♥ ☆ ♥ فعاليات بحر الامل ♥ ☆ ♥
|
|||||
♥ ☆ ♥اعلانات بحر الامل ♥ ☆ ♥
|
|
۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩ قَسَمَ يَهَتَمَ بَاَلَقَرَآنَ وًّاَلَتَفَسَيَرَ وًّاَلَقَرَاَءاَتَ .. |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||
تفسير الربع الأخير من سورة النور
الربع الأخير من سورة النور
• الآية 53: ﴿ وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ﴾ أي أقسَمَ المنافقون لك - أيها الرسول - بأغلظ الأيمانٍ بأنك ﴿ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ ﴾ بالخروج للجهاد معك ﴿ لَيَخْرُجُنَّ ﴾ ﴿ قُلْ ﴾ لهم: ﴿ لَا تُقْسِمُوا ﴾ كَذِبًا، ﴿ طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ ﴾: أي فطاعتكم معروفة أنها باللسان فقط، ﴿ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ وسيُجازيكم على أعمالكم. • الآية 54: ﴿ قُلْ ﴾ - أيها الرسول - للناس: ﴿ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ﴾ ﴿ فَإِنْ تَوَلَّوْا ﴾: يعني فإن تتولوا (والمعنى: فإن تُعرِضوا عن الطاعة وتَرفضوها): ﴿ فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ ﴾: يعني فإنما على الرسول أن يَفعل ما أُمِرَ به مِن تبليغ الرسالة وبَيانها قولاً وعملاً، ﴿ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ ﴾ أي: وعلى الجميع وجوب الانقياد والطاعة، والعمل بشرع اللهِ تعالى، ﴿ وَإِنْ تُطِيعُوهُ ﴾ صلى الله عليه وسلم ﴿ تَهْتَدُوا ﴾ إلى الحق، ﴿ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴾ أي البلاغ الواضح لرسالة ربه، وليس عليه هداية القلوب، لأنها بيد اللهِ وحده (إذاً فاطلبوها منه تعالى بصِدقٍ وتضرع). • الآية 55، والآية 56: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾ بأنه سبحانه ﴿ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ ﴾ أي سيُوَرِّثهم أرض المشركين ويَجعلهم خلفاء فيها بعد أن يَنصرهم عليهم ﴿ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ﴾: يعني كما فعل ذلك مع مَن سَبَقوهم من المؤمنين، ﴿ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ ﴾ يعني: وسيَجعل دينهم الذي ارتضاه لهم - وهو الإسلام - دينًا عزيزًا ذي مكانةٍ عالية (بأن يُظهِره على سائر الأديان، ويَحفظه من الزوال) ﴿ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ﴾: أي سوف يُبَدِّل سبحانه حالهم من الخوف إلى الأمن. ♦ واعلم أنّ هذه الآية قد نزلت بالمدينةِ والمسلمون خائفون، لا يَقدر أحدهم أن يَنام وسَيْفُهُ بعيدٌ عنه، وذلك بسبب شدة الخوف من الكافرين والمنافقين، حتى أنجز اللهُ لهم وَعْده، فنَصَرهم على أعدائهم واستخلفهم في أرضهم، وبَدَّلَهم بعد خوفهم أمناً، ولقد صَدَقَ النبي صلى الله عليه وسلم حين قال لأصحابه - كما في صحيح البخاري -: (واللهِ لَيَتِمَّنَّ هذا الأمر - أي الإسلام - حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حَضْرَمَوت لا يخاف إلا الله، والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون). ♦ ثم وَضَّحَ سبحانه سبب نَصْره وتمكينه لهؤلاء المؤمنين فقال: ﴿ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ﴾ ﴿ وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ ﴾ أي بعد ذلك النصر والأمن والتمكين، وجَحَدَ نِعَم الله عليه ﴿ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ أي الخارجون عن طاعة الله تعالى. ♦ واعلم أنّ العبادة قد عرَّفها ابن تَيْمِيَة رحمه الله بأنها: (هي اسمٌ جامع لكل ما يُحبه اللهُ ويَرضاهُ من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة)، وعَرَّفها ابن القَيِّم رحمه الله بأنها: (هي كمال الحب مع كمال الذل). ♦ ثم وَضَّحَ لهم سبحانه أهم أركان هذه العبادة فقال: ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ﴾ أي في أوقاتها (بخشوعٍ واطمئنان) ﴿ وَآَتُوا الزَّكَاةَ ﴾ لمُستحقيها ﴿ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ أي ليَرحمكم الله تعالى في دُنياكم وآخرتكم فلا يُعَذبكم فيهما، (وفي هذا إشارة إلى أهمية السُنّة ووجوب اتّباعها وعدم التفريط فيها). • الآية 57: ﴿ لَا تَحْسَبَنَّ ﴾ أيها الرسول أنّ ﴿ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ ﴾ يعني إنهم لن يُعجزو اللهَ تعالى إذا حاولوا الهرب في الأرض، وإنه سبحانه قادرٌ على إهلاكهم في الدنيا قبل الآخرة (كما حدث ذلك في بدر) ﴿ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ﴾ أي: ومَرجعهم في الآخرة إلى النار ﴿ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾، (واعلم أنّ الآية تَحمل تصبيراً للنبي صلى الله عليه وسلم). • الآية 58: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ﴾ أي مُرُوا عبيدكم وجَواريكم والأطفال الأحرار الذين لم يَبلغوا سن الاحتلام أن يستأذنوا عند الدخول عليكم ﴿ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ﴾ وهي أوقات عوراتكم الثلاثة: ﴿ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ ﴾ لأنه وقت الخروج مِن ثياب النوم ولِبْس ثياب اليقظة، ﴿ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ ﴾ وهو وقت خلع الثياب في الظهيرة للاستراحة أو النوم، ﴿ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ﴾ لأنه وقت النوم، فهذه الأوقات هي ﴿ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ ﴾ أي يَقِلّ فيها التَسَتُّر، و﴿ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ ﴾: يعني أمّا في غير هذه الأوقات فلا حرجَ عليهم ولا عليكم إذا دخلوا بغير إذن (لحاجتهم في الدخول عليكم)، لأنهم ﴿ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ ﴾ أي يَدخلون ويَخرجون عليكم للخدمة، ﴿ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ ﴾ أي: بعضكم لابد أن يدخل على بعض (فأنتم تدخلون عليهم لطلب حاجتكم، وهم يدخلون عليكم للخدمة)، فلذلك لا حرج عليكم في غير هذه الأوقات الثلاثة، ﴿ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ ﴾ يعني: وكما بيَّن اللهُ لكم أحكام الاستئذان، فكذلك يُبَيِّن لكم الآيات المتضمنة للشرائع والأحكام والحُجَج والآداب، ﴿ وَاللَّهُ عَلِيمٌ ﴾ بما يُصلِح خَلْقه، ﴿ حَكِيمٌ ﴾ في تدبير أمورهم. • الآية 59: ﴿ وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ ﴾ (وهو سن الاحتلام والتكليف بالأحكام الشرعية): ﴿ فَلْيَسْتَأْذِنُوا ﴾ - إذا أرادوا الدخول عليكم - في كل الأوقات ﴿ كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ﴾ أي كما يَستأذن الكبار (لأنهم أصبحوا مُكَلَّفين مِثلهم)، ﴿ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ ﴾ المتضمنة لأحكامه وشرائعه ﴿ وَاللَّهُ عَلِيمٌ ﴾ بما يَحتاجه خَلْقه، ﴿ حَكِيمٌ ﴾ في تشريعاته لهم، (لِذا فعَلَى عباده أن يُطيعوه فيما يأمرهم به ويَنهاهم عنه). • الآية 60: ﴿ وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا ﴾ يعني: والعجائز من النساء اللاتي قَعَدنَ - أي يَئِسنَ - من الزواج والحمل والحيض لكِبَر سِنِّهِنّ (فلا يَرغبنَ في الرجال للزواج، وكذلك لا يَرغب فيهنّ الرجال) ﴿ فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ ﴾: أي فليس على هؤلاء النساء إثم في ﴿ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ ﴾ أي يَتخَففنَ مِن بعض ثيابهنّ الظاهرة (كالعَباءة التي تكون فوق الثياب، والقناع الذي فوق الوجه، والخمار الذي فوق حجاب الرأس)، بشرط أن يَكُنّ ﴿ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ ﴾: يعني غير مُظهِراتٍ للزينة (كالثياب الضيقة أو الشفافة، أو وَضْع الكُحل والعِطر وما يُعرَف بـ "أحمر الشفتين"، وغير ذلك مما هو زينة يَجب سِتره)، ﴿ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ ﴾ يعني: ولُبْسهن لهذه الثياب - سِترًا وتعففًا - أمام غير المحارم: أحسن لهنّ. ♦ وقوله تعالى: ﴿ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ فيه تحذيرٌ لهؤلاء القواعد من التوسع في الرخصة التي أباحها اللهُ لهنّ، أو جَعْلها وسيلة لما لا يحُمَد عُقباه، فلَفْظ (السميع) لتذكيرهنّ بأنه سبحانه يَسمع ترقيق أصواتهنّ أمام الرجال، وكذلك يَسمع ما تحدثهنّ به أنفسهنّ من المقاصد والنوايا، ولَفْظ (العليم) لتذكيرهنّ بأنه سبحانه يَعلم أحوال وضعهنّ للثياب وتبرجهنّ وغير ذلك. • الآية 61: ﴿ لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ ﴾: أي ليس على أصحاب هذه الأعذار إثم ولا حرج في الأكل مِن بيوت المسلمين (لأنهم غير قادرين على التَكَسُّب)، وكذلك لا حرج عليهم في الأكل مع الأصِحَّاء، (وذلك لأن أصحاب الأعذار شعروا بالحرج من الأكل مع الأصِحَّاء، خوفاً من أن يكون الأصِحَّاء يَتَأذّون منهم فآلَمَهُم ذلك، فأنزل اللهُ هذه الآية ليَرفع الحرج عنهم)، ﴿ وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ ﴾ - أيها المؤمنون - حرجٌ في ﴿ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آَبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ ﴾ ﴿ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ ﴾: يعني أو أن تأكلوا من البيوت التي وُكِّلْتم بحِفظها في غياب أصحابها، ﴿ أَوْ صَدِيقِكُمْ ﴾: يعني أو أن تأكلوا من بيوت الأصدقاء، و﴿ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا ﴾: أي لا حرج عليكم أن تأكلوا مجتمعين أو متفرقين (يعني: كل واحد بمفرده)، إذ كان بعضهم يَتحرج من الأكل بمفرده. ♦ واعلم أنه لا ينبغي أن يُفهم مِن كلمة: (مجتمعِين) أن يأكل النساء مع رجالٍ غير أزواجهنّ ومَحارمهنّ، فإنّ هذا لا يَجُوز، قال تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ﴾ )، ﴿ فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا ﴾ - مسكونة أو غير مسكونة - ﴿ فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ ﴾ أي: فليُسَلِّم بعضكم على بعضٍ بتحية الإسلام، وهي: (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)، (أو: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين) (إذا لم يوجد فيها أحد). ♦ وقد كانت هذه التحية التي شرعها اللهُ لكم ﴿ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ﴾ لأنه هو الذي شَرَعها وأمَرَ بها، ﴿ مُبَارَكَةً ﴾ أي تعود بالنفع والخير على الجميع، ﴿ طَيِّبَةً ﴾ أي محبوبة للسامع، ﴿ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ ﴾ والأحكام ﴿ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ أي لتعقلوا هذه الآيات وتعملوا بها ♦ واعلم أنه قد ثَبَتَ في صحيح مُسلِم دعاء دخول المَنزل، وهو أن يقول المؤمن: "اللهم إني أسألك خير المَوْلَج - (أي: خير المَدخل) - وخير المَخرج، بسم الله وَلَجنا - (أي: دَخَلنا) - وبسم الله خَرَجنا وعلى الله ربنا توكلنا"، ثم يُسَلّم على أهله. • الآية 62: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ ﴾ حقًا هم ﴿ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ ﴿ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ ﴾: يعني إذا كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم على أمرٍ جَمَعَهم له في مصلحة المسلمين: ﴿ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ ﴾: أي لم يَنصرف أحدٌ منهم حتى يَستأذن النبي صلى الله عليه وسلم، ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ ﴾ - أيها الرسول - ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ حقًا، ﴿ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ ﴾ أي لأجل بعض حاجتهم ﴿ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ ﴾ أي ائذَن لمن طلب الانصراف لعذر، ﴿ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ ﴾ لأنّ عُذرهم قد يكون غير مُبيحٍ للاستئذان، ﴿ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ ﴾ لذنوب عباده التائبين، ﴿ رَحِيمٌ ﴾ بهم. • الآية 63: ﴿ لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا ﴾ يعني: لا تقولوا - أيها المؤمنون - عند ندائكم لرسول الله: يا محمد، كما تنادونَ بعضكم، ولكن شرِّفوه، وقولوا: (يا رسول الله)، ﴿ قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ ﴾ المنافقين ﴿ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ ﴾ ليَخرجوا من مجلس النبي صلى الله عليه وسلم بغير إذنه ﴿ لِوَاذًا ﴾ أي يَستر بعضهم بعضاً، ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ ﴾ صلى الله عليه وسلم ﴿ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ ﴾ أي تَنزل بهم مِحنة وشر أو أن يُضِلّ اللهُ قلوبهم فيَكفروا ﴿ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ في الآخرة، (وفي هذا دليل على أنّ المتجرىء على الاستهانة بسُنّة الرسول صلى الله عليه وسلم يُخشَى عليه مِن سُوء الخاتمة). • الآية 64: ﴿ أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ - خَلقاً ومُلكاً وتصرُّفاً وتدبيراً - فهو سبحانه يتصرف كما يشاء، ويَحكم ما يريد (ومِن ذلك أمْرُهُ تعالى بطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم والتحذير من مخالفة أمْره)، ﴿ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ ﴾: أي قد أحاط عِلْمه سبحانه بجميع ما أنتم عليه، ﴿ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ ﴾ أي جميع الخلق يوم القيامة ﴿ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا ﴾ ويُجازيهم على أعمالهم ﴿ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾. ♦ واعلم أنّ كلمة: (قد) المذكورة في قوله تعالى: ﴿ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ ﴾ ، وفي قوله تعالى: ﴿ قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ ﴾ جاءت هنا للتأكيد والتقرير، إذ هي تأتي أحياناً للتقليل، وتأتي أحياناً للتكثير. * وهي سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم، وذلك بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرة من (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي"، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبي بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذي ليس تحته خط فهو تفسير الآية الكريمة. • واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍ يَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذا الأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن. رامي حنفي محمود الموضوع الأصلي: تفسير الربع الأخير من سورة النور |~| الكاتب: نزف القلم |~| المصدر: منتديات بحر الامل
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
2021-03-14, 11:30 AM | #2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
يعطيك العافيه وسلمت يداك
وسلم لنا ذوقك الراقي على جمال الاختيار لك ولحضورك الجميل كل الشكر والتقدير اسأل الباري لك سعادة دائمة
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|