الله يحييك ببحر الامل هـنـا

♥ ☆ ♥ فعاليات بحر الامل ♥ ☆ ♥
فعاليات طابور التميز في بحر الأمل حياكم
عدد  مرات الظهور : 64,421,380 فعالية أفضل مشارك
عدد  مرات الظهور : 64,421,397 اطرح 20موضوع واكسب مع بحر الامل 3000 م +300ت - منتديات بحر الامل
عدد  مرات الظهور : 64,421,442 اطلب تصميمك ۩{ بحر ريشة مبدع لطلبات الأعضاء الحصرية}۩
عدد  مرات الظهور : 64,421,330 تعالوا عرفونا على انفسكم - منتديات بحر الامل
عدد  مرات الظهور : 64,421,268
♥ ☆ ♥اعلانات بحر الامل ♥ ☆ ♥
مركز تحميل بحر الامل
عدد  مرات الظهور : 87,804,499

 
العودة   منتديات بحر الامل > ~":: بحر الامل الاسلامي ::"~ > ۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩
 

الملاحظات

۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩ قَسَمَ يَهَتَمَ بَاَلَقَرَآنَ وًّاَلَتَفَسَيَرَ وًّاَلَقَرَاَءاَتَ ..

إنشاء موضوع جديد إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 2020-04-21, 03:35 PM
نزف القلم غير متواجد حالياً
Saudi Arabia    
اوسمتي
الالفيه الخامسه والخمسين وسام عضو سحري يوم الوطني وسام المعايده وسام شكر وتقدير وسام قلم مبدع 
 عضويتي » 30
 جيت فيذا » 14-08-2018
 آخر حضور » 2022-04-01 (11:35 PM)
آبدآعاتي » 55,848
الاعجابات المتلقاة » 11590
الاعجابات المُرسلة » 3978
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond repute
مشروبك  » مشروبك   7up
قناتك   » قناتك abudhabi
ناديك  » اشجع ithad
مَزآجِي  »
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي الواضح في التفسير الحلقة السادسة والعشرون



الواضح في التفسير
(الحلقة السادسة والعشرون)
أ. محمد خير رمضان يوسف
الجزء الثامن
سورة الأنعام
(الآيات 111-165)
﴿ وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلآئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ ﴾ [الأنعام : 111].
111- ولو أنَّنا أجَبنا على اقتراحِهمْ بإنزالِ مُعجِزةٍ، بلْ أكثرَ ممّا سألوا، فأنزلنا ملائكةً تُصَدِّقُ النبيَّ المرسَل، وبَعثنا أمواتاً منَ القُبورِ تُكلِّمهمْ وتُخبِرهمْ بصدقِ الرسُولِ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلَّم وصحَّةِ التَّوحيد، وجمَعنا عليهمْ كلَّ شيءٍ يُمكِنُ أنْ يَشهدَ بصِدقِ هذهِ الرِّسالة، مواجَهةً وعِياناً، وجماعاتٍ وأفواجاً، لمَا تَركوا ما همْ عليهِ منَ الكُفر، ولمَا آمَنوا بالرِّسالةِ المحمَّدية، إلاّ أنْ يَشاءَ اللهُ ذلك، فالهِدايةُ إليهِ لا إليهم.

ولكنَّ أكثرَهمْ يَجهلونَ سبَبَ عدمِ إيمانِهمْ عندَ مجيءِ الآيات.

قال ابنُ جَريرٍ الطبريُّ رحمَهُ الله: ولكنَّ أكثرَ هؤلاءِ المشركينَ يَجهلونَ أنَّ ذلكَ كذلك، يَحسَبونَ أنَّ الإيمانَ إليهم، والكفرَ بأيديهم، متَى شاؤوا آمَنوا، ومتَى شاؤوا كَفروا، وليسَ ذلكَ كذلك، ذلكَ بيدِي، لا يُؤمنُ منهمْ إلاّ مَنْ هَديتُهُ لهُ فوفَّقتُه، ولا يَكفرُ إلاّ مَنْ خذلتُهُ عنِ الرُّشدِ فأضللتُه.

قالَ صاحبُ "الظِّلال" رحمَهُ الله: وهذا الأصلُ الذي يُقَرِّرهُ ابنُ جريرٍ هنا هوَ الصَّحيح، ولكنَّهُ يَحتاجُ إلى زيادةِ الإيضاح، باستِلهامِ مجموعةِ النُّصوصِ القُرآنيةِ عنِ الهُدَى والضَّلالة، ومشيئةِ اللهِ وجُهدِ الإنسان.

قال: مَشيئةُ اللهِ هيَ المرجِعُ الأخيرُ في أمرِ الهُدَى والضَّلال، فقدِ اقتَضتْ هذهِ المشيئةُ أنْ تَبتليَ البشَرَ بقَدْرٍ منْ حرِّيةِ الاختيار ِوالتوجُّهِ في الابتِلاء، وجُعِلَ هذا القَدْرُ مَوضِعَ ابتِلاءٍ للبشَرِ وامتِحان، فمَنِ استخدمَهُ في الاتِّجاهِ القلبيِّ إلى الهُدى والتطلُّعِ إليهِ والرَّغبةِ فيه – وإنْ كان لا يَعلمُ حينئذٍ أينَ هو - فقدِ اقتضتْ مَشيئةُ اللهِ أنْ يأخُذَ بيدهِ ويُعيْنَهُ ويَهديَهُ إلى سَبيلِه، ومَنِ استَخدمَهُ في الرَّغبةِ عنِ الهُدَى والصُّدودِ عنْ دلائلهِ ومُوحياتِه، فقدِ اقتضَتْ مَشيئةُ اللهِ أنْ يُضِلَّهُ وأنْ يُبعِدَهُ عنِ الطَّريق، وأنْ يَدَعَهُ يَتخبَّطُ في الظُّلمات. وإرادةُ اللهِ وقدَرُهُ مُحيطانِ بالبشَرِ في كلِّ حالة، ومَرَدُّ الأمرِ كلِّهِ إليهِ في النهاية. اهـ.

﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴾ [الأنعام : 112].
112- وكما أنَّ هناكَ أعداءً يُخالِفونكَ ويُؤذونكَ في دعوتِك، فكذلكَ جعلنا لكلِّ نبيٍّ مِنْ قَبلِكَ أعداءً يُناصِبونهمُ العَداوةَ ويُكذِّبونَهم، ويُجاهِدونَ في القَضاءِ على دَعوتِهم، مِنْ شَياطينِ الإنسِ والجِنّ، ومَرَدَتِهمْ وعُتاتِهمُ المُضلِّينَ الأشرَار، يُوَسوِسُ بعضُهمْ إلى بَعضٍ الكلامَ المزيَّنَ المزوَّقَ الباطِل؛ ليُغْرُوهُمْ بالخِداعِ والأخذِ على غِرَّة. ولو شاءَ اللهُ ما كانَ هذا ولا ذاكَ مِنْ أذًى وعَداوة، وليسَ هوَ عنْ مُصادَفة، بلْ ليَبتلي بهمْ أولياءَه، ليرَى صبرَهُمْ وقوَّةَ إيمانِهمْ وثباتَهمْ على مَبدَئهم، وما همْ بضارِّينَ إلاّ أنْ يَشاءَ الله، فدَعهُمْ وما يَكذِبون، فإنَّ اللهَ ناصرُك.

﴿ وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ ﴾ [الأنعام : 113].
113- ولتَمِيلَ إلى هذا القَولِ الباطِلِ قُلوبُ الكفَرةِ المشرِكين، التي تُنْبِئُ عنْ حُبِّ الشَّهوات، والانحرافِ إلى ما هو خادِعٌ ومُمَوَّه، ولِيرضَوْهُ ويُحِبُّوه، ولِيكتَسِبوا ما همْ مُكتًسِبونَ منَ السَّيئاتِ والأعمالِ المشِينة، حتَّى يلقَوا جزاءَهمْ عليها.

﴿ أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴾ [الأنعام : 114].
114- قلْ لهمْ أيُّها النبيّ: هلْ أطلبُ حَكَماً مُنصِفاً عالِماً غيرَ اللهِ ليَحُكمَ بَيني وبَينَكم، وهوَ الذي أنزلَ إليكمُ القُرآنَ مُبيِّناً فيه الحقَّ والباطل، والحلالَ والحرام، وغيرَ ذلكَ منَ الأحكامِ والأخبارِ والتَّوجيهاتِ بالحقِّ والعَدل، وأنتمْ أمَّةٌ أميَّةٌ لا تَعرِفونَ شَيئاً مِنْ ذلك، وأهلُ الكتابِ منَ اليهودِ والنَّصارَى يَعلمونَ أنَّ القُرآنَ مُنزَّلٌ منْ عندِ الله، لِما يَجدونَ مِنْ صفةِ ذلكَ في البِشاراتِ التي في كتُبهِم، ممّا أخبرَهمْ بهِ أنبياؤهمْ في صفةِ هذا النبيِّ ونعتِ أمَّتهِ وخبرِ القُرآن. فلا تَكوننَّ أيُّها النبيُّ منَ المتردِّدينَ في كونِهمْ يَعلمونَ ذلك.

