الله يحييك ببحر الامل هـنـا

♥ ☆ ♥ فعاليات بحر الامل ♥ ☆ ♥
فعاليات طابور التميز في بحر الأمل حياكم
عدد  مرات الظهور : 67,190,836 فعالية أفضل مشارك
عدد  مرات الظهور : 67,190,853 اطرح 20موضوع واكسب مع بحر الامل 3000 م +300ت - منتديات بحر الامل
عدد  مرات الظهور : 67,190,898 اطلب تصميمك ۩{ بحر ريشة مبدع لطلبات الأعضاء الحصرية}۩
عدد  مرات الظهور : 67,190,786 تعالوا عرفونا على انفسكم - منتديات بحر الامل
عدد  مرات الظهور : 67,190,724
♥ ☆ ♥اعلانات بحر الامل ♥ ☆ ♥
مركز تحميل بحر الامل
عدد  مرات الظهور : 90,573,955

 
العودة   منتديات بحر الامل > ~":: بحر الامل الاسلامي ::"~ > ۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩
 

الملاحظات

۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩ قَسَمَ يَهَتَمَ بَاَلَقَرَآنَ وًّاَلَتَفَسَيَرَ وًّاَلَقَرَاَءاَتَ ..

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 2020-04-21, 03:41 PM
نزف القلم متواجد حالياً
Saudi Arabia    
اوسمتي
الالفيه الخامسه والخمسين وسام عضو سحري يوم الوطني وسام المعايده وسام شكر وتقدير وسام قلم مبدع 
 عضويتي » 30
 جيت فيذا » 14-08-2018
 آخر حضور » 2022-04-01 (11:35 PM)
آبدآعاتي » 55,848
الاعجابات المتلقاة » 11590
الاعجابات المُرسلة » 3978
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond repute
مشروبك  » مشروبك   7up
قناتك   » قناتك abudhabi
ناديك  » اشجع ithad
مَزآجِي  »
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي الواضح في التفسير الحلقة السابعة والعشرون



الواضح في التفسير
(الحلقة السابعة والعشرون)
أ. محمد خير رمضان يوسف

الجزء الثامن
سورة الأعراف
(الآيات 1 – 47)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿ المص ﴾ [الأعراف: 1]
1- حُروفٌ مُقَطَّعةٌ لم يَرِدْ في مدلولِها حديثٌ ثابتٌ صَحيح، وعلمُها عندَ الله.

﴿ كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأعراف: 2]
2- هوَ القُرآنُ الذي أنزلَهُ اللهُ عليكَ مِنْ عندِه، فلا يَكنْ عندكَ شَكٌّ في ذلك، أو لا يَكُنْ في صدرِكَ ضِيقٌ مِنْ تبليغهِ، ولا حرجٌ في الإنذارِ بهِ مَخافةَ أنْ يُكذِّبوك، ولِيَكونَ تذكيراً للمؤمِنين، يَنتفِعونَ به، ويَهتدونَ بهديه.

﴿ اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ ﴾ [الأعراف: 3]
3- أيُّها الناس، اتَّبِعوا والتَزِموا ما أنزلَهُ اللهُ إليكمْ في القُرآن، ولا تُقبِلوا على غَيرِه، ممَّنْ يَبتَغونَ إضلالكُمْ بأهوائهم، ويُلقونَ إليكُمْ أباطيلَهم؛ لتَنحَرِفوا عنْ جادَّةِ الحقّ، وأنتُمْ قليلاً ما تَعمَلونَ بهذا، فتَتركونَ الحقَّ وتَتوجَّهونَ إلى غيرِه!

﴿ وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءهَا بَأْسُنَا بَيَاتاً أَوْ هُمْ قَآئِلُونَ ﴾ [الأعراف: 4]
4- وكثيرةٌ هي المدنُ والقُرَى التي دمَّرناها على أهلِها، لمخالفتِهمْ رسُلَنا وتكذيبِهمْ إيّاهم، وإصرارِهمْ على أباطيلِهم، فمنهمْ مَنْ حقَّ عليهمُ العذابُ فنزلَ بهمْ ليلاً وهمْ ساكِنون، ومنهمْ مَنْ نزلَ بهمُ العذابُ في وَقتِ القَيلولةِ وهمْ مُستَريحون. وكِلا الوَقتينِ وقتُ غَفلةٍ ورَاحة.

