كيف نتعلم من الاطفال اللغة الإنجليزية 2019
 

كيف نتعلم من الاطفال اللغة الإنجليزية 2019


ماذا يمكن أن نتعلم من الأطفال في تعلم الإنجليزية ؟


هل يمكن أن تتذكر كيف تعلمت لغتك الأولى في الصغر؟ نعم أعني اللغة العربية. لماذا نطرح مثل هذا السؤال والذي قد يبدو عليه من الوهلة الأولى بأنه واضح وتلقائي؟ دعنا نستكشف ذلك الآن!!
تكمن أهمية الإجابة على هذا السؤال في المتاعب والمصاعب التي تواجهنا عندما نريد تعلم أي لغة الثانية (وغالباً ستكون الإنجليزية). فعندما نجد البطئ والتكاسل وربما عدم اتقان اللهجة والنطق السليم في اللغة الإنجليزية قد يبدو من المنطقي أن نعود للوراء ونتذكر كيف تعلمنا لغتنا الأولى فلعلنا نجد الإجابة الشافية، أو إن لم تسعفنا الذاكرة فربما نستطيع النظر إلى الأطفال لنجد تلك الإجابة.

كيف يتميز الطفل في تعلمه للغته الأولى (العربية)؟
لنضع هذا السؤال بشكل آخر: ماهي المهارة الأولى التي ينخرط فيها الطفل من أجل أن يتعلم اللغة العربية؟ نعم إنها مهارة الاستماع الواعي!

يقضي الطفل فترة طويلة من عمره الأول في الاستماع والاستماع والاستماع. إنه كثير الملاحظة والتركيز، ويستطيع في غالب الأحيان أن يعرف الأشياء والناس ويفهم أعماق اللغويات مثل: مستوى الجدية ونبرة الأصوات في الطلب أو الأمر أو التحذير. كل هذا جزء من الاستماع الواعي. وأكرر.. الاستماع الواعي وليس مجرد السماع العابر. فمن أمثلة السماع الذي لايقدم ولايؤخر سماع الأفلام والمسلسلات الإنجليزية المترجمة لدى البالغين. فعينهم على الترجمة وعقلهم إنما على الأكشن والحدث فقط ، بعيداً عن الاستماع والتحليل اللغوي. ولو كان مجرد السماع للأفلام حلاً في تعلم الإنجليزية لكان جل الناس قد تعلم الإنجليزية بالفعل، وهذا عكس الواقع. ياسادة.. القضية تدور حول نوعية الاستماع!

لاتستعجل!
ذكرنا في البداية أن الطفل يقضي الكثير من الوقت في الاستماع الواعي، لكن ما الذي يحصل بعد كل هذه الفترة وطول الانتظار؟ هل ستسمع عبارات طويلة كالتي ظل يستمع لها طيلة تلك الفترة؟ هل ستستيقظ من النوم لتجده يقول لك: “أبي لو سمحت أحضر لي بعضاً من الحليب الدافئ؟” لا طبعاً! لن تسمع هذا ولكنك قد تسمع شيء مثل: “بابا” أو “ماما”. ورغم هذا الإنتاج البسيط الذي لايتجاوز كلمة أو كلمتين في مقابل الاستماع المكثف والطويل إلا أنك تجد الأبوين يسعدان جداً بهذا الإنجاز ويستبشرون بمستقبل مشرق للطفل في الاكتساب اللغوي. لايوجد أي شيء يدعو للعجلة هنا، إنها مسألة وقت إن شاء الله.

إن هذا المثل ينطبق إلى حد كبير على المتعلمين البالغين كذلك (مع الفارق). إننا نستعجل كثيراً ونستسلم سريعاً، فتجد أحدهم يقول لك “لم أجد نتيجة واضحة”، في حين أن المنطق السليم يقول أن التعلم يُبنى شيئاً فشيئاً. لذلك نصيحتي هي أن تزيد استماعك الواعي بشكل مكثف، وتذكر أن ثمرة هذا الاستماع المكثف شيء بسيط ربما لا يتجاوز 20% مما استمعت له طيلة الفترة الماضية. هذا طبيعي في الواقع، فلا ترهق نفسك بالشكوى، هكذا تمضي عجلة التعلم . ولقد تحدثت عن هذا الأمر المهم في هذه التدوينة (اضغط هنا)

التكرار سر التعلم
مرة أخرى مع تعلم الأطفال للغة الأولى، هل يتعلم الطفل المفردة الجديدة بمجرد استماعها لمرة واحدة؟ يندر هذا بين الأطفال. وقد تتفقون معي بأن الأطفال يكتسبون الكلمات والمفردات عندما تتكرر عليهم أكثر وتتردد بين الناس من حولهم أكثر وأكثر. فقد يتعلم كلمة “حليب” ويستجيب لها وينطقها مبكراً قبل أن ينطق كلمات أخرى لاترد عليه إلا نادراً. وكلما تكررت المفردات على مسامع الطفل كلما تمكن من استيعابها وفهمها ثم نطقها بشكل سليم وصحيح. وهذا ينطبق بشكل أو بآخر مع البالغين. فعندما تستمع إلى كلمة جديدة وتكررها تكون قد حققت الخطوة الأولى في التعلم، الخطوة الثانية تكون من خلال ممارستها في سياقها الطبيعي. إذاً.. عليك بالممارسة إن أردت الاحتراف اللغوي.


هناك الكثير دائماً لنتعلمه من الأطفال لاسيما فيما يخص تعلم اللغات.. هل لديكم شيء لفت انتباهكم أنتم كذلك؟ شاركونا برأيكم لنستفيد.

سلمت يمناك على الانتقاء الاكثر من رائع
ولاحرمنا جديدك الشيق
لك خالص تحياتي