﴿ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [الأنعام : 115].
115- وتمَّ كلامُ ربِّكَ صِدْقاً في كلِّ ما قالَ وقرَّر، وعَدْلاً في كلِّ ما شَرَعَ وحَكَم، فكلُّ ذلكَ حقٌ لا مِرْيَةَ فيه، فلا يأمرُ سُبحانَهُ إلاّ بخَير، ولا يَنهَى إلاّ عنْ شَرّ، ولا رادَّ لقِضائه، ولا مُغيِّرَ لحُكمه، ولا خُلْفَ لوعدِه، ولا أحدَ يَقدِرُ على تَبديلِ شَيءٍ منْ كلماتهِ إلى ما هوَ أفضَل. وهوَ السَّميعُ لِما يَقولُ عِبادهُ في ذلك، العليمُ بأحوالِهمْ وما يُسِرُّونَهُ وما يُعلِنونَه، وما يُصلِحُهم.

﴿ وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ ﴾ [الأنعام : 116].
116- وإذا أطعتَ أغلبَ الناسِ فإنَّهمْ يَصرفونَكَ عنِ الحقِّ ويُبعِدونكَ عنِ الهُدى، ذلكَ أنَّهمْ مُقيمونَ في عَقائدِهمْ وأفكارِهمُ الشركيَّةِ والكفريَّةِ على الظنونِ والنظريّاتِ الباطِلة، الناشئةِ عنِ الجهلِ والضَّلال، فليسُوا على يَقينٍ منْ أمرِهم، بلْ همْ يَكذبونَ في دعاويهم.

﴿ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ [الأنعام : 117].
117- واللهُ أعلمُ بَمنْ سلكَ طريقَ الضَّلالِ، وهوَ أعلمُ بمنِ اهتدَى إلى طريقِ الحقّ، ويَهدي كلاًّ إلى سَبيلِه، ويُجازيهمْ بما يَستَحِقُّون.

﴿ فَكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنعام : 118].
118- فكُلوا ممّا أحلَّ اللهُ لكمْ منَ الحيَواناتِ التي ذُكِرَ اسمُ اللهِ عليها عندَ ذَبحِها، فهيَ حَلالٌ لكم، وليسَ ممّا ذُكِرَ اسمُ غَيرهِ عَليها، أو ماتَ حَتْفَ أنفه، إذا كنتُمْ مُؤمِنينَ بآياتِ اللهِ المُنزَلةِ عليكم، وفيها بيانُ الحلالِ والحرام.

﴿ وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيراً لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ ﴾ [الأنعام : 119].
119- ولماذا لا تأكلونَ ما ذُكِرَ اسمُ اللهِ عليهِ عندَ ذَبحهِ وقدْ وضَّحَ لكمْ ما هوَ حرامٌ (الآيةُ 145 مِنْ هذهِ السورة)، فيَكونُ ما عداهُ حَلالاً، على ما وُضِّحَ هناك، فكُلوه، إلاّ إذا اضطُرِرْتُمْ إلى أكلِ الحرام، فإنَّهُ يُباحُ لكمْ على قَدْرِ حاجتِكمْ إليه. وهناكَ كثيرٌ منَ المشرِكينَ يُضِلُّونَ الناسَ بأهوائهمُ الفاسِدة، فيُحلُّونَ الحرامَ ويُحَرِّمونَ الحلالَ مِنْ عندِهم، بغيرِ مُستَندٍ إلى علمٍ أو وَحي، كاستحلالِ الميتة، وتَحريمِ البَحِيرةِ والسَّائبة، وهوَ سُبحانَهُ أعلمُ بضَلالِ المضلِّينَ وكَذِبِ المفتَرين، المتجاوِزينَ الحقَّ إلى الباطِل، والحلالَ إلى الحرام.

﴿ وَذَرُواْ ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُواْ يَقْتَرِفُونَ ﴾ [الأنعام : 120].
120- واترُكوا مَعصيةَ اللهِ في السرِّ والعَلن، قليلَها وكثيرَها، إنَّ الذينَ يرتَكبونَ المعاصيَ ويَقترِفونَ الآثام، سيُعاقَبونَ على أعمالِهمْ هذهِ بما يَستحِقُّونَه.

﴿ وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ ﴾ [الأنعام : 121].
121- ولا تأكلوا لحمَ الحيَوانِ الحلالِ الذي لم يُذكَرِ اسمُ اللهِ عليهِ عندَ ذبحِه، فهو فِسقٌ وخُروجٌ عنِ الطَّاعة. وذهبَ علماء ُإلى أنَّ الذي لم يُذكَرِ اسمُ اللهِ عليهِ هو المعنيُّ بما ذُبِحَ لغَيرِ الله، وأنَّ هذا ما تدلُّ الآية، بدليلِ ما يأتي مِنْ تتمَّةِ الآية، وأحاديثَ تُسانِدها، وأنَّ التسميةَ مُستَحبَّةٌ وليسَتْ واجِبة.

وإنَّ الشَّياطينَ ليُلقونَ إلى تابعِيهمْ وموافِقيهمْ منَ الإنسِ الكلامَ الباطِلَ ليُجادِلوكمْ ويُخاصِموكمْ به، كقولِهمْ إنَّ المَيْتةَ قتلَها اللهُ فلماذا لا تأكلونَ لحمَها؟! فإذا أطعتُموهمْ في استِحلالِ ما حرَّمَ الله، كأكلِ المَيْتةِ وغَيرِ ذلك، فأنتُمْ مُشرِكون، حيثُ تركتُمْ طاعةَ اللهِ وشَرعَهُ إلى طاعةِ المشرِكينَ وكلامِهمُ الباطِل، وأحللتُمْ ما حرَّم اللهُ وآثرتمْ عليهِ غيرَه، أو جعلتُمْ معَهُ شَريكاً في الحُكم. قالَ اللهُ تعالى: ﴿ اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ ﴾ [التوبة: 31].

﴿ أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام : 122].
122- وهلْ يَكونُ مَنْ كانَ مَيتاً وهالِكاً بالكُفرِ والضَّلالة، فأحيَينا قلبَهُ بالإيمان، ودلَلْناهُ على طَريقِ الحقِّ والصَّواب، وجعَلنا لهُ القُرآنَ نوراً يَستَضيءُ بهِ في الحياة، ليَعرِفَ طَبيعةَ الأشياءِ في الحياة، وتَنكشِفَ لهُ حَقائقُ الوجود، ويَعرِفَ كيفَ يَتصرَّف، كالذي يَعيشُ في ظَلامِ الكُفرِ وغَياهبِ الجَهلِ ومَهاوي الضَّلال، لا يَهتدي منها إلى نُورٍ ليَخرجَ منها، ويَبقى في حَيْرةٍ وتَردُّدٍ، وضِيقٍ وحَرج؟ بلْ شتّانَ ما بينَهما.

وكذلكَ سوَّلنا لنفُوسِ الكافرينَ تَحسينَ وتَزيينَ ما همْ فيهِ مِنْ ظلامٍ وعَملٍ ضالٍّ وسُلوكٍ مُنحرِف؛ ليَذوقوا جَزاءَ كفرِهمْ وعنادِهمْ ورفضِهمُ اتِّباعَ الحقّ.

﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴾ [الأنعام : 123].
123- وكما جعَلنا في مكَّةَ مُجرِمينَ كباراً يَدعونَ إلى الكفرِ ويَصُدُّونَ عنْ سبيلِ الله، ويُصِرُّونَ على معاداتِكَ أيُّها النبيّ، كذلكَ جعَلنا في سائرِ المدنِ أشراراً مِنْ كُبرائها يُعادونَ الأنبياءَ والمُصلِحين، ويَدْعونَ إلى الضَّلالةِ ويُزَيِّنونَها في قُلوبِ الناس، فالمعركةُ بينَ الحقِّ والباطِلِ قَديمةٌ ومُستَديمة. والحقُّ أنَّهمْ أضلُّوا أنفسَهمْ بذلك، وسيَعودُ وبالُ مَكرِهمْ وضَلالِهمْ هذا على أنفسِهم، وهمْ لا يَشعرونَ بذلك، بلْ يظنُّونَ أنَّ مكرَهمْ يَحيقُ بغَيرِهم.

﴿ وَإِذَا جَاءتْهُمْ آيَةٌ قَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللّهِ اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ اللّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُواْ يَمْكُرُونَ ﴾ [الأنعام : 124].
124- وهؤلاءِ المجرِمونَ منَ المشرِكينَ إذا جاءَتهمْ آيةٌ وحُجَّةٌ منَ اللهِ وحياً بواسطةِ الرسُولِ صلى الله عليه وسلم، أنكَروا ذلكَ ولم يُصدِّقوا، وقالوا: لنْ نؤمِنَ حتَّى يَنْزِلَ علينا الوحيُ بواسطةِ الملائكةِ كما يوحَى إلى أنبياءِ اللهِ ورُسلِه. واللهُ أعلمُ بمَنْ يَختارُهُ للرسالةِ والوَحي مِنْ بينِ عبادِه، وليسَ الكافِرونَ المجرِمونَ همُ الذينَ يَختارونَ ذلك، وسَوفَ يَنالُ هؤلاءِ المستَكبِرينَ عنِ اتِّباعِ ِما جاءَ بهِ رسلُ الله، ذِلَّةٌ وإهانةٌ جَزاءَ تكبُّرهمْ وتَطاولِهم، وعَذابٌ مؤلمٌ موجِعٌ جزاءَ كفرِهمْ وضلالِهمُ المستمرِّ وأذيَّتِهمْ لرسُلِ اللهِ والمؤمِنين.