﴿ فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا إِلاَّ أَن قَالُواْ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴾ [الأعراف: 5]
5- وكانَ مقالُهمْ عندما نزلَ بهمُ العذابُ وقدْ اعتَرفوا بذَنبِهم، وهمْ يَطمعونَ بذلكَ الخلاصَ منَ العَذاب: لقدْ كنّا ظالِمين، ونحنُ مستَحِقُّونَ العقُوبة.

﴿ فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ ﴾ [الأعراف: 6]
6- وسَوفَ نسألُ الأممَ يومَ القيامةِ عمّا أجابوا رُسُلَهم، وسوفَ نَسألُ المرسَلينَ عنْ تبليغِ رسالتِهم، وما الذي أجابتْهُ أقوامُهم.

﴿ فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَآئِبِينَ ﴾ [الأعراف: 7]
7- ونُخبِرُ كلَّ الناسِ عنْ عِلم، ونبيِّنُ لهمْ ما قالوهُ وما عَمِلوه، منْ خَيرٍ وشَرّ، قليلاً كانَ أو كثيراً، فاللهُ محيطٌ بأحوالِهم، لا يَغيبُ شَيءٌ منها عنْ علمِه.

﴿ وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الأعراف: 8]
8- ووزنُ الأعمَال، والتَّمييزُ بين الصالحِ منها والفاسدِ يومَ الحساب، حقٌّ ثابتٌ عَدْل، فمنْ رَجَحَتْ كِفَّةُ مَوازينهِ بالحسَنات، فقدْ فَازوا بالنَّجاةِ والثواب.

﴿ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُونَ ﴾ [الأعراف: 9]
9- ومنْ رَجَحَتْ كِفَّةُ موازينهِ بالسيِّئات، فهمُ الذينَ خَسِروا أنفسَهم، نادمينَ مُتحَسِّرينَ على ما فاتَهمْ منَ الثَّوابِ والنَّعيم، وعلى ما لَحِقِهمْ منَ العَذابِ الأليم، وهذا لأنَّهمْ كانوا يَجحَدونَ بآياتِنا، ويُكذِّبونَ رسُلَنا.

﴿ وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ ﴾ [الأعراف: 10]
10- وقدْ جعلنا لكمُ الأرضَ مكاناً وقراراً، وجعلنا لكمْ فيها ما بهِ تَعيشونَ، مِنْ مكاسِبَ ومَطاعِمَ ومَشارِبَ وتِجارات، وكلُّ ما في الأرضِ هو مِنْ نِعمةِ اللهِ عليكم، ومعَ ذلكَ فأنتُمْ قَليلو الشُّكرِ له.

﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ ﴾ [الأعراف: 11]
11- وقدْ خلَقنا أصلَكمْ آدمَ مِنْ تُراب، ثمَّ صوَّرناهُ بَشَراً، ثمَّ نفَخنا فيهِ مِنْ روحِنا، ثمَّ قُلنا للملائكة: اسجُدوا لآدمَ سَجدةَ تَكريم، وهيَ تَعظيمٌ لشأنِ اللهِ تعالَى وجلالِه، فسجَدوا كلُّهم وأطاعوا، إلاّ إبليسَ عصَى وأبَى أنْ يَسجُد.

﴿ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ﴾ [الأعراف: 12]
12- قالَ اللهُ تعالى لإبليس: ما الذي منعكَ أنْ تَسجُدَ لآدمَ كما أمرتُك؟
قال: أنا أفضلُ وأحسَنُ مِنْ آدم، فقدْ خلقتَني مِنْ نار، وخلقتَهُ مِنْ طين، والنارُ أشرفُ مِنَ الطِّين، فلماذا أسجدُ له؟. وكانَ قياسهُ فاسِداً، وعِصيانهُ ظاهراً، فالفَضلُ لمنْ جعلَ اللهُ لهُ الفَضل، والشَّريفُ مَنْ شرَّفَهُ الله، وقدْ شرَّفَ اللهُ آدمَ فنفخَ فيهِ مِنْ روحه، وأمرَ ملائكتَهُ أنْ يَسجُدوا لهُ تَشرِيفاً له، والطِّينُ أفضلُ منَ النَّار، ففيهِ الرَّزانة، والحِلمُ والصَّبر، وهوَ محلُّ النَّباتِ والنموّ، والزيادةِ والإصلاح، والنارُ مِنْ شأنِها الإحراقُ والطَّيش، والجُرأةُ والسُّرعة؛ ولهذا كانَ الشَّيطانُ طائشاً خائناً، شَقيّاً عاصِياً لخالقِه، ولذلكَ استَحقَّ ما يأتي.

