..{ :::فعاليات بحر الامل :::..}~
 
فعالية طابور التميز اطرح عشره مواضيع واكسب 300 مشاركه افضل مشارك اطلب تصميمك توقيع _ رمزيه _ لقب عرفنا بنفسك المسابقهالرمضانيه
 

♥ ☆ ♥اعلانات بحر الامل ♥ ☆ ♥
مركز تحميل بحر الامل
عدد  مرات الظهور : 84,909,500


الملاحظات

۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩ قَسَمَ يَهَتَمَ بَاَلَقَرَآنَ وًّاَلَتَفَسَيَرَ وًّاَلَقَرَاَءاَتَ ..

إنشاء موضوع جديد إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 2021-04-03, 09:53 AM
نزف القلم غير متواجد حالياً
Saudi Arabia    
اوسمتي
الالفيه الخامسه والخمسين وسام عضو سحري يوم الوطني وسام المعايده وسام شكر وتقدير وسام قلم مبدع 
 عضويتي » 30
 جيت فيذا » 14-08-2018
 آخر حضور » 2022-04-01 (11:35 PM)
آبدآعاتي » 55,849
الاعجابات المتلقاة » 11590
الاعجابات المُرسلة » 3978
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond repute
مشروبك  » مشروبك   7up
قناتك   » قناتك abudhabi
ناديك  » اشجع ithad
مَزآجِي  »  ابكي
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي خصائص النظم القرآني بين سورة الرعد وغيرها (2)