﴿ فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنعام : 125].
125- وإذا أرادَ اللهُ أنْ يَهديَ امرَءاً ويُعرِّفَهُ طريقَ الحقّ، يَسَّرَ لهُ أسبابَ الهِدايةِ، وشرحَ صدرَهُ للإسلام، وفتحَ قلبَهُ للإيمان، وحبَّبَ إليهِ العملَ الصالح. ومنْ أرادَ لهُ الضَّلالةَ ضيَّقَ صدرَهُ لقَبولِ الحقِّ حتَّى لا يَجِدَ الخَيرُ مَنفَذاً إليه، ولا الإيمانُ نُوراً إليه، فيَكونُ كمنْ يُحاولُ الصُّعودَ إلى أعلَى، فهوَ يَجِدُ مَشقَّةً بالِغةً وتَعباً في إدراكِ ذلك، أو كأنَّما يَرتَفِعُ في السماءِ فينقُصُ عليهِ الأكسجين، فيَشعرُ بضِيقٍ وحَرَجٍ في تَنفُّسه. وهوَ ثابتٌ علميًّا، وذلك اعتباراً منْ ارتفاعِ (3) كم حتَّى (16) كم فوقَ سطحِ البحر، وما بعدَهُ لا يَقدِرُ على الحياةِ بدونِ أجهزةِ التنفُّس.

وكما جعلَ اللهُ الضِّيقَ في صُدورِ مَنْ أرادَ لهُ الضَّلالة، كذلكَ يجعلُ اللَّعنةَ والعَذابَ والخِذلانَ على منْ أبَى الإيمانَ وأصرَّ على الكُفر.

﴿ وَهَـذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ ﴾ [الأنعام : 126].
126- وهذا الذي جاءَ به الإسْلام أيُّها النبيّ، هوَ صِراطُ اللهِ المستَقيم، وطَريقهُ القَويم، وهِدايتُهُ التي رَضِيَها للنَّاس، فلا اعوِجاجَ فيها ولا انِحراف، قدْ بيَّنا الآياتِ ووَضَّحناها، لمنْ وعَى وتدبَّر، وعَقَلَ عنِ اللهِ ورَسولِه.

﴿ لَهُمْ دَارُ السَّلاَمِ عِندَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام : 127].
127- ولهؤلاءِ المؤمِنينَ الواعينَ يومَ القيامَة، جنَّةُ اللهِ الخالدة، السَّالمةُ منَ المنغِّصاتِ والآفات، واللهُ حافظُهمْ وناصِرُهم، جزاءَ سلوكِهمُ الصِّراطَ المستَقيم، وامتثالِهمْ أمرَ ربِّهم.

﴿ وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِيَ أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَليمٌ ﴾ [الأنعام : 128].
128– واذكرْ أيُّها النبيُّ يومَ يَحشُرُ اللهُ الإنسَ والجنَّ للعَرْضِ والحِساب، وقدْ كانَ بَعضُهمْ يُلقي الكلامَ الباطِلَ إلى بَعض، فقيلَ للجِنِّ: يا جَماعةَ الجنّ، قدْ أكثرتُمْ منْ إضلالِ الإنس، وأغرَيتُموهمْ بالشَّهوات، وجعلتُموهمْ مِنْ أتباعِكم، فصَاروا يتَّبِعونَ خُطواتِكم، فحُشِروا معَكم. وقالَ أتباعُهمْ ومحبُّوهمْ مِنَ الإنس: ربَّنا إنَّ الجِنَّ أمرتْنا فأغوَتْنا فأطَعناهم، وصِرنا صُحبةً مُتوالينَ في دارِ الدُّنيا، حتَّى حانَ الأجَل.

قالَ الله: مكانُكمُ النارُ أنتُمْ جميعاً، يا مَنْ تَواليتُمْ وتعاوَنتُمْ على الكُفرِ والضَّلالِ منَ الإنسِ والجنّ، ماكثينَ فيها أبداً، إلاّ ما شاءَ الله. واللهُ حَكيمٌ في تَقديرِ الجزاء، عليمٌ بأقوالِ النَّاسِ وأعمالِهم.

والاستِثناءُ في المشيئةِ هنا مختلَفٌ فيهِ عندَ المفسِّرين، يُنظَرُ شَيءٌ منَ التفصيلِ فيهِ الآيةَ (107) منْ سورةِ هود.

﴿ وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ﴾ [الأنعام : 129].
129– ومثْلُ الموالاةِ السَّابقةِ بينَ الجِنِّ والإنسِ في الضَّلال، كذلكَ يَكونونَ قُرَناءَ مُتماثلينَ في العَذابِ يومَ القيامة، جزاءَ كسبِهمُ الخبيثِ المتماثِل.

قالَ قَتادَة: المؤمِنُ وَليُّ المؤمِنِ أينَ كانَ وحيثُ كان، والكافِرُ وَليُّ الكافِرِ أينَما كانَ وحيثُما كان.

وقالَ الفَخرُ الرازيُّ في مسألَةٍ منْ تَفسيرِ الآيَة: الآيَةُ تَدلُّ على أنَّ الرعيَّةَ متَى كانوا ظالمينَ فاللهُ تعالَى يُسَلِّطُ عَليهمْ ظالِمينَ مثلَهم.

﴿ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَـذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ ﴾ [الأنعام : 130].
130– يا جَماعةَ الكفّارِ منَ الجِنِّ والإنس، ألم يُبْعَثْ إليكمْ في الحياةِ الدُّنيا رُسُلٌ منَ الإنسِ - والجِنُّ تَبَعٌ لهمْ في هذا البابِ - يُخبِرونَكمْ بآياتي البيِّنة، ويخوِّفونَكمْ - إذا نَكلتُمْ وخالفتُمْ - بأسِي وعَذابي يومَ القيامة؟

قالوا: اعتَرفنا، وشَهِدنا على أنفسِنا بتَبليغِ الرسُل، وإنذارِهمْ إيّانا، وعدمِ إجابتِنا لهم.

وقدْ غَرَّتهمُ الدُّنيا وألهََتْهُمْ بزينتِها وشَهواتِها، فاتَّبعوا الشَّهوات، وخالَفوا الحقَّ مِنْ كلامِ الرسُل، وشَهِدوا على أنفسِهمْ يومَ القيامةِ أنَّهمْ كانوا كافِرينَ في الدُّنيا بالآياتِ والنذُر.

﴿ ذَلِكَ أَن لَّمْ يَكُن رَّبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ ﴾ [الأنعام : 131].
131– هذا، ولِيُعلمَ أنَّ اللهَ لم يكنْ لِيُهلكَ القُرَى ويُعاقِبَ أهلَها على ظُلمِهم، منْ شِركٍ ونحوِه، وهمْ لا يَعرِفونَ ما هوَ الحقّ، بلْ يُنَبَّهونَ ويُبَلَّغونَ ويُنْذَرونَ بواسطةِ الرسُل، حتَّى لا يَبقى لهمْ عُذرٌ في ذلك.

﴿ وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُواْ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام : 132].
132- ولكلٍّ مِنَ السُّعَداءِ والأشقياءِ مِنَ الجِنِّ والإنسِ مَراتِبُ ومَنازلُ عندَ الله، حَسَبَ توجُّهِهمْ وعملِهم، وسيُجازيهمْ عليها، إنْ خيراً أو شرًّا.

﴿ وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُم مَّا يَشَاءُ كَمَا أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ ﴾ [الأنعام : 133]
133- وإنَّ ربَّكَ – أيُّها الرسُولُ - غنيٌّ عنِ العالمينَ وطاعتِهم، بلْ همُ المحتاجونَ إليه. وهوَ الذي يرحمُكمْ بفَضلهِ وكَرمِه، ويُمهِلُكمْ إذا عَصَيتُم، وهوَ إذا شاءَ أهلكَكُمْ إذا خالفتُمْ أمرَه، كما فعلَ بأقوامٍ في القُرونِ الخالية، ويأتي بآخَرينَ مِنْ عبادهِ مكانَكمْ يُطيعونَه، كما أتَى بكمْ وأنتمْ مِنْ نَسْلِ قَومٍ آخَرين.

﴿ إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآتٍ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ ﴾ [الأنعام : 134].
134- إنَّ الذي تُوْعَدونَ بهِ منَ الحِسابِ والجزاءِ والدرجاتِ يومَ القيامةِ آتٍ قَريبٌ لا مَحالة، ولا تُعجِزونَ اللهَ في ذلك، فهوَ قادرٌ على بعثِكمْ وإنْ كنتُمْ عِظاماً ورُفاتاً.