﴿ قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ ﴾ [الأعراف: 13]
13- قالَ اللهُ تعالَى لإبليسَ اللَّعين: اخرُجْ منَ الجنَّة، فلا يَصِحُّ لكَ أنْ تبقَى فيها وقدِ استَكبرتَ عنْ أمري بالسُّجودِ لآدم، فاخرُجْ منها ذَليلاً حَقيراً مُهاناً.

﴿ قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ [الأعراف: 14]
14- قالَ إبليسُ لرَبِّه: أمهِلني ولا تُمِتني في الحياةِ الدُّنيا حتَّى يومِ البَعث.

﴿ قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ ﴾ [الأعراف: 15]
15- قالَ اللهُ تعالى: قدْ أمهلتُك وأخَّرتُكَ إلى ذلكَ اليوم، لحكمةٍ أمتَحِنُ بكَ عبادي.

﴿ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ [الأعراف: 16]
16- قالَ إبليسُ لربِّه في عِنادٍ وتبجُّح: فبما أضللتَني وأهلكتَني لأُضِلَّنَّ ولأَهلِكَنَّ أولادَ آدمَ هذا الذي فضَّلتَهُ عليّ، ولأَجْلِسَنَّ في طريقِكَ المستَقيمِ التي رسمتَها لهمْ لتوصِلَهمْ بها إلى الجنَّة؛ ترصُّداً للإيقاعِ بهم.

﴿ ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴾ [الأعراف: 17]
17- ثمَّ لأُضِلنَّهم، فأشَكَّكَنَّهُمْ في الإيمانِ بيومِ الحِساب، ولأُرَغِّبنَّهمْ في دُنياهمْ بما فيها منْ شَهواتٍ ومزيِّنات، ولأشبِّهنَّ عليهمْ أمرَ دينِهمْ حتَّى يَكفُروا ويَفسُقوا، ولأَشَهِّينَّهمْ في المعاصي والمآثمِ ليقتَرِفوها، حتَّى لا تَجدَ أكثرَهمْ مؤمِنينَ بك، مُطيعينَ لك.

﴿ قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُوماً مَّدْحُوراً لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ [الأعراف: 18]
18- قالَ اللهُ تعالَى لإبليسَ اللَّعين: اخرُجْ منَ الجنَّةِ مَذموماً مُهاناً، مُبْعَداً مَطروداً، ومَنِ اتَّبعكَ مِنْ بني آدمَ يكونُ مصيرُهمْ مصيرَك، فلأملأنَّ جهنّمَ منكَ ومِنْ ذرِّيتِك، ومنْ كفّارِ ذرِّيةِ آدمَ أجمعين.

﴿ وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأعراف: 19]
19- وقلنا: يا آدمُ اسْكُنْ أنتَ وزوجتُكَ حوّاءُ الجنَّة، وكُلا مِنْ جميعِ ثمارِها الطيِّبة، ولكنْ لا تَطْعَما هذهِ الشَّجرة، وحدَّدَها لهما؛ فتَصيرا بذلكَ منَ الذينَ ظَلموا أنفسَهم، واستحقُّوا العَذاب.

﴿ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ﴾ [الأعراف: 20]
20- فحسدَهما الشَّيطان، وألقَى في قلبَيهِما بوسوستهِ ومكرهِ عِصيانَ أمرِ ربِّهما، ليترتَّبَ على ذلكَ ظُهورُ ما غُطِّيَ مِنْ عوراتِهما، وقالَ لهما في خُبثٍ وحِقدٍ وكذِب: إنَّ اللهَ منعكما مِنْ أكلِ هذهِ الشجرةِ حتَّى لا تكونا مِنَ الملائكة، أو لئلاّ تَخلُدا في الجنَّة.

﴿ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ﴾ [الأعراف: 21]
21- وحلفَ الشَّيطانُ لآدمَ وحوّاءَ باللهِ أنَّهُ صادقٌ في قَولهِ لهما، وناصِحٌ لهما بذلك، وأنَّهُ كانَ قبلَهما في الجنَّة، ويَعرِفُ مثلَ هذهِ الأمور، حتَّى خَدعَهما!