خصائص النظم القرآني بين سورة الرعد
وغيرها من السور (2)
من عجيب نظم الفواصل "مناسبتها لآياتها، يدرك ذلك كل من يملك أدنى ذوق باللغة، فقد روي ما يؤكد تلك الخاصية في نظم القرآن ويثبتها؛ فإن أعرابيًّا سمع قارئًا يتلو قول الله تعالى: ﴿ فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفَورٌ رَحِيمٌ ﴾، ولم يكن الأعرابي يقرأ القرآن، فقال: إن هذا ليس بكلام الله؛ لأن الحكيم لا يذكر الغفران عند الزلل؛ لأنه إغراء عليه[1]، وسمع آخر يقرأ قول الله - تعالى -: ﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا ﴾ [المائدة: 38]، وختم الآية بـ: ﴿ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾، فاعترض الأعرابي وقال: ما هذا بقرآن، فانتبه القارئ فقرأ: ﴿ جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [المائدة: 38]، فقال: أمَّا هذا فنَعَمْ، عزَّ فحكَم فقطَع، وأخرج ابن أبي حاتم عن طريق الشعبي عن زيد بن ثابت قال: "أملى عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية": ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ ﴾ [المؤمنون: 12]... إلى قوله - تعالى -: ﴿ خَلْقًا آخَرَ ﴾ [المؤمنون: 14]، قال معاذ بن جبل: ﴿ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴾ [المؤمنون: 14]، فضحِك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال معاذ: ضحكت يا رسول الله، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((بها خُتِمت)).
فانظر إلى قوة الإحكام في صياغة الآيات، وكيف تستحوذ على العقول وتحرك المشاعر، وتشحذ الأذواق، حتى يدرك السامع بفطرته السليمة ختام الآية، وأن ما يخالفها في النسج والصياغة ليس بقرآن.
ومن بديع نظم الفواصل، اختلاف الفاصلتين في موضوعين والمحدث عنه واحد، لنكتة لطيفة، وقد سبق أن أشرنا إلى هذه الظاهرة، وسقنا الأمثلة عليها من سورة الرعد وغيرها من السور، والذي يعنينا في هذا المقام وهو ما يأتي على العكس من ذلك، "أي اتفاق الفاصلتين والمحدث عنه مختلف؛ كقوله - تعالى - في سورة النور: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ ﴾ [النور: 58]... إلى قوله - سبحانه -: ﴿ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ [النور: 58]، ثم قال: ﴿ وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ [النور: 59] فقد اتفق مبنى الفاصلتين في لفظة "حكيم" من الآيتين السابقتين[2].
ومما يستوقف الناظر في صياغة الآيتين هنا: أن جاء لفظ الآيات معرَّفًا في الأولى بـ: "ال"، وفي الثانية بضمير الغائب من قوله - تعالى -: ﴿ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ ﴾ [النور: 59]، وهذا التنويع من الصياغة، ولعل مما دعا إليه قُرْبَ السياق بين الآيتين؛ إذ لو جاءت لفظة "الآيات" معرفة بـ: "ال" في الآيتين لحدث ما يذهب برونق التعبير؛ فتعالى الله الحكيم العليم.
••••
ومن بدائع نظم القرآن الكريم ظاهرة التكرار الذي يجعله البلاغيون من أقسام الإطناب، الذي هو من محاسن الفصاحة خلافًا لبعض من غلط، وله فوائد كثيرة، منها التقرير؛ فقد قيل: "الكلام إذا تكرر تقرر"، وقد نبه الله - تعالى - على السبب الذي لأجله كرر القصص، والإنذار في القرآن؛ إذ يقول - تبارك اسمه -: ﴿ وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا ﴾ [طه: 113]، وفي معرض سياق نعم الله وتسخيرها لعباده، وتفضُّله بها عليهم، اقرأ قوله - تعالى -: ﴿ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 22].
"وقِفْ قليلاً عند التعبير بكلمة "لكم"، لقد ذكرت مرتين، ﴿ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا ﴾، ﴿ فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ ﴾!.
ذلك لتكون أبلغ في التذكير بنعم الله الظاهرة في خلق السماء والأرض..، وعلى هذا النسق قوله - تعالى - في سورة النحل: ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً ﴾ [النحل: 72]، وقوله: ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا ﴾ [النحل: 80]، وقوله: ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا ﴾ [النحل: 81] الآيات، والكلام من حيث الصحة يستقيم أمره مع حذف المكرر من هذه الجملة: ﴿ وَجَعَلَ لَكُمْ ﴾، والاكتفاء بحرف العطف الذي يدل عليها، ولكن بديع نظم القرآن لا يقف عند مجرد أن يكون الكلام صحيحًا من الناحية التركيبية، وإنما يترقى في الإعجاز بمراعاة هذه اللفتات التي لا يتيسر لصناع الكلام أن يوفَّقوا إليها بهذه الدقة البالغة[3].
ومن فوائد التأكيد، وزيادة التنبيه على ما ينفي التهمة ليكمل تلقي الكلام بالقبول، من ذلك قوله - تعالى - في سورة غافر: ﴿ وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ * يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ ﴾ [غافر: 38، 39].
فقد كرر في الآية لفظة "النداء" ولفظة "قوم"، وفي ذلك تقرير للمعنى، وتأكيد وتطرية لنشاط السامع.
ومن ذلك قوله - تعالى -: ﴿ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا ﴾ [النحل: 119] الآية[4]، فقد كرر لفظة "ثم" ولفظ "ربك"، وليس في هذا التكرار ما يعيب الأسلوب، أو يخدش المعنى، بل هناك سور كرر غالب إطارها أو كله، من ذلك سورة الرحمن: ﴿ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾، وسورة المرسلات: ﴿ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ﴾، ﴿ الْحَاقَّةُ * مَا الْحَاقَّةُ ﴾ [الحاقة: 1، 2]، ﴿ الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ ﴾ [القارعة: 1، 2]، وخاصية التكرار نلحظها في ثنايا الرعد من قوله - تعالى -: ﴿ وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ ﴾ [الرعد: 7]، ﴿ وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ ﴾ [الرعد: 27]، ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ ﴾ [الرعد: 28]، ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ ﴾ [الرعد: 29] الآية.
ولتخيُّر الحروف على غيرها - فضلاً عن تخير الألفاظ - مزية في النظم عجيبة، من ذلك تخير حرف الجر "في" على غيره في سورة النساء، وتخير حرف الجر "من" على غيره في نفس السورة، والموضوع متشابه.
فالأول: قول الله - تعالى -: ﴿ وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا ﴾ [النساء: 5].
والثاني: قول الله - تعالى -: ﴿ وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ ﴾ [النساء: 8].
وسر الاختيار الدال على بديع النظم "أن كلاًّ من هذين الحرفين قد دل دلالة تخالف ما يدل عليه الآخر؛ ففي الآية الأولى: المال لليتامى الذين لم يبلغوا الحُلُم، وإنما أضيف إلى المخاطبين في قوله: ﴿ أَمْوَالَكُمُ ﴾؛ ليلفت أنظارهم إلى العناية بهذا المال كما يعتني الموصَى بماله الخاص، وهذا من دقة لفت النظر في الأسلوب القرآني، ولا يجوز دفع المال إلى اليتيم الذي لم يبلغ الرشد حتى يختبره الموصَى بإسناد بعض الأموال التجارية إليه وغيرها، فإن ظهر له حسن تصرف في المال دفعه إليه دون تباطؤ، وهذا ما أشارت إليه الآية التالية: ﴿ وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا ﴾ [النساء: 6].
ولكن أثناء الوصاية على المال، وقبل بلوغ النكاح، من أين يأكل اليتيم؟ وما مصدر نفقاته؟ هنا بيت القصيد؛ إذ يبرز للتأمل سر التعبير: ﴿ وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا ﴾، ويستنبط العلماء من هذا التعبير أن الموصَى عليه أن يشغل هذا المال فيما يترجح ربحه ونفعه، ويطعم ويكسو اليتيم من الربح لا من رأس المال؛ لأن ذلك يكون عرضة للزوال بالإتيان على الأصل، ولهذا السر اختير التعبير بـ: "في" دون "من".
••••
أما الآية الثانية فالمال لورثة الميت، وقد حضر القسمةَ أولو القربى واليتامى والمساكين، واستشرفت نفوسهم وتطلعت إلى هذا المال الذي كان بين ظهرانَيْهم وهم يعلمون أنه لا استحقاق لهم فيه بغرض مقدر.
ولقطع هذا التطلع، ولأنْ تطِيبَ القلوب، أمَر الله - سبحانه - بأن يرزق هؤلاء من هذا المال على سبيل البر والسخاء، وكان التعبير الذي يؤدي هذا الغرض هو قوله: ﴿ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ ﴾ لا فارزقوهم "فيه"، وهكذا يبرز لاختيار الحروف ما يبرز لاختيار الألفاظ من روعة في النظم والتأليف[5].
وللترابط المحكم بين الآيات والجُمل روعة في إحكام النظم، فإن ذكر الآية بعد الأخرى إما أن يظهر الارتباط بينهما؛ لتعلق الكلام بعضه ببعض، أو لعدم تمام الأولى إلا بالثانية، وهذا واضح لا يحتاج إلى بيان.
