الله يحييك ببحر الامل هـنـا

♥ ☆ ♥ فعاليات بحر الامل ♥ ☆ ♥
فعاليات طابور التميز في بحر الأمل حياكم
عدد  مرات الظهور : 67,596,026 فعالية أفضل مشارك
عدد  مرات الظهور : 67,596,043 اطرح 20موضوع واكسب مع بحر الامل 3000 م +300ت - منتديات بحر الامل
عدد  مرات الظهور : 67,596,088 اطلب تصميمك ۩{ بحر ريشة مبدع لطلبات الأعضاء الحصرية}۩
عدد  مرات الظهور : 67,595,976 تعالوا عرفونا على انفسكم - منتديات بحر الامل
عدد  مرات الظهور : 67,595,914
♥ ☆ ♥اعلانات بحر الامل ♥ ☆ ♥
مركز تحميل بحر الامل
عدد  مرات الظهور : 90,979,145

 
العودة   منتديات بحر الامل > ~":: بحر الامل الاسلامي ::"~ > ۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩
 

الملاحظات

۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩ قَسَمَ يَهَتَمَ بَاَلَقَرَآنَ وًّاَلَتَفَسَيَرَ وًّاَلَقَرَاَءاَتَ ..

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 2021-03-24, 10:06 AM
نزف القلم متواجد حالياً
Saudi Arabia    
اوسمتي
الالفيه الخامسه والخمسين وسام عضو سحري يوم الوطني وسام المعايده وسام شكر وتقدير وسام قلم مبدع 
 عضويتي » 30
 جيت فيذا » 14-08-2018
 آخر حضور » 2022-04-01 (11:35 PM)
آبدآعاتي » 55,848
الاعجابات المتلقاة » 11590
الاعجابات المُرسلة » 3978
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond repute
مشروبك  » مشروبك   7up
قناتك   » قناتك abudhabi
ناديك  » اشجع ithad
مَزآجِي  »
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي تفسير الربع الرابع من سورة الإسراء