﴿ فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴾ [الأعراف: 22]
22- فحطَّهما الشَّيطانُ مِنْ دَرجةِ الطَّاعةِ إلى حالِ المعصية، بما غرَّهما مِنَ القسَمِ وطَمَعِ الخُلودِ في الجنَّة. فلمّا أكلا مِنَ الشَّجرةِ أكلاً يسيراً ظهرتْ لهما عوراتُهما، فجعلا يَرْقَعانِ ويُلْزِقانِ عليها مِنْ ورَقِ شَجَرِ الجنَّة، ونادَاهما ربُّهما لوماً وتَوبيخاً: ألمْ أمنعْكُما مِنَ الأكلِ مِنْ تلكَ الشَّجرة، وأقلْ لكما إنَّ الشَّيطانَ ظاهرُ العداوةِ لكما فلا تُطيعاه؟

﴿ قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الأعراف: 23]
23- قالَ آدم وحوّاء: ربَّنا إنَّنا أضرَرْنا بأنفسِنا عندما عَصينا أمرَك، وإذا لم تَغفِرْ لنا هذا الذَّنْب، وتَرحَمْنا بالرِّضَى عنّا، فسنَكونُ منَ الهالِكين.

﴿ قَالَ اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ﴾ [الأعراف: 24]
24- قالَ اللهُ لهما ولإبليس: انزِلوا مِنَ الجنَّةِ إلى الأرضِ ليَكونَ بَعضُكمْ عدوًّا لبعض، ولكمْ في الأرضِ استقرارٌ لمدَّةٍ محدودة، في آجالٍ مَعلومَة.

﴿ قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ ﴾ [الأعراف: 25]
25- قالَ اللهُ تعالى: في الأرضِ تَعيشون، وفيها تَموتون، ومنها تُنشَرونَ للبَعثِ والحِساب.

﴿ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴾ [الأعراف: 26]
26- با بَني آدم، لقدْ خلَقنا لكمْ مِنَ الأنعامِ والزَّرعِ ما تجعَلونَ منهُ لباساً يُواري عَوراتِكمْ ويَسترُ أجسادَكم، وريشاً منَ الطيرِ تَتزيَّنونَ به في شُؤونٍ لكم، واعلَموا أنَّ أفضلَ ما تلبَّستُمْ بهِ هوَ التَّقوَى، منَ العملِ الصَّالحِ والبُعدِ عنِ النواهي، وما خلقَهُ اللهُ لكمْ منَ اللِّباسِ هوَ منْ آياتهِ الدالَّةِ على فَضلهِ ورَحمتهِ بكم، لتَتذكَّروا بذلكَ نعمتَهُ عليكم، وتتَّعِظوا، وتَبتعِدوا عنِ المحرَّمات.

﴿ يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأعراف: 27]
27- يا بَني آدم، لا يُوْقِعنَّكمُ الشَّيطانُ في الفِتنةِ والمحنَة، بأنْ يوَسوِسَ لكمْ ويحسِّنَ في قُلوبِكمُ الباطِلَ فتُطيعوه، كما فتنَ أبويكمْ آدمَ وحوّاءَ بذلكَ فأخرجَهما مِنْ دارِ النَّعيمِ إلى دارِ التعَبِ والعَناء، وتسبَّبَ في نَزعِ لباسِهما عنهما ليُظهرَ لهما عوراتِهما، وما ذلكَ إلاّ لعَداوةٍ منهُ لجنسِكم، فكونوا على حَذرٍ شَديدٍ منه، فهوَ عدوٌّ خَبيثٌ يأتيكمْ مِنْ حيثُ لا ترونَه، وهوَ وجَماعتهُ وجنودُهُ مِنَ الجِنِّ يَرونَكمْ وأنتمْ لا تَرونَهم، وقدْ جعَلنا الشَّياطينَ قُرناءَ متمكِّنينَ منْ إضلالِ الكافِرين، فاحذَروهم جميعاً.

﴿ وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ [الأعراف: 28]
28- وإذا فعلَ المشرِكونَ أفعالاً مُنكَرة قَبيحة، كعِبادةِ الأصنام، والطَّوافِ بالبَيتِ عُرياً، قالوا: هكذا وَجدنا آباءَنا يَفعلون، واللهُ أمرَنا بها، فقلَّدوا عنْ جهل، وافترَوا على الله. قُلْ لهمْ أيُّها النبيّ: إنَّ ما تَفعلونَهُ فاحِشَةٌ مُنكَرة، واللهُ لا يأمرُ بعَملِ الفَواحِش، بلْ هوَ سُبحانَهُ يأمرُ بمحاسنِ الأعمال، ويَحُثُّ على مَكارمِ الأخلاق، أتُسنِدونَ إلى اللهِ قولَ ما لم يَقُلْهُ، وما لا تَعلمونَ صِحَّةَ ذلكَ عنه؟!

