقوالٍ بينَ العلماء، وذلكَ بأنْ تمسَحوا وجوهَكمْ وأيديَكمْ بهِ دونَ سائرِ الأعضاء. واللهُ عَفوٌّ غَفور، فأباحَ لكمُ الصلاةَ بالتيمُّمِ عندَ فُقدانِ الماء في ظُروفٍ تَطرأ، تَوسِعةً عليكم، ورُخْصَةً لكم؛ رَحمةً ورَأفةً بِكم. ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلاَلَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ السَّبِيلَ ﴾ [النساء: 44 ] 44- ألا تَنظرُ أيُّها النبيُّ وتَعْجَبُ مِنْ حالِ اليَهودِ الذينَ أُوتوا حَظاًّ مِنَ العلمِ بالكتابِ الذي أُنزِلَ عَليهم، فيُعْرِضونَ عمّا أنْزَلَ اللهُ عَليك، ويَتركونَ ما بأيديهِمْ مِنَ العلمِ ليَشتَروا بهِ ثَمناً قَليلاً مِنْ مَتاعِ الدُّنيا، فيُحَرِّفونَ فيهِ ويُزَوِّرونَ منهُ مُقابِلَ رِشًا وهَدايا، معَ علمِهِمْ بما يُقْدِمونَ عليه! ومعَ ضلالِهمْ هذا وتَكذيبِهمُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وكتمِهمْ صفاتِه، يُريدونَ منكمْ أنْ تَضِلُّوا مثلَهم، فتَكفُروا كما كَفَروا، وتَترُكوا ما أنتمْ عليهِ مِنَ الهُدَى والعلمِ النافِع. ﴿ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللّهِ وَلِيّاً وَكَفَى بِاللّهِ نَصِيراً ﴾ [النساء: 45 ] 45- واللهُ أعلمُ بأعدائكمْ هؤلاء، فيُخبِرُكمْ بعداوتِهمْ ويحذِّرُكمْ منهمْ ومِنْ مُخالطتِهم. وكفَى أنْ يكونَ اللهُ واليَ أمرِكمْ وحافظَكم، وناصرَكمْ ودافِعَ شرِّهمْ عَنكم، فثِقوا بهِ وتَوكَّلوا عليه. ﴿ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾ [النساء: 46 ] 46- وهناكَ طائفةٌ منَ اليَهود، وهمْ عُلَماءُ الضَّلالِ مِنهم، يُفَسِّرونَ التورَاة على غَيرِ وجهِها الحقيقيّ، فيُؤوِّلونَ مَعناها أو يُحَرِّفونَ ألفاظَها عنْ قَصد، وإذا سَمِعوا كلاماً للرسولِ صلى الله عليه وسلم قالوا لهُ في كفرٍ وعِناد: سَمِعنا قولَكَ وعَصَينا أمرَك!! وقالوا مُستَهزئين: اسْمَعْ ما نَقولُ لا سَمِعت، وراعِنا، يحرِّفونَها بألسنتِهمْ عنْ مَعناها، فهي تَحتَملُ معنَى أمْهِلْنا وانظُرْ إلينا، ومعنَى الرُّعونة، وهيَ الهوَجُ والحُمْق، بقصدِ السبِّ والعَيب، والقَدحِ في الدَّينِ والسُّخريةِ منه. ولو أنَّهمْ عندما سَمِعوا شَيئاً مِنْ أوامرِ الله، قالوا: "سَمِعنا وأطَعنا" بدلَ "سَمِعنا وعَصَينا"، وقالوا: "واسْمَعْ وانظُرْنا" بدلَ "واسْمَعْ غيرَ مُسْمَعٍ وراعِنا"، لكانَ أنفعَ مِنْ قولِهمْ وأعدلَ وأصوب، ولكنَّهمْ لم يَقولوا ذلك، بل استمرُّوا في كُفرِهمْ وضَلالِهم، فخذلَهمُ اللهُ وأبعدَهمْ مِنْ رحمتهِ وهُداه، فلا يُؤمِنُ منهمْ إلاّ القَليل. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ آَمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولًا ﴾ [النساء:47] 47– يا أهلَ الكتاب، آمِنوا بالذي أنزلناهُ على رسولِنا محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وهوَ القُرآن، فيهِ تَصديقٌ للأخبارِ التي في التَّوراةِ منَ البِشارات، ومنها البِشارةُ بنَبوَّةِ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، باسمهِ وبصفاتهِ ومكانهِ ووقتِ خُروجه، قبلَ أنْ نَمْحُوَ آثارَ وجوهٍ فنَرُدَّها إلى ناحيةِ القَفا، فتكونَ مَطمُوسةً على هيئةِ أدبارِها، تَشويهاً في الخِلْقةِ وفَضيحةً؛ عُقوبةً لهم على تَحريفِهمُ الكتابَ وعَدمِ تَصدِيقِهمْ بما أُمِروا بالإيمانِ به، أو نَطرُدَهمْ مِنْ رحمتِنا وهُدانا، كما لَعنّا أصحابَ السَّبت، الذينَ اعتَدوا في سَبتِهمْ بالحيلةِ في الاصطِيادِ، فلعنَهمُ اللهُ بمَسخِهم، فكِلا الصنفَينِ منَ اليهودِ مُشتَرِكانِ في اللَّعن، معَ اختلافِ شكلِ العُقوبة. وقدْ تَحقَّقَ النوعُ الثاني منَ الوعيدِ الربّاني لهم، وهوَ اللَّعنُ بدلَ الطَّمْس، فهمْ مَلعُونونَ بكلِّ لسانٍ وفي كلِّ زَمان. وإذا أمرَ اللهُ بأمرٍ فلا بدَّ مِنْ وقوعِه، لا يَستَطيعُ أحدٌ أنْ يَمنعَه. ﴿ إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ﴾ [النساء:48] 48– واللهُ لا يَغفِرُ ذَنبَ مَنْ أشركَ به، فالشركُ يُحبِطُ الأعمالَ حتَّى لا يُبقِي لصاحبِها حَسنة، وهوَ سُبحانَهُ يَغفِرُ ذنوبَ مَنْ شاءَ مِنْ عبادهِ مادامَ غيرَ مُشرِكٍ به. ومَنْ يُشرِكْ باللهِ فقدِ اختلقَ كَذِباً عَظيماً وارتكبَ إثماً كبيراً، يُستَحقَرُ دونَهُ جميعُ الذنوبِ والآثام. والمرادُ بالشركِ مُطلَقُ الكفر. وكانَ اليهودُ وغيرُهمْ معَ تَحريفِهمْ وشِركِهمْ وكُفرِهِمْ يَطمَعونَ بالمغفِرة ﴿ وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا ﴾ [الأعراف: 169]، فبيَّنَ اللهُ تَعالَى أنَّهُ لا يُغْفَرُ لمَنْ يُشرِكُ به. ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا ﴾ [النساء:49] 49 – ألا تَنظرُ يا نبيَّ اللهِ إلى هؤلاءِ اليَهودِ والنَّصارَى، الذينَ يَزعُمونَ أنَّ ذُنوبَهمْ مَغفورة، وأنَّهمْ أحبابُ اللهِ فلا يُعَذِّبُهم، وأنَّهُ لا يَدخُلُ الجنَّةَ إلاّ مَنْ كانَ منهم؟ لكنَّ الذي يَغفِرُ الذنوبَ ويُبرِئُ النفوسَ منها هوَ اللهُ وحدَه، فهوَ العالِمُ بحقائقِ الأمورِ ونيّاتِ القُلوب، ولا يُظْلَمُ عندهُ أحَد، فلا يُنْقَصُ مِنْ أجرِ أعمالِهمْ مِقدارُ الخيطِ الذي في شِقِّ النَّواة. و يُضرَبُ المثَلُ بهذا في القِلَّةِ والحقارَة. ﴿ انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا ﴾ [النساء:50] 50 – انظرْ في دَعواهمْ هذهِ وزَعمِهمْ أنَّهمْ مُطَهَّرونَ منَ الذنوبِ وأنَّهمْ أبناءُ اللهِ وأحبَّاؤه، وهُمْ بهذا كذّابون، ويَرتَكِبونَ ذَنباً عَظيماً بيِّناً بادِّعائهمْ على اللهِ ما لا يَعلمون. ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا سَبِيلًا ﴾ [النساء:51] 51 – ألا تَنظرُ أيُّها الرسولُ إلى الذينَ أُوتوا حَظًّا منَ علمِ الكتابِ الذي بينَ أيديهمْ كيفَ يُؤمِنونَ بالأصنامِ والطَّواغيت، ممّا يُعبَدُ مِنْ دونِ الله، ويَقولونَ للمشرِكينَ إنَّكمْ أهدَى منَ المسلمين، وما أنتُمْ عليهِ منْ عبادةِ الأصنامِ أقوَمُ وأرشَدُ مِنَ الذي جاءَ به محمَّدٌ (صلى الله عليه وسلم)؟ قالوا ذلكَ عِناداً وتَعصُّباً، وهمْ يَعلمونَ أنَّ ذلكَ باطِل! وكانَ أحدُ أسيادِ اليهود، وهوَ كعبُ بنُ الأشرف، قدْ قالَ للمُشركينَ عندما قَدِمَ مكَّة: أنتُمْ خَير، كما جاءَ في أحاديثَ صَحيحَةٍ عدَّة. وتَعاطُفُ اليهودِ ومُحالفتُهمْ للمشرِكينَ ضدَّ الرسالةِ الإسلاميةِ مَعروف. ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا ﴾ [النساء:52] 52 - أولئكَ الذينَ تَفوَّهوا بذلكَ الإثمِ المُبين، أبعدَهمُ اللهُ مِنْ رحمتهِ وخَذَلَهم، ومَنْ يَطرُدْهُ اللهُ فلا ناصِرَ لهُ ولا مُعينَ ليُنقِذَهُ مِنْ عَذابِه، بشفاعةٍ أو بغَيرِها، في الدُّنيا وفي الآخِرة. وقدْ خَذَلَهمُ الله، فهُزِموا همْ والمشرِكون، وهمْ مَلعونونَ على طولِ الزَّمان. ﴿ أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ المُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا ﴾ [النساء:53] 53 - أمْ تَحسَبُ أيُّها النبيُّ أنَّ لهمْ حَظًّا مِنَ المُلكِ والمال؟ إنَّهُ ليسَ لهمْ ذلك، وحتَّى لو صارَ لهمْ شَيءٌ مِنَ المُلكِ والتصرُّفِ فيهِ لَما أَعْطَوا الناسَ مِقدارَ النُّقطةِ التي في ظَهرِ النَّواة؛ لِما عُرِفوا بهِ مِنَ الشحِّ والبُخلِ الشَّديد! ﴿ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آَتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آَتَيْنَا آَلَ إِبْرَاهِيمَ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَآَتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا ﴾ [النساء:54] 54 - أمْ يَحسُدونَ نبيَّ اللهِ محمّداً صلى الله عليه وسلم على ما رَزقَهُ اللهُ منَ النبُوَّة، وجَعلَ رسالتَهُ خاتمَ الرِّسالات، ونَسخَتْ ما سَبقها مِنَ الأديان؟ وقدْ منعَهمْ حسَدُهمْ وحِقْدُهمْ عليهِ مِنَ الإيمانِ بهِ وبرسالتِه؟ ويَحسُدونَ معَهُ أصحابَهُ الذينَ آمَنوا بهِ وناصَروهُ وصارُوا أشدّاءَ عَليهم؟ ولماذا يَخصُّونَ النبيَّ محمَّدًا بالحسَد؟ فقدْ أعطَينا أسلافَهمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ إبراهيمَ النبُوَّةَ والمُلْكَ العَظيم، كداودَ وسُلَيمانَ وغَيرِهما عَليهمُ الصَّلاةُ والسَّلام، فلا يَبعُدُ أنْ يُؤتيَهُ اللهُ ما آتاهم، وهمْ أسلافُهُ وأبناءُ عَمِّه.وما الذي نَفعَهمْ مِنْ حسدِهمْ هذا؟ ﴿ فَمِنْهُمْ مَنْ آَمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا ﴾ [النساء:55] 55 - فمِنْ أمَمِهمْ مَنْ آمَنَ بأنبياءَ لهم، ومنهمْ مَنْ كفَر، وهمْ مِنْ جِنسِهم، فلا تَتعَجَّبْ منْ حالِ هؤلاءِ القومِ ومَوقفِهمْ مِنْ دعوتِكَ أيُّها الرسول، فإنَّ هذا شأنُهمْ معَ أنبيائهمْ وهُمْ مِنهم، فكيفَ بهمْ وأنتَ لستَ منهم؟ وكفاهُمْ عُقوبةً نارٌ شديدةٌ تُسْعَرُ بهمْ وتُحرِقُهم؛ جزاءَ كفرِهمْ وعنادِهمْ ومُخالفتِهمْ كُتُبَ اللهِ ورسُلَه. الموضوع الأصلي: الواضح في التفسير الحلقة السابعة عشرة |~| الكاتب: نزف القلم |~| المصدر: منتديات بحر الامل
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
2020-04-14, 03:59 PM | #2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|