﴿ قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدِّارِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الأنعام : 135].
135- قُلْ لهؤلاءِ المشرِكين: اعمَلوا ما أنتُمْ عامِلونَ حَسَبَ طريقَتِكم الضالَّة بكلِّ ما تَقدِرونَ عليه، وأنا قائمٌ على دينِ اللهِ وثابِتٌ على هَدْيهِ بما أوحَى إليَّ، وسوفَ ترَونَ لمنْ تكونُ العاقِبَةُ الحسَنة، والنَّصرُ المُبين، في الحياةِ الدُّنيا. ولا يُفلِحُ الظالِمونَ المُعتَدونَ على الحقِّ وأهلِه، وسَوفَ يَلقَونَ الجزاءَ المُعَدَّ لهم.

﴿ وَجَعَلُواْ لِلّهِ مِمِّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيباً فَقَالُواْ هَـذَا لِلّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَـذَا لِشُرَكَآئِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَآئِهِمْ فَلاَ يَصِلُ إِلَى اللّهِ وَمَا كَانَ لِلّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَآئِهِمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ ﴾ [الأنعام : 136].
136- وقدِ ابتدَعَ المشرِكونَ فُنوناً في توزيعِ أجزاءٍ منَ الزُّروعِ والثمارِ وأصنافٍ منَ الحيَوان، لله، وأخرَى للأصنام.

فإذا زادَ ما للهِ أعطَوهُ لآلهتِهمْ منَ الأصنام، وإذا زادَ ما للأصنامِ لم يُعطُوهُ لله، وقالوا: هوَ غنيٌّ عنه. لقدْ أساؤوا في حُكمِهم، فاللهُ الذي أنشأ لهمْ هذهِ الزُّروع، وخلقَ لهمْ هذهِ الحيَوانات، أخَذوا حقَّهُ فأعطَوهُ لآلهتِهم، ولم يُعطُوهُ مِنْ نَصيبِها! وهذا ظُلمٌ وجَهلٌ وضَلال.

﴿ وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلاَدِهِمْ شُرَكَآؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُواْ عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴾[الأنعام : 137].
137- وكما سوَّلتِ الشَّياطينُ لهؤلاءِ المشرِكينَ هذهِ الأعمال، فقدْ زيَّنوا لهمْ أيضاً قتلَ أولادِهمْ خَشيةَ الفَقر، ووأدَ بناتِهمْ خَشيةَ تعييرِهمْ بهنّ، لتُهلِكهمْ وتَخلِطَ عليهمْ دينَهم، في تصوُّراتٍ غامِضةٍ مُتلبِّسَةٍ بطُقوسٍ مُبهَمةٍ ومُنكَرَة. ولو أرادَ اللهُ لما فَعلتِ الشَّياطينُ ذلك، ولكنَّهُ ابتِلاءٌ منه، فدَعهمْ – أيُّها النبيُّ - وما يَكذِبونَ ويَكِيدون، فإنَّ اللهَ لهمْ بالمِرْصاد.

﴿ وَقَالُواْ هَـذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لاَّ يَطْعَمُهَا إِلاَّ مَن نّشَاء بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لاَّ يَذْكُرُونَ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاء عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِم بِمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ ﴾ [الأنعام : 138].
138- ومِنْ جَهْلِ المشرِكينَ في تَقريرِ الأحكامِ وأهوائهمْ في ذلكَ أنْ قالوا: هذهِ حيَواناتٌ وزرُوعٌ لا يَجوزُ لأحدٍ أنْ يَعتديَ عليها أو يأكُلَها، فعزَلوها وحَجَروها للأصنام، قالوا: إلاّ مَنْ شِئنا أنْ نُطعِمَهمْ منها! وقالوا أيضاً: هذهِ أنعامٌ لا تُركَب، وجَعلوا لها علاماتٍ بشَقِّ الأذُنِ أو غَيرِها، وسمَّوها البَحِيرةَ والسَّائبةَ والوَصِيلة والحام، وحيَواناتٌ لا يَذكُرونَ اسمَ اللهِ عليها إذا ذبَحوها أو رَكِبوا عليها، بلْ يَذكرونَ عليها أسماءَ الأصنام، وكَذَبوا فأسنَدوا هذه الأحكامَ إلى الله، وسوفَ يُعاقِبهمُ اللهُ على كذبِهمْ هذا سُوءَ العِقاب.

﴿ وَقَالُواْ مَا فِي بُطُونِ هَـذِهِ الأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِّذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِن يَكُن مَّيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاء سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حِكِيمٌ عَلِيمٌ ﴾ [الأنعام : 139].
139- وقالَ المشرِكونَ في فُنونِ تَحريمِهم: الجَنينُ الذي في بُطونِ الحيَواناتِ السابقةِ حلالٌ للرِّجالِ وحَرامٌ على الإناث! فإذا ماتَ اشترَكَ في أكلهِ الرِّجالُ والنِّساء! هكذا! وسوفَ يُجازيهمُ اللهُ تعالَى على حُكمِهمْ هذا، الذي افترَوا بهِ على الله، وهوَ حَكيمٌ فيما يقولُ ويَشْرَعُ ويُقَدِّر، لا كما يَتصرَّفُ المشرِكونَ بأهوائهم، عليمٌ بأحوالِ عِبادهِ وما يناسِبُهم.

﴿ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُواْ أَوْلاَدَهُمْ سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ اللّهُ افْتِرَاء عَلَى اللّهِ قَدْ ضَلُّواْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ ﴾ [الأنعام : 140].
140- لقدْ خابَ المشرِكونَ وخَسِروا أفلاذَ أكبادِهمْ بقَتلِهم، وذلكَ لضلالِهمْ وضيقِ عُقولِهمْ وجهلِهمْ بأنَّ اللهَ هوَ رازِقُهم ورازِقُ أولادِهم. كما ضيَّقوا على أنفسهِمْ عندما حرَّموا أشياءَ لم يُنْزلِ اللهُ بها سُلطاناً، كالبحائِر والسَّوائبِ وما إليهما، ومعَ ذلكَ نَسَبوها إليهِ كَذِباً وافتراء، لقدْ بَعُدوا عنْ طَريقِ الحقّ، وما كانوا أهلَ هِدايةٍ واستِقامة.

﴿ وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأنعام : 141].
141- هوَ اللهُ الخالقُ واهِبُ النِّعَم، الذي أخرجَ للناسِ هذهِ الثِّمارَ والزُّروع، منها ما يَهتمُّ بها الإنسانُ فيَجعلُها على شَكلِ عَرائشَ وبَساتين، ومنها ما يكونُ في حياةٍ طبيعيَّةٍ بريَّة. أو أنَّ منها ما يكونُ مُنْبَسِطاً على وجهِ الأرض، ومنها ما يقومُ على ساقٍ ونَسَق.

وهوَ الذي أنشأ النَّخيلَ الذي يُنتِجُ الرُّطَب والتمرَ الطيِّبَ المفيد، والزُّروعَ بأنواعِها وأطعمتِها المختَلِفة، وكذلكَ الزيتونَ ذا الطَّعمِ المميَّزِ النافِع، والرمّانَ اللذيذ، بأصنافهِ المختَلِفة، المتشابِهَةِ وغيرِ المتشابِهَة. فكُلوا مِنْ هذهِ الثِّمارِ الطيِّبة، ولا تَنسَوا الفَقَراءَ والمساكينَ مِنْ حقِّها، فآتُوهمْ منهُ عندَما تَحصُدونَها، زكاةً أو صدَقة، ولا تُسرِفوا في الأكلِ ولا في الإعطاء، فاللهُ لا يُحِبُّ مَنْ تجاوزَ الحدَّ إلى ما هوَ مُضِرّ، بنفسهِ أو بالآخَرِين.

﴿ وَمِنَ الأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً كُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴾ [الأنعام : 142].
142- وهوَ اللهُ الذي خلقَ لكمُ الأنعام، لتركَبوا بعضَها وتَحمِلوا عليها أثقالَكم، كالإبِلِ والخَيلِ، وتَستَفيدوا مِنْ غيرِها كالشِّياه، فتأكلوا لحمَها وتَحلِبوا منها، وتتَّخذوا منْ أصوافِها وأوبارِها لُحُفاً وفُرُشاً. فكلوا ممّا رزقَكمُ اللهُ مِنْ هذهِ الثِّمارِ الطيِّبةِ والنَّعَمِ الحلال، ولا تتَّبِعوا مَكرَ الشَّيطانِ وطرائقَهُ الخادعةِ في تَحليلِ وتَحريمِ ما سخَّرَهُ اللهُ لكم، فهوَ خالقُها وخالقُكم، وهوَ وحدَهُ الذي يَشْرَعُ فيُحِلُّ ويُحَرِّم، والشَّيطانُ عدوٌّ لكم، فلا يسوِّلُ لأوليائهِ إلاّ ما هوَ شرٌّ وفِتنةٌ وما فيهِ ضرَر.