تفسير الربع الرابع من سورة الإسراء
• الآية 70: ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ ﴾ بالعقل والعِلم والنُطق واعتدال الخلق، وسَخَّرنا لهم جميع ما في الكون ﴿ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ﴾: أي وسَخَّرنا لهم الدَوَابَّ (في البر) والسفن (في البحر) لتحملهم، ﴿ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ﴾ أي مِن طيبات المَطاعم والمَشارب (وفي هذا دليل على إبطال الزُهد في لذيد الطعام - كالعسل واللحوم والفواكه -، والاكتفاء بالخبز بالملح ونَحْوه (مع توفر طيِّب الطعام والشراب)، فهذا مُخالِفٌ لمَنهج السَلَف)، ﴿ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ﴾ أي تفضيلاً كبيراً، (فالآدميون أفضل من الجن والحيوانات، والصالحون المُتَّقون - مِن بني آدم - أفضل من الملائكة).
♦ أفلا يقوم بنو آدم بشُكر ربهم على ذلك التفضيل بتوحيده وطاعته، وألاَّ يَنشغلوا بهذه النعم عن عبادة المُنعِم سبحانه، وألاَّ يَستعينوا بها على مَعاصيه!
• الآية 71، والآية 72: ﴿ يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ﴾: أي اذكر - أيها الرسول - يوم القيامة، يوم يَدعو اللهُ كل جماعة من الناس مع إمامهم الذي كانوا يَقتدون به (في الخير أو الشر)، فيَتقدم ذلك الإمام ووراءه أتْباعه وتُوَزَّع الكتب عليهم واحداً واحداً، ﴿ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ ﴾: أي فمَن كان منهم صالحًا، وأُعطِيَ كتاب أعماله بيمينه: ﴿ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ ﴾ فَرِحين مُستبشِرين ﴿ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا ﴾: أي ولا يُنْقَصونَ مِن ثواب أعمالهم الصالحة شيئًا (ولو كان مقدارَ الخيط الذي يكون في شَقِّ نواة التمرة).
♦ وأما الذين يأخذون كتابهم بشمالهم فقال سبحانه عنهم: ﴿ وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ ﴾ الدنيا ﴿ أَعْمَى ﴾ يعني أعمى القلب عن آيات اللهِ تعالى، فلم يؤمن بها رغم وضوحها: ﴿ فَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ أَعْمَى ﴾ عن سلوك طريق الجنة، ﴿ وَأَضَلُّ سَبِيلًا ﴾ مِن ضلال الدنيا (لأنّ ضَلال الآخرة ليس له مَخرج).
• من الآية 73 إلى الآية 77: ﴿ وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ﴾ أي: ولقد قارَبَ المشركون أن يَصرفوك - أيها الرسول - عن القرآن الذي أنزلناه إليك ﴿ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ ﴾: أي لتقول علينا غير الذي أوحيناه إليك، فتَجيء لهم بما يُوافق أهواءهم، وتترك ما أنزل اللهُ إليك (وذلك حين طلبوا منه أن يَترك تبليغ ما فيهِ سَبٌّ لآلهتهم، وأن يَتصالح معهم ولو مؤقتاً)، وهذا مَكْرٌ منهم وخديعة، إذ لو وافقهم على شيءٍ لَطالَبوه بآخر، ولقالوا: (إنه لا يُوحَى إليه، بدليل قبوله مِنَّا كذا، وتنازُله عن كذا)، ﴿ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا ﴾ يعني ولو فعلتَ ما أرادوه: لاتَّخذوكَ حبيبًا خالصًا، ﴿ وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا ﴾: يعني ولولا أنْ ثبَّتناك على الحق، وعصمناك عن مُوافقتهم، لَقاربْتَ أن تميل إليهم مَيْلاً قليلاً (لِكثرة رغبتك في هدايتهم)، ﴿ إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ﴾: يعني ولو رَكَنت إليهم ركونًاً قليلاً، ووافقتَهم على بعض اقتراحاتهم: لأذقناكَ ﴿ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ﴾ أي لَضاعَفنا عليك العذابَ في الدنيا والآخرة (وذلك لِعَظيم نعمة اللهِ عليك وكمال مَعرفتك)، (ويُحتمَل أن يكون المقصود بعذاب الدنيا: تراكم المصائب أثناء مُدّة الحياة)، ﴿ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا ﴾ أي: ثم لا تجد أحدًا ينصرك ويَدفع عنك عذابنا.
♦ وفي هذه الآيات دليلٌ على أنه بحَسَب عِلم العبد ومَكانته: يَتضاعف عقابه (إذا فعل ما يُلامُ عليه)، كما قال تعالى لنساء النبي: ﴿ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ ﴾.
♦ وفي الآيات أيضاً دليلٌ على شدة افتقار العبد إلى تثبيت اللهِ له، وأنه يَنبغي أن يَظل مُتذللاً لربه أن يُثبته على الإيمان، لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم - وهو أكمل الخلق -، قال الله ُله: ﴿ وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ ﴾ فكيف بغيره؟
