السياسة في بلاد العرب

	السياسة في بلاد العرب "سياسة" أهي حياسة أم كياسة؟ عبد العزيز قريش استهلال: هناك في بلاد العرب شيء هلامي لزج لزق، له أرجل كالأخطبوط، بها قموعٍ ماصة تلزق بكل شيء لتتشبث به وتمتص آخر قطرة دم تسري في جسده. لا يستطيع المرء المفكر فيه والدارس له أن يحدد له تعريفا أو اسما نتيجة طبيعته الهلامية، فهو يأبى التشكل والإمساك به كالماء في الكف المبسوطة! طبيعته لا تتحدد فيزيقيا ولا صوريا، بمعنى عدم ضبطه بتعريف اصطلاحي جامع مانع. فهو كذلك لتبعيته لبيئته العربية الحاضنة له، وهي بيئة لا تعرف لــ " السياسة " من دلالة معجمية أو اصطلاحية. لكن لا تمتنع أن تكون لها دلالة إجرائية تنتج عن تعريف كل شخص لها بما يحدده للمفهوم من مداخل نظرية وعملية. فــ "السياسة" في بلاد العرب لا يوجد لها اصطلاحا أكاديميا يصورنها بضوابطها العامة التي تنطبق على كيانها في العالم العربي إلا من حيث أجرأة المفهوم بما ينتج عن هذه " السياسة " في العالم العربي من ظواهر فكرية وثقافية واجتماعية واقتصادية وسيكولوجية ... ونواتج مادية / فيزيقية ملموسة تدخل في المحسوسات الزمانية والمكانية والكيانات المرئية أو نواتج نفسية ماورائية إحساسية، تقع في عالم المشاعر والروح والنفس، تضغط على الإنسان العربي ألما أو تفرج عنه كربا ... فــ "السياسة" في عالم الإنسان العربي تقبع خارج المعقول والموضوعي والثابت لطبيعتها التي منحها لها السياسي العربي المتحولة واللاموضوعية واللامعقولة! فهي فن المستحيل المتساوق مع الناسخ الحرفي "ليت"، ينسخ كل شيء مبتدأ أو خبرا كان، وكيفما كان! وهي ناسخ عامل في كل الأحوال، وهو حرف مشبه بالفعل لا الفعل ذاته. لذا رأيت " السياسة " أفعالها تشبه الأفعال لا الأفعال، وبالتالي يرتفع عنها الاستغراب والاستفهام، ويتعودها الكائن البشري وهي فارغة حتى من ظلال المعنى، فبالأحرى المعاني الجليلة التي يحملونها في بلدان لا تناظر البلاد العربية. غير أنها تحمل من دلالة المعجم العربي ما يسير وطبيعتها في العالم العربي من النخر والتسوس والداء والدود.. وكلها أسباب للعفن والمرض والعضال والفناء. سمات "السياسة" في العالم العربي: فــ "السياسة" في العالم العربي كثيرا ما تشبه الإنسان العربي في كل شيء حتى صارت نسخة مطابقة للأصل، تحمل نفس سمات هذا العربي، فهي: ـ سياسة فاقدة الثقة بنفسها، تطلب في سيرورة حياتها من يدعمها ويشد بيدها ويقودها نحو هدفها الذي لا تعرفه أصلا، فهي تستورد الثقة من خلال الآخر عبر استيراد الكفاءات، فهي تفقد الثقة في كفاءاتها وقدراتها وتشك في مقدرتها واستطاعتها في معالجة قضاياها الحياتية والمعيشية، والحاضرة والمستقبلية. لذا؛ ألفيتها تحاصرها، وتحتقرها وتلغي دورها في المجتمع، وتعمل على هجرها وهجرتها وتهجيرها وترحيلها من الوطن العربي اسقاطا لما فيها على أبنائها ومواطنيها! فهي لا تفتح ورشا فكريا أو تنمويا إلا تحت سقف إحضار كفاءة وخبرة وتجربة الآخر. فأطول أبراج العالم في العالم العربي هندستها الخبرة والكفاءة الأجنبية، وأطول الأنفاق فيه من إنتاج كفاءة الآخر. وكفاءتنا نحن تشتغل يدا عاملة أو عقلا مساعدا لهذا الآخر؟ في حين أضخم المنجزات والصناعات في الغرب أنتجتها عقول وأيد عربية! فالتناقض صارخ هنا يشي بفقدان الثقة في الكفاءة العربية من قبل " السياسة " العربية؟! فترى لماذا؟ وأخال أن "السياسة" العربية تسقط ما بها من سمات سلبية على إنسانها من باب عدم الثقة في النفس، وهشاشة الإيمان في قدرة وكفاءة وخبرة وتجربة الذات. وبذلك فهي تتنكر لكل كفاءة عربية وتحشرها في الزاوية الحادة حتى تختنق وتهرب مما هي فيه نحو مجتمعات ودول تقدر الكفاءات وتعرف كيف تجني منها وبها الأرباح الطائلة، وأعرف الكثير من الشخصيات العربية ذات الكفاءة العلمية العالية التي تشتغل في المجال الصناعي الأوروبي، فهناك مهندسون في صناعة السفن العملاقة للشحن وللتنقيب عن النفط كما هناك آخرون في صناعة الطائرات وفئة ثالثة متخصصة في التكنولوجيا وفي المعلوميات. هذه الكفاءات والمهارات والقدرات والعقول المفكرة صرفت عليها الدول العربية الأموال الطائلة لتكوينها وتأهيلها معرفيا وعلميا وتقنيا، وعندما نضجت وحال قطاف ثمارها أهملتها " السياسة " وأدارت لها ظهرها وكأنها آتية من بلد آخر أو لم يلدها رحم عربي، فهجَّرتها؛ وقطفت بلدان أخرى ثمارها وهي لم تصرف عليها فلسا واحدا وإنما فتحت لها مجال البحث والاستثمار العلمي ودعمتها بمجموعة من القوانين المشجعة على تحقيق الذات. وأما الحديث عن الكفاءة التقنية العربية في العام التي تساعد في ذلك فحدث ولا حرج؛ إلا أن " السياسة " العربية لا تعرف لها قيمة ولا تعترف بقيمتها المضافة في الحياة العربية لأنها مأزومة وفاقدة الثقة في النفس، وتعيش عقدة الأجنبي. ـ "سياسة" تقليدية مستكينة ساكنة، تخاف المجهول ووجهه المستور الذي لا تقرأ " السياسة " العربية منه إلا المخاطر والخسائر دون استحضار المكاسب والمنافع والأرباح في حالة النجاح! فهي ملتصقة بالوجه السلبي للمجهول. لا تحب المغامرة ولا المخاطرة، ولا تعرف كيف تحول الإخفاق إلى فرص للنجاح. وكثيرا ما تذهب إلى المجرب والمستأنس من الأمور لأنها تعرفه بكامل منظومته، ولو كان هذا المجرب والمستأنس فاشلا؛ فهي تعيده ولا تمل من ارتكاب الأخطاء!؟ وها هي المنظومة التربوية العربية المأزومة مثلا تعيش أزمة الإصلاح بصيغ متعددة من الإصلاحات الفاشلة المتوالية، ولا نمل من حصد النتائج السلبية المتتالية، وربما نزيف حقيقتها بأن نحولها إلى نتائج إيجابية ونهلل لها ونقيم لها المهرجانات الاحتفالية لتمجيدها بمضمون ما كان ليكون أحسن مما كان! ويمكن هنا أن نستحضر للمثال فقط تمجيدنا لتعميم التعليم وأرقامه ونسبه الكبيرة والمرتفعة دون الالتفات إلى سؤال نوع هذا التعميم؛ أهو من الجودة بمكان أم مجرد كميات وتراكم بشري ومحاربة الأمية الأبجدية؟ . فــ "السياسة" العربية بناء على طبيعتها الخائفة ومعدومة الثقة في نفسها وضعيفة الكفاية والكفاءة في مقاربة المشاكل وقراءة الواقع واستشراف المستقبل، ولجهلها بالقوانين المتحكمة في اجتماعية المجتمعات وسياستها تركن إلى المألوف والمعتاد من التدبير، وتخاف طرح الأسئلة المصيرية الكبرى على نفسها لأنها لا تملك الأجوبة ولا أدوات البحث عن الأجوبة فضلا عن عدم امتلاكها حيثيات سياق طرح تلك الأسئلة! فهي إن طرحت الأسئلة فإنما تكون من قبل مجاراة الآخر أو تقليده أو التأسي به أو مجرد مشاركته من باب أنا موجود!. وتبقى دائما " السياسة " العربية أمام تلك الأسئلة حائرة وتائهة. فالوطن العربي منذ استقلاله وهو غارق في المشاكل والتخلف وهدم الإنسان والبنيان لأن " سياسته " ضائعة بين الخوف من المجهول وعدم الثقة بالنفس والجهل والفقر الفكري والعملياتي. فماذا تحقق للوطن العربي منذ استقلاله؟ ـ "سياسة"(مصلحجية) تحرق الأخضر واليابس من أجل مصلحتها الخاصة، أنانية إلى أقصى الدرجات، لا ترى في عالمها إلا ذاتها ومصالحها، وما دون ذلك فإلى الجحيم والطوفان! ألا ترى في العالم العربي التناقضات الصارخة التي خلقتها " السياسة " الخرقاء المنتكسة والمنتكصة على عقبيها! حيث (الساسة) وزمرتهم المهللة بحمدهم، وحتى دوابهم الأليفة التي تؤنسهم وتحرسهم تلهث وراء استجلاب مصالحها ومنافعها مقابل إهمال المصلحة العامة فغدت عامة المواطنين فقراء بائسين عاطلين يستجدونهم لقمة العيش ولا يجدونها. أغلب الشركات والمصانع والبنوك والمركبات التجارية لهم بكاملها أو هم فيها شركاء. هم الذين يديرون دواليب الحياة في المجتمع، والمواطن المسكين خلا كتلة مالية استهلاكية في أحسن أحواله إن لم نقل عبدا في أسواقهم البشرية التي لا يهتمون لها إلا بقدر ما سيجنون منها من أرباح! "سياسة" بئيسة هزيلة تدمي قلب المفكر والباحث عن نهضة وطنه العربي لعائدها السلبي منذ عقود طويلة، فكم هي الحروب التي أشعلتها هذه " السياسة " بين الإخوة والأشقاء بدعوى تحقيق مصلحة شخصية وخاصة هنا أو هناك؟ وكم من إنسان على تنوع جنسه ولونه وعمره وبلده ذهب حطبا وضحية لتلك الحروب؟ ليبقى في الأخير " السياسي " فينا حاكما ومدبرا ! عجبا لهذه " السياسة " التي تفرمل تقدم أوطانها ونماءها لأجل تحقيق مصالحها الخاصة! فها هي تتآمر على أوطانها وتفلسها لقضاء مآربها ومآرب المتحالفين معها من الداخل والخارج، ولا يهتز لها شعور بالضيق والحرج والخجل؟! كيف هي وضيعة بدرجة يحتقرها العقل السليم والشريف؟ فهي الــ " سياسة " التي تنخر جسد الوطن العربي من ألفه إلى يائه، ومن يمنيه إلى يساره، ومن شماله إلى جنوبه، فأكسته أسمال الآخرين، وأطعمته من بقايا موائد الآخرين، وربته على رذائل الآخرين، وتنكرت لكل قيمها وحضارتها، فبتنا نلمس الحضارة والتمدن والتحضر في ميوعة وانحلال الآخرين ... ! "سياسة" نهب الوطن واستنزافه إلى آخر رمق فيه! ودفن كل صوت ناقد أو مناوئ لها تحت التراب أو دسه في غياهب السجون والمنافي إخلاء للساحة من تفكير جاد أو نقد بناء، وإعمارها بالتابعين أو المتفرجين أو المادحين المبررين ... " سياسة " في عرف العقل سياسة حمقاء دون هوية ولا غايات ولا استراتيجيات ولا خطط ... فهي سفينة في محيط الحياة الإنسانية تتقاذفها الأمواج والتيارات الفكرية والإيديولوجية والعقائدية ... في كل الاتجاهات دون أن تحدد مرساها بنفسها، فهي متقلبة المزاج تبعا لتقلب مصالحها ومنافعها، تدور بدوران جهات تحقيقها. فهي ممقوتة من وطنها العربي. ـ " سياسة " استبدادية تسلطية قمعية تضحي بالوطن وبالمواطن مقابل بقائها على الكرسي، وتبيعهما بأبخس الأثمان لمن