﴿ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْنِ نَبِّؤُونِي بِعِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [الأنعام : 143].
143- وهذهِ هي الأنعامُ التي ادَّعَى المشركونَ استحلالَ وتحريمَ أجزاءٍ منها، وتصنيفَها كما أفرزتْها عقولُهمُ الضَّعيفةُ وأهواؤهمُ الزائغةُ في الجاهليَّة، فهي ثمانيةُ أزواج، كلٌّ منها ذكرٌ وأنثَى، فمنَ الغَنَمِ –ذي الصوفِ- اثنان، ومنَ المَعْزِ اثنان، فأيَّهما حرَّمَ الله: الذكرَ منهما أمْ أُنثَيَيْهما؟ أمِ الجنينَ الذي في رَحِمَي الأُنثَيَيْن؟ فأخبِروني بيَقين: كيفَ حرَّمَ اللهُ ما زَعمتُمْ منَ البَحِيرةِ والسائبةِ وما إليهما، وهوَ لم يُحَرِّمْهُ، إذا كنتُمْ صادقينَ في دعوَى التَّحريم؟

﴿ وَمِنَ الإِبْلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْنِ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ وَصَّاكُمُ اللّهُ بِهَـذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنعام : 144].
144- ثمَّ مِنَ الإبِلِ اثنَين، ومنَ البقَرِ اثنَين، فقلْ لهمْ أيُّها النبيّ: هلْ حرَّمَ اللهُ الذكَرَ منهما، أمْ أُنْثَيَيْهِما، أمِ الجنينَ الذي في رَحِمَي الأُنْثَيَينِ منهما؟ أمْ كنتُمْ مَوجودِينَ مُشاهِدينَ عندما وصّاكمُ اللهُ بهذا الذي ابتَدعتُموهُ وزعمتُمْ تَحريمَه؟ فما أعظمَ جُرْمَكم! وليسَ هناكَ أظلمُ ممَّنْ كذَبَ على اللهِ وقالَ إنَّ هذا التحريمَ شَريعتُه، ليُبعِدَ الناسَ عنْ طَريقِ الحقِّ والهُدَى، مِنْ غَيرِ علمٍ منهُ ولا وَحي، واللهُ لا يَهدي القومَ المتَجاوزينَ الحقَّ، المفتَرينَ على الله.

﴿ قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ [الأنعام : 145]
145- قُلْ للمُشرِكينَ الذينَ حرَّموا أشياءَ مِنْ عندِهمْ ونَسبُوهُ إلى اللهِ افتراءً عليه: لا أجِدُ فيما أوحَى اللهُ إليَّ ممّا حرَّمَهُ على آكلٍ يأكلُه، إلاّ إذا كانَ مَيتةً – وتفصيلُها في الآيةِ الثالثةِ منْ سُورةِ المائدة - أو دَماً مُهْرَاقاً، أي مَصبوباً سَائلاً، فيُعفَى عمّا اختلطَ بعَظمٍ ولَحم، أو لحمَ خِنزير، فإنَّهُ قَذِرٌ خَبيث، أو ما ذُبِحَ خُروجاً عنِ الطاعةِ، بأنْ ذُبِحَ على اسمِ الأصنام. فمنْ دَعَتْهُ الضَّرورةُ إلى تناولِ شَيءٍ منْ تلكَ المحظورات، غيرَ مُعْتَدٍ في ذلك، بأنْ لا يأخذَهُ منْ مُضْطرٍّ آخرَ مثلِه، ولا مُتَجاوِزٍ قَدْرَ الضرورةِ، بأنْ لا يأكلَ زيادةً على حاجتهِ إليها، فإنَّ اللهَ يَغفِرُ لهُ ما أكل، ويرحمُه.

ويُلحَقُ بما حُرِّمَ ما ذُكِرَ في السنَّة: الحُمُرُ الأهليَّة، وكلُّ ذي نابٍ منَ السِّباع، ومِخلَبٍ منَ الطَّير، فهوَ تَخصيصُ عامّ، أو ابتِداءُ حُكم.

قالَ ابنُ كثيرٍ رحمَهُ الله: فعلَى هذا يَكونُ ما وردَ من التَّحريماتِ بعدَ هذا في سورةِ المائدةِ وفي الأحاديثِ الواردة: رافعًا لمَفهومِ هذه الآية. ومنَ النَّاسِ منْ يُسَمِّي ذلكَ نَسخًا، والأكثرونَ منَ المتأخِّرينَ لا يُسمُّونَهُ نَسخًا؛ لأنَّهُ من بابِ رَفعِ مُباحِ الأصل.

﴿ وَعَلَى الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ وِإِنَّا لَصَادِقُونَ ﴾ [الأنعام : 146].
146- وحَرَّمنا على اليهودِ كلَّ حيَوانٍ ذي أظفار، وهو ما لم يَكنْ مَشقوقَ الأصابعِ منَ البَهائمِ والطَّير، مثلُ البَعيرِ والنَّعامِ والبطِّ والأوَزّ، وحَرَّمنا عليهمْ شُحومَ البقَرِ والغنَم، إلاّ شحمَ الظَّهر، أو ما التفَّ بالأمعاء، أو ما اختلطَ منهُ بالطَّعام؛ وذلكَ عقوبةً لهمْ على مخالفتِهمْ أوامرَنا، كأكلِ الرِّبا، وأكلِ أموالِ النَّاسِ بالباطل، وقتلِهمُ الأنبياء... ونحنُ صادِقونَ في الإخبارِ بما حرَّمناهُ عليهم، وبظلمِهمْ وتعدِّيهم، وعادِلونَ بما جازَيناهمْ به.

﴿ فَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل رَّبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ﴾ [الأنعام : 147].
147- فإنْ كذَّبكَ اليَهود، وقالوا إنَّ هذا ممّا حُرِّمَ على نوحٍ وإبراهيم، ومَنْ بعدَهما مِنَ الأنبياءِ حتَّى وصلَ إلينا، فقلْ لهم: إنَّ ربَّكمْ ذو رَحمة، فلا يُعاجِلُكمْ بالعُقوبةِ على كَذبِكمْ ومَعاصيكم، ولكنَّ عذابَهُ لا يُرَدُّ ولا يُدْفَعُ عنِ المجرِمينَ الكافرينَ إذا جاءَ وقتُه، فاحذَروا ولا تُنكِروا الحقّ.

﴿ سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ ﴾ [الأنعام : 148].
148- وسيقولُ لكَ المشرِكون: لو أرادَ اللهُ لمَا أشرَكنا نحنُ ولا آباؤنا، ولا حرَّمنا شَيئاً ممّا نُحَرِّمهُ الآن، ولكنَّهُ شاءَ ذلك، وإذا شاءَ أمراً فهوَ يَعني مَشروعِيَّتَهُ ورِضاءَهُ عنه، وعلى هذا فإنَّ ما نقومُ بهِ صَحيحٌ ومَشروع!

وهذا كَذِبٌ ولَجاجة، وقدِ افترَى مثلَ هذا الكذبِ أمَمٌ كافِرةٌ خَلتْ مِنْ قبلِهم، حتَّى جاءهمْ عذابنُا وذاقُوا عُقوبتَنا.

قلْ لهمْ أيُّها النبيّ: هلْ عندكمْ كتابٌ أو حجَُّةٌ ظاهِرةٌ أو أمرٌ مَعلومٌ منْ عندِ اللهِ بصدقِ ما أنتُمْ عليهِ منَ الشِّركِ وتَحريمِ ما حرَّمتُموه، حتَّى تُبرِزوهُ لنا لنطمَئنَّ إلى ذلك؟ إنَّ الذي تتَّبعونَهُ ما هوَ إلاّ وَهمٌ واعتِقادٌ فاسِد، وما أنتُمْ بهذا إلاّ تَكذِبونَ على الله، فإنَّ اللهَ لا يرضَى لعبادهِ الكفرَ والشِّركَ والفَواحِش، وكيفَ تُحِيلونَ شركَكمْ إليهِ وأنتُمْ لم تَشهَدوا مَشيئتَه؟ ولماذا أرسَلَ إليكمْ عذابَهُ؟ فلو كانتْ شُبْهتُكمْ صَحيحةً لما أذاقَكمُ العَذاب.

﴿ قُلْ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ [الأنعام : 149].
149- قلْ للمُشرِكين: للهِ البُرهانُ البيِّنُ الواضِح، والحِكمَةُ التامَّة، والإثباتُ الصَّحيح، فيمَنْ هداهُم، وفيمَنْ أضلَّهم، ولو شاءَ أنْ يَخلُقَ في الناسَ طَبيعةً لا تَعرِفُ سِوَى الاهتِداءِ لفَعل، ولكنَّهُ سُبحانَهُ شاءَ أنْ يَبتليَ ويخيِّرَ الناسَ في اعتقادِهم، وأنْ يُيَسِّر لكلٍّ ما يُريد، ثمَّ يكونُ الحِساب.

