الشدائد سنن ربانية وآيات كونية
الشدائد سنن ربانية وآيات كونية
يجب ألاَّ نتجاهل السُّنن الرَّبَّانية في النصر والهزيمة، وأن الباطل قد يكون أقوى من الحق؛ من حيث العددُ والعُدَّة، لكنَّ النصر يكون من نصيب أصحاب الحق؛ لأنهم يدافعون - في استماتة - عن شيء أصيل، يؤمنون به، ولأن الله معهم. فقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- ونَفَرٌ من أصحابه، يواجهون رجالات مكة وكبراءها، وكانوا يقاسون شتى صنوف العذاب، وبعد سنوات قليلة، كانت كلمة التوحيد ونور الهداية ينشران أريجهما العَطِر، فوق الجزيرة العربية والشام وفارس، وجزء كبير من بلاد الرومان. وإن الهزيمة المؤقتة ليس معناها الموت، إنها حلقة واحدة من سلسلة طويلة من النضال المستمر؛ من أجل الحق الصريح الباقي. كانوا قبلنا يُنشَرون بالمناشير، ويُفْصَل لحمهم عن عظامهم، ويتعرضون لامتحانات رهيبة، لكنهم صبروا حتى جاء نصر الله؛ ﴿ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الروم: 47]. فليس أحد له من الأمر شيء، لا في نصر، ولا في هزيمة، وليس للنبي، ولا للمؤمنين معه؛ كما قال تعالى: ﴿ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ﴾ [آل عمران: 128] وقد نزلت في أعقاب أحداث بئر معونة، حينما أرسل النبي -صلى الله عليه وسلم- سبعين من خيرة الصحابة، يُعلِّمون الناس الإسلام، وينشرون الإيمان، فغُدِرَ بهم، وقُتِلوا جميعًا، وظل النبي يدعو على أهل الغدر في صلاته، ما يزيد عن عشرين يومًا، حتى نزلت الآيات تقول له: ﴿ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ﴾ [آل عمران: 128] إلا أن يُؤَدُّوا دورهم، ثم يَنْفُضوا أيديهم من النتائج، وأجْرُهم من الله على الوفاء، وعلى الولاء، وعلى الأداء. وما لنا إنْ وفَّيْنَا؟ إنه: ﴿ هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ﴾ [آل عمران: 163]. المجال ليس مجالَ الاختبار، أو مجال الكسب والخسارة، وفي ظل هذا الهدف الضخم لا تجزع النفوس، بل تصغُر في ظلِّه الآلام والخسائر، وتصغر إلى جانبه الجراح والتضحيات، التي تبدو هيّنة يسيرة، في ظل هذه الغاية الكبرى، إحقاق الحق، وإبطال الباطل! لذا؛ عندما قيل لعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: إذا جالت الخيل؛ فأين نطلبك؟ قال: حيث تركتموني؛ أي: لا أفر. فالمعدن الأصيل لا يأكله الصدأ، أو يُفْنِيه التراب، والناس معادن. إن الرجولة الحقة مبنية على الصبر والتماسك، أما الجزع والاسترخاء، فلا يقوم عليهما خُلُق، ولا يُبْنَى عليهما عمل، ولا يُوصَل بهما إلى نجاح، ولا ينتج عنهما فلاح، ثم إن الحياة ليست لونًا واحدًا، فإن الجو يصفو ويُغَيِّم، والصحة تقوى وتضْعُف، والأيام تُقبِل وتُدبِر، وربُّك يخلق ما يشاء ويختار، وكل شيء عنده بمقدار، فيجب ألاَّ تتعثر الخطى مع بلايا الأيام، ونكبات الدهر، ووعثاء الطريق، وإذا كان العبد صابرًا محتسبًا، كان عزيزًا بِدِينه، قويًّا بعقيدته، غنيًّا بإيمانه، ثابتًا بصبره وجَلَده؛ لذلك كان التحلّي بالصبر أقصر الطرق إلى الرضا! الله يقول في آخر سورة آل عمران: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 200] يا أهل الإيمان اصبروا على النعماء، وصابروا على البأساء والضراء، ورابطوا في دار الأعداء، واتقوا رب الأرض والسماء؛ لعلكم تفلحون في دار البقاء، وهي جنة عرضها السموات والأرض، أُعِدَّت للمتقين. يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((النصر صبر ساعة))، والكادحون في الحياة، والمجاهدون في سبيل الله يستمرئون الْمُرَّ، ويستعذِبون العذاب، ويستهينون بالصعاب، لا يبالون بالأحجار في طريقهم، ولا يلتفتون للطعنات في ظهورهم، ولا يقفون عند المؤامرات تُحاك لهم، قد يتعثرون، لكن سرعان ما ينهضون، قد يُجْرَحون، لكن سرعان ما تندمل جروحهم، لا يستسلمون لليأس، ولا يفقدون نور الأمل؛ لأنهم طلاب المعالي، والباحثون عن الرفعة والمجد. لا تحسب الْمَجْد تَمرًا أنت آكِلُه الشدائد ربانية وآيات كونية لن تبلُغَ المجدَ حتى تَلعَقَ الصَّبِرا |
همسات دافئه
يعطيكم العافيه على الطرح ما ننحرم من طرحكم المميز تحياتي لكم صقر |
اهنيك ع الذوق
إبداع في الطرح وروعة في الإنتقاء وجهداً تشكر عليه دمت بروعة طرحك أكاليل الزهر أنثرها في متصفحك |
صقر
يعطيك العافيه لحضورك متصفحي كل الشكر والتقدير اسأل البآري لك سعآدة دائمة تحياتي |
النرجسيه
يعطيك العافيه لحضورك متصفحي كل الشكر والتقدير اسأل البآري لك سعآدة دائمة تحياتي |
جزاك الله خير ع الطرح القيم
لاخلينا من عطـآءك المميز يَ رب ! وَ بشووق لـِ جديدك العذب ودي وتقديري |
https://img-fotki.yandex.ru/get/9650...289c5dba_M.gif باااارك الله فيك وفي جلبك الطيب وجزاك الله عنا كل خير وكتب لك اجر جهودك القيمه وسلمت الايااادي لاتحرمينا عطااائك دمتي وبنتظااار جديدك القااادم تحيتي وتقديري وكوني بخير https://img-fotki.yandex.ru/get/9650...289c5dba_M.gif |
|
يعطيـك ـآلـعـآفيـهَ على طرحكُ المميزُ...
دوٌمآ بآنتظاار المزيدُ من جديدكُ القآآدمُ... لكٍ خاالصُ آحترآميْ |
يعطيك العافيه على الموضوع المميز
جزاك الله خير الجزاء جعله الله في ميزان حسناتك |
الساعة الآن 06:08 PM |
»:: تطويرالكثيري نت :: إستضافة :: تصميم :: دعم فني ::»
Powered by vBulletin® Version 3.8.8 المشاركات المكتوبة والمنشورة لا تعبر عن رأي منتدى بحرالامل ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر) |