♦ ولمّا فشلوا في المحاولات السِلمية مع الرسول صلى الله عليه وسلم، أرادوا استعمال القوة، فقرروا إخراجه من مكة بالموت أو الطرد، فأخبره تعالى بذلك إعلاماً وإنذاراً فقال: ﴿ وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا ﴾ أي: ولقد قارَبَ الكفار أن يُخرجوك من "مكة" بإزعاجهم لك، ﴿ وَإِذًا ﴾: يعني ولو أخرجوك منها كَرهاً: ﴿ لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ يعني ما أقاموا فيها خَلفك - أي بعدك - إلا زمنًا قليلاً حتى تَحِلّ بهم العقوبة العاجلة، ولكنَّ اللهَ صَرَفهم عنك حتى خرجتَ أنتَ باختيارك (عِلماً بأنّ اللهَ تعالى قد أوقع بهم يوم بدر، وقَتَلَ زعمائهم، وذلك بعد خروج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة، فللهِ الحمد)، ﴿ سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا ﴾: أي تلك هي سُنَّة اللهِ تعالى في إهلاك الأُمّة التي تُخرِجُ رسولها مِن بلده، ﴿ وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا ﴾: يعني ولن تجد - أيها الرسول - لسُنَّتنا تغييرًا ولا تبديلاً، فوَعْدنا ثابتٌ لا يَتخلف.
• من الآية 78 إلى الآية 81: ﴿ أَقِمِ الصَّلَاةَ ﴾ (هذا أمْرٌ من اللهِ لرسوله بأداء الصلاة بشروطها وأركانها، في خشوعٍ واطمئنان (فإنها مَأمن الخائفين، ومَنار السالكين، ومِعراج الأرواح إلى ساحة الأفراح)، وكذلك أمَرَهُ سبحانه أن يؤديها ﴿ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ ﴾ أي ابتداءً من وقت تَحَرُّك الشمس عن وسط السماء (وهو وقت الظهر) ﴿ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ ﴾: يعني إلى وقت اشتداد ظلام الليل (ويدخل في هذا صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء)، ﴿ وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ ﴾ (والمقصود بقرآن الفجر هنا: أداء صلاة الفجر والقراءة فيها، لأنّ هذا عطفٌ على مواقيت صلاة الفريضة (من الظهر إلى العشاء))، (وقد يأتي لفظ "الصلاة" ويُراد به القراءة، كما قال تعالى: ﴿ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ ﴾ أي لا تَجهر بقراءتك في الصلاة)، (واعلم أنّ اللام التي في كلمة (لِدُلُوكِ) تسمى (لام التوقيت)، وهي بمعنى: عِندَ).
﴿ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴾: يعني إنّ صلاة الفجر تحضرها ملائكة الليل وملائكة النهار، قال النبي صلى الله عليه وسلم - كما في الصحيحين -: (يَتعاقبون فيكم - أي يَتناوبون فيكم - ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يَعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم: (كيف تركتم عبادي؟)، فيقولون: (تركناهم وهم يُصَلًّون، وأتيناهم وهم يُصَلًّون).
﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ ﴾ يعني: وقم مِن نومك - أيها النبي - بعض الليل، لتتجهد بالقرآن (والمعنى أن تؤدي صلاة "قيام الليل" وتقرأ القرآن فيها)، حتى تكون صلاة الليل ﴿ نَافِلَةً لَكَ ﴾ أي زيادةً لك في عُلُوّ القدر ورَفع الدرجات.
♦ وبهذا قد جعل اللهُ قيام الليل واجباً على النبي صلى الله عليه وسلم بصفة خاصة (زيادةً له في الثواب والتشريف)، ولهذا وَعَدَهُ بعدها أن يَبعثه مَقاماً محموداً، فقال: ﴿ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ﴾ أي: وسوف يأتي بك اللهُ شافعًا للناس يوم القيامة؛ ليَرحمهم سبحانه مِمّا يكونون فيه، (واعلم أنّ كلمة (عسى) إذا جاءت من اللهِ تعالى، فإنها تفيد الوجوب وتأكيد الوقوع)، ولِذا فقد بَشَّرَ اللهُ رسوله في هذه الآية بأن يُقِيمه يوم القيامة (مقاماً محموداً) يعني يَحمده عليه الأولون والآخرون (أي يُثنون عليه في ذلك الموقف)، فكما ثَبَتَ في الصحيحين أنّ آدم عليه السلام يَتخلى عن الشفاعة، وكذلك سائر الأنبياء، حتى تنتهي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فيقول: (أنا لها، أنا لها)، فيستأذن ربه في الشفاعة، فيَأذن اللهُ له، فيَشفع للخلائق في فصل القضاء، حتى يَستريحوا مِن شدة الموقف وطُوله وحَرِّه.
﴿ وَقُلْ ﴾ - أيها الرسولُ في دعائك -: ﴿ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ ﴾: أي ربِّ أدخِلني المدينة - دارَ هِجرتي - إدخالاً مَرضياً لا أرى فيه مكروهاً، ﴿ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ ﴾ أي: وأخرِجني من مكة إخراجاً يَجعلني لا ألتفت إليها بقلبي شوقاً وحَنيناً (وهذه بشارةٌ من اللهِ تعالى لرسوله بأنه قد أَذِنَ له بالهجرة)، ﴿ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا ﴾: أي اجعل لي مِن عندك حُجّة ثابتة، تنصرني بها على جميع مَن خالفني (وقد استجاب اللهُ دعائه فأيَّده بأعظم حُجّة، حيثُ حَفَظَ القرآن إلى قيام الساعة، وأَوْصَلَ الإسلام إلى جميع الناس، ليكون ذلك شاهداً على نُبُوّته صلى الله عليه وسلم).