وإما أن يظهر الارتباط، بل يسبق إلى الذهن أن كل جملة مستقلة عن الأخرى، وأنها خلاف النوع المبدوء به، ومن هنا إما أن تكون الثانية معطوفة على الأولى، وفائدة ذلك العطف "جعلهما كالنظيرين والشريكين"[6]، على نحو ما درسه علماء البلاغة وضربوا له الأمثلة الكثيرة.
لكن الذي يلفت النظر أن الجملة تكون معطوفة على ما قبلها، فيشكل وجه الارتباط؛ من ذلك قوله - تعالى - في سورة الإسراء: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ ﴾ [الإسراء: 1] إلى أن يقول: ﴿ وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ ﴾ [الإسراء: 2].
فقد يقال: أي ارتباط بين الإسراء وبين: ﴿ وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ ﴾ [الإسراء: 2]؟
ووجه الاتصال هنا: أن التقدير: أطلعنا محمدًا - صلى الله عليه وسلم - على الغيب عيانًا، وأخبرناه بوقائع من سلف بيانًا؛ لتقوم أخباره على معجزته برهانًا؛ أي: سبحان الذي أطلعك على بعض آياته لتقصها ذكرًا، وأخبرك بما جرى لموسى وقومه من الكرَّتين لتكون آيتهما قصة أخرى.
أو أنه أسرى بمحمد - صلى الله عليه وسلم - إلى ربه كما أسرى بموسى من مصر حين خرج منها خائفًا يترقب، ثم ذكر بعده: ﴿ ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا ﴾ [الإسراء: 3]، ليتذكر بنو إسرائيل نعمة الله عليهم قديمًا حين نجاهم الله من الغرق؛ إذ لو لم يُنْجِ أباهم من أبناء نوح لما وُجِدوا، وأخبرهم أن نوحًا كان عبدًا شكورًا، وهم ذريته، والولد سر أبيه، فيجب أن يكونوا شاكرين كأبيهم.
••••
تأمَّل كيف أثنى الله على نوح، وكيف لاقت صفته بالفاصلة، وتم النظم بها مع خروجها مخرج المرور عن الكلام الأول إلى ذكره ومدحه بشكره، واعجب لهذه التدرج العجيب في الموعظة العظيمة من قوله - تعالى -: ﴿ إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ﴾ [الإسراء: 7]، ولم ينقطع بذلك نظام الجمل إلى أن خرج السياق إلى قوله - تعالى -: ﴿ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا ﴾ [الإسراء: 8].
وتلك خاصية من أنواع الارتباط نلحظها في الآية الكريمة من سورة الرعد، هي قوله - تعالى -: ﴿ أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ ﴾ [الرعد: 33]، فقد يقال: أي ارتباط بين صلب الآية من قوله - تعالى -: ﴿ أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ ﴾ [الرعد: 33]، وبين قوله - تعالى - بعده: ﴿ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ ﴾ [الرعد: 33]؟
"وجوابه أن المبتدأ "مَن" خبره محذوف؛ أي: أفمن هو قائم على كل نفس تُترَك عبادتُه؟ أو "معادل الهمزة"، والتقدير: أفمن هو قائم على كل نفس كمن ليس بقائم؟
ووجه العطف على التقديرين واضح، أما الأول فالمعنى: أتُترَك عبادة مَن هو قائم على كل نفس، ولم يكفِ الترك حتى جعلوا له شركاء؟ وأما الثاني فالمعنى: إذا انتفت المساواة بينهما فكيف تجعلون لغير المساوي حكم المساوي؟"[7].
والشواهد على تلك الخاصية كثيرة، لم نأتِ على شيء منها سوى ما ذكرنا، منعًا للاستطراد والتكرار؛ ففي كتاب الله - تعالى - من عجائب أسرار النظم وبدائعه ما لا يُحصى له عَدٌّ.
••••
وما مر ذكره من الخصائص ما هو إلا ملامح جزئية يتسم بها النظم القرآني في سورة الرعد وغيرها، وهذه الملامح تتوج بها لفظة مفردة، أو جملة مركبة في ثنايا سور القرآن الكريم، أو حرف أوثر التعبير به على غيره.
وإن أردنا الإلمام بخصائص النظم القرآني على وجه العموم، ألفينا خصائصَ للنظم عجيبة تجِلُّ عن الحصر، منها:
"أن نظم القرآن على تصرف وجوهه، وتباين مذاهبه - خارج عن المعهود من نظام كلام البشر، ومباين للمألوف من ترتيب خطابهم، وله أسلوب يختص به، ويتميز في تصرفه عن أساليب الكلام المعتاد"
••••
وأن نظمه على كثرة سوره وطولها وقِصرها قد تميز بتناسب في الفصاحة على ما وصفه الله به؛ إذ يقول - تعالى -: ﴿ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ﴾ [الزمر: 23]، وقوله - تعالى -: ﴿ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 82]، أما كلام الآدمي إن امتد وقع فيه التفاوت، وبان عليه الاختلال.
وهناك خاصية في النظم عجيبة، يتميز بها أسلوب القرآن الكريم، وهي أن هذا الكتاب المبين، على اختلاف فنونه، وما يتصرف فيه من الوجوه الكثيرة، والطرق المختلفة - يجعل المختلف كالمؤتلف، والمتباين كالمتناسب، والمتنافر في الأفراد إلى حد الآحاد، وهذا أمر عجيب تَبِين به الفصاحةُ، وتظهر به البلاغة، ويخرج معه الكلام عن حد العادة، ويتجاوز العرف.
••••
ولكتاب الله - تعالى - ميزة في حسن الرصف، وجودة التأليف، يدرك هذه الميزة كل من يملك أدنى ذوق يحتكم إليه في حسن الأسلوب وقوته، ووضوحه، وجماله، فإذا سمع أحد آيات الله تتلى في بيت من بيوت الله، أو في منتدى قوم، أو على قارعة طريق - أحس من أعماقه أن هذا الكلام الذي يسمعه ما هو إلا قرآن عظيم، وإذًا فبديع تأليفه يميزه على غيره من كل كلام مسموعًا كان أو مكتوبًا، وشاهد تلك الخصوصية شهادة أعدائه الألداء من قريش؛ كما ورد في قصة الوليد بن المغيرة التي أفادت أنه لم يملك إلا أن يقول: "إن لقوله لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه ليحطم ما تحته، وإنه ليعلو وما يعلى"، ولا أرى داعيًا لاستعراض مثل تلك المواقف التي حدثت بين ظهراني السادة من قريش، سواء ممن آمن، أو ممن أعرض.
ومن خواص نظم القرآن أن تذكر منه الكلمة في تضاعيف كلام، أو تقذف ما بين شعر فتأخذها الأسماع، وتتشوف إليها النفوس، ويُرى وجهُ رونقها باديًا غامرًا دون سائر ما تقرن به، كالدرة التي ترى في سلك من خرز، وكالياقوتة في واسطة العقد.
وتكون غرة جمعه، والمنادي على نفسه بتميزه وتخصصه برونقه وجماله، واعتراضه في حسنه ومائه.
ومن أروع خصائص النظم القرآني أنه سهل سبيله، فهو خارج عن الوحشي المنكر، والغريب المستنكر، وعن الصنعة المتكلفة، وجعله قريبًا إلى الأفهام، يبادر معناه لفظه إلى القلب، ويسابق المغزى منه عبارته إلى النفس، وهو مع ذلك ممتنع المطلب، عسير المتناول، غير مطمع مع قربه في نفسه، ولا موهم مع دنوه في موقعه أن يقدر عليه، أو يظفر به"[8].
"ونظم القرآن لا يلتزم السجع، فقد نجد سورًا قصيرة مسجوعة، وقد نجد صحفًا من السور الطوال كذلك، ولكن هذه الظاهرة لا تطَّرد فيه، فكثيرًا ما ينتقل من السجع إلى الكلام المرسل[9]".
ومما يمتاز به النظم والأسلوب في القرآن الكريم: أن الذي ينقسم عليه الخطاب من البسط والاقتصار، والجمع والتفريق، والاستعارة والتصريح، والتجاوز والتحقيق، ونحو ذلك من الوجوه التي توجد في كلام الناس - موجودة في القرآن، وكل ذلك مما يتجاوز حدود كلام البشر المعتاد في الفصاحة، والبلاغة، والإبداع[10].
فانظر مثلاً إلى بديع التشبيهات والتمثيلات، وما حققته من الأغراض في قوله - تعالى -: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الجمعة: 5]، فقد يتراءى للناظر في صورة هذا المثل: "أنه يكفي في التشبيه أن يقال: مثلهم كمثل الحمار الذي لا يعقل، ولكن الصورة تزداد قوة والتصاقًا والتحامًا حتى يقرن بين هؤلاء وقد حملوا التوراة فلم ينتفعوا بما فيها، وبين الحمار يحمل أسفار العلم ولا يدري مما ضمته شيئًا، فتمام الصورتين يأتي من هذا القيد الذي جعل الصلة بينهما قوية وثيقة، وإذًا فالتشبيهات القرآنية والأمثال في صياغة نظمها: "تصِفُ وتقيد حتى تصبح الصورة دقيقة واضحة".
ولأجل أن يزداد الأمر وضوحًا؛ هذه آيات قصار في إطارها يسوقها القرآن في شأن أبي جهل، وكل كافر، وما يلقاه من عذاب يوم القيامة؛ يقول الحق - تبارك وتعالى -: ﴿ إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ * خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ * ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ ﴾ [الدخان: 43 - 48] الآيات.
لقد اشتمل إطار هذه الآيات على أكثرَ من تشبيه، في صورة ترسم هول العذاب الذي يلقاه الكافر في جهنم، تعجز كل وسائل التعبير الأخرى عن بلوغ مدى هذه الصورة في التأثير القوي الذي لا يقف عند جوانب الحس، وإنما يتعداها إلى كل أبعاد النفس البشرية، فيزلزل قوى الشر فيها، وتقوم كل كلمة في هذه الآيات بأداء دورها في تحقيق الغرض، وإبداع هذه الصورة القرآنية المعجزة مع تناسق تام والتئام عجيب.
صحيح قد ندرك جانبًا من هذه الأدوار لكل كلمة في الآيات، وذلك بمقدار ما نملك من وسائل نقد الكلمة، وحسن البصر بالأساليب، والذوق المثقف الذي به يمكن أن ندرك خفي الفرق بين التراكيب، ولكن على الرغم من ذلك تبقى جوانب من الإعجاز مستورة، ولآلئ مكنونة يغوص من أجلها علماء جيل فيستخرجون منها - على حسب ما تؤهلهم له قدراتهم المتفاوتة - بعضًا من بدائع النظم المحكم في القرآن الكريم.
