الله يحييك ببحر الامل هـنـا

♥ ☆ ♥ فعاليات بحر الامل ♥ ☆ ♥
فعاليات طابور التميز في بحر الأمل حياكم
عدد  مرات الظهور : 67,804,469 فعالية أفضل مشارك
عدد  مرات الظهور : 67,804,486 اطرح 20موضوع واكسب مع بحر الامل 3000 م +300ت - منتديات بحر الامل
عدد  مرات الظهور : 67,804,531 اطلب تصميمك ۩{ بحر ريشة مبدع لطلبات الأعضاء الحصرية}۩
عدد  مرات الظهور : 67,804,419 تعالوا عرفونا على انفسكم - منتديات بحر الامل
عدد  مرات الظهور : 67,804,357
♥ ☆ ♥اعلانات بحر الامل ♥ ☆ ♥
مركز تحميل بحر الامل
عدد  مرات الظهور : 91,187,588

 
العودة   منتديات بحر الامل > ~":: بحر الامل الاسلامي ::"~ > ۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩
 

الملاحظات

۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩ قَسَمَ يَهَتَمَ بَاَلَقَرَآنَ وًّاَلَتَفَسَيَرَ وًّاَلَقَرَاَءاَتَ ..

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 2020-04-17, 11:19 PM
نزف القلم متواجد حالياً
Saudi Arabia    
اوسمتي
الالفيه الخامسه والخمسين وسام عضو سحري يوم الوطني وسام المعايده وسام شكر وتقدير وسام قلم مبدع 
 عضويتي » 30
 جيت فيذا » 14-08-2018
 آخر حضور » يوم أمس (10:05 PM)
آبدآعاتي » 55,848
الاعجابات المتلقاة » 11590
الاعجابات المُرسلة » 3978
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond repute
مشروبك  » مشروبك   7up
قناتك   » قناتك abudhabi
ناديك  » اشجع ithad
مَزآجِي  »
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي الواضح في التفسير الحلقة العشرون



الواضح في التفسير
(الحلقة العشرون)
أ. محمد خير رمضان يوسف

الجزء السادس
سورة النساء
(الآيات 148-176)
﴿ لَا يُحِبُّ اللهُ الجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ القَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللهُ سَمِيعًا عَلِيمًا ﴾ [النساء:148]
148 - لا يُحِبُّ اللهُ أنْ يُعْلِنَ أحدٌ عنْ أحدٍ سُوءاً إلاّ إذا ظُلِم. كأنْ يدعوَ على ظالِمه، أو يَشتكيَ عليهِ فيُبيَّنَ سوءَ ما ظَلمَهُ به. وكانَ اللهُ سميعاً لكلامِ الظَّالمِ والمَظلوم، عالِماً بحالِهما.

﴿ إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا ﴾ [النساء:149]
149 - وإذا أظهَرتُمْ خَيراً أو أخفَيتُموه، أو عَفوتُمْ عَمَّنْ أساءَ إليكم وأنتُمْ قادِرونَ على مؤاخَذتِه، فإنَّ اللهَ يَعفو عنِ العُصاةِ معَ قدرتهِ على عِقابهم، فكيفَ لا تَعفُونَ أنتمْ معَِ ضَعفِكم؟ فاعفُوا واصفَحوا ليُجزِلَ اللهُ لكمُ الثواب.

﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا ﴾ [النساء:150]
150 - إنَّ الذينَ تَقودُهمْ مذاهبُهمْ وآراؤهمْ إلى الكُفرِ باللهِ ورسلِه، وهمْ يَقولونَ إنَّهم مؤمِنون، ويُريدونَ أنْ يُفَرِّقوا في هذا الإيمان، فيؤمِنونَ باللهِ ويكفُرونَ برُسُلِه، ويَقولون: نؤمِنُ ببَعضِ الأنبياءِ ونَكفرُ ببعضِهمُ الآخَر، كاليهودِ الذينَ لم يُؤمِنوا بنُبوَّةِ عيسى ونُبوَّةِ محمَّدٍ عليهمُ الصلاةُ والسَّلام، والنَّصارَى الذينَ آمَنوا بالأنبياءِ ولم يؤمِنوا بمحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، ويُريدونَ أنْ يَتَّخِذوا بينَ الإيمانِ والكفرِ مَسلَكاً يَسلُكونَه، معَ أنَّ الإيمانَ لا يَختلِف، والحقَّ لا يَتعدَّد،

﴿ أُولَئِكَ هُمُ الكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا ﴾ [النساء:151]
151 - فهؤلاءِ كفرُهمْ مُحَقَّق، ولا عِبْرَةَ بما ادَّعوا منْ إيمانٍ وسَلكوا مِنْ مَسْلَك، وقدْ أعتَدْنا لهؤلاءِ الكافِرينَ وأمثالِهمْ عَذاباً مُذِلاًّ، جَزاءَ كفرِهمُ الذي ظنُّوا بهِ عِزَّة.

﴿ وَالَّذِينَ آَمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء:152]
152 - والذينَ آمَنوا باللهِ وبجَميعِ رسُلِه، كأمَّةِ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، الذينَ يؤمِنونَ بجَميعِ الأنبياء، ولم يُفَرِّقوا بينَ أحدٍ منهمْ كما فعلَهُ آخَرون، مِنَ الإيمانِ ببَعضِهم والكُفرِ ببعضِهمُ الآخَر، فأولئكَ -المؤمنونَ- سوفَ يُعطِيهمُ اللهُ ثوابَ أعمالِهمْ كامِلاً ويَزيدُهمْ مِنْ فضلِه، وهوَ غَفورٌ يَغفِرُ ذنوبَ المؤمِنينَ التائبين، ويَرحَمُهم، فيضاعِفُ لهمُ الأجر.

﴿ يَسْأَلُكَ أَهْلُ الكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا العِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ البَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ وَآَتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُبِينًا ﴾ [النساء:153]
153 - يسألُكَ أهلُ الكتابِ ممَّنْ فَرَّقوا بينَ الرُّسُل، أنْ تُنَـزِّلَ عليهمْ كتاباً مِنَ السَّماء، جُملةً واحِدةً وبخَطٍّ سماويّ، كما كانَ شَأنُ التَّوراة، وقدْ سألوا ذلكَ على سَبيلِ التعنُّتِ والعِناد، والكُفرِ والإلحاد، كما سألَ كفّارُ قُرَيشٍ قبلَهم نظيرَ ذلك ﴿ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ ﴾ [الإسراء: 93]، فلا تَهتَمَّ بهمْ وبمطالبِهمُ المُغرِضةِ هذه، فقدْ سَألوا موسَى أكبرَ منْ هذا وأعظَم؛ عِناداً لا استِرشاداً، فقالوا: نُريدُ أنْ نرَى اللهَ جَهاراً أمامَنا! فعاقَبهمُ اللهُ بصَاعقةٍ مِنْ نارٍ أهلَكتْهُم؛ بطُغيانِهم وبَغْيهم، وعنادِهم وتعنُّتِهم. ثمَّ صَاروا يَعبُدونَ العِجل، على الرغمِ ممّا جاءَهمْ نبيُّهمْ موسَى بالمُعجِزاتِ الباهِرَةِ والأدلَّةِ الواضِحة، الدالَّةِ على أُلوهيَّةِ اللهِ سُبحانَهُ ووَحدانيَّتِه. وعَفَونا عنهمْ بعدَ أنْ تابوا.

وقد أعطَينا موسَى حجَّةً بيِّنةً تُظهِرُ صِدْقَ نُبوَّتِه. وهيَ الآياتُ التِّسع.