﴿ وَقُلْ ﴾ - أيها الرسول -: ﴿ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ﴾: أي جاء الإسلام وذهب الشرك، ﴿ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا ﴾: يعني إنّ الباطل لا بقاءَ له ولا ثبات، والحق هو الثابت الباقي الذي لا يزول، (وهذه بشارةٌ أخرى بأنّ اللهَ تعالى سيَفتح له مكة، ويُدخِله فيها منتصراً).*
• الآية 82: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ ﴾: أي ونُنَزِّل من آيات القرآن ما يَشفي القلوبَ مِنَ الأمراض (كالشَكّ والنفاق والجهل)، وما يَشفي الأبدان (برُقْيتها به)، ففي صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنّ رسول صلى الله عليه وسلم بَعَثهم - وكانوا ثلاثين راكباً - فنزلوا على قومٍ من العرب، فسألوهم أن يُضَيفوهم، فرفضوا، فلُدِغَ سيِّد الحَيّ (يعني إنّ سيد القوم قد لَدَغَه عقرب)، فجاء رجلٌ إلى الصحابة وقال لهم: (فِيكم مَن يَرقي من العقرب؟)، قالوا: (نعم، لكنْ حتى تُعطونا)، فقال: (إنّا نعطيكم ثلاثين شاة)، فرَقاهُ أحد الصحابة بفاتحة الكتاب، قرأها عليه سبع مرات، فشفاه الله.
﴿ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ يعني إنّ هذا القرآن رحمة للمؤمنين بصفة خاصة، وذلك لأنهم يَعملون به، فيَرحمهم اللهُ تعالى بسببه، ﴿ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ﴾: أي ولكنّ الكفار لا يَزيدهم القرآن إلا هلاكاً، لأنه قد أقام عليهم الحُجّة.
• الآية 83، والآية 84: ﴿ وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ ﴾ بمالٍ وصحةٍ وغير ذلك: ﴿ أَعْرَضَ ﴾ عن الشكر فلم يَشكر، ﴿ وَنَأَى بِجَانِبِهِ ﴾: أي تباعَدَ عن طاعة ربه، وتكَبَّرَ على الناس، ﴿ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا ﴾: يعني وإذا أصابته شِدَّةٌ - مِن فقر أو مرض أو غير ذلك - فإنه يكون شديد اليأس مِن رحمة اللهِ تعالى وفَرَجه، ساخطٌاً على قضائه (إلا مَن عَصَمه اللهُ في حالتَي الرخاء والشدة)، كما قال تعالى في آيةٍ أخرى: ﴿ إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا ﴾ أي على ما أصابهم من الضُرّ (احتسابًا للأجر عند اللهِ تعالى)، ﴿ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾ شُكراً للهِ على نِعَمِه ﴿ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ﴾.
﴿ قُلْ ﴾ - أيها الرسول - لهؤلاء المشركين: ﴿ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ ﴾: يعني كُلُّ واحدٍ منا ومنكم يَعمل على طريقته التي تليق بحاله من الهدى والضلال والشكر والكفر ﴿ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا ﴾: أي فرَبُّكم أعلم بمَن هو أهدى منا ومنكم إلى طريق الحق فيُعطيه الثواب، ومَن هو أضَلّ سبيلاً فيُنزِل به العقاب.
• الآية 85: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ﴾: يعني ويَسألك الكفار عن حقيقة الروح التي يَحيا بها الجسد، ﴿ قُلِ ﴾ لهم: ﴿ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ﴾: يعني إنّ حقيقة الروح من الأمور التي اختَصَّ اللهُ بها نفسه وانفرد بعِلمها، ﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴾: يعني وما أُعطِيتم من العلم - أنتم وجميع الناس - إلا شيئًا قليلاً.
♦ واعلم أنّ سبب نزول هذه الآية أنّ المشركين بَعَثوا النَضر بن الحارث وعُقبة بن أبي مُعَيْط إلى علماء اليهود في المدينة، ليَسألاهم عن أمْر النبي صلى الله عليه وسلم، فطلب اليهود منهما أن يسألوه عن ثلاثة أشياء (عن أهل الكهف وعن ذي القرنين وعن الروح)، وقالوا لهم: (إنْ أَخْبَرَكم عن اثنين وأمْسَكَ - أي امتنع - عن واحدة فهو نبي)، فأنزل اللهُ سورة الكهف (وفيها الجواب عن أصحاب الكهف وذي القرنين)، وأنزل هذه الآية: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ﴾، (ولمَّا كانَ سؤالهم هذا دالٌ على ادِّعائهم العلم، أخبرهم سبحانه أنَّ ما عندهم من العلم قليلٌ بجانب عِلم اللهِ تعالى)
• الآية 86، والآية 87: ﴿ وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ﴾ (وهو القرآن الذي حاولوا فِتنتك عنه)، فإنْ شِئنا أنْ نمحوه من قلبك - أيها الرسول - لَفَعَلنا ذلك (عقوبةً لهم على رَفْضهم للقرآن، وهو أعظم النعم)، ﴿ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا ﴾ أي: ثم لا تجد لنفسك ناصرًا يَمنعنا مِن محو القرآن، أو يأتيك به مرة أخرى إذا مَحوناه ﴿ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ﴾ يعني: لكنْ أبقَيناه في قلبك (رحمةً من ربك)، إذ جعله سبحانه شاهداً على صِدق نُبُوّتك إلى قيام الساعة ﴿ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا ﴾ فقد أعطاك هذا القرآن العظيم، والمقام المحمود، وجَعَلَ رسالتك عامة لجميع الإنس والجن، وعَرَجَ بك إلى الملكوت الأعلى، ونَصَرَكَ بقذف الرعب في قلوب أعدائك، وغير ذلك مما لم يُعطه أحدًا من العالمين.
