كيف تستخدم أسماك السلمون المجال المغناطيسي للأرض خريطةً للهجرة؟
استشعار المجال المغناطيسي للأرض
تشتهر أسماك الشينوك بقدرتها على العودة إلى أوطانها فور خروجها من البيض، إلا أن هناك نظريتين لتفسير ذلك.
إذ تعتقد أولاهما أن لهذه الأسماك القدرة على استشعار المجال المغناطيسي للأرض، وذلك من خلال تفاعلاتٍ كيميائية تستحثها مغناطيسية الأرض؛ بينما تفترض النظرية الثانية وجود مستقبل مغناطيسي في الحيوان نفسه. فهل هذا ما يحدث، أم أن كلتا الفرضيتين قد توجدان معا؟
تكمن المشكلة الرئيسة في صعوبة العثور على المستقبلات المغناطيسية المشار إليها سابقا، وذلك لأنها ستكون صغيرة جدا، وقد توجد في أي مكان داخل جسم الكائن الحي؛ لذا فالبحث عنها "كالبحث عن الإبرة في كومة القش"، وفقا للباحثين.
بوصلة مغناطيسية
قرر باحثوا الدراسة تعريض أسماك السلمون اليافعة لنبضات مغناطيسية، وتسجيل الاستجابة الناتجة عن ذلك، ومن ثم مقارنتها بمثيلاتها التي لم تتعرض لتلك النبضات.
كما أنهم استخدموا بيئتين مختلفتين: إحداهما تحاكي المجال المغناطيسي لموقع السمك الأصلي (بيئة محلية)، والأخرى تمثل مجالا مغناطيسيا لموقع ما بعيد في المحيط (بيئة عالمية).
عندما كانت الأسماك في بيئتها المحلية، وجد العلماء أن كلا النوعين -التي تعرضت والتي لم تتعرض للنبضات- أبديا تصرفا مماثلا.
لكن عندما وضع النوعان في بيئة عالمية، تصرفت الأسماك -غير المعرّضة لنبضات مغناطيسية- بشكل عشوائي، بينما اتجهت رؤوس مثيلاتها -المعرضة للنبضات المغناطيسية- إلى اتجاه واحد مشابه لبعضها بعضا.
يعلق الباحثون قائلين إن "من المثير للدهشة أن نرى أسماك السلمون تمتلك بوصلة مغناطيسية تمكّنها من استخدام المجال المغناطيسي للأرض كإشارة اتجاهية، وكذلك فإنها تمتلك خريطة مغناطيسية تسمح لها بتحديد مواقعها داخل المحيط"، ويضيفون "بالطبع قد تتأثر آلية البوصلة أو الخريطة أو كليهما بالنبضات المغناطيسية".
دور بلورات المغنتيت
يعتقد العلماء أن هناك علاقة ما بين هذه البوصلة وبلورات المغنتيت (أكسيد الحديد المغناطيسي) التي كانت موجودة في هذه الأسماك في الماضي.
وهو ما يوضحه ديفيد نواكس عالم الأحياء البرية بجامعة ولاية أوريغون، قائلا "تتفق نتائجنا مع الفرضية التي تزعم أن المستقبلات المغناطيسية تعتمد على بلورات المغنتيت".
وعليه، فإن هذه الأسماك تستطيع تحديد موقعها، وأين يفترض أن تكون، وكيفية الوصول إلى ذلك الموقع الصحيح، وكذلك كيفية تصحيح المسار إذا لزم الأمر.
على هذا النحو، فإن سمك الشينوك ينتمي الآن إلى قائمة الأنواع التي تتأثر بالمجال المغناطيسي، إلا أننا -على الرغم من هذه الأدلة المتزايدة التي تشير إلى أن استجابةً ما تحدث جراء التعرض للنبضات المغناطيسية- لم نستطع تحديد ولو مستقبل مغناطيسي واحد في أي حيوان إلى الآن.
يضيف نواكس قائلا "تعتمد هذه الأسماك على الطبيعة الكيميائية للمياه أثناء وجودها في المياه العذبة، لكن عندما تتجه للمياه المالحة، فإنها تعتمد على نظام مغناطيسي جيولوجي، مع احتفاظها بخطوط الطول ودوائر العرض الخاصة بموقعها الأصلي، ومن ثم تحاول العودة مرة أخرى إلى هذه الإحداثيات".
طرح رائع كروعة حضورك
اشكر ك علي روعة ماقدمت واخترت
من مواضيع رائعه وهامة ومفيدة
عظيم الأمتنان لكَ ولهذا الطرح الجميل والرائع
لاحرمنا ربي باقي اطروحاتك الجميلة
ودي وعبق وردي