﴿ وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا البَابَ سُجَّدًا وَقُلْنَا لَهُمْ لَا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا ﴾ [النساء:154]
154 - ورفَعنا فوقَ رؤوسِهمْ جبلَ الطورِ ليُعطُوا ميثاقَهمْ بقَبولِ شَريعةِ التَّوراة، فلمّا رأوهُ كالظُّلَّةِ فَوقَهمْ خافوا أنْ يقعَ عليهم، فوافَقوا وعاهَدوا.

وقُلنا لهمْ على لسَانِ نبيِّهمْ موسَى: إذا دخلتُمْ بابَ بيتِ المَقدِسِ فادخُلوا سَاجِدينَ خاضِعين. فلم يَفعلوا، بلْ عانَدوا وخالَفوا ودخَلوا زاحِفينَ على أُستاهُم!

ووصَّيناهمْ بأنْ لا يَظلِموا أنفُسَهمْ باصطيادِ الحيتانِ في يَومِ السَّبت.

وأخَذنا منهمْ على الامتِثالِ بهذهِ الأوامرِ عَهداً شَديداً ووَعداً مؤكَّداً، وإلاّ عَذَّبهمُ الله. فخالَفوا وعَصَوا، وتَحايلوا على ارْتِكابِ المعاصي...

﴿ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآَيَاتِ اللهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [النساء:155]
155 - فبمُخالفتِهمْ ونَكثِهمْ عهودَهمْ ومَواثيقَهمُ التي ائتُمِنوا عليها، وكفرِهمْ بالمعجِزاتِ والحُجَجِ الدالَّةِ على صِدْقِ أنبيائهِ، وقَتلِهمُ الأنبياءَ عليهمُ الصَّلاةُ والسَّلامُ بغَيرِ حَقّ، كزكريّا ويَحيَى عَليهما السَّلام. وقولِهمْ للنبيِّ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم: قلوبُنا مُغَلَّفةٌ لا يَصِلُ إليها كلامُكَ ولا تَعِيه! بلْ هيَ مَختومةٌ بالكُفر، ومَطبوعٌ عليها بالصدِّ عنِ الحقِّ والإيمان، حتَّى صارتْ مَحجوبةً عنِ العِلم، كالبَيتِ المُظلمِ الذي لا يَدخلُهُ النور، فلا نافذةَ فيهِ ولا باب، فلا يُؤمنونَ إلاّ إيماناً قليلاً، كالإيمانِ بنبوَّةِ موسَى عليهِ السَّلام، على أنَّ الإيمانَ ببعضِ الأنبياءِ دونَ آخَرينَ يُعَدُّ كُفراً.

﴿ وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا ﴾ [النساء:156]
156 - وبكفرِهمْ بعيسَى عليهِ السَّلام، وقولِهمْ على أمِّهِ مريمَ كذباً وزُوراً عَظيما، فقدْ رَمَوها بالزِّنا، وهيَ الصِّدِّيقَةُ التي فضَّلَها اللهُ على نِساءِ العالَمين!

﴿ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا المَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ﴾ [النساء:157]
157 - وقولِهمْ في فَخرٍ وتَبَجُّح، عليهمْ لَعائنُ الله: إنّا قَتَلنا هذا الذي يُدعَى المَسيح، عيسى بنَ مريم. ولكنَّ الحقَّ أنَّهمْ لم يَقتُلوهُ ولم يَصلُبوه، كما يَدَّعون، ولكنْ ألقَى اللهُ الشِّبْهَ على رجلٍ منهم، فظَنُّوهُ عيسى، فقَتلوه، وهؤلاءِ الذينَ ظنُّوا أنَّهمْ قَتلوهُ في شكٍّ وحَيرةٍ منْ ذلك، فهمْ أنفسُهمْ غيرُ متأكِّدينَ منْ ذلك، بل همْ مُترَدِّدون، ومتَّبِعونَ الظنّ، لا علمَ حَقيقيٌّ عندَهم بذلك. وما قَتلوا عيسَى يَقيناً.