• الآية 88: ﴿ قُلْ ﴾ أيها الرسول للناس: ﴿ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ ﴾ المُعجِز في الفصاحة والبلاغة، وما احتوى عليه من الغيوب والشرائع والأحكام: ﴿ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ ﴾: أي لا يَستطيعون الإتيان به، لأنه وَحْي اللهِ وكتابه، وحُجَّته على خَلقه إلى قيام الساعة، ﴿ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ﴾: يعني ولو تعاونوا جميعاً على ذلك.
• من الآية 89 إلى الآية 93: ﴿ وَلَقَدْ صَرَّفْنَا ﴾ يعني بَيَّنَّا ونَوَّعنا ﴿ لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ ﴾ لِنُقيم عليهم الحُجّة، ولِيَعتبروا به ويؤمنوا ﴿ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا ﴾: أي فلم يَقبل أكثر الناس إلا الجحود بحُجَج اللهِ رغم وضوحها.
♦ ولمّا أعجَزَ القرآنُ مُشركي قريش وغَلَبهم، أخذوا يَطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم مُعجزات بحسب أهوائهم، قال تعالى: ﴿ وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا ﴾ أي حتى تُفجِّر لنا من أرض "مكة" عَيْنًا جارية من الماء لا تَجِفّ،﴿ أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ ﴾ أي حديقة ﴿ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ ﴾ (وقد خَصُّوا العنب والتمر لمكانتهما عند العرب وكثرة فوائدهما)، ﴿ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا ﴾: أي فتجعل الأنهار تجري في وسط هذه الحديقة بغزارة، ﴿ أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا ﴾ أي قِطعًا من العذاب كما زعمتَ (يقصدون بذلك قوله تعالى: ﴿ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ ﴾))، ﴿ أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا ﴾ يعني لنُشاهدهم مُقابَلةً وعِيانًاً بالبصر، ﴿ أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ ﴾ أي مِن ذهب، ﴿ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ ﴾: يعني أو تصعد بسلم إلى السماء، ﴿ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ ﴾: يعني ولن نُصَدِّقك في صعودك ﴿ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ ﴾ أي حتى تعود ومعك كتابٌ من اللهِ نقرأ فيه أنك رسول الله حقا، ﴿ قُلْ ﴾ لهم - أيها الرسول - مُتَعَجبًا مِن عِنادهم: ﴿ سُبْحَانَ رَبِّي ﴾!! ﴿ هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا ﴾: يعني هل أنا إلا عبدٌ من عباد اللهِ مُبَلِّغٌ لرسالته؟ فكيف أقدر على فِعل ما تطلبون؟!
• الآية 94، والآية 95: ﴿ وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى ﴾: يعني وما مَنَعَ الكفارَ من الإيمان باللهِ ورسوله، حينَ جاءهم هذا البيان الكافي من عند اللهِ ﴿ إِلَّا أَنْ قَالُوا ﴾ - جَهلا واستكبارًا -: ﴿ أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا ﴾؟﴿ قُلْ ﴾ لهم - أيها الرسول -: ﴿ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ ﴾ عليها ﴿ مُطْمَئِنِّينَ ﴾ أي ساكنينَ في الأرض لا يُغادرونها: ﴿ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا ﴾ مِن جِنسهم، ولكنَّ أهل الأرض بَشَر، ولذلك لابد أن يكون رسولهم بَشَر مِثلهم، حتى يَتمكنوا من مُخاطبته وفَهْم كلامه.
• الآية 96: ﴿ قُلْ ﴾ لهم: ﴿ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ﴾ على صِدْق نُبوَّتي، فشهادته تعالى لي بالنُبُوّة هي ما أعطاه لي من المُعجزات الباهرات (كانشقاق القمر وغيرها)، وكذلك وَحْيُهُ إليّ بهذا القرآن الذي أنذركم به، والذي لا يستطيع أن يقوله بَشَر (وأنتم تعلمون ذلك لأنكم أبْلغ البشر)، ﴿ إِنَّهُ ﴾ سبحانه ﴿ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا ﴾ لِذا فهو يَعلم الصادق من الكاذب، وسيَجزي كُلاً بما يَستحق.
[1] وهي سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرة من (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي"، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبي بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذي ليس تحته خط فهو التفسير.
- واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍ يَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذا الأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن.
رامي حنفي محمود