الذي يهمنا في هذا المقام أن نقف على شيء من بدائع التشبيه الذي أوردته الآية في قوله - تعالى -: ﴿ كَالْمُهْلِ ﴾ [الدخان: 45]، ﴿ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ ﴾ [الدخان: 46].
إن أول ما يدعو إلى التأمل رصف تلك الألفاظ في إطار التشبيه: ﴿ الزَّقُّومِ ﴾ [الدخان: 43]، ﴿ الْأَثِيمِ ﴾ [الدخان: 44]، ﴿ كَالْمُهْلِ ﴾ [الدخان: 45]، ﴿ يَغْلِي ﴾ [الدخان: 45]، ﴿ الْحَمِيمِ ﴾ [الدخان: 46]، وإذا كان الزقوم من أخبث الشجر المر الذي يعرفه القوم من بين ما يعرفونه من نبت الصحراء، وتنفر منه نفوسهم، فإن النظم القرآني لا يقف عند حدود هذه المعرفة على ما فيها من قدر كبير من بشاعة هذا الشجر المر، بل يضيف إليها عن طريق التصوير البياني ما يزيد النفس منها نفورًا، فاعتصار هذه الشجرة الخبيثة ومصلها المر: ﴿ كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ ﴾ [الدخان: 45]؛ أي: كدردى الزيت الأسود المغلي، أو كالمعدن المصهور المذاب يلقى به في البطون، فهي أوعيته، يا للهول!! ويا لبشاعة المنظر، وقبل أن تُفيق النفس من هول هذه الصورة، تثوب إلى رشدها تسلمها الآيات إلى صورة أخرى تدفع بها في طريق الخوف إلى مدى أبعد، فيأتي قوله - تعالى -: ﴿ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ ﴾ [الدخان: 45، 46].
إن الآيات هنا تصور مشهدًا مفزعًا مما سوف يحدث للكافر يوم القيامة، ولكننا مع بدائع هذا النظم المعجز، ومع ما اكتنف الآيات من سابق ولاحق نقف أمام أحداث تلك القوارع التي لم يزل يتفوه بها الزمن وتزول الفواصل بين ماضٍ وحاضر ومستقبل، حتى ليخيل إلينا أن الآيات هنا تحكي أحداثًا وقعت بالفعل، ومضت عليها القرون، مع أنها في الواقع أمور مستقبلية سوف تحدُث بعدَ أن يرث الله الأرض ومن عليها.
لقد اخترقت بنا الآيات حجب الغيب البعيد، وطوت الآباد من الزمن طيًّا؛ لتضع بين أيدينا مشاهد متعددة الألوان، ترد بأسلوب الماضي وكأنها تُحكَى لتؤخذ منه العبرة، وهذه الطريقة التي انفرد بها النظم القرآني تؤكد الثقة في وقوع هذه الأحداث، فكأنها حديث بالفعل، ولا مجال لشك فيها، فقد أخبر عنها علام الغيوب[11]".
وبين أيدينا في الآيات السابقة كثير من الألفاظ التي تستحق الوقوف طويلاً للتأمل في طريقة نسجها وتأليفها، ونكتفي في الاستدلال على ذلك بواحدة منها، تلك لفظة "اعْتِلُوهُ" من قول الله - تعالى -: ﴿ خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ ﴾ [الدخان: 47]، إن لهذه الكلمة من التأثير ما ليس لغيره مما نفسرها به؛ إذ تجسد صورة جر الكافر إلى وسط النار بأقصى العنف والغلظة، وهذا من بديع نظم القرآن؛ إذ تقرن في تأليفه كل لفظة لا تبغي حولاً عن مكانها من حيث حسن النظم وقوة المعنى، "وهذا ما تنبه إليه الجاحظ من حيث الدقة في مواقع الألفاظ في الذكر الحكيم، وكيف أن الكلمة المرادفة لأخرى لا يصح أن تستخدم مكانها، بل إن صيغة الكلمة ينبغي ألا تتغير، وأن تظل على صورتها من الإفراد والجمع، وأيضًا فإن الكلمات كأفراد الأسرة أو على الأقل منها ما تقوم بينها واشجة الرحم.
••••
وقد يستخفُّ الناس ألفاظًا، ويستعملونها، وغيرها أحق بذلك منها، ألا ترى أن الله - تبارك وتعالى - لم يذكر في القرآن "الجوع" إلا في موضع العقاب، أو في موضع الفقر المدقع، والعجز الظاهر، والناس لا يذكرون السغب ويذكرون الجوع في حال القدرة والسلامة، وكذلك ذكر المطر؛ لأنك لا تجد القرآن يلفظ به إلا في موضع الانتقام، والعامة وأكثر الخاصة لا يفصلون بين ذكر المطر وبين ذكر الغيث.
ولفظ القرآن الذي عليه نزل أنه إذا ذكر الأبصار لم يقل الأسماع، وإذا ذكر سبع سموات لم يقل الأرضين، ألا تراه لا يجمع الأرض أرضين ولا السمع أسماعًا، والجاري على أفواه العامة غير ذلك، لا يتفقدون من الألفاظ ما هو أحق بالذكر، وأولى في الاستعمال"[12].
وتلك الخصائص للنظم القرآني ثابتة أصلية فيه، وليست وليدة تنقيح وتكلف وتهذيب؛ لأن القرآن منزل من عند أحكم الحاكمين.
وتلك الخاصية في النظم نلحظها في التشبيه القرآني من سورة الرعد؛ إذ يقول - تعالى -: ﴿ لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴾ [الرعد: 14].
فقد يقال: يمكن أن يتم التشبيه على نحو من قولنا: "إلا كظمآن يريد الماء، وهو لا يستطيع الوصول إليه".
ولكن الأمر هنا على خلاف ما ذكرته الآية من حسن الصياغة ودقة النظم؛ فقد قيَّد هذا الظمآن بأنه يبسط كفيه إلى الماء عن قرب لعلها تصيب شيئًا منه، وهيهات ذلك، كما هو حال المشركين يدعون من دون الله، وأنى يستجاب لهم.
••••
ومن سمات النظم أن المعاني التي تضمنها القرآن الكريم في أصل وضع الشريعة، والأحكام، والاحتياجات في أصل الدين، والرد على الملحدين على تلك الألفاظ البديعة، وموافقة بعضها بعضًا في اللطف والبراعة مما يتعذر على البشر ويمتنع.
وذلك أنه قد علم أن تخير الألفاظ للمعاني المتداولة المألوفة، والأسباب الدائرة بين الناس، أسهل وأقرب من تخير الألفاظ لمعانٍ مبتكرة، وأسباب مؤسسة مستحدثة، فإذا برع اللفظ في المعنى البارع كان ألطف وأعجب من أن يوجد اللفظ البارع في المعنى المتداول المتكرر، والأمر المتقرر المتصور....، ثم إذا وجدت الألفاظ وَفْق المعاني، والمعاني وَفْقها لا يفضل أحدهما الآخر؛ فالبراعة أظهر، والفصاحة أتم[13]، حتى يرتقي الإبداع في النظم إلى طريقة لا يستطيع حذاق الكلام مجاراتها، بل لو ضمَّنوا كلامهم لفظة واحدة من غرر الألفاظ القرآنية - وكل ألفاظه غرر - لتبين بريقها للناظر، وأوغلت في البعد عن أساليبهم المعتادة.
ومثل هذا النهج لا يتحقق إلا في نظم القرآن الكريم، وهذا شاهد على تلك الخاصية؛ يقول - جل ثناؤه - في سورة البقرة: ﴿ نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ﴾ [البقرة: 223].
لاحظ لفظة ﴿ حَرْثٌ ﴾، وما لها من مزية في نظم الآية الكريمة؛ فإن لوجودها وربطها مع قرينتها، وتعيين موضعها من العبارة تأثيرًا في الإيحاء الصوتي، والقيمة والأهمية في أداء المعنى البلاغي، وفخامته وعذوبته، بل لاختيارها على غيرها دلالة على كمال المعنى وتشخيص له.
"إن هذه اللفظة جيء بها لتشبيه النساء بها دون الأرض مثلاً أو الحقل أو الزرع، أو غير ذلك من مترادفات اللغة، ولعل في إيثارها على غيرها لما فيها من لطف الكناية في ذلك التشابه بين صلة الزرع بحرثه، وصلة الزوج بزوجته في هذا المجال الخاص، وبين ذلك النبت الذي يخرجه الحرث، وذلك النبت الذي تخرجه الزوجة، وما في كليهما من تكثير وعمران وفلاح، بينما هذه اللطائف لا تستفاد من كلمة "الأرض أو الحقل" ونحوهما؛ فالأرض قد تكون جدباء سبخة لا تصلح للحراثة والزرع، وكذلك الحقل؛ إذ لا يدل على عمل المالك فيه[14]".
من أجل تلك المعاني واللطائف آثرت الآية الكريمة لفظة "حرث" على غيرها من مترادفات اللغة التي تدل على المعنى، لكنها لا تصل إلى براعة لفظ "حرث" في مدلولها الواسع وإيحائها وجمال وقعها في النفوس.
وأمثال تلك الفرائد في القرآن كثيرة؛ خذ مثلاً قوله - تعالى -: ﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ * وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ﴾ [التكوير: 17، 18]، أليست كلمة "عَسْعَسَ" توحي بدنو الليل وتهاديه في آفاق الكون، وتؤدي هذا المعنى أكثر من لفظة "قرب أو دنا"، وكذلك "تنفس"، أيُّ إشراقة لِرُواءِ هذه اللفظة بجانب ذكر الصبح؟ لكأن الصباح مخلوق ذو رثة وروح ينفث في الآفاق بصيصًا من النور والإشعاع، تحسه وتعيشه وتتملاه في قريب وبعيد.
••••
ولو أردنا استقصاء الأمثلة والشواهد على تلك الخاصية لأفضى بنا ذلك إلى الإطالة، ولكن كما قلنا: "لا يستعذب التكرار في كلام كما يستعذب في كلام الله - تعالى - فإليك مثالاً آخر على تلك الخاصية؛ يقول الحق - سبحانه -: ﴿ فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا ﴾ [الكهف: 97].
إن لفظة ﴿ اسْطَاعُوا ﴾ توحي بحركة الانزلاق السريع كلما حاول القوم اعتلاء سد ذي القرنين وصعوده، ولفظة ﴿ اسْتَطَاعُوا ﴾ تعبر عن القوة التي يمارسها القوم لهدم هذا السد أو إحداث خلل فيه، فأي بلاغة وأي نظم يجاري مثل هذا التأليف والأسلوب.