﴿ قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ﴾ [الأعراف: 29}
29- قُلْ للمُشرِكينَ: إنَّ ربِّي يأمرُ بالعَدلِ والاستِقامة.
وتوجَّهوا إلى اللهِ في عِبادتِكمْ عندَ كلِّ صَلاة، وكُونوا مخلِصينَ له، كما أنشأكمْ ربُّكمْ ابتِداءً ولم تَكونوا شَيئاً، فستَعودونَ إليهِ يومَ البَعثِ أحياءً بعدَ أنْ مِتُّمْ وصِرتُمْ عِظاماً، ليُحاسبَكمْ على أعمالِكم، فامتثِلوا أمرَه، وأخلِصوا لهُ العِبادة، حتَّى تَفوزوا.

﴿ فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴾ [الأعراف: 30]
30- وبيانهُ أنَّ هناكَ قِسماً هَداهمُ اللهُ لِما حقَّ لهمُ الهُدَى، بالاستِجابةِ لنداءِ اللهِ ورسولِه، وقِسماً أضلَّهُ الله لِما حقَّ عليهمُ الضَّلالة، فقدْ أعرَضوا عنِ الحقّ، واتَّجهوا نحوَ الشَّياطينِ وأهلِ الضَّلال، يَطلبونَ منهمُ النُّصرةَ والتأييدَ منْ دونِ الله، وهمْ يظنُّونَ أنَّهمْ على حَقّ!
فسيَعودونَ كما كانوا: فريقُ المؤمنينَ معَ آدمَ وزوجِه، وفريقُ العُصاةِ معَ إبليسَ وقَبِيلِه.

﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف: 31]
31- يا بَني آدمَ، البَسوا أحسنَ ثيابِكمْ عندَ كلِّ طَوافٍ أو صَلاة، ولا تَكونوا كقَومٍ منَ الجاهلييِّنَ الذينَ يَطوفونَ بالبَيتِ عُراة. وفي الحديثِ الصَّحيحِ الذي رَواهُ الترمِذيُّ وغَيرُه: "البَسُوا مِنْ ثيابِكمُ البَياض، فإنَّها مِنْ خَيرِ ثيابِكم...".
وذُكِرَ أنَّ بعضَهمْ كانَ لا يأكلُ دَسَماً أيّامَ الحجّ، ويَكتَفونَ باليَسيرِ منَ الطَّعام، فقالَ تعالَى ما مَعناه: وكُلوا واشرَبوا ممّا طابَ لكم، ولا تَتجاوَزوا ذلكَ بتَحريمِ الحلال، أو بالتعدِّي إلى الحرام، أو بالإفراطِ والشَّرَهِ فيه، فاللهُ لا يُحِبُّ المتعَدِّينَ فيما أحَلَّ أو حرَّم.

﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾ [الأعراف: 32]
32- قلْ أيُّها الرسُولُ للمُشرِكين، وقدْ حرَّموا ما أحلَّ الله: مَنْ حرَّمَ الزِّينةَ التي خلقَها اللهُ لعِبادهِ منَ اللِّباسِ وكلِّ ما يُتَجمَّلُ به، ومَنْ حرَّمَ ما طابَ واستلذَّ منَ المآكلِ والمشارِب؟ قلْ هيَ مخلوقةٌ للمؤمِنينَ لكرامَتِهمْ على الله، ويشارِكُهمْ فيها الكفّار، وهيَ خالصةٌ للمؤمِنينَ يومَ القيامَة، لا يشاركهمْ فيها مَنْ كفرَ وأشرَك.
وهكذا نبيِّنُ هذهِ الأحكامَ لمنْ يَعقِلُ فيَعلَم، ويتدبَّرُ فيَفقَه، ويتَّعِظُ فيَعمَل.

﴿ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ [الأعراف: 33]
33- قلْ أيُّها النبيّ: إنَّما حرَّمَ اللهُ ما تَفاحشَ عملهُ واستُنكِر، ممّا ظهرَ منهُ أو خَفِي، وسائرَ الذُّنوبِ والمعاصي التي توجِبُ الإثمَ، وحرَّمَ التعدِّيَ على الناسِ بغَيرِ وجهِ حقّ، وأنْ تَجعلوا للهِ شَريكاً في عبادتهِ ممّا لم يُنزِلْ بهِ حُجَّةً وبُرهاناً، وأنْ تَكذِبوا على الله، فتحرِّموا أشياءَ وتُسنِدوها إليهِ وهي حَلال، أو العكس، ولا علمِ لكمْ بذلكَ أصلاً.

﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ ﴾ [الأعراف: 34]
34- ولكلِّ جيلٍ منَ الأجيالِ أمَدٌ مَحدود، فإذا جاءَ الوَقتُ المقدَّرُ لفَنائهمْ فإنَّهمْ لا يتأخَّرونَ عنْ أجلِهمْ ولا يَتقدَّمون؛ فلْتَتنبَّهْ إلى ذلكَ الأمَمُ الغافِلة، ولْتَستَيقظِ الأجيالُ النائمة.

﴿ يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [الأعراف: 35]
35- أيُّها النَّاس، إذا أرسلتُ إليكمْ رسُلاً منْ جنسِكمْ يُخبِرونَكمْ بأحكامي ويبيِّنونَ لكمْ أوامري، فمنْ آمنَ برِسالتِهمْ ولم يُعانِدْهم، وأصلحَ عملَهُ بفِعلِ الطَّاعات، فلا خوفٌ عليهمْ إذا خافَ الناسُ يومَ الحِساب، ولا همْ يَحزَنونَ على ما فاتَهمْ منَ الدُّنيا، فقدْ عوَّضهمُ اللهُ خيراً منها.

﴿ وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا أُوْلَـَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [الأعراف: 36]
36- والذينَ كذَّبوا بما أنزلنا مِنْ آيات، واستَكبَروا عنِ الإيمانِ بها؛ تعالياً واستِهزاءً وعِناداً، فسيَكونونَ مُلازِمينَ النار، ماكثينَ فيها أبداً، جزاءَ تَكذيبِهمْ واستِكبارِهم.

﴿ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُوْلَـئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مِّنَ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُواْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ ﴾ [الأعراف: 37]
37- فليسَ هناكَ أظلمُ ممَّن تعمَّدَ الكذِبَ على اللهِ ونسَبَ إليهِ ما لم يقُلْه، أو كذَّبَ بما قالَهُ اللهُ في كتُبهِ المُنزَلة، أولئكَ الذينَ يُصيبُهمْ حظُّهمْ ممّا كُتِبَ لهمْ في اللَّوحِ المحفوظِ منَ الأرزاقِ والآجال، معَ ظُلمِهمْ وافتِرائهمْ على الله، حتَّى إذا حانَ أجلُهمْ وجاءَتْهُمُ الملائكةُ لقَبضِ أرواحِهم، قالتْ لهم: أينَ هيَ الآلهةُ التي كنتُمْ تَعبُدونَها وتدَّعونَ نُصرتَها؟ ادْعُوهمْ ليُنقِذوكمْ مِنْ عَذابِ الله!

قالوا: لقدْ ذَهبوا عنّا وغابوا ولا نَدري أينَ هم، ولم نَعُدْ نَرجُو نَفعَهم. واعترَفوا على أنفسِهمْ وأقرُّوا بأنَّهمْ كانوا على ضَلال، وأنَّهمْ عبَدوا مَنْ لا يَستَحِقُّونَ العبادة، وأنَّهمْ لم يَكونوا آلهةً أصلاً.

﴿ قَالَ ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّن الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعاً قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاَهُمْ رَبَّنَا هَـؤُلاء أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِّنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِن لاَّ تَعْلَمُونَ ﴾ [الأعراف: 38]
38- قالَ اللهُ لهمْ يومَ القيامَة: ادخلوا النارَ معَ أقوامٍ آخَرِينَ منْ أمثالِكمْ مَضَوا مِنَ الجِنِّ والإنس، كلَّما دَخلتْ أمَّةٌ منهمُ النارَ لعنَتْ ودَعَتْ على نَظيرِها في المُعتَقَد، ويلعَنُ القادةُ أتباعَهمْ لأنَّهمْ يَزيدونَهمْ عَذاباً، ويَلعَنُ التابِعونَ مَتبوعِيهمْ لأنَّهمْ كانوا سببَ ضلالِهم وعذابِهم، وهكذا.