﴿ قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللّهَ حَرَّمَ هَـذَا فَإِن شَهِدُواْ فَلاَ تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ﴾ [الأنعام : 150].
150- قلْ للمشرِكين: أحضِروا شُهداءَكمْ الذينَ يُثبِتونَ أنَّ اللهَ حرَّمَ ما ذَكرتم، فإذا شَهِدوا بذلك، وهمْ كاذبون، مَعروفونَ بالباطِل، فلا تَشهدْ أنتَ بذلكَ ولا تُصَدِّقْهُم، لأنَّهم يَشهدونَ كَذِباً وزُوراً، وبَيِّنْ لهمْ فسادَ رأيهم. ولا توافِقِ الكفّارَ في أهوائهمُ الزائغة، الذينَ كذَّبوا بمعجِزاتِنا وحُجَجِنا البيِّنة، ويُكذِّبونَ بالبَعثِ والنُّشور، ويَجعلونَ للهِ شُرَكاء.

﴿ قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [الأنعام : 151].
151- قلْ للمُشرِكين: تعالَوا لأقرَأ وأقُصَّ عليكمْ ما حرَّمَهُ ربُّكمْ عليكم، لا ما تدَّعونَ أنَّهُ حرَّمَهُ بزعمِكم، فهوَ الحاكمُ المُشَرِّعُ لا أنتُم:
ألاّ تُشرِكوا باللهِ شَيئاً، فهوَ وحدَهُ المتصرِّفُ في الكون، وهوَ وحدَهُ الذي يَجِبُ أنْ يُعبَد.

وأنْ تُحسِنوا إلى الوالدَين، إحساناً كاملاً لا إساءةَ معَه.

وأنْ لا تَقتلوا أولادَكمْ لِما بكمْ مِنْ فَقر، فنحنُ نرزقُكمْ ونرزقُهم.

ولا تَقرَبوا الفواحِش، ما ظهرَ منها وما خَفي، مثلَ الزِّنا في الأماكنِ المُعَدَّةِ لها، ومثلَ اتَّخاذِ الأخدانِ والعَشيقات.

ولا تَقتُلوا النفسَ التي حرَّمَ اللهُ قتلَها بسبَبٍ منَ الأسبابِ إلاّ بسبَبِ الحقّ، كالردَّة، والزِّنا بعدَ الإحصان، وقتلِ النفسِ عَمداً.

هذا ما فرضَهُ اللهُ عليكمْ وأمرَكمْ به، لتعقِلوا أمرَهُ ونَهيَه.

﴿ وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [الأنعام : 152].
152- ولا تَتعرَّضوا لمالِ اليتيم – أيُّها الأولياءُ والأوصياءُ - إلا بما فيهِ صَلاحُه وتَثميرُه، حتَّى يبلغَ الحُلُم. وأتِمُّوا المَكِيلَ والميزانَ بالعَدل، في البَيعِ والشِّراء.

لا نُحَمِّلُ نفساً إلا طاقتَها، فإذا أخطأتْ بعدَ بذلِ جُهدِها فلا حرجَ عليها.

وإذا قلتُمْ قولاً في شَهادةٍ أو حُكمٍ فاصدُقوا، ولو كانَ المحكومُ والمشهودُ عليهِ ذا قَرابةٍ منكم.

وأوفُوا بما عَهِدَ اللهُ إليكمْ منْ أمرٍ ونَهي، فإنَّكمْ مَسؤولونَ عنْ عهدِه.

هذا ما أمرَكمُ اللهُ بهِ أمراً مؤكَّداً، لتفهَموهُ وتَتدبَّروهُ وتَعملوا بمُقتَضاه.

﴿ وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [الأنعام : 153].
153- وقلْ أيُّها النبيّ: إنَّ الإسلامَ هوَ صِراطي المستَقيمُ الذي لا اعوِجاجَ فيه، فهوَ ما أسلُكهُ وأدعو إليه، فاتَّبِعوا تعاليمَهُ واعمَلوا به، ولا تتَّبعوا الضَّلالات، والبِدَعَ والشُّبهات، فتُفرِّقَكمْ حسَبَ تَفرُّقها عنْ دينِ الله. هذا ما أمرَكمُ اللهُ به، لتَبتَعِدوا عنِ المِراءِ والخصُومات، والاختلافِ والفُرقة، التي أهلكتْ مَنْ قبلَكم.

﴿ ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَاماً عَلَى الَّذِيَ أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُم بِلِقَاء رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنعام : 154].
154- وقدْ أنزلَ اللهُ التوراةَ على موسَى، كاملاً على المؤمِنينَ والمحسِنينَ مِنْ قومِه، وبياناً مُفَصَّلاً لجميعِ ما يُحتاجُ إليهِ في الدِّين، ودليلاً إلى الحقِّ المبتَغَى، ورَحمَةً بالمكلِّفين، ليؤمِنَ بَنو إسْرائيلَ بالبَعث، ويُصَدِّقوا بالثَّوابِ والعِقاب.

﴿ وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الأنعام : 155].
155- وهذا القُرآنُ أنزَلناهُ على النبيِّ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، هوَ كتابٌ نافِعٌ جَليلٌ عَظيمُ الشَّأن، فيهِ مِنَ الشَّرائعِ والأحكامِ ما يَضمنُ لكمُ الأمنَ والسعادةَ في الحياةِ الدُّنيا وفي الآخِرة، فاعمَلوا به، واتَّقوا نواهيه؛ لتُرحَموا وتَفوزوا.

﴿ أَن تَقُولُواْ إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَآئِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ ﴾ [الأنعام : 156].
156- قدْ أنزَلنا إليكمُ القُرآنَ لئلاّ تقولوا إنَّ الكتابَ أُنزِلَ على اليهودِ والنصارَى، ونحنُ لا نَفهمُ قولَهم، وليسَ هوَ بلسانِنا، ولا نَعرِفُ قراءةَ ما فيه.

﴿ أَوْ تَقُولُواْ لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ ﴾ [الأنعام : 157].
157- وقطَعنا العذرَ عنكمْ إذا تحاجَجْتُمْ وقلتُم: إذا نزلَ علينا الكتابُ لنَكوننَّ أهدَى منهمْ إلى الحقّ، وأسرعَ إلى الاستِجابةِ لنداءِ اللهِ منهم، فهذا هوَ القُرآنُ قدْ جاءَكمْ مِنْ عندِ اللهِ بلسانٍ عَربيٍّ مُبين، وفيهِ ما اشتَملتْ عليهِ التوراةُ مِنَ الهِدايةِ والرَّحمَةِ بالنَّاس، وتَبيينِ الأحكام، وذكرِ الحلالِ والحرام.

وليسَ هناك أظلمُ ممَّنْ خالفَ الرسُلَ، وكذَّب بما أوحَى اللهُ إليهم، وأعرضَ عنْ آياتِ اللهِ البيِّنات، فلمْ يَنتَفِعْ بهَدِي الرسالةِ السَّماويَّة، وسنُجازي إعراضَهمْ هذا وتكذيبَهمْ بآياتِ اللهِ بما يناسِبُهُ منَ العَذابِ الشَّديدِ المؤلِم، بسبَبِ إعراضِهمُ المستَمِر، وتَجاوزِهمُ الحقَّ.

﴿ هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ ﴾ [الأنعام : 158].
158- هلْ يَنتَظِرُ المشرِكونَ – بعدَ تكذيبهمُ الرسُلَ وكفرِهمْ بالآياتِ - إلاّ أنْ تأتيَهم الملائكةُ لقَبضِ أرواحِهمْ أو تَعذيبِهم، أو يَأتيَ ربُّكَ – يومَ القيامة - ﴿ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ ﴾ [سورة البقرة: 210] للقضاءِ بينَ خلقِه، أو يأتيَ بعضُ أشراطِ السَّاعة، كطلوعِ الشَّمسِ منْ مَغْرِبِها، وعندَما يأتي بعضُ هذهِ الآيات، لا يَنفَعُ إيمانُ امرِئٍ بها لم يَكنْ مؤمِناً مِنْ قبل، أو كانَ مُسلِماً فاسِقاً فلمْ يكسبْ بإيمانهِ الضَّعيفِ عَملاً صالحاً، فلا تُفيدهُ التوبةُ يومَئذ؛ لأنَّ إيمانَ الجميعِ يومَئذٍ يكونُ عنِ اضطِرار.

قلْ للمُشرِكينَ أيُّها النبيّ: انتَظروا إذاً إلى ذلكَ اليومِ الذي لا يُفيدُ فيهِ إيمانُكم، ونحنُ نَنتَظرُ بكمُ العَذابَ يومَئذ.

﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ ﴾ [الأنعام : 159].
159- إنَّ اليهودَ والنصارَى الذينَ فرَّقوا دينَهمْ وبعَّضوه؛ باختلافِهمْ في دينِهم، فكانوا فِرَقاً، كلُّ فِرقةٍ تتَشيَّعُ في رأيها إلى إمامٍ لها، لستَ مَسؤولاً عنْ تَفرُّقِهمْ أو عِقابِهم، وأنتَ بريءٌ منهم، إنَّما يَتولَّى أمرَهمْ ربُّهم بحِكمتِه، ويُخبِرُهم بما كانوا عليهِ في الدُّنيا، فيفصِلُ بينهم، ويحاسِبُهم، ويُجازيهمْ على ذلك.

