شفاء لما في الصدور القران الكريم كلام الله المحفوظ في السطور والصدور لذا يغدو التدبر في آياته سبباً لإحرازِ طاقته النورانية.
أتلو سورة البقرة المُباركة اتوقف عند قوله تعالى : ( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ . الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ).
اتوقف عند كلمة وبشر أتسأل : كيف لمصيبةٍ ان تحملُ بشرى؟
بالتاكيد هنالك سر كامن في الآية المُباركة فما بين يدي الأن كتاب الله الذي : (لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ غ– تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ).
نعم أذكر هذه الآية والتي اتقنت والدتي ترديدها تلك السيدة التي اعتادت في اغلب المواقف الحياتية على الإستشهاد بآياتٍ مُباركة تختمها بتلك الآية المُباركة .
,
اُعاودُ تأمل الآية (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) .
لم أحب الرياضيات قط احببت منه المعادلات الحسابية البسيطة فقط إذ انها سبيل للوصول لنتيجة صحيحة وفق قواعد ثابتة .
لما لا استخدمها الأن؟
يستحق الأمر ان أُجري معادلةً للتوصل لحل منطقي وفق قواعد مدروسة .
الإبتلاء + الصبر الجميل = ثواب+ بشرى .
مواطن الإبتلاء تعتبر إختبار عملي للفرد للوصول للفوزِ والنجاح ذلك الاختبار يحتاج لمعايير قياسها يتمثل في مدى قدرة الفرد على إستخدام استراتيجيات واعية في التعامل مع مواطن الإبتلاء ضمن قواعد ثابتة للوصول للتوازن النفسي والتي اهمها :
- الإيمان بقدرةِ الله عز وجل في تصريف الأمور.
- اليقين بوجود خير مخبوء في مايُحسب بالنظرة البشرية المحدودة أمراً جلل .
اضعُ فاصلة ورقية في المصحف أبحثُ في الفهرس عن سورةِ الكهف أُعاودُ تامل آيات مباركة عالقة في ذهني أتامل رحلة مُميزة طالما حاولت إستيعاب تفاصيلها واسرارها مُدركة بأن استيعاب تفاصيلها سبباً لشفاء مافي الصدور وتبديد للخوف والهلع حيث تتسامى النفس وتختار الأرتقاء فوق مشاعرِ الجزع .
في السورة المُباركة رحلة مميزة بين العبد الصالح الخَضِر ونبي الله موسى عليهما السلام كان ذلك العبد الصالح يقول للنبي في بدايةِ الرحلة : إنك لن تستطيع معي صبرا .
تلك إذن إشارة واضحة وصريحة الى حاجة النفس البشرية مهما بلغت من الحكمة إلى التسليم بمعرفتها المحدودة وإطلاع الله المطلق ويقين تام بحكمة الله وحينها تتمكن النفس من إستيعاب المواقف الحياتية الصعبة او الخارجة عن المالوف خرق سفينة قتل غلام بناء جدار لقرية قد رفضت تقديم واجب الضيافة لهما تلك المشاهد كانت تُخبر عن حكمةٍ إلهية مخبوءة وكذلك هي مشاهد الحياة بصعوبتها ويسرها والتي تشملها رحمة الهية وسعت كل شيء
قال تعالى مُشيرًا للحوار : ( قَالَ إِنَّكَ لَن تَسۡتَطِيعَ مَعِيَ صَبۡرٗا . وَكَيۡفَ تَصۡبِرُ عَلَىٰ مَا لَمۡ تُحِطۡ بِهِ) .
رسالةٌ موجهة لنا من خلالِ مشاهدٍ تطبيقية لنتمكن من إتقان مهارة الصبر المُرتكزة على اليقين المطلق بالحكمة الإلهية والتي نتاجها تمكّن الفرد من المحافظة على توازنه النفسي إن مرَّ به امراً جلل فالحزن قد يُقعد الفرد عن العمل او يمنعه عن ممارسة التفكير بصورةِ سويه بينما الاخذ باسباب الصبر الجميل تصنع سبيلاً ممهد لإحراز الفوز .
هنا يكمن سر البشرى حين إتقان الصبر والذي يعتبر الوسيلة المثلى للحصول على الإتزان الفكري والسلام النفسي للمؤمن الحقيقي المُدرك بان أمره كله الى خير .
نُدركُ ذلك حين تدبر الأية الكريمة وماسبقها من ايات في سورة الكهف المُباركة شفاء الصدور : ( رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا ) .
جزاك الله خير الجزاء
وشكراً لطرحك الهادف وإختيارك القيّم
رزقك المــــــــولى الجنـــــــــــــة ونعيمـــــها
وجعلــــــ ما كُتِبَ في مــــــوازين حســــــــــناتك
ورفع الله قدرك في الدنيــا والآخــــرة
وأجـــــــــزل لك العطـــاء