ومما يميز القرآن الكريم "خلو حروفه مما يخرج الكلمة عن حد الفصاحة؛ فقد تجنب القرآن في تأليف ألفاظه، وتراكيبه - الحروف المستهجنة مما يجري في لغة الأنباط، والأعاجم، والأكراد؛ لما فيها من الركاكة والتواء اللسان، ومما يجري في لغات بعض العرب على نحو ما روي من كشكشة بني تميم، وكسكسة بني بكر، وطمطمانية حمير، وكالغمغمة في لغة قضاعة، والفراتية واللخلخانية في لغة أهل العراق، وكل هذه اللغات نجد في حروفها عاهة ولكْنة، وقد جاء الكتاب الكريم منزهًا في تأليفه عنها[15]".
ومن سمات النظم القرآني وفوائده "مزج المقاصد والأغراض التي يهدف إليها، وتفريقها في السور الكثيرة، والطويلة منها والقصيرة، بالمناسبات المختلفة، وتكرارها بالعبارات البليغة المؤثرة في القلوب، المحركة للشعور، النافية للسآمة والملل من المواظبة على ترتيلها بنغمات نظمه الخاص به، وفواصله المتعددة القابلة لأنواع من الإيحاءات الصوتية التي تحرك في القلب وجدان الخشوع، والرغبة والرهبة، والعرفان بكمال الله - جل ثناؤه[16]".
ولغة القرآن الكريم في مادتها الصوتية تبعد عن طراوة لغة أهل الحضر، وخشونة لغة أهل البادية، وتجمع - في تناسق محكم - بين رقة الأولى وجزالة الثانية، وتحقق الروعة بفضل التوفيق والاتساق البديع.
إنها ترتيب في مقاطع الكلمات، في نظام أكثر تماسكًا من النثر، وأبعد في الحسبان من نظم الشعر، ويتنوع في خلال الآية الواحدة ليجذب نشاط السامع، ويتجانس في آخر الآيات، لكن لا يختل الجرس العام للوقفات في كل سورة[17]".
••••
ومن جملة خصائص النظم القرآني ما أشار إليه الدكتور محمد زغلول سلام في كتابه "أثر القرآن في تطور النقد العربي"؛ فقد أورد عدة خصائص يتميز بها أسلوب القرآن في التأليف والصياغة نقلاً عن رسالة "الخطابي": "بيان إعجاز القرآن ومما ذكره في هذا الصدد"، إن نظرية النظم تقوم على صلة الألفاظ بعضها ببعض في العبارة أو الآية، وأن الكلام على هذا الاعتبار ثلاثة أقسام:
1- لفظ حامل.
2- ومعنى به قائم.
3- ورباط لها ناظم.
وإذا تأملت القرآن وجدت هذه الأمور منه في غاية الشرف والفضيلة حتى لا ترى شيئًا من الألفاظ أفصح ولا أجزل ولا أعذب من ألفاظه، ولا ترى نظمًا أحسن تأليفًا وأشد تلاؤمًا وتشاكلاً من نظمه.
وكان من خصائص النظم القرآني إخضاع الألفاظ للسياق ومقتضى الحال، من ظروف الكلام والمتكلم، والمعاني التي أريد التعبير عنها، فليس غريب اللفظ - مثلاً - بليغًا في ذاته، ولا تصح تسمية لفظ بأنه بليغ، يقول الخطابي: "وأما ما ذكروه من قلة الغريب في ألفاظ القرآن، بالإضافة إلى الواضح منها فليست الغرابة مما اشترط في حدود البلاغة، وإنما يكثر وحشي الغريب في كلام الأوحاش من الناس، والأجلاف من حفاة العرب، الذين يذهبون مذاهب العنجهية، ولا يعرفون تقطيع الكلام وتنزيله والتخيُّر له، وليس ذلك معدودًا في النوع الأفضل من أنواعه، وإنما المختار منه النمط الأقصر الذي جاء به القرآن وهو الذي جمع البلاغة والفخامة إلى العذوبة والسهولة.
ولاجتماع تلك الخصائص في النظم القرآني اتسم أسلوبه الفريد بكل صفات الأسلوب من الجمال، والقوة، والوضوح، "وكان من أسرار جمال التعبير القرآني إثارة الأحاسيس النفسية المختلفة؛ كالرحمة، والحب، واللذة، والألم، والغضب، والخوف، والانتقام.
وفي معرض تلك الأحاسيس يقول الحق - سبحانه -: ﴿ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 23، 24].
وفي سياق آخر يقول - تعالى -: ﴿ سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ * تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ ﴾ [الملك: 7، 8].
تأمل في الآية الأخيرة لفظة ﴿ شَهِيقًا ﴾، وانظر لجمال الاستعارة وما أدته من كمال المعاني؛ إذ حقيقة "الشهيق" هنا الصوت الفظيع كشهيق الباكي، فالاستعارة أبلغ منه؛ لأن مقدار شدة الغيظ في النفس تدعو إلى شدة انتقام في الفعل، وفي ذلك أعظم الزجر، من أجل تلك المعاني يخاطب القرآن الكريم الغرائز الإنسانية، يستثيرها كاستثارة غريزة الغيظ، وشعور الغضب في النفس، ويخلع تلك الغرائز على النار لتدل على حقدها وتهيُّئِها للانتقام من الكافرين بابتلاعهم حتى تثبت الخشية، والرهبة، والخوف في النفوس، فتذعن للخير وتبتعد عن المعصية"[18].
ونخلص من كل تلك الخصائص "إلى أن القرآن الكريم في أسلوب تأليفه كان له أثر واسع النطاق في الميدان الأدبي، لا بما فيه من أهداف أخلاقية فحسب، ولكن بما فيه أيضًا من أسلوب جميل معجز في الجمال؛ أي: إن الصورة الأولى وحدها منه هي التي قامت بدور كبير في تكييف الوضع الفني، والاعتبارات الفنية التشكيلية"[19].
وطبيعي أن جمال الصورة يتبع جمال جزئياتها في الحرف، وتأليفه، واللفظة المفردة، وانتقائها، ووضعها في مكانها اللائق بها، وفي التركيب وإحكامه في الرصف، من حيث تلاقي أول منه بآخر.
ومن براعة النظم القرآني ما يسميه البلاغيون بالتغاير، والمماثلة، والانسجام.
أما التغاير فيعني: مغايرة المعنى لمغايرة اللفظ، وهو غير التناقض، ومثال ما جاء النظم فيه متغايرًا بين اللفظ والمعنى قول الحق - سبحانه -: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ﴾ [الأنعام: 151]، فإن معنى هذه الآية بهذا النظم يغاير قوله - تعالى - في نفس المعنى لنظم آخر: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ﴾ [الإسراء: 31].
ففي الآية الأولى قدم الله - تبارك وتعالى - وعده بالرزق للآباء عن وعده برزق الأبناء، وفي الآية الثانية يأتي العكس، وسبب المغايرة بينهما أن الخطاب في الآية الأولى للفقراء؛ بدليل قوله - تعالى -: ﴿ مِنْ إِمْلَاقٍ ﴾، فاقتضت البلاغة تقديم وعد الآباء المملقين بما يغنيهم من الرزق، واقتضت تكميل المعنى بعِدَة الأبناء بعد عِدَة الآباء ليكمل سكون الأنفس ولم يبقَ لها تعلق بشيء.
وفي الآية الثانية الخطاب للأغنياء؛ بدليل قوله - تعالى -: ﴿ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ﴾، فإنه لا يخشى الفقر إلا الغني، أما الفقير ففقره حاصل؛ فاقتضت البلاغة تقديم وعد الآباء بالرزق، ليشير هذا التقديم إلى أن الله - وحده - هو الذي يرزق الأبناء؛ ليزول ما توهمه الأغنياء، من أنهم بإنفاقهم على الأبناء سيصيرون إلى الفقر بعد الغنى، ثم كمل الطمأنينة بعِدَتهم بالرزق بعد عدة أبنائهم.
وأما المماثلة: فمعناها تماثل ألفاظ الكلام كلها أو بعضها في الزِّنَةِ دون التقفية؛ كقوله - تعالى -: ﴿ وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ * إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ ﴾ [الطارق: 1 - 4]؛ فالطارق، والثاقب، وحافظ، متماثلات في الزِّنَةِ دون التقفية.
وقيل: المماثلة تماثل الألفاظ في المعنى مع اختلاف اللفظ..، ويكون مثل هذا في الكتاب العزيز: ﴿ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ ﴾ [يوسف: 86].
وأما الانسجام: فهو أن يأتي منحدرًا كمنحدر الماء المنسجم بسهولة سبك، وعذوبة ألفاظ، وسلامة تأليف، وهو على ضربين: ضرب يأتي مع البديع الذي لم يقصد، وضرب لا بديع فيه؛ فمن الضرب الأول قوله - تعالى -: ﴿ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [يوسف: 86].
فأنت ترى سهولة هذا النظم، وعذوبة هذه الألفاظ، وما في هذا الكلام من الانسجام، مع ما وقع فيه من التعطف في قوله - تعالى -: "إِلَى اللَّهِ"، "وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ"، فإنه إنما عدل عن قوله: "وَأَعْلَمُ مِنَ" وهو أوجز من الأول ليأتي في الكلام تعطف يزيده حسنًا، وفيه زيادة خضوع، وترقق مع تمكين فاصلة الآية.
••••
ومثلها الآية التي بعدها، وهي قوله - تعالى -: ﴿ يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87]، لوقوع التعطف فيها كالأول.
ومثال الضرب الثاني من الانسجام - وهو الخالي من البديع - قوله تعالى: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199]، وقوله - عز وجل -: ﴿ وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [هود: 123]، وأكثر آيِ القرآن من شواهد هذا الباب"[20].
وتلك الخصائص في نظم القرآن الكريم - أعني التغاير والمماثلة والانسجام - قد اهتدى إليها البلاغيون بذوقهم المستنير، وأدرجوها تحت اصطلاحاتهم البلاغية، وألحقوها بفن البديع، ولا شك أن وجودها في النظم القرآني أصل فيه من غير تكلف، ووجودها في كلام غيره، إما عن تكلف، أو غير تكلف، لكنه في الحُسن دون درجة القرآن.
ومن روائع نظم القرآن: اجتماع الحسن له "حول حرف واحد في الآية يثير النفس ألوانًا من المعاني لا تجدها إذا استبدلت به حرفًا آخر، واستمع إلى قوله - تعالى -: ﴿ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ * وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [الروم: 55، 56].