﴿ مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ﴾ [الأنعام : 160].
160- مَنْ جاءَ مِنَ المؤمِنينَ بخَصلةٍ واحدةٍ مِنْ خِصالِ الطَّاعة، فلهُ عشرُ حسَناتٍ أمثالَها، فضلاً وتكرُّماً منَ اللهِ تعالَى. ومَنْ جاءَ بسيِّئةٍ واحدة، منَ المؤمِنينَ أو منْ غَيرِهم، فلا يُجزَى إلاّ بتلكَ الواحِدَة، عَدلاً منهُ سُبحانَه، وهمْ لا يُظلَمونَ بنقصِ الثَّوابِ وزيادةِ العِقاب.

﴿ قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [الأنعام : 161].
161- قلْ أيُّها النبيُّ الكريم: إنَّ اللهَ هَداني ووفَّقَني إلى طَريقٍ واضحٍ مستَقيمٍ لا اعوجاجَ فيه، هوَ دينُ اللهِ القائمُ الثابِت، ملَّةُ نبيِّ اللهِ إبراهيم، المائلِ عنْ جميعِ الأديانِ الباطلةِ إلى الحقّ، وما كانَ مِنَ المشرِكين، كما ادَّعتِ اليهودُ والنصارَى أنَّهُ منهم!

﴿ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام : 162].
162- قلْ أيُّها الرسُول: إنَّ صَلاتي، وعِبادتي، وما أتَقرَّبُ به، في الحجِّ وغَيرِه، وحَياتي ومَوتي بما يُقارِنُهما مِنْ إيمانٍ وطاعةٍ وعَملٍ صالح، وكَسبٍ وجَزاء، كلُّها مقدَّمةٌ للهِ ربِّ العَالمين.

﴿ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام : 163].
163- وأعمالي هذهِ خالِصةٌ للهِ عزَّ وجلَّ، لا أُشرِكُ فيها غيرَه، وبهذا القَولِ أو الإخلاصِ أُمِرْتُ، وأنا أوَّلُ المسلِمينَ مِنْ هذهِ الأمَّة، المُمتَثلِينَ لأمرِ الله، المستَسلِمينَ لقَضائهِ وقدَره.

﴿ قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴾ [الأنعام : 164].
164- وقلْ لهؤلاءِ المشرِكين: هلْ أطلبُ لكمْ في دَعوتي إليكمْ ربًّا سِوَى الله، وهوَ مالِكُ كلِّ شيءٍ ومُدَبِّرُهُ وحافِظُه، فلا أتوكلُّ إلاّ عليه، ولا أدْعو سِواه، ولا أُشرِكُ بعِبادتي لهُ أحَداً.

وما تَعمَلُهُ كلُّ نفسٍ مِنْ شرٍّ يُكْتَبُ عليها، وعاقبتهُ يعودُ عَليها.

ولا تَحمِلُ نفسٌ حَمْلَ أخرَى، لا تَقْدِرُ على أنْ تُلقي مِنْ آثامِها على آخَرِين، ولا تَقْدِرُ على أنْ تخفِّفَ عنْ آخَرينَ بجرِّ آثامِهمْ إليها، بلْ كلُّ نفسٍ مَقرونةٌ بعملِها، مُحاسَبةٌ عليه.

ثمَّ تُبعَثونَ إلى اللهِ يومَ الحِساب، فيُخبِرُكمْ بما عَمِلتُمْ مِنْ خَيرٍ وشَرّ، وما كنتُمْ تَختَلفونَ فيهِ في الحياةِ الدُّنيا مِنْ حقٍّ وباطِل، وما تَرتَّبَ على ذلكَ مِنْ مواقفِكمْ مِنْ رُشدٍ وغَيّ، وهُدًى وضَلال.

﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ [الأنعام : 165].
165- وهوَ اللهُ الذي قدَّرَ بحِكمَتهِ أنْ يَخْلُفَ بعضُكم بَعضاً، جيلٌ يَخْلُفُ جيلاً، وخَلَفٌ يأتي بعدَ سَلف، لتُعْمَر الأرضُ وتَبقَى الحياةُ ماضيةً، حتَّى تقومَ الساعَة.

وفاوتَ بينَكمْ في الأحوال، فأنتمْ بينَ قويٍّ وضَعيف، وغنيٍّ وفَقير، ومُحسِنٍ ومُسيء، وأبيضَ وأسمر، ليَختَبِرَكمْ في ذلكَ كلِّه، ويَنظرَ ماذا تَفعلون، وهلْ يَظلِمُ القويُّ الضَّعيفَ أمْ يُساعدُه؟ وماذا يَفعلُ الغنيُّ بثروتِه؟ وهلْ يَصبِرُ الفقيرُ أمْ يَنحرفُ ويَعتَدي؟... ويُجازي اللهُ كلاًّ بما عَمِل. وهوَ سُبحانَهُ إذا عاقبَ فسَريعٌ في عِقابِه، فاحذَروا مخالفتَه. وهوَ غفورٌ لمنِ استغفرَهُ ونَدِمَ على ما عَصَى، رحيمٌ بمنْ والاهُ واتَّبعَ رِضاه.


بحر الامل

العاب ، برامج ، سيارات ، هاكات ، استايلات , مسابقات ، فعاليات ، قصص ، مدونات ، نكت , مدونات , تصميم , شيلات , شعر , قصص , حكايات , صور , خواطر , سياحه , لغات , طبيعة , مفاتيح , ستايلات , صيانه , تهيئة , قواعد , سيرفرات , استضافه , مناضر, جوالات





 توقيع : نزف القلم

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
قديم 2020-04-21, 03:39 PM   #2



 عضويتي » 1
 جيت فيذا » 26-07-2018
 آخر حضور » اليوم (06:43 PM)
آبدآعاتي » 902,371
الاعجابات المتلقاة » 35053
الاعجابات المُرسلة » 124845
 حاليآ في » في قلبها
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Male
آلقسم آلمفضل  » الادبي
آلعمر  » 35سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » صقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك  »مشروبك   fanta
قناتك  » قناتك mbc4
ناديك  » اشجع hilal
مَزآجِي  »
مزاجي:

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Male

My Flickr  مُتنفسي هنا My twitter

мч ѕмѕ ~
خلك مع الي بالكذب دوم يعطيك
وانا ترى بلقى ملايين تسواك
لاتحسب اني برخص النفس واجيك


اوسمتي
890 وسام وسام عيد الاضحى المبارك مسابقة معلومة وفائدة عن الحج وسام وسام ملك التوقعات 
مجموع الاوسمة: 11

صقر متواجد حالياً

افتراضي









نزف القلم
يعطيكم العافيه على الطرح
يسلموووو على رقي الطرح واختياره
ابداع لايضاهى بالطرح
سلمت يمناك وعساك على القوه
طرح بقمة الرووعه
دمت بسعاده ورضى الرحمن
مودتي وتقــديري
صقر







 توقيع : صقر

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
مواضيع : صقر



رد مع اقتباس
قديم 2020-04-21, 04:56 PM   #3



 عضويتي » 475
 جيت فيذا » 10-04-2020
 آخر حضور » 2020-10-11 (05:35 AM)
آبدآعاتي » 9,646
الاعجابات المتلقاة » 2441
الاعجابات المُرسلة » 7220
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » عذبة المعاني has a reputation beyond reputeعذبة المعاني has a reputation beyond reputeعذبة المعاني has a reputation beyond reputeعذبة المعاني has a reputation beyond reputeعذبة المعاني has a reputation beyond reputeعذبة المعاني has a reputation beyond reputeعذبة المعاني has a reputation beyond reputeعذبة المعاني has a reputation beyond reputeعذبة المعاني has a reputation beyond reputeعذبة المعاني has a reputation beyond reputeعذبة المعاني has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك  »مشروبك   7up
قناتك  » قناتك abudhabi
ناديك  » اشجع ithad
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Female

мч ѕмѕ ~


اوسمتي

عذبة المعاني غير متواجد حالياً

افتراضي



اثابك الله الأجر
واسعد قلبك في الدنيا والآخره
دمت بحفظ الرحمن




 توقيع : عذبة المعاني

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 2020-04-22, 09:53 PM   #4



 عضويتي » 1
 جيت فيذا » 26-07-2018
 آخر حضور » اليوم (06:43 PM)
آبدآعاتي » 902,371
الاعجابات المتلقاة » 35053
الاعجابات المُرسلة » 124845
 حاليآ في » في قلبها
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Male
آلقسم آلمفضل  » الادبي
آلعمر  » 35سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » صقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك  »مشروبك   fanta
قناتك  » قناتك mbc4
ناديك  » اشجع hilal
مَزآجِي  »
مزاجي:

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Male

My Flickr  مُتنفسي هنا My twitter

мч ѕмѕ ~
خلك مع الي بالكذب دوم يعطيك
وانا ترى بلقى ملايين تسواك
لاتحسب اني برخص النفس واجيك