﴿ بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴾ [النساء:158]
158 - بلْ رفعَهُ اللهُ إليه. واللهُ عَزيزٌ لا يُغالَبُ إذا أرادَ شيئاً، مَنيعٌ إذا انتَقم فلا يُمنَع، حَكيمٌ فيما يَفعلُ ويُدَبِّر.

﴿ وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ القِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ﴾ [النساء:159]
159 - وليسَ هناكَ أحدٌ مِنْ أهلِ الكتابِ إلا ويؤمِنُ بإنسانيَّةِ عيسى عليهِ السلامُ ونبوَّتِه، قبلَ أنْ تَزْهَقَ روحُه، يَعني عندَ الاحتِضار، فتَنكشِفُ لهُ الحَقيقَة، ولكنْ لا يَنفعُ الإيمانُ في ذلكَ الوقت، لكونهِ مُلحَقاً بالبَرْزَخ.

ويَكونُ عيسَى عليهِ السَّلامُ شهيداً على أهلِ الكتابِ يومَ القيامة، بما شاهدَهمْ عليهِ في الحياةِ الدُّنيا، أي قبلَ رَفعهِ وبعدَ نزولِه، فيَشهدُ أنَّهُ بَلَّغَهمُ الرسالة، وأقرَّ بالعبوديَّةِ لنفسِه، ويَشهدُ على اليَهودِ بأنَّهمْ كذَّبوا رسالتَه، وعلى النَّصارَى بمنْ صدَّقَهُ ومنْ كذَّبَه.

﴿ فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللهِ كَثِيرًا ﴾ [النساء:160]
160 - فبسبَبِ ظُلمِ اليَهودِ وما ارتَكبوهُ مِنْ ذُنوبٍ عَظيمة، كالكُفرِ بآياتِ الله، وعِبادَةِ العِجل، وعَداوةِ الرُّسُل، وقَتلِ الأنبياء، وبُهتانِهمْ على مَريم... حرَّمنا عليهمْ أطعمةً طيِّبةً كانتْ حَلالاً لهم، وبسبَبِ صَرفِ أنفسِهمْ وآخَرِينَ عنْ دِينِ اللهِ الحقِّ مرّاتٍ كثيرَة.

﴿ وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [النساء:161]
161 - وبسبَبِ تعامُلِهمْ بالرِّبا، وتَحايُلِهمْ في أخذهِ بأنواعِ الحِيَل، وقدْ نُهوا عنْ ذلكَ في التَّوراة.
وبسبَبِ أكلِهمْ أموالَ الناسِ بغَيرِ الحقّ، كالرِّشا في الحُكم، والتَّحريفِ والتَّزويرِ بالهدايا، وما إليها منَ الوجوهِ المحرَّمة. وقدْ هيّأنا للمُصِرِّينَ منهمْ على الكُفرِ - إلاّ مَنْ تابَ وآمَنَ- عَذاباً مُؤلماً مُوجعاً في الآخِرَة، إضافةً إلى معاقَبتِهمْ في الدُّنيا؛ لظُلمِهمْ وعِصيانِهم.

﴿ لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ مِنْهُمْ وَالمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالمُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآَخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء:162]
162 - وليسَ اليَهودُ كلُّهمْ كذلك، فإنَّ الثابِتينَ منهمْ في العِلمِ النافعِ ممَّنْ أسلمَ منْ عُلمائهم، وأولي البصائرِ ممَّن آمنَ منهم، مثلَ عبدِالله بنِ سلاّم وأصحابِه، يؤمنونَ بالقُرآن، وبالكتبِ المُنْـزَلةِ مِنْ قَبل، وهمْ يُقيمونَ الصَّلاةَ على وجهِها، ويُعطُونَ الزكاةَ المفروضَةَ عَليهم، ويؤمِنونَ باللهِ الواحدِ الأحَد، وبالبَعثِ بعدَ الموت، والجزاءِ على الأعمال، فأولئكَ سنؤتيهمْ ثَواباً جَزيلاً وأجراً عَظيماً على ما آمَنوا وصَدَّقوا.