يحميها ويدعم جلوسها على الكرسي اعتقادا منها بدوام الكرسي ومنافعه؛ غافلة عن حقيقة فنائها في مزبلة التاريخ الإنساني. وهي باستبدادها تجلب الويلات والخراب لنفسها ولوطنها ومواطنيها، فــ (الاستبداد لو كان رجلا وأراد أن يحتسب وينتسب لقال: أنا الشر، وأبي الظلم، وأمي الإساءة، وأخي الغدر، وأختي المسكنة، وعمي الضر، وخالي الذل، وابني الفقر، وبنتي البطالة، وعشيرتي الجهالة، ووطني الخراب، أما ديني وشرفي فالمال المال المال)[1]. محتوى من الرذائل التي أبقت الوطن العربي مشدودا للخلف، إن تقدم يتقدم على مستوى المظاهر الخارجية، أما الجوهر والعمق فهو أشد قتامة من ظلام ليالي الفيافي والقفار. حيث هذه " السياسة " المستبدة لم تعمر عقلا ولا أخلاقا وقيما، ولم تخلق مهارات وتقنيات ومخترعات ... وإنما عمرت جيوبا وخزائن وبنوكا بأرصدة مالية، وعمرت سجونا وقبورا. وما اهتمت لأسباب القوة من علم ومعرفة وبناء عقول مفكرة مبدعة. وفي أحسن حالها عندما تشهر بمنجز لها؛ تجد من خلف إنجازه عقولا أجنبية معارة لها أو مستوردة لأجل خلق محتوى إيجابي في عالمها، تنسبه لنفسها. والمفكر والمثقف لديها مجرد سلعة يباع ويشترى، وكم من مفكر ومثقف أحرقته في سبيل مصلحتها الخاصة في مجتمع الأتباع والأصحاب والأحباب! "سياسة" استبدادية توطن نفسها في مجتمعها من خلال القهر والقمع والتجبر والطغيان، ومن خلال تأثيل نفسها بالدجالين و كهنة المعبد الديني، الذين يحورون الدين، ويفسرونه طبقا لمآربها وأغراضها وأهدافها وغاياتها، فيزورون الآيات والأقوال والأحكام لغاية إقناع العامة بصدقية وأحقية الكرسي. بل؛ يذهبون إلى أشد من ذلك حين يختلقون ويضعون الأقوال على لسان الأنبياء والرسل، ويزعمون صحتها، ويتكالبون على موائد الاستبداد. والاستبداد ما عمر أبدا وطنا ولا إنسانا ولا أقام منفعة عامة. وإن فعل؛ فاعلم أن له فيها مصالح ومنافع أعظم منها، وهي سوى صوى يتخذها سرا لجلب مصالحه ومنافعه، ويحقق مآربه بصبغة المصلحة العامة! ألا ترى معي كم طرف من الوطن العربي اقتطع لأجل توطين مصالح خاصة مع مستعمر أو معمر جديد بدعوى المصلحة العامة. ألم تبع "السياسة" الاستبدادية ثروات بلدانها لأجل شراء عقارات أو منتجات صناعية عملاقة أو حتى حيوانات مفترسة تؤثث بها فضاء حياتها؟ ألا ترى معي كم هذه "السياسة" المستبدة تتلهى بمقتنياتها ومشترياتها كالطفل الصغير، وتتمحور حول ذاتها مثله، وكأنها تمر بمرحلة الطفولة السياسية؟ ألم تجلب للمجتمع العربي الشر والظلم والمسكنة والذل، والهوان، والخسة، والوضاعة، والجهل، والفقر، والبطالة، والتخلف، والتأخر الحضاري والإنساني ... وبجملة واحدة ألم تجلب له الخراب؟. (ولا تحسبن الظلم إنما هو أخذ المال أو الملك من يد مالكه من غير عوض ولا سبب كما هو المشهور، بل الظلم أعم من ذلك. وكل من أخذ ملك أحد أو غصبه في عمله أو طالبه بغير حق أو فرض عليه حقا لم يفرضه الشرع فقد ظلمه. فجباة الأموال بغير حقها ظلمة، والمعتدون عليها ظلمة، والمنتهبون لها ظلمة، والمانعون لحقوق الناس ظلمة، وغصاب الأملاك على العموم ظلمة، ووبال ذلك كله عائد على الدولة بخراب العمران الذي هو مادتها لا ذهابه الآمال من أهله)[2]. "سياسة" مستبدة بكل المعايير والمقاييس المادية والمعنوية، نتائج أفعالها وتدبيرها تجلي استبدادها. فأين تكمم الأفواه كما تكممها كورونا؟ وأين يباد النقد؟ وأين يقمع التفكير والإبداع؟ أين.. كثيرة لا توجد بكم ثقيل ونوع ممتاز إلا في عالم الــ "سياسة" الاستبدادية. فمخافرها ومنافيها وشرطتها وعسكرها وزبانيتها.. تداوم 24 ساعة على 24 ساعة، و7 أيام على 7 أيام. لا تعرف التعب ولا الكلل ولا الممل، فهي حاضرة في زمان المجتمع العربي وفي مكانه للقيام بالمطلوب، والمطلوب سهل التخطيط والتنفيذ. وما الصعب عندها سوى مطالبتها بإقام دولة الحداثة وقيمها الإنسانية المتعارف عليها عالميا من عدالة، وديمقراطية، وتداول السلطة، وتكافؤ الفرص، وحق التعليم والصحة والشغل، وإحقاق الحقوق واستيفاء الواجبات، وحماية المال العام والأمن متنوع المجالات، وسن القوانين والتشريعات الضامنة لحقوق المواطنة.. ! مطلب صعب ومستحيل في عرف " السياسة " المستبدة لأنه دعوة خراب لها ولمصالحها ولبيئتها الحاضنة. ـ " سياسة " جاهلة تجهيلية، تعادي العلم والمعرفة والإبداع والتطور والنماء، تسعى أن يبقى مجتمعها جاهلا لأن تعلمه يشكل في رأيها خطرا عليها، فهو يبني وعيه وينور عقله الجمعي بالمعرفة كما يفعل ذلك بعقول الأفراد والجماعات، ويؤسس للثقافة النيرة القارئة بعين النقد لواقعها ووضعها؛ ما يؤهلها لمناقشة أوضاعها وإيجاد الحلول لمشاكلها وأمراضها المتنوعة، وتحاصر الاستبداد بوعي وعلم ودراية للغايات والسبل والأدوات والخطط والرؤى الاستشرافية وباستراتيجيات واضحة، ما يقلق الاستبداد ويخوفه من مصيره المجهول. ففي ظل العلم والمعرفة والوعي يكون النقد والتصحيح للأوضاع الخاطئة وللوقائع المأزومة بطرق أبواب العقل والتفكير والإبداع، وبما يحصن المجتمع من الأخطاء والاستغلال، بخلاف الجهل الذي يقود المجتمع إلى تحقيق مآرب الاستبداد دون مآربه، ويسانده في خلق العوام والغوغاء التي تنقاد دون تفكير لما يقودها إليه، فيكون سواد المجتمع رافدا من روافد الـ " سياسة " المستبدة والمستبد الجاهل المجهل، التي تدخل في صراع صريح أو خفي مع العلم من خلال شن الحرب على العلماء، الذين ينورون العقول والبصائر، بينما الاستبداد يجهلها حتى تخمد شعلتها، ويخبو نور العقل، وتبقى العواطف تحرك عقول العوام والغوغاء تحت سقف مطالب وتوجيهات وإرشادات الـ " سياسة " الاستبدادية من حيث أن الجهل يخيف أهله ويربك تفكيرهم وسلوكهم ويؤدي بهم إلى الاستسلام والانصياع. في حين العلم والمعرفة والوعي والتفكير يؤدي إلى القول الصحيح الصادق والعمل النافع. ففي ظل هذه السمة السلبية للـ " سياسة " التي تعيش في مجتمعنا العربي نخلص إلى أنها والعلم متناقضان متحاربان، تستهدف التجهيل لقود الجهلة إلى حيث تريد تحقيق أغراضها، فهم مجرد سوق للاستهلاك والإهلاك وهو يستهدف التنوير خلافها، يبغي الوعي ، ويتطلع إلى آفاق الوجود بعزيمة قوية لتحقيق التقدم كالأمم المتقدمة. فأغلب الأمم تقدمت وخرجت من ربقة الجهل إلى رحابة العلم، ومن التبعية والعبودية إلى الاستقلال والتحرر، ومن الاستعمار الفكري إلى الاستقلال الفكري، ومن الجمود والسكون إلى