ألا تشعر بما حول هذه ألفًا من استفهامات تثيرها، فكأن الذين أوتوا العلم والإيمان يقولون لمنكري البعث: ألا تزالون مصرِّين على إنكاره؟ وماذا أنتم فاعلون؟ وكيف تلقون ربًّا أنكرتم لقاءه"؟[21].
•••
وبما أن القرآن الكريم قد بلغ الذروة في البلاغة والإعجاز حرفًا ولفظًا وتركيبًا فقد حوى في نظمه: "جميع قواعد البيان والبديع دون أن يترك قاعدة واحدة منها، ولم يستطع بليغ من بلغاء العرب وغيرهم من أمم الأرض أن يصل إلى هذا الكمال مهما كان نبوغه.
ولشدة تماسك أجزاء الآيات وتراكيب الجمل داخلها وتناسق بعضها مع بعض في حسن النظم خيِّل لبعض من وهم - بل غلط - حتى قال: إن في بعض آيات القرآن شعرًا جاء موزونًا مقفى من غير قصد، ولم يكتف بمثل هذا القول الفاسد، بل دعاه اجتهاده السقيم إلى أن يدخل بعض الآيات أو جملاً منها تحت بحور الشعر، فيعد هذه من الطويل، وتلك من الوافر، وأخرى من البسيط.
وما دعاهم إلى ذلك إلا الاتساق بين الألفاظ، والائتلاف بينها وبين المعاني، ولا أرى داعيًا لذكر ما استشهدوا به من الآيات، فحاشا القرآن الكريم أن يخضع في نظمه لقواعد الشعر ومصطلحاته، وأوهام قائليه، وخيالاتهم: ﴿ وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ ﴾ [يس: 69]، ﴿ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [فصلت: 42][22].
••••
ومن أرقى خصائص النظم القرآني "أن الباحث فيه حيثما قلب نظره وجد أسرارًا من الإعجاز اللغوي، منها ما يكمن في نظامه الصوتي البديع بجرس حروفه، ومقاطع فواصله، ومنها ما هو في ألفاظه التي تفي بحق كل معنى في موضعه، لا ينبو منها لفظ يقال: إنه زائد، ولا يعثر على موضع يقال: إنه بحاجة إلى لفظ ناقص، ومنها ما هو في ضروب الخطاب التي يتقارب فيها أصناف الناس في الفهم، مع إقناع وإمتاع العاطفة في تكافؤ واتزان، فلا تطغى قوة أحد هذين على الأخرى[23]".
وأمثلة تلك الظاهرة في نظمه البديع تصدُق على جميع سوره الطويلة منها والقصيرة، وخاصة في بعض الآيات التي تستثير العواطف، ويحتكم أسلوبها إلى دعوة العقول للتدبر والاتعاظ؛ كأسلوب الوعد والوعيد، والترغيب والترهيب.
من أجل خصائص الإبداع في النظم القرآني، ظاهرة التجدد التي لم يزل القرآن معها حيًّا متجددًا يفوق طاقة الدارسين، ولا يزال كذلك حتى يرث الله الأرض ومن عليها، لا تبديل لكلمات الله، فمهما سطا على أسلوب القرآن وتأليفه ملحد - بالتغيير والتبديل - فإن أسلوبه الطري وتأليفه الرائع لا يمكِّن مَن تسول له نفسه وتمنيه، أن يصل إلى ما يريد، وحسبك فشل مدعي النبوات، ومن سار في ركابهم ممن قلدهم.
والقرآن بتلك الخصائص سيبقى المثل الأعلى لكل فن من فنون البيان الذي اشتهر به العرب، وهم أهل الفصاحة واللسان.
••••
ومعنى ذلك أن كتاب الله كان مجتمع الخصائص الممتازة التي عرفها العرب، وزاد عليها القرآن الكريم ما أعجزهم عن معارضته، والإتيان بمثله، مع تحديه البالغ لهم، بعشر سور، بل بسورة، بل بآية أو جملة؛ إذ التحدي عام في الجميع بدليل قوله - تعالى -: ﴿ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ﴾ [الإسراء: 88] الآية، فقوله: "بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ" دليل على التحدي عامة، وكان القرآن نمطًا رفيعًا، ونظامًا فريدًا، فيه من القوة والجمال ما قد يخفى على غير أهل الذوق وأرباب البصيرة بالفن الأدبي.
ولذلك لا يعرِفُ فضلَ القرآن إلا مَن كثُر نظره، واتسع علمه، وفهِم مذاهب العرب، وافتنانها في الأساليب، وما خص الله به لغتها دون جميع اللغات، فإنه ليس في جميع الأمم أمة أوتيت من العارضة، والبيان، واتساع المجال ما أوتيت العرب"[24].
والأمر كما يقول ابن قتيبة: "وللعرب المجازات في الكلام، ومصدر طرق القول ومآخذه، ففيها الاستعارة والتمثيل، والقلب، والتقديم والتأخير، والحذف، والتكرار، والإخفاء، والإظهار، والتعريض، والإفصاح، والكناية، والإيضاح، ومخاطبة الواحد مخاطبة الجميع، والجميع خطاب الواحد، والواحد والجميع خطاب الاثنين، والقصد بلفظ الخصوص لمعنى العموم، وبلفظ العموم لمعنى الخصوص، وبكل هذه المذاهب نزل القرآن؛ ولذلك لا يقدر أحد من التراجم على أن ينقله إلى شيء من الألسنة كما نقل الإنجيل عن السريانية إلى الحبشية والرومية، وترجمت التوراة والزبور، وسائر كتب الله - تعالى - بالعربية؛ لأن العجم لم تتسع في المجاز اتساع العرب.
وإنما ذكر ابن قتيبة هذه الفئة لورودها في الكتاب الكريم، ولأنه رأى جماعة يطعنون على الكتاب ببعض ما خفي عليهم مما فيه من فنون الأقوال وأساليب الكلام، فأراد أن يبين أن القرآن نزل بألفاظ العرب، ومعانيها ومذاهبها؛ في الإيجاز والاختصار، والإطالة، والتوكيد، والإشارة إلى الشيء، وإغماض بعض المعاني حتى لا يظهر عليه إلا اللقن، وإظهار بعضها وضرب الأمثال لما خفي.
ولو كان القرآن كله ظاهرا مكشوفًا، حتى يستوي في معرفته العالم والجاهل، لبطَل التفاضُلُ بين الناس، وسقطت المحنة، وماتت الخواطر، ومع الحاجة تقع الفكرة والحيلة، ومع الكفاية يقع العجز والبلادة، وكل باب من أبواب العلم من الفقه والحساب والفرائض والنحو، فمنه ما يجل ومنه ما يدق، ليرتقي المتعلم في رتبة بعد رتبة حتى يبلغ منتهاه، ويدرك أقصاه، ولتكون للعالم فضيلة النظر، وحسن الاستخراج، ولتقع المثوبة من الله على حسن العناية.
ولو كان كل فن من العلوم شيئًا واحدًا، لم يكن عالم ولا متعلم، ولا خفي ولا جلي؛ لأن فضائل الأشياء تُعرَف بأضدادها؛ فالخير يُعرَف بالشر، والنفع بالضر، والحلو بالمر، والقليل بالكثير، والصغير بالكبير، والباطل بالظاهر"[25].
[1] معترك الأقران للسيوطي ص 38، نقلاً من رسالة في الإعجاز للدكتور مصطفى مسلم ص 136، وما بعدها.
[2] انظر الإتقان للسيوطي، الجزء الثاني ص 103، الطبعة الثانية 343، المطبعة الأزهرية بمصر.
[3] انظر من بدائع النظم القرآني للدكتور السيد عبدالفتاح حجاب، ص 135، مطبعة الجندي.
[4] الإتقان للسيوطي، الجزء الثاني ص 66, ص 67، الطبعة الثانية 1343هـ - المطبعة الأزهرية.
[5] انظر رسالة في إعجاز القرآن للدكتور مصطفى مسلم، ص 125, 126.
[6] البرهان للزركشي ص 42 وما بعدها، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، مطبعة الحلبي.
[7] البرهان للزركشي ص 42, 43, 46، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، مطبعة الحلبي.
[8] انظر هذه الخصائص مفصلة في إعجاز القرآن للباقلاني، الطبعة الثالثة ص 35 وما بعدها، تحقيق السيد أحمد صقر، مطبعة دار المعارف بمصر.
[9] انظر: بحث جديد عن القرآن الكريم لمحمد صبيح ص 104 الطبعة السادسة.
[10] انظر إعجاز القرآن للباقلاني، تحقيق أحمد صقر، الطبعة الثالثة، مطبعة دار المعارف بمصر.
[11] انظر من بدائع النظم القرآني للدكتور السيد عبدالفتاح حجاب ص 14 وما بعدها، مطبعة الجندي.
[12] انظر البلاغة تطور وتاريخ للدكتور شوقي ضيف ص 50, 51، الطبعة الثانية، مطبعة دار المعارف بمصر.
[13] انظر إعجاز القرآن للباقلاني ص 42، تحقيق السيد أحمد صقر، الطبعة الثالثة، مطبعة دار المعارف بمصر.
[14] انظر رسالة في إعجاز القرآن للدكتور مصطفى مسلم ص 119, 120.
[15] انظر الطراز للعلوي، الجزء الثالث ص 221, 222، لمطبعة المقتطف بمصر، تصحيح سيد بن علي المرصفي.
[16] انظر الوحي المحمدي لمحمد رشيد رضا، الطبعة الثامنة ص 144.
[17] انظر مدخل إلى القرآن الكريم، محمد عبدالله دراز ص 115، الطبعة الثانية، طبعة دار القلم بالكويت.
[18] انظر أثر القرآن في تطور النقد العربي للدكتور محمد زغلول سلام، الطبعة الثانية، دار المعارف بمصر 1962م.
[19] انظر الأسس الجمالية في النقد العربي للدكتور عز الدين السيد، ص 187، الطبعة الثانية لعام 1968م، طبعة دار النصر بالقاهرة.
[20] انظر بديع القرآن لابن أبي الإصبع ص 106, 107, 166 وما بعدها, وإعجاز القرآن البياني للدكتور حفني محمد شرف، ص 365.
[21] من بلاغة القرآن للدكتور أحمد أحمد بدوي ص 56، الطبعة الثانية، مطبعة نهضة مصر.
[22] راجع إعجاز القرآن للباقلاني ص 51 وما بعدها، الطبعة الثانية، تحقيق السيد أحمد صقر، مطبعة دار المعارف بمصر, وإعجاز القرآن لحفني محمد شرف ص 361, 362، واللغة الشاعرة لعباس العقاد ص 37.
[23] انظر مباحث في علوم القرآن لمناع القطان ص 267، الطبعة الخامسة، مؤسسة الرسالة بيروت.
[24] انظر البيان العربي للدكتور بدوي طبانة ص 32، الطبعة السادسة.
[25] انظر تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة ص 62، طبعة دار إحياء الكتب بالقاهرة، 1954م.
د. محمد بن سعد الدبل


بحر الامل

العاب ، برامج ، سيارات ، هاكات ، استايلات , مسابقات ، فعاليات ، قصص ، مدونات ، نكت , مدونات , تصميم , شيلات , شعر , قصص , حكايات , صور , خواطر , سياحه , لغات , طبيعة , مفاتيح , ستايلات , صيانه , تهيئة , قواعد , سيرفرات , استضافه , مناضر, جوالات





 توقيع : نزف القلم

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
4 أعضاء قالوا شكراً لـ نزف القلم على المشاركة المفيدة:
, , ,
قديم 2021-04-03, 10:12 AM   #2



 عضويتي » 74
 جيت فيذا » 08-09-2018
 آخر حضور » 2022-07-18 (01:28 PM)
آبدآعاتي » 5,596
الاعجابات المتلقاة » 24340
الاعجابات المُرسلة » 22871
 حاليآ في » وسط بحرالامل
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الادبي
آلعمر  » 60سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » عبير الورد has a reputation beyond reputeعبير الورد has a reputation beyond reputeعبير الورد has a reputation beyond reputeعبير الورد has a reputation beyond reputeعبير الورد has a reputation beyond reputeعبير الورد has a reputation beyond reputeعبير الورد has a reputation beyond reputeعبير الورد has a reputation beyond reputeعبير الورد has a reputation beyond reputeعبير الورد has a reputation beyond reputeعبير الورد has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك  »مشروبك   7up
قناتك  » قناتك abudhabi
ناديك  » اشجع shabab
مَزآجِي  »  مبسوطه

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Female


اوسمتي

عبير الورد غير متواجد حالياً

افتراضي



ســـلمـــت الأيـــــــــــآدي على الموضـــــــوع الجـــمـــيـــل
إبدآعآت وجهود مميزه فعلاً لك أرق تحيه
لآخــــــــلآ ولآعـــــــدم منك ومن جديدك القـــآدم


 توقيع : عبير الورد

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 2021-04-03, 01:33 PM   #3



 عضويتي » 594
 جيت فيذا » 27-02-2021
 آخر حضور » 2021-04-21 (03:59 PM)
آبدآعاتي » 16,743
الاعجابات المتلقاة » 6627
الاعجابات المُرسلة » 13887
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الصحي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » لہهفُہة has a reputation beyond reputeلہهفُہة has a reputation beyond reputeلہهفُہة has a reputation beyond reputeلہهفُہة has a reputation beyond reputeلہهفُہة has a reputation beyond reputeلہهفُہة has a reputation beyond reputeلہهفُہة has a reputation beyond reputeلہهفُہة has a reputation beyond reputeلہهفُہة has a reputation beyond reputeلہهفُہة has a reputation beyond reputeلہهفُہة has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك  »مشروبك   fanta
قناتك  » قناتك mbc
ناديك  » اشجع hilal
مَزآجِي  »  اشرب عصير

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Female


اوسمتي

لہهفُہة غير متواجد حالياً

افتراضي



جزاك الله خير
وبارك الله فيك
وجعلها في موازين حسناتك
وأثابك الله الجنه أن شاء الله
على ما قدمت


 توقيع : لہهفُہة

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 2021-04-03, 06:54 PM   #4



 عضويتي » 284
 جيت فيذا » 15-05-2019
 آخر حضور » 2021-08-30 (10:46 PM)
آبدآعاتي » 1,416
الاعجابات المتلقاة » 18579
الاعجابات المُرسلة » 1201
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الادبي
آلعمر  » 22سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » كيان has a reputation beyond reputeكيان has a reputation beyond reputeكيان has a reputation beyond reputeكيان has a reputation beyond reputeكيان has a reputation beyond reputeكيان has a reputation beyond reputeكيان has a reputation beyond reputeكيان has a reputation beyond reputeكيان has a reputation beyond reputeكيان has a reputation beyond reputeكيان has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك  »مشروبك   bison
قناتك  » قناتك rotana
ناديك  » اشجع ithad
مَزآجِي  »  اذاكر

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 8 CS My Camera: Female


اوسمتي
يوم الوطني وسام شكر وتقدير وسام مسابقة رمضان وسام المعايده وسام شكر وتقدير اوفيا المنتدى 
مجموع الاوسمة: 9

كيان غير متواجد حالياً

افتراضي



يعطيك العافيه وسلمت يدآك
وسلم لنآ ذوقك الراقي على جمال الاختيار*
لك ولحضورك الجميل كل الشكر والتقدير
اسأل البآري لك سعآدة دائمة


 توقيع : كيان

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 2021-04-03, 07:43 PM   #5



 عضويتي » 604
 جيت فيذا » 27-03-2021
 آخر حضور » 2023-11-23 (01:59 AM)
آبدآعاتي » 2,339
الاعجابات المتلقاة » 407
الاعجابات المُرسلة » 274
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » ريآن has a reputation beyond reputeريآن has a reputation beyond reputeريآن has a reputation beyond reputeريآن has a reputation beyond reputeريآن has a reputation beyond reputeريآن has a reputation beyond reputeريآن has a reputation beyond reputeريآن has a reputation beyond reputeريآن has a reputation beyond reputeريآن has a reputation beyond reputeريآن has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك  »مشروبك   7up
قناتك  » قناتك abudhabi
ناديك  » اشجع ithad
مَزآجِي  »  ابكي

