بعد أن سمعنا بموافقة المقام السامي على اقتراح سمو سيدي ولي العهد على اقتصار اقتناء الأعمال الفنية على السعوديين فقط في الدوائر الحكومية، عمت الفرحة والتفاؤل والامتنان في وسط فناني المملكة. وما وجود أعمال الفنانين السعوديين في الأماكن الرسمية لدى سمو ولي العهد إلا تأكيدًا سابقًا لهذا القرار، وهو شرف كبير للفن السعودي فالفن في الدوائر الحكومية سيكون الخلفية الثقافية لهذه المؤسسات رغم تعدد خدماتها.
وهنا أحب أن أنوه بالفكر المستنير لحكومتنا وبالنهضة الفنية والثقافية التي ستشهدها المملكة في المستقبل القريب إن شاء الله.
إن أبعاد هذا القرار ألقت على الفنان السعودي والعاملين بالفن مسؤولية وطنية كبيرة. وتعزيزا لهذا القرار أرى تأسيس قاعدة تنظيمية لتحديد حقوق الفنانين وواجباتهم وتحديد أساليب الاقتناء على أسس موضوعية لتقييم الأعمال الفنية فلا بد من تقنين هذا الاقتناء بوجود مستشارين لديهم خبرة في مجال الفن والفنان في الغالب يحتاج لمن يقيم أعماله على حسب تاريخ مشواره الفني وإعطاء الأولوية لرواد ورائدات الفن بالمملكة الذين بنوا أنفسهم في أصعب الظروف.
ومن ناحية أخرى أقترح أن يشمل هذا القرار رصد ودعم المؤسسات الفنية الخاصة المتواجدة بمدن المملكة كافة. هناك أكثر من مؤسسة فنية في مدينة الرياض مثلًا لدى أصحابها خبرات طويلة بعضها عالمية وبإمكانها تقديم المشورة والعمل مع وزارة الثقافة لإمداد الدوائر الحكومية بخدمة التقييم الفني بحيث توزع الأعمال الفنية بالأماكن المناسبة لها.
سنكون سعداء بدعم هذه المؤسسات وإعطائها فرصا متكافئة بإمداد الأعمال الفنية بحيث تكون هناك آلية للتعاون مع وزارة الثقافة بهذا الشأن. نتمنى رصد هذه المؤسسات ونوع خدماتها حتى يتم تمكين هذه المؤسسات الفنية الصغيرة بشكل يضمن لها الاستمرارية للمشاركة بخدمة الوطن. وبهذا سيصبح هناك نظام متناغم تشترك فيه المؤسسات الخاصة مع الحكومية لدعم وإثراء الفن في المملكة.
إن أهمية هذا القرار وما يتضمنه من أعمال الفنانين يكمن في رفع مستوى الفن السعودي وتعزيز مكانته محليًا وعالميًا فالمملكة العربية السعودية تزخر بالفن والفنانين ولا ينقص مسيرة الفن بالشكل الصحيح إلا ملء الثغرات وربط الخدمات ببعضها بنظام متناغم سيكون مفيدًا جدًا عند إنشاء المؤسسات الفنية الأكبر كالمتاحف وغيرها التي ننتظر إنجازها بفارغ الصبر.
دعم المؤسسات الفنية الخاصة سيثري الفن بالمملكة وسيضفي جدية أكبر لمحتوى الفن المحلي ويستلزم ذلك أيضًا تقديم الكتابات النقدية لتطوير المحتوى. الرؤية تريد العاصمة أن تكون مركزًا ثقافيًا عالميًا يستقطب أنحاء العالم شرقًا وغربًا فمع تأسيس الهيئات المتعددة بوزارة الثقافة أصبح هذا الهدف قريبًا ونتمنى أن الاستمرار بدعم البنى التحتية للقطاع الثقافي لنكون في مقدمة العالم.
2020-08-03, 05:34 AM
النهضة الثقافية المنتظرة
العرض الشجري