حتَّى إذا تلاحَقوا واجتَمَعوا كلُّهم في النَّار، قالتْ آخِرُ أمَّةٍ منهمُ دَخلتِ النار -وهمُ الأتباعُ منَ القادةِ والرؤساءِ- لأُولاهُمْ -وهمُ المتبُوعون-: ربَّنا إنَّ هؤلاءِ قدْ دَعَونا إلى الضَّلالِ وصَرَفونا عنِ الهُدَى، فزِدْهمْ ضِعْفَ ما يَستَحِقُّونَ منَ العُقوبةِ بالنَّار.

قالَ اللهُ تَعالَى: إنَّ لكلٍّ منَ الأتباعِ والمتبُوعينَ ضِعْفَ العَذاب، ولكنْ لا تَعلمونَ ما لكلِّ فريقٍ منْ ذلك. أمّا القادةُ فلأنَّهمْ ضَلُّوا وأضَلوا، وأمّا أتباعُهمْ فلأنَّهم كانوا في ضَلالٍ وتَقليد.

﴿ وَقَالَتْ أُولاَهُمْ لأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ ﴾ [الأعراف: 39]
39- وقالَ القادةُ حينَ سَمِعوا قولَ الأتباع: فقدْ ضَللتُمْ كما ضَلَلنا، وكفرتُمْ كما كفَرنا، فنحنُ في الكُفرِ سَواء، وفي العَذابِ سَواء، وقالوا على سَبيلِ الغَضبِ والتشفِّي: فذُوقوا العذابَ جزاءَ ما كسبتُمْ بضلالِكم.

﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ ﴾ [الأعراف: 40]
40- إنَّ الذينَ كذًّبوا بآياتِنا المُحْكَمة، وأحكامِنا العَادلة، واستَكبروا عنِ اتِّباعها، واحتقَروها ونَبذوها، فأولئكَ لا تُرفَعُ أعمالهُمْ للقَبول، ولا تُفْتَحُ أبوابُ السَّماءِ لاستِقبالِ أرواحِهم، ولا يَدخُلونَ الجنَّةَ يومَ القيامةِ حتَّى يَدخُلَ الجَمَلُ في ثَقْبِ الإبرَة، وهوَ ما لا يَكون. ومثلَ هذا الجزاءِ نَجزي بهِ الكافِرينَ المجرِمين.

﴿ لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ ﴾ [الأعراف: 41]
41- نَصيُبهمْ مِنْ جَهنَّم أنْ يَكونَ فِراشَهمُ النارُ، ومِنْ فوقِهمْ أغطيةٌ مِنْ نار، فهيَ مُحيطةٌ بهم، ومثلَ هذا الجزاءِ نَجزي بهِ الكافِرين، الذينَ أضَرُّوا بأنفُسِهمْ عندَما كذَّبوا بآياتِنا واستَكبَروا عنْ قَبولِها.

﴿ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [الأعراف: 42]
42- والذينَ آمَنوا وأَتْبَعوا إيمانَهمْ بالأعمالِ الحسنةِ ولم يَستكبِروا، لا نُكَلِّفُ نَفساً إلاّ ما تَقدِرُ عليهِ وتنالُهُ بيُسرٍ وسُهولة، فأولئكَ نَصيبُهمُ الجنَّة، ماكثينَ فيها أبداً.

﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف: 43]
43- ونزَعنا ما في قُلوبِ المؤمِنينَ أهلِ الجنة مِنْ حِقدٍ وضَغِينة، وأزَلنا ما فيها مِنْ حَسَدٍ وبَغضاء، تَجري مِنْ تحتِهمُ الأنهارُ زيادةً في رَفاهيتِهمْ وسُرورِهم، وقالوا بقُلوبٍ شاكرةٍ مؤمِنة: الحمدُ للهِ الذي أرشدَنا ووفَّقنا للفَوزِ بهذا النَّعيمِ المُقيم، وما كنّا لنَهتديَ بأنفسِنا وجهودِنا لو لم يوفِّقْنا له، لقدْ كانَ حقًّا ما يَقولهُ رُسُلنا عنْ ربِّنا منَ الجزاءِ على العَملِ الصَّالحِ والوعدِ بالجنَّة.
ونادتْهُمُ الملائكةُ في تَهنِئةٍ واحتِرام: تلكَ هي الجنَّةُ التي مُنحتِموها برَحمةِ الله، وأُعطيتُموها واقتَسمتُمْ منازلَها بما كنتُمْ تَعمَلونَ مِنَ الأعمالِ الصالحةِ في الدُّنيا، فهَنيئاً لكم.