بحر الامل

العاب ، برامج ، سيارات ، هاكات ، استايلات , مسابقات ، فعاليات ، قصص ، مدونات ، نكت , مدونات , تصميم , شيلات , شعر , قصص , حكايات , صور , خواطر , سياحه , لغات , طبيعة , مفاتيح , ستايلات , صيانه , تهيئة , قواعد , سيرفرات , استضافه , مناضر, جوالات





 توقيع : نزف القلم

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
4 أعضاء قالوا شكراً لـ نزف القلم على المشاركة المفيدة:
, , ,
 

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(عرض الكل الاعضاء الذين شاهدو هذا الموضوع: 11
, , , , , , , , , ,

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تفسير الربع الأخير من سورة الإسراء نزف القلم ۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩ 11 2021-08-16 01:20 AM
تفسير الربع الأول من سورة طه نزف القلم ۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩ 10 2021-08-15 05:12 AM
تفسير الربع الثاني من سورة طه نزف القلم ۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩ 9 2021-08-15 04:53 AM
تفسير الربع الرابع من سورة الأحزاب نزف القلم ۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩ 10 2021-02-17 03:17 AM
تفسير الربع الأخير من سورة يس نزف القلم ۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩ 11 2021-02-17 03:13 AM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
الكثيري نت
Loading...


 »:: تطويرالكثيري نت :: إستضافة :: تصميم :: دعم فني ::»

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
المشاركات المكتوبة والمنشورة لا تعبر عن رأي منتدى بحرالامل ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)