الحركة والفعل إلا المجتمع العربي الذي رقد في خل التخلف والتأخر والتكلس الفكري فأصبح وحفريات تراثه شيئا واحدا لا يصلح إلا للعرض في المتاحف الأركيولوجية لدراسة الجمود والرقود والعهود التاريخية في المجتمعات الإنسانية من خلال حاضر الإنسان العربي و" سياسته " المأزومة التي تغرقه في الماضوية. فــ "سياسة" المجتمع العربي تعمل على تدمير المؤسسات العلمية والتربوية، ومؤسسات التنشئة الاجتماعية، وتفريغها من محتواها، وملئها بالسخافات والترهات والتفهات والخزعبلات والهمروجات حتى بتنا نقصف بأفكار تافهة فارغة من المعنى، وبتنا نعيش زمن ثقافة الخبز التي تحشد للجهل والتجهيل أشباه المثقفين مدافعين عن نظريات ورؤى وسياسات وأطروحات تافهة لا تستحق ثمن مداد نشرها. ورجعنا القهقرى في التربية والتعليم، وتبوأنا المراتب الأخيرة في سلم التعليم، وغدونا متخلفين في الإعلام وفي مختلف المجالات إلا مجال الطغيان والظلم والعنف، فلنا فيه باع طويل وراسخ نتيجة تبني هذه السياسة التجهيل هدفا ووسيلة وعملا، مدعمة ذلك بمرجعيات إيديولوجية وعقائدية هامشية على المتن المقدس الناطق بالحق، والناطقة هي بتفسيرات خاطئة للنص الديني الكريم. تبيح للجهل المركب في العالم العربي ترصد الحاضر بالماضي والإمساك به وحقنه بمحتوى تراثي هامشي يمجد العنف ويغديه بمقولة الثواب والأجر والجنان والحسان، وأما تعمير الكون وريادة المخلوقات بالفعل الحسن والقول الطيب والعمل النافع، فذلك ديدان الضعفاء وسبيل الدراويش الخارجين من العشاء الرسولي، والمطرودين من جنات النعيم ... هي ذاتها فكرة صكوك الغفران التي منحت للعطشى والمذنبين التائبين بين ردهات وكهوف وشقوق الكهنوت ... فأصبح العنف بموجب المرجعيات العقائدية مركوزا في الـ " سياسة " العربية تتغذى عليه من أجل الحصول على صك الغفران من كنيسة الطغاة العالميين بأنها " ابن بار " في كنف الاستبداد العالمي. فالجهل والتجهيل ربيب الأمراض الصامتة كالسكري الذي يفتك بالجسم من الداخل وبصمت وبطء شديدين حتى ينهار الجسد ذات يوم انهيارا تاما قاتلا! هكذا هي الـ "سياسة " العربية التي عمرت في الوطن العربي طويلا تنخر الجسد العربي من الداخل بصمت وبطء شديدين حتى تقتله. فقد هجرت الكفاءات العلمية والعقول النيرة، ومن لم تهجره سجنته أو قتلته أو أسكتته، وأفسدت منظومة التربية والتعليم، وفسخت مؤسسة الأسرة، ورذلت الشارع، وأفرغت مؤسسة الإعلام، وحطمت الأمن بمختلف مجالاته، ورفعت الحقيرين ووضعت الشرفاء ... هي التي أحرقت الأخضر واليابس في عالمنا العربي الجاهل، ومازالت توقد تنور الحرب بنا وفينا وفيما بيننا وتتفرج على الجهلة يتقاتلون فيما بينهم فيبيد الأخ أخاه وهو يفتخر بجهله وحقارته! من هذه السمات وغيرها الكثير التي تقرر موضعة " السياسة " في العالم العربي ما بين حياسة وكياسة. وقبل ذلك لابد من إطلالة لغوية على مصطلحي " حياسة " و" كياسة " وسيميولوجية كل منها كالتالي: في المصطلح وسيميولوجيته: 1ـ حياسة: جاء في القاموس المحيط (الحيس: الخلط وتمر يخلط بسمن وأقط فيعجن شديدا ثم يندر منه نواه وربما جعل فيه سويق وقد حاسه يحيسه والأمر الرديء الغير المحكم وعاد الحيس