﴿ إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ﴾ [النساء:163]
163 - وقدْ طَلَبَ منكَ أهلُ الكتابِ أنْ تُنَـزِّلَ عليهمْ كتاباً منَ السَّماء، وشأنُكَ في الوحي شأنُ سائرِ الأنبياءِ الموحَى إليهم، فقدْ أوحَينا إليكَ كما أوحَينا إلى نوحٍ، وإلى مَنْ تَلَوهُ منَ الأنبياء، إبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، والأسباطِ -وهمْ أولادُ يعقوبَ-، وعيسى، ويونُس، وهارون، وسُلَيمان، وآتَينا داودَ الزَّبُور.

﴿ وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ﴾ [النساء:164]
164 - ورُسُلاً آخَرينَ قَصَصنا عليكَ خبرَهمْ في القُرآنِ قبلَ هذهِ السُّورة، وآخَرينَ لم نَقصُصْهمْ عليكَ مِنْ قَبل، وكلَّمَ اللهُ موسَى تَكليماً، بلا واسِطة.

﴿ رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴾ [النساء:165]
165 - لقدْ أرسَلنا رُسُلاً يُبَشِّرونَ الناسَ بالثَّوابِ العَظيمِ لمنْ أطاعوا أنبياءَهم، ويُنذِرونَ مَنْ كذَّبوهمْ وخالَفوهمْ بالعِقابِ والعَذاب، حتَّى لا يَكونَ لهمْ عُذرٌ يومَ الحِساب، ولئلاّ يَقولوا ربَّنا ما أرسلتَ إلينا رُسلاً يُعَلِّمونَنا، وما أنزَلْتَ علينا كتُباً نَهتدي بها. واللهُ عَزيزٌ في مُلكِه لا يُغالَب، حكيمٌ في أمرهِ وتَدبيرِه.

﴿ لَكِنِ اللهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللهِ شَهِيدًا ﴾ [النساء:166]
166 - فإنْ لم يَشهدْ لكَ المشرِكونَ وأهلُ الكتابِ أيُّها النبيُّ الكرِيم، وجحَدوا نبوَّتَكَ وكذَّبوك، فاللهُ يَشهَدُ بنبوَّتِكَ وصِدقِك، ويَشهَدُ بالقُرآنِ الذي أنزلَهُ عَليك، أنزلَهُ بعِلمِهِ الذي لا يَعلمُهُ غَيرُه، بنَظْمٍ وأسلوبٍ يَعجِزُ عنهُ كلُّ بَليغ، وفيهِ آياتهُ وهَديُه. والملائكةُ يَشهدونَ كذلكَ على صِدْقه، وكفَى أنْ يكونَ اللهُ شَهيداً على ذلك، وأقامَ حُجَجاً على صِحَّةِ نبوَّتك، يؤمِنُ بها مَنْ لم يُعانِدْ ويُخاصِم.

﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾ [النساء:167]
167 - والذينَ كفَروا بما أُنْزِلَ إليك، ومَنعوا الناسَ منِ اتِّباعك، وكَتموا أوصافَكَ ليُبعِدوهمْ عنِ الإيمانِ بنبوَّتِك، فقدِ ابتعَدوا عنِ الحقِّ ابتِعاداً كبيراً، وجَمعوا بينَ الضَّلالِ والإضلال.

﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا ﴾ [النساء:168]
168 - والذينَ كفَروا وظَلموا أنفسَهمْ كما ظَلموا النَّاس، بإنكارِ صفاتِ محمَّدٍ عليهِ الصلاةُ والسلام، وإنكارِ نبوَّتِه، فصَدُّوا النَّاسَ عنِ الإيمانِ بذلك، لنْ يَغفِرَ اللهُ لهمْ ولنْ يَهديَهُمْ إلى الإسْلام؛ لعدمِ استِعدادِهمْ للهِدايةِ إلى الحقِّ، والاسترشادِ بالآياتِ الواضِحة، والتوجُّهِ نحوَ الأعمالِ الصَّالحة.

﴿ إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرًا ﴾ [النساء:169]
169 - ولكنْ يُمَهِّدُ لهمُ الطَّريقَ ليَدخلوا جهنَّم، مخلَّدينَ فيها إلى الأبَد، وهذا سَهلٌ يَسيرٌ على الله، ولا صَارفَ لهُ عنْ ذلك، فهمْ مُحقَّرونَ لا يَستَحِقُّونَ الرَّحمَة، لأنَّهمْ لم يُبالوا بأوامرِ الله، ولم يَلتَفِتوا إلى سُبلِ الخَيرِ وطريقِ الحقّ، فلا يُبالي اللهُ بهم.

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآَمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ للهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ [النساء:170]
170 - أيُّها النَّاس، إنَّ الرسُولَ محمَّداً صلى الله عليه وسلم قدْ جاءَكمْ بالهُدَى ودينِ الحقِّ وشَهادةِ التوحيدِ بإذنٍ منَ اللهِ ووَحيٍ منه، فآمِنوا بما جاءَكمْ بهِ مِنَ الحقِّ واتَّبِعوهُ يَكنْ خيراً لكمْ وأنجَى، وإنْ تَكفُروا بذلكَ فإنَّهُ غنيٌّ عنكمْ وعنْ إيمانِكم، فلهُ مُلْكُ السَّماواتِ والأرضِ وما بينَهما، وكلُّ ما فيهما مُنقادٌ لهُ ويتصَرَّفُ فيهما كما يَشاء، والله عليمٌ بأحوالِكمْ وبمنْ يَستَحِقُّ الهدايةَ منكمْ فيَهديه، حكيمٌ فيما يُشِرِّعهُ ويُدَبِّرهُ ويُقَدِّره.

﴿ يَا أَهْلَ الكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الحَقَّ إِنَّمَا المَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللهِ وَكِيلًا ﴾ [النساء:171]
171 - يا أهلَ الكتاب، منَ اليهودِ والنَّصارَى، لا تَتطرَّفوا ولا تَتجاوزوا الحقَّ في دينِكم، ولا تَذكروا عنِ اللهِ إلاّ ما هوَ صِدقٌ وحَقٌّ وعَدل، بعيداً عنِ الكذبِ والضَّلالِ والباطِل، فلا صاحبةَ لهُ ولا ولَد، وما المسيحُ عيسى بنُ مريمَ إلا عبدُ اللهِ ورسولهُ، خُلِقَ بكلمةِ اللهِ وأمرهِ "كُنْ" التي أوصلَها إلى مَريم، مِنْ غيرِ واسِطةٍ ولا أب، وهوَ رُوحٌ منَ الأرواحِ التي خلقَها اللهُ وكمَّلها بالصِّفاتِ الفاضِلةِ والأخلاقِ الكامِلة.

و"مِنْ" في قولهِ ﴿ وَرُوحٌ مِّنْهُ ﴾ للتَّشريفِ والتكريم، كأنْ تَقول: نِعمةٌ مِنَ الله، وليستْ "مِنْ" تَبعيضيَّةً كما ادَّعتِ النَّصارى وقالت: يَعني أنَّهُ بَعْضٌ مِنَ الله، تعالَى اللهُ عنْ ذلكَ عُلوّاً كبيراً، كما أنَّ قولَهُ تعالَى: ﴿ وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ ﴾ [الجاثية: 13] لا يَعني أنَّ هذهِ الأشياءَ بعضٌ منَ الله...