اوسمتي
890 وسام وسام عيد الاضحى المبارك مسابقة معلومة وفائدة عن الحج وسام وسام ملك التوقعات 
مجموع الاوسمة: 11

صقر متواجد حالياً

افتراضي



جزاك المولى الجنه
وكتب الله لك اجر هذه الحروف
كجبل احد حسنات
وجعله المولى شاهداً لك لا عليك
لاعدمنا روعتك
ولك احترامي وتقديري


 توقيع : صقر

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
مواضيع : صقر



رد مع اقتباس
قديم 2020-04-23, 08:48 PM   #5



 عضويتي » 346
 جيت فيذا » 03-08-2019
 آخر حضور » 2021-09-22 (09:51 AM)
آبدآعاتي » 17,599
الاعجابات المتلقاة » 13250
الاعجابات المُرسلة » 6438
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Oman
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » التراث
آلعمر  » 18سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » ورد القلب has a reputation beyond reputeورد القلب has a reputation beyond reputeورد القلب has a reputation beyond reputeورد القلب has a reputation beyond reputeورد القلب has a reputation beyond reputeورد القلب has a reputation beyond reputeورد القلب has a reputation beyond reputeورد القلب has a reputation beyond reputeورد القلب has a reputation beyond reputeورد القلب has a reputation beyond reputeورد القلب has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك  »مشروبك   water
قناتك  » قناتك abudhabi
ناديك  » اشجع ithad
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Female


اوسمتي
وسام فائزه وسام فائزه وسام التوقع الصحيح لنجمة الدوري وسام شكر وتقدير وسام العطا والتميز وسام شكر وتقدير 
مجموع الاوسمة: 8

ورد القلب غير متواجد حالياً

افتراضي



لكم من الإبداع رونقه
ومن الإختيار جماله
رزقكم الله الجنان
ودام لنا عطائكم المميز


 توقيع : ورد القلب

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 2020-04-23, 10:51 PM   #6



 عضويتي » 74
 جيت فيذا » 08-09-2018
 آخر حضور » 2022-07-18 (01:28 PM)
آبدآعاتي » 5,592
الاعجابات المتلقاة » 24340
الاعجابات المُرسلة » 22871
 حاليآ في » وسط بحرالامل
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الادبي
آلعمر  » 60سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » عبير الورد has a reputation beyond reputeعبير الورد has a reputation beyond reputeعبير الورد has a reputation beyond reputeعبير الورد has a reputation beyond reputeعبير الورد has a reputation beyond reputeعبير الورد has a reputation beyond reputeعبير الورد has a reputation beyond reputeعبير الورد has a reputation beyond reputeعبير الورد has a reputation beyond reputeعبير الورد has a reputation beyond reputeعبير الورد has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك  »مشروبك   7up
قناتك  » قناتك abudhabi
ناديك  » اشجع shabab
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Female


اوسمتي

عبير الورد غير متواجد حالياً

افتراضي



جزاك الله كل خير وجعلها في موازين حسناتك
سلم آيدينك على روؤوعة طرحك آلمميز
آلله يعطيك آلف عآفية وً عسآكِ على آلقوة
في آنتظآر روآئع جديدك آلقآدم
دمت بسعآدهـ..


 توقيع : عبير الورد

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 2020-04-25, 02:40 PM   #7



 عضويتي » 277
 جيت فيذا » 05-05-2019
 آخر حضور » 2022-10-23 (10:52 AM)
آبدآعاتي » 554,894
الاعجابات المتلقاة » 19153
الاعجابات المُرسلة » 6703
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Iraq
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » محمد has a reputation beyond reputeمحمد has a reputation beyond reputeمحمد has a reputation beyond reputeمحمد has a reputation beyond reputeمحمد has a reputation beyond reputeمحمد has a reputation beyond reputeمحمد has a reputation beyond reputeمحمد has a reputation beyond reputeمحمد has a reputation beyond reputeمحمد has a reputation beyond reputeمحمد has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك  »مشروبك   7up
قناتك  » قناتك abudhabi
ناديك  » اشجع ithad
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Female


اوسمتي
550 وسام وسام وسام فائز وسام مسابقه الحج  المركز الاول وسام مسابقة رمضان 
مجموع الاوسمة: 10

محمد غير متواجد حالياً

افتراضي







جزاك الله خير الجزاء
وشكراً لطرحك الهادف وإختيارك القيّم
رزقك المــــــــولى الجنـــــــــــــة ونعيمـــــها
وجعلــــــ ما كُتِبَ في مــــــوازين حســــــــــناتك
ورفع الله قدرك في الدنيــا والآخــــرة
وأجـــــــــزل لك العطـــاء




 توقيع : محمد

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 2020-04-26, 06:09 AM   #8



 عضويتي » 241
 جيت فيذا » 06-03-2019
 آخر حضور » 2022-06-28 (10:33 AM)
آبدآعاتي » 43,363
الاعجابات المتلقاة » 2567
الاعجابات المُرسلة » 2999
 حاليآ في » بيتي الثاني في بحر
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » العام
آلعمر  » 30سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » متزوج
 التقييم » احمد has a reputation beyond reputeاحمد has a reputation beyond reputeاحمد has a reputation beyond reputeاحمد has a reputation beyond reputeاحمد has a reputation beyond reputeاحمد has a reputation beyond reputeاحمد has a reputation beyond reputeاحمد has a reputation beyond reputeاحمد has a reputation beyond reputeاحمد has a reputation beyond reputeاحمد has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك  »مشروبك   bison
قناتك  » قناتك abudhabi
ناديك  » اشجع ithad
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Female


اوسمتي

احمد غير متواجد حالياً

افتراضي



يعطيك العافيه
ولك مني كل التقديروالاحترام
وبآنتظار روائع جديدك بكل شوق
ارق التحآيآ لك
ودي وعبق وردي


 توقيع : احمد

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 2020-05-02, 05:58 PM   #9



 عضويتي » 284
 جيت فيذا » 15-05-2019
 آخر حضور » 2021-08-30 (10:46 PM)
آبدآعاتي » 1,412
الاعجابات المتلقاة » 18579
الاعجابات المُرسلة » 1201
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الادبي
آلعمر  » 22سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » كيان has a reputation beyond reputeكيان has a reputation beyond reputeكيان has a reputation beyond reputeكيان has a reputation beyond reputeكيان has a reputation beyond reputeكيان has a reputation beyond reputeكيان has a reputation beyond reputeكيان has a reputation beyond reputeكيان has a reputation beyond reputeكيان has a reputation beyond reputeكيان has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك  »مشروبك   bison
قناتك  » قناتك rotana
ناديك  » اشجع ithad
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 8 CS My Camera: Female


اوسمتي
يوم الوطني وسام شكر وتقدير وسام مسابقة رمضان وسام المعايده وسام شكر وتقدير اوفيا المنتدى 
مجموع الاوسمة: 9

كيان غير متواجد حالياً

افتراضي



جزاك الله كل خير
يعطيك العافيه لإختيارك الراقي
لك مني كل التقدير
وبآنتظار روائع جديدك بكل شوق
ارق التحآيآ لك


 توقيع : كيان

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 2020-05-16, 10:54 AM   #10



 عضويتي » 240
 جيت فيذا » 05-03-2019
 آخر حضور » 2024-01-13 (07:05 PM)
آبدآعاتي » 5,968
الاعجابات المتلقاة » 680
الاعجابات المُرسلة » 1649
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » اسماء has a reputation beyond reputeاسماء has a reputation beyond reputeاسماء has a reputation beyond reputeاسماء has a reputation beyond reputeاسماء has a reputation beyond reputeاسماء has a reputation beyond reputeاسماء has a reputation beyond reputeاسماء has a reputation beyond reputeاسماء has a reputation beyond reputeاسماء has a reputation beyond reputeاسماء has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك  »مشروبك   7up
قناتك  » قناتك abudhabi
ناديك  » اشجع ithad
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Female


اوسمتي

اسماء غير متواجد حالياً

افتراضي



يعطيك العآفيه لطرحك الجميل
لاحرمنآ جديدك القآدم
لروحك السعاده


 توقيع : اسماء

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديدإضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(عرض الكل الاعضاء الذين شاهدو هذا الموضوع: 3
, ,

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الواضح في التفسير الحلقة السادسة نزف القلم ۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩ 15 2022-10-27 04:07 PM
الواضح في التفسير الحلقة السادسة عشرة نزف القلم ۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩ 15 2022-09-04 04:02 PM
الواضح في التفسير الحلقة الثالثة والعشرون نزف القلم ۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩ 16 2021-07-18 01:40 PM
الواضح في التفسير الحلقة الخامسة والعشرون نزف القلم ۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩ 15 2021-07-18 01:39 PM
الواضح في التفسير الحلقة السابعة والعشرون نزف القلم ۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩ 16 2021-07-18 01:39 PM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
الكثيري نت
Loading...


 »:: تطويرالكثيري نت :: إستضافة :: تصميم :: دعم فني ::»

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
المشاركات المكتوبة والمنشورة لا تعبر عن رأي منتدى بحرالامل ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)