يحاس أي عاد الفاسد يفسد وأصله أن امرأة وجدت رجلا على فجور فغيرته فجوره فلم يلبث أن وجدها الرجل على مثل ذلك أو أن رجلا أمر بأمر فلم يحكمه فدمه آخر وقام ليحكمه فجاء بشر منه فقال الآمر عاد الحيس يحاس ورجل محيوس ولدته الإماء من قبل أبيه وأمه وحيس حيسهم دنا هلاكهم وحاس الحبل يحيسه فتله وأبو الفتيان ابن حيوس كتنور شاعر)[3]. ومنه، وبناء على السمات السابقة؛ نجد الـ "سياسة " في المجتمع العربي هي من باب خلط الأمور وتعكير الأجواء، والعيش في الماء المخوض، حيث لا تعرف تدبير شؤون البلاد والعباد، وهي في مرجعياتها الفكرية والنظرية والتنظيرية كالرجل المحيوس المولود من أب عبد وأم جارية لا يملك من أصل شيئا حسب القاموس العربي! فهي " سياسة " غيرها فجورها وعندما تدعي وتزعم الإصلاح تأتي بأمر أشد مما كانت عليه من فجور. ولنا في أوضاع الإنسان العربي أمثلة حية على هذا الحيس. كما أنها لا تحكم أمرها ولا أمر قضايا مجتمعاتها العربية وشعوبها، وتخبط خبط عشواء. فهي عندما تريد حل مشكل ما تعقده وتزيد حجمه ودرجته شدة وألما. فكم من أخطاء أرادت معالجتها أتت بأخطاء أكبر منها فداحة وآثارا سلبية عليها وعلى مجتمعاتها. فالتخلف في جميع المجالات تزايد مع اختلاف في الكم والنوع والدرجة فقط بين تلك المجالات. فمثلا؛ مجال الطاقة مازالت الـ " سياسة " العربية تعتمد أساسا على النفط، في حين الدول المتقدمة أو قل السياسة المتقدمة تبحث في مجال الطاقة المتجددة لكي لا تعتمد فقط على النفط وحده. فقد وجدنا اليابان تضيء محطات القطار وبعض المركبات التجارية الكبرى من خلال توليد الطاقة بمرور المسافرين والمتبضعين على أبسطة مولدة للكهرباء، وكذلك توظف الشمس والهواء والمد والجزر في توليد الكهرباء، وما تجربة ألمانيا في هذا الشأن إلا أسوة قابلة لتأسي. والصين كذلك رائدة في مجال التفكير في الطاقة المتجددة. فأصبحنا أمام جملة من المخترعات التي تعتمد في حركتها وفي عملها على الطاقة المتجددة من قبيل السيارة والطائرة الكهربائيتين ... وفي غضون سنوات قليلة ستتحرر الدول المتقدمة من اعتمادها على النفط، فحينئذ ستفقد الــ "سياسة " العربية أهم مور مالي لها، فماذا ستفعل في ظل حيسها؟ والــ "سياسة " العربية تحيس حبل الشأن العام إلى أن ينقطع في يدها، ألم تدخل إلى عصر ديمقراطيتها من باب تخريب أوطانها بما سمي مجازا " الربيع العربي "، وما رأى منه الإنسان العربي المظلوم ـ منها أساسا ـ لا ربيعا ولا عربيا، بل رأى قتلا وفتكا وتخريبا لما بناه الجدود ودافعوا عنه بالدماء والشهادة، فما عادت مدننا تشبه نفسها، وما عاد الإنسان العربي صورة لنفسه، وما عادت قيمنا تحرسنا من ظلم أنفسنا، وما عادت آمالنا إلا يأسا يخنق حاضرنا ومستقبلنا! ... كل شيء تغير في عالمنا وفينا؛ فلم نجن من " ربيعنا العربي " لا ديمقراطية ولا تقدما ولا عدالة ولا مساواة ولا رفاهية ... وإنما جنينا تهجيرا للإنسان العربي إلى بلدان العالم نستجدي منهم وطنا لا يقبلنا إلا خدما في ضيعاته ومعامله ويدا عاملة رخيصة تكتفي بتحصيل لقمة العيش فقط بعد معاناة عظيمة فقد فيها الإنسان العربي روحه وأهله وكرامته وماله ... وتناقلت الجرائد