منتديات بحر الامل - أسوان تحتفي بفاكهة المانجو في مصر

في أرجاء إحدى الحدائق العامة المطلة على نهر النيل في مدينة أسوان الساحرة بصعيد مصر، أقيم مهرجان للمانغو بهدف الترويج لهذه الفاكهة ومساعدة المزارعين على تسويق منتجاتهم. ويعتبر “مهرجان مانغو – أسوان 2021″، والذي انطلق الجمعة الماضي واستمر لمدة خمسة أيام تحت رعاية محافظة أسوان، سوقا كبيرا لبيع المانغو بمختلف أنواعها، حيث يضم 12 منتجا كبيرا متخصصا في زراعة وتوزيع المانغو بهدف الترويج لهذه الفاكهة الرائجة في مصر.
ويعد المهرجان حلقة وصل مباشرة بين مزارعي وتجار المانغو والزبائن من المواطنين، من خلال مبيعات مربحة للجانبين.
وقالت نائبة محافظ أسوان غادة أبوزيد لوكالة أنباء شينخوا، إن المهرجان يسعى لمساعدة مزارعي المانغو على تسويق منتجاتهم، لافتة إلى أن موسم هذه الفاكهة في مصر يبدأ مبكرا في أسوان بسبب طقسها الحار.
وأوضحت غادة أن “هذه هي المرة الثانية التي يقام فيها مهرجان مانغو، حيث كانت المرة الأولى قبل عامين ونحن نحاول الحفاظ على هذا التقليد”.
وأكدت أن هناك مستثمرين بدأوا في التواصل مع المحافظة لشراء محاصيل المانغو عالية الجودة بهدف تصنيعها وتصديرها، مشيرة إلى أن أسوان تنتج 56 نوعا مختلفا من هذه الفاكهة منها أنواع ذات أسماء ظريفة مثل ياسمينا وهايدي.
https://thenationpress.net/imgs/2021...371blobid1.jpg
أنواع مختلفة بأسماء ظريفة

وتابعت “المانغا لا تنزل للأسواق المحلية نظرا لغلو سعرها، لكننا قمنا بعرضها في المهرجان بتخفيض 50 في المئة ليجرب المصريون خيرات بلادهم”.
وقالت “المانغا الأسواني تختلف لأنها تروى نيليا ومعظمها أورغانيك ولا تعتمد على الكيماويات”، مضيفة “طعمها أيضا مختلف”، مؤكدة أن ارتفاع درجات الحرارة هو السر وراء أنها تنضج أسرع من المحافظات الأخرى.
وقال المزارع الطيب أحمد إن مهرجان المانغو يهدف إلى تعريف المواطنين بهذه الفاكهة، وإنشاء بورصة للمانغو لتتماشى مع أسعار العالم، بدلا من الخسارة التى يتكبدها المزارع بسبب التسويق واستغلال التجار لظروفهم المادية، وعدم مقدرتهم على توفير ثلاجات لنقل المحصول إلى سوق العبور بالقاهرة، وفرض هؤلاء التجار أسعارا زهيدة غير مناسبة لأصناف المانغو التي تعتبر من أجود الأنواع.
وقال عبدالباسط أبوعوف من المزارعين في أسوان إن المهرجان فرصة لعرض أنواع المانغو التي تشتهر بزراعتها المحافظة، ومنها الهندي والعويسي والتيمور وخد الجميل وصديقة والزبدية، والبيع في المهرجان يكون بسعر الجملة.
ويقول المؤرخ أحمد أحمد الحتة في كتابه “تاريخ الزراعة في عهد محمد علي الكبير”، إنه في عام 1820 نجحت زراعة المانغو لأول مرة في محافظة قنا بصعيد مصر، كما نجحت الزراعة في القاهرة في عهد إبراهيم باشا حين تم استقدام بذورها من الهند.
ويبدأ إنتاج شجرة المانغو في الغالب من عمر 4 إلى 5 أعوام، ويتزايد الإنتاج حتى يصل عمر الشجرة إلى 15 عاما، لتكون بذلك قد وصلت لبداية الإنتاج الذي قد يستمر طيلة عمر الشجرة إذا ما توفرت لها الرعاية المناسبة.
وتنتج أسوان أكثر من 100 ألف طن من المانغو سنويا، يتم تصدير جزء منها ويباع الباقي في السوق المحلية، بحسب أبو زيد، التي وصفت إقبال المواطنين على المهرجان بأنه “جيد جدا” حتى أن الأصناف المعروضة من المانغو أوشكت على النفاد قبل إحضار وعرض المزيد منها.
ويبدأ مدخل الحديقة بإطار يشبه البوابة مكون من بالونات خضراء وصفراء، يؤدي إلى عدة منافذ بيع تعرض أنواعا مختلفة من المانغو محاطة بالزبائن، معظمهم من نساء أسوان.
وقالت دينا مجدي، وهي شابة من أسوان، إن “الاحتفال بمهرجان للمانغو فكرة جميلة تأتي في موسم جميل، لأننا جميعا نحب المانغو”.
وأضافت “اشترينا اليوم الكثير من المانغو لنا وللعائلة أيضا، ونتمنى أن تعمم هذه المبادرة وتشمل جميع أنواع الفاكهة في جميع المواسم”.
أما حسام سلطان، وهو رجل من القاهرة يعمل في أحد مشروعات الطاقة الكبرى بأسوان، فقد اصطحب زوجته وطفله الصغير إلى “مهرجان مانغو” للاستمتاع بهذه الأجواء وشراء البعض من هذه الفاكهة.
https://thenationpress.net/imgs/2021...323blobid0.jpg

ويرى سلطان أن وجود عدة وسطاء بين المنتجين والمستهلكين بداية من تجار الجملة إلى تجار التجزئة ينتهي بمضاعفة الأسعار على المستهلك النهائي.
وأوضح أن “ربط المنتجين مباشرة بالمستهلكين يؤدي إلى خفض الأسعار وتجاوز الوسطاء ويساعد في تحقيق المزيد من الربح للفلاح أو المزارع”.
ويبلغ سعر كيلوغرام المانغو في “مهرجان مانغو” 15 جنيها مصريا (أي حوالي دولار أميركي واحد)، وهو نصف السعر تقريبا الذي تباع به خارج المهرجان وفي محافظات مصر المختلفة.
وكان عبدالناصر محمود، أحد بائعي المانغو، يأخذ الثمار من سلال القش ويرتبها في صوان كبيرة على منصته لعرضها بشكل جذاب أمام زوار المهرجان.
وقال البائع، الذي يبلغ من العمر 35 عاما، إن “كثيرا من الناس لا يعرفون أن أسوان لديها أفضل أنواع المانغو، لذلك فإن المهرجان يسعى إلى ترويج المانغو الأسواني في جميع أنحاء البلاد”، مضيفا أنه يعمل في تجارة المانغو منذ أن كان طفلا.
وقال حسن أمين المستشار الاقتصادي لمحافظ أسوان وأحد المنظمين الرئيسيين للمهرجان، إن المحافظة تلقت عددا كبيرا من الطلبات بفضل المهرجان، منها طلب لإحدى الشركات الاستثمارية لتوريد ألفي طن من المانغو لها خلال أسبوع.
وأضاف “من خلال المهرجان نقوم بتسويق منتج إستراتيجي ونسعى إلى رفع قيمته المضافة وعمل ربط بين المنتجين والمزارعين والتجار والمستثمرين”.