فآمِنوا وصَدِّقوا باللهِ الواحدِ الأحَد، الذي لا صاحِبةَ لهُ ولا ولَد، وآمِنوا بجَميعِ أنبيائهِ ورُسُلِه، وهمْ عَبيدٌ مثلُكم، ولكنَّ اللهَ يوحِي إليهمْ ويُكلِّفُهمْ بتَبليغِ رسالتِه، ولا تَقولوا إنَّ الآلهةَ ثلاثة، فتَجعلوا عيسى وأمَّهُ شَريكينِ معَ الله، فانتَهوا منْ هذا الإثمِ العَظيمِ والشِّركِ الكبير، فإنَّ مَنْ قالَ ذلكَ أشركَ وكفَر. (وكانتْ هناكَ فِرقةٌ مِنَ النَّصارى يَقولونَ بأُلوهيَّةِ مريمَ أيضاً، يُقالُ لهمُ "المريَميُّون"، ظَهروا في القَرنِ السادسِ الميلادي، القرنِ الذي بُعِثَ فيهِ الرسولُ محمَّدٌ صلى اللهُ عليه وسلَّم).

انتَهُوا عنِ القولِ بالتَّثليث، فهوَ خَيرٌ لكمْ منْ هذا الكذِبِ والافْتراءِ الباطِلِ الذي لا أصلَ لهُ ولا عقلَ يَقبلُه، إنَّما اللهٌ إلهٌ واحِدٌ مُنـزَّهٌ عنِ التعدُّدِ، تعالَى وتَقدَّسَ أنْ يكونَ لهُ ولدٌ مثلُه، فلا شبيهَ لهُ ولا كُفء، بلْ جميعُ ما في السَّماواتِ والأرضِ مُلكهُ وعَبيدهُ وتحتَ تَصرُّفِه، لا يَخرجُ عنْ مُلكهِِ شَيءٌ ممّا هوَ فيهما، ولو كانَ لهُ ولدٌ لكانَ مثلَهُ في صِفَةِ المُلكيَّة، وهوَ الوكيلُ الحافِظُ المستَقِلُّ بحفظِ جَميعِ ما في الكون، ولا يَحتاجُ إلى مَنْ يُعينُه، فلا يُتَصَوَّرُ له ولد، بلِ القائلُ بذلكَ في ضَلالٍ وكذبٍ وجَهل.

﴿ لَنْ يَسْتَنْكِفَ المَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا للهِ وَلَا المَلَائِكَةُ المُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا ﴾ [النساء:172]
172 - ولنْ يَستَكبِرَ المسيحُ عيسى عنْ أنْ يكونَ عبداً لله مُطيعاً، والعُبوديَّةُ للهِ شَرَفٌ وعِزُّ لمَنْ عَقَل، كما لا يأنَفُ ملائكتهُ المقرَّبونَ مِنْ أنْ يَكونوا عَبيداً له، ومَنْ يَمتَنعْ عنْ عبادتهِ ويَستَكبِرْ عنْ طاعتِه، فسيَجمَعُهمْ إليهِ يومَ القيامةِ ليَفصِلَ بينَهم بحُكمهِ العَدل.

﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ﴾ [النساء:173]
173 - فأمّا مَنْ آمنَ إيماناً صَحيحَاً، وعَمِلَ عَملاً صالحاً موافِقاً للشَّريعة، مُبتَغياً بهِ وجهَ الله، فيُعطيهمُ اللهُ أجورَهمْ كامِلةً، ويَزيدُهمْ أضعافاً مُضاعَفةً بفَضلِه. وأمّا مَنْ عصَى واستكبرَ عنْ عبادتِه، فيُعَذِّبُهم عَذاباً مُوجِعاً مُهلِكاً، ولا يَجدونَ هناكَ مَنْ يَلي أمورَهمْ، ويُدافِعُ عنهم، ويَنتصِرُ لهم، ويُخَلِّصهمْ مِنْ عذابِ اللهِ المحيطِ بهم.

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا ﴾ [النساء:174]
174 - أيُّها النَّاس، لقدْ أتَتكمْ مُعجِزاتٌ كافيةٌ مِنْ ربِّكم، وأنزَلنا إليكمْ بواسطةِ النبيِّ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم القُرآنَ الكريمَ الذي فيهِ نورٌ بيِّنٌ يُفَرِّقُ بينَ الحقِّ والباطِل.

﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ﴾ [النساء:175]
175 - فأمّا الذينَ آمنوا بربِّهمْ وأطاعوهُ وتوكَّلوا عليهِ حقَّ التوكُّل في جميعِ أمُورِهم، فسيَرحَمُهمْ، ويُدخِلُهمُ الجنَّة، ويَزيدُهمْ مِنْ فَضلهِ وإحسانِه، فيُضاعِفُ لهمْ أجورَهم، ويَزيدُهمْ نوراً وهِدايةً وتَثبيتاً على دينِه، ودرجاتٍ عاليةً في الجنَّة.

﴿ يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [النساء:176]
176 - يَسألونكَ عنِ الكَلالة، وهي مَسألةٌ فَرائضيَّة، فيمَنْ ماتَ وليسَ لهُ ولَدٌ ولا والِد، فقُل: يُجيبُكمُ اللهُ عنها ويُبَيِّنُ حُكمَها. فإذا ماتَ شَخصٌ، وليسَ لهُ ولَد، ولهُ أُخت، فللأُختِ نِصْفُ ما تركَ مِنَ الميراث، ويَعني هذا أنَّهُ ليسَ لهُ أب، فلو كانَ حيّاً لحجَبها.

والأخُ يَرِثُ جميعَ مالِ أختهِ إذا ماتَتْ وليسَ لها والِدٌ ولا ولَد.

فإذا كانَ للميِّتِ أُختان، فلهما ثُلثا الترِكة.

وإذا كانَ للميِّتِ إخوةٌ وأخوات، أُعطِيَ للذكَرِ منهمْ حظُّ الأُنثَيَين.

ويُوَضِّحُ اللهُ لكمْ هذهِ الأحكامَ ويُحَدِّدُها حتَّى لا تَشتَطُّوا وتَقعوا في الخطأ. وهوَ سُبحانَهُ عالِمٌ بعواقبِ الأمُورِ ومصالِحِها، فيُشَرِّعُ ما هوَ حقٌّ وعدلٌ بعلمِهِ وحكمتِه.


بحر الامل

العاب ، برامج ، سيارات ، هاكات ، استايلات , مسابقات ، فعاليات ، قصص ، مدونات ، نكت , مدونات , تصميم , شيلات , شعر , قصص , حكايات , صور , خواطر , سياحه , لغات , طبيعة , مفاتيح , ستايلات , صيانه , تهيئة , قواعد , سيرفرات , استضافه , مناضر, جوالات





 توقيع : نزف القلم

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(عرض الكل الاعضاء الذين شاهدو هذا الموضوع: 2
,

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الواضح في التفسير الحلقة العاشرة نزف القلم ۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩ 14 2022-10-27 04:11 PM
الواضح في التفسير الحلقة التاسعة نزف القلم ۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩ 15 2022-10-27 04:11 PM
الواضح في التفسير الحلقة الرابعة نزف القلم ۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩ 13 2022-10-27 04:07 PM
الواضح في التفسير الحلقة الثالثة نزف القلم ۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩ 21 2022-10-27 04:03 PM
الواضح في التفسير الحلقة الثلاثون نزف القلم ۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩ 16 2021-07-18 01:39 PM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
الكثيري نت
Loading...


 »:: تطويرالكثيري نت :: إستضافة :: تصميم :: دعم فني ::»

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
المشاركات المكتوبة والمنشورة لا تعبر عن رأي منتدى بحرالامل ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)