﴿ وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّاً فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴾ [الأعراف: 44]
44- ونادَى أصحابُ الجنَّةِ -بعدَ الاستِقرارِ فيها- أصحابَ النارِ، تأنِيباً لهمْ وتوبَيخاً: لقدْ وجَدنا ما وعدَنا ربُّنا مِنَ النَّعيم والكرامةِ حقًّا وصِدقاً كما بلَّغنا على ألسِنَةِ رسُلِه، فهلْ وجدتُمْ ما وعدَكمْ ربُّكمْ منَ العَذابِ والهَوانِ حقًّأ؟
قالوا: نعم، قدْ وَجدناهُ حقًّا كذلك.
فنادَى مُنادٍ بينَهمْ يُسمِعُ الفَريقين: لعنةُ اللهِ على الكافِرين.
فيَزدادُ بذلكَ أصحابُ الجنَّةِ سُروراً، وأصحابُ النارِ حُزناً وغَمًّا.

﴿ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُم بِالآخِرَةِ كَافِرُونَ ﴾ [الأعراف: 45]
45- إنَّهمْ الكافِرونَ الذينَ يَصرِفونَ الناسِ عنْ دينِ اللهِ كما يُعرِضونَ همْ عنه، ويَطلبونَ إمالتَهُ إلى الباطلِ ويَذُمُّونَهُ ولا يُريدونَهُ كما هو، وهمْ لا يؤمِنونَ بالبَعثِ والحِساب.

﴿ وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ ﴾ [الأعراف: 46]
46- وبينَ الجنَّةِ والنارِ حاجِزٌ، وهوَ السُّورُ المضروبُ بينَهما ﴿ فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ ﴾ [الحديد: 13] يمنَعُ وصولَ أحدِ الفَريقَينِ مِنْ أهلِهما إلى الآخَر، وعلى أعالي هذا السُّورِ قومٌ استوَتْ حسناتُهمْ وسِّيئاتُهم، يَنتَظِرونَ أنْ يَقضيَ اللهُ فيهمْ بما يَشاء، ثمَّ يُدخلهمُ الجنَّةَ برحمتِه. هؤلاءِ القومُ يَعرِفونَ أهلَ الجنَّةِ وأهلَ النار بعلاماتِهمُ المميَّزة، فيُنادُونَ أهلَ الجنَّةِ في تحيَّةٍ وإكرام: سلامٌ عليكم. وهمْ لم يَدخلوا الجنَّةَ بعد، ولكنَّهمْ يطمَعونَ برحمةِ اللهِ ليَدخُلوها، فيكونُ لهمْ ذلك.

﴿ وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاء أَصْحَابِ النَّارِ قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأعراف: 47]
47- وإذا حُوِّلتْ أبصارُ أهلِ الأعرافِ إلى جِهةِ أصحابِ النَّار، ورأوا ما همْ فيهِ مِنْ عَذابٍ ونَكال، قالوا مُتَعوِّذينَ بالله: ربَّنا لا تجمَعْنا معَ هؤلاءِ الكفّارِ الظالمينَ في النَّار.


بحر الامل

العاب ، برامج ، سيارات ، هاكات ، استايلات , مسابقات ، فعاليات ، قصص ، مدونات ، نكت , مدونات , تصميم , شيلات , شعر , قصص , حكايات , صور , خواطر , سياحه , لغات , طبيعة , مفاتيح , ستايلات , صيانه , تهيئة , قواعد , سيرفرات , استضافه , مناضر, جوالات





 توقيع : نزف القلم

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(عرض الكل الاعضاء الذين شاهدو هذا الموضوع: 3
, ,

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الواضح في التفسير الحلقة السابعة نزف القلم ۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩ 14 2022-10-27 04:09 PM
الواضح في التفسير الحلقة السابعة عشرة نزف القلم ۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩ 14 2022-09-04 04:03 PM
الواضح في التفسير الحلقة الحادية والعشرون نزف القلم ۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩ 15 2021-07-18 01:40 PM
الواضح في التفسير الحلقة الثانية والعشرون نزف القلم ۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩ 18 2021-07-18 01:40 PM
الواضح في التفسير الحلقة التاسعة والعشرون نزف القلم ۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩ 16 2021-07-18 01:39 PM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
الكثيري نت
Loading...


 »:: تطويرالكثيري نت :: إستضافة :: تصميم :: دعم فني ::»

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
المشاركات المكتوبة والمنشورة لا تعبر عن رأي منتدى بحرالامل ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)