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Female


اوسمتي

ريآن غير متواجد حالياً

افتراضي








جزيتم الجنان
ورضى الرحيم الرحمن
أدام الله سعادتكم
ودمتم بــ طاعة الرحمن

ريان





 توقيع : ريآن

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 2021-04-05, 09:34 AM   #6



 عضويتي » 235
 جيت فيذا » 28-02-2019
 آخر حضور » 2022-07-26 (07:08 PM)
آبدآعاتي » 2,683
الاعجابات المتلقاة » 4581
الاعجابات المُرسلة » 5234
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » العام
آلعمر  » 19سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » غزل has a reputation beyond reputeغزل has a reputation beyond reputeغزل has a reputation beyond reputeغزل has a reputation beyond reputeغزل has a reputation beyond reputeغزل has a reputation beyond reputeغزل has a reputation beyond reputeغزل has a reputation beyond reputeغزل has a reputation beyond reputeغزل has a reputation beyond reputeغزل has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك  »مشروبك   danao
قناتك  » قناتك abudhabi
ناديك  » اشجع ithad
مَزآجِي  »  مبسوطه

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Female


اوسمتي
الفيه ثانيه ذهبي وسام فائزه وسام التوقع الصحيح لنجمة الدوري وسام نجم الشهر مسابقة مائدة رمضان بعدستك اوفيا المنتدى 
مجموع الاوسمة: 8

غزل غير متواجد حالياً

افتراضي



سعدتُ بتوآجدي هُنا
طرح بقمة الرووعه والجمال
فسلمت أيادي لـ إختيارك لنا كل جميل
ولآحرمنا الله جديدك الرآئع..
تحيه معطره برياحين الياسمين


 توقيع : غزل

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 2021-04-06, 06:32 AM   #7



 عضويتي » 1
 جيت فيذا » 26-07-2018
 آخر حضور » اليوم (12:00 AM)
آبدآعاتي » 879,602
الاعجابات المتلقاة » 34880
الاعجابات المُرسلة » 123489
 حاليآ في » في قلبها
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Male
آلقسم آلمفضل  » الادبي
آلعمر  » 35سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » صقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك  »مشروبك   fanta
قناتك  » قناتك mbc4
ناديك  » اشجع hilal
مَزآجِي  »  اكل

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Male

My Flickr  مُتنفسي هنا My twitter

мч ѕмѕ ~
خلك مع الي بالكذب دوم يعطيك
وانا ترى بلقى ملايين تسواك
لاتحسب اني برخص النفس واجيك


اوسمتي
870 وسام وسام عيد الاضحى المبارك مسابقة معلومة وفائدة عن الحج وسام وسام ملك التوقعات 
مجموع الاوسمة: 11

صقر متواجد حالياً

افتراضي



جزاكم الله خيرا
ونفع الله بكم وسدد خطاكم
وجعلكم من أهل جنات النعيم
اللهم آآآآمين


 توقيع : صقر

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
مواضيع : صقر



رد مع اقتباس
قديم 2021-04-10, 01:48 AM   #8



 عضويتي » 574
 جيت فيذا » 19-01-2021
 آخر حضور » 2024-01-11 (10:29 PM)
آبدآعاتي » 33,693
الاعجابات المتلقاة » 2042
الاعجابات المُرسلة » 822
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » شغف has a reputation beyond reputeشغف has a reputation beyond reputeشغف has a reputation beyond reputeشغف has a reputation beyond reputeشغف has a reputation beyond reputeشغف has a reputation beyond reputeشغف has a reputation beyond reputeشغف has a reputation beyond reputeشغف has a reputation beyond reputeشغف has a reputation beyond reputeشغف has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك  »مشروبك   7up
قناتك  » قناتك abudhabi
ناديك  » اشجع ithad
مَزآجِي  »  ابكي

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Female


اوسمتي
وسام الالفيه33 وسام متميز بالحضور وسام الحضور المميز نجم الاسبوع 1 وسام الضيافه هلا وغلا وسام المحبة 
مجموع الاوسمة: 6

شغف متواجد حالياً

افتراضي



جزاك الله خير ..
وبارك الله في جهودك ..
اسأل الله لك السعادة دائما ..
تحياتي لك وكل الود


 توقيع : شغف

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 2021-04-11, 09:18 PM   #9



 عضويتي » 572
 جيت فيذا » 09-01-2021
 آخر حضور » 2024-02-28 (10:57 PM)
آبدآعاتي » 5,290
الاعجابات المتلقاة » 12126
الاعجابات المُرسلة » 186
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الادبي
آلعمر  » 35سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » ♕ السلطااانه ♕ has a reputation beyond repute♕ السلطااانه ♕ has a reputation beyond repute♕ السلطااانه ♕ has a reputation beyond repute♕ السلطااانه ♕ has a reputation beyond repute♕ السلطااانه ♕ has a reputation beyond repute♕ السلطااانه ♕ has a reputation beyond repute♕ السلطااانه ♕ has a reputation beyond repute♕ السلطااانه ♕ has a reputation beyond repute♕ السلطااانه ♕ has a reputation beyond repute♕ السلطااانه ♕ has a reputation beyond repute♕ السلطااانه ♕ has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك  »مشروبك   water
قناتك  » قناتك mbc
ناديك  » اشجع ahli
مَزآجِي  »  احبكم

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 9 CS2 My Camera: Female

мч ѕмѕ ~


اوسمتي
وسام وسام وسام عيد الاضحى المبارك مسابقة معلومة وفائدة عن الحج وسام يوم الوطني 
مجموع الاوسمة: 18

♕ السلطااانه ♕ متواجد حالياً

افتراضي



جزاك الله خير وبارك فيك
ورزقك الجنة بغير حساب
""
ودي


 توقيع : ♕ السلطااانه ♕

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 2021-04-19, 05:25 PM   #10



 عضويتي » 277
 جيت فيذا » 05-05-2019
 آخر حضور » 2022-10-23 (10:52 AM)
آبدآعاتي » 554,897
الاعجابات المتلقاة » 19153
الاعجابات المُرسلة » 6703
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Iraq
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » محمد has a reputation beyond reputeمحمد has a reputation beyond reputeمحمد has a reputation beyond reputeمحمد has a reputation beyond reputeمحمد has a reputation beyond reputeمحمد has a reputation beyond reputeمحمد has a reputation beyond reputeمحمد has a reputation beyond reputeمحمد has a reputation beyond reputeمحمد has a reputation beyond reputeمحمد has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك  »مشروبك   7up
قناتك  » قناتك abudhabi
ناديك  » اشجع ithad
مَزآجِي  »  لااله الا الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Female


اوسمتي
550 وسام وسام وسام فائز وسام مسابقه الحج  المركز الاول وسام مسابقة رمضان 
مجموع الاوسمة: 10

محمد غير متواجد حالياً

افتراضي







جزاك الله خير الجزاء
وشكراً لطرحك الهادف وإختيارك القيّم
رزقك المــــــــولى الجنـــــــــــــة ونعيمـــــها
وجعلــــــ ما كُتِبَ في مــــــوازين حســــــــــناتك
ورفع الله قدرك في الدنيــا والآخــــرة
وأجـــــــــزل لك العطـــاء




 توقيع : محمد

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديدإضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(عرض الكل الاعضاء الذين شاهدو هذا الموضوع: 17
, , , , , , , , , , , , , , , ,
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تفسير الربع الأول من سورة الرعد نزف القلم ۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩ 11 2021-08-16 04:21 AM
خصائص النظم القرآني بين سورة الرعد وغيرها (1) نزف القلم ۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩ 15 2021-07-15 05:10 AM
الإعجاز العلمي في سورة الرعد عذبة المعاني ۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩ 8 2020-10-09 04:06 AM
احمد العجمي - سورة الرعد كامله ترانيم الشجن ۩{ صوتيآت إسلامية منوّعة }۩ 16 2020-01-07 04:32 PM
سورة الرعد / عبد الباسط عبد الصمد محمد ۩{ صوتيآت إسلامية منوّعة }۩ 20 2019-11-01 09:33 PM

الكثيري نت

الساعة الآن 12:42 AM


 »:: تطويرالكثيري نت :: إستضافة :: تصميم :: دعم فني ::»

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
المشاركات المكتوبة والمنشورة لا تعبر عن رأي منتدى بحرالامل ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)