والفضائيات أخبار حشوده على الحدود واستغلال تجار البشر والسياسيين وغيرهم له، وأصبح عناوين بخط عريض لكبريات الصحف العالمية تستفز به بلدان " الربيع العربي " وتستثمر في خرابها. والحقيقة المرة التي يلعقها حلق العقل الإنساني في هذا " الربيع العربي " هي: كيف يؤمن الإنسان العربي بأن " سياسة عربية " ستعينه على نفسها في تجاوز نفسها؟! كيف له أن يؤمن بدعوى طلبها للديمقراطية ودولة الحق والقانون وحقوق الإنسان، بمعنى طلبها لدولة الحداثة وهي لا تؤمن بذلك؟ فلو كانت فاعلة لفعت ذلك في بلدانها جميعها! وعليه؛ يجب إعادة التفكير في عقلنا العربي الجمعي والفردي على حد سواء لأن الخلل العقلي يسود خلاياه الدماغية. ومن ثمة؛ فمواطن الحياسة كثيرة وقائمة في الــ " سياسة " العربية ترجح موقعها هذا على كل المواقع الأخرى. 2 ـ كياسة: وهي من المدخل المعجمي " ك ي س " الذي يفيد حسب ما جمع المعجم العربي[4] من المعاني: الظرف، والفطنة، والعقل، والجود، وخلاف الحمق، وحسن التأني في الأمور، واستنباط ما هو أنفع، وحسن الفهم والأدب، والجماعة، والكيس المخيط من الخرق، والغدر ... وهذه المعاني جليلة إلا الغدر. لذا فالــ " السياسة " العربية تنأى بنفسها على أن تكون فطنة للمصلحة العامة التي يرقى بها المجتمع العربي بطلب سبل الرقي بالعلم والمعرفة وتأهيل المواطن علميا وتقنيا وفكريا وثقافيا للمساهمة في مجالات الحياة العامة قبل الخاصة، ويعطي لمجتمعه ما يعلي من شأنه في مختلف المجالات. وهي " سياسة لا تملك العقل حمقاء لأنها تذهب إلى عدم وزن الأمور بميزان المنفعة العامة والعائد النفعي على المجتمع، فهي تذهب في ظل حمقها وفقدان عقلها إلى التمتع بملذات الحياة الدنيوية بكليتها فتشتري ما طاب لها من المقتنيات والمشتريات من كل الأنواع وبمختلف مادتها وأشكالها وأحجامها دون اعتبار فقر شعوبها وأزمة مواطنيها. فهي مترفة تعيش حياتها الخاصة بالطول والعرض ولا يهمها من الشعب غير نهب الثروة وتكديس الأموال وكنز الذهب. فلا أحسب من استنباط الأنفع للشعوب تركها متخلفة تعيش الأزمات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والعلمية والصناعية، وتغرق في الأمية بأنواعها المختلفة، وتندب حظها بين الأمم الراقية ... ولا أجد مرحاض الــ " سياسي " المذهب في قصره من الفهم الواعي والأدب التي تتطلبه سياسة أمة ضائعة تائهة في التاريخ البشري، لا تعرف المنطلق ولا المصير ولا الهدف! فالترف يليق بالمتقدمين والمتحضرين والعقلانيين الواعين؛ وأما المبذرون فيليق بهم دنيويا الحجر عليهم وأخرويا فجدير بهم الدرك الأسفل من جهنم لأنهم يبذرون طاقات الأمة ويهلكونها وينهكونها. وهم بذلك يغدرون الأمة بـ "سياستهم " الخرقاء التي تبكي وتضحك في نفس الوقت! حيث لا يستوعب تدبيرها العقل الإنساني السوي بالمطلق. فكيف لعقل سوي سليم كيس أن يذهب إلى اقتناء الخيل والبغال والحمير والبعير والطيور والأسود ... بالأموال الطائلة، وهو يعيش وشعبه تخلفا عقليا وحضاريا وعلميا واقتصاديا وفكريا وثقافيا واجتماعيا وصناعيا وتكنولوجيا ومعلوماتيا؟! أليس الأليق صرف تلك الأموال على تنمية البلاد والعباد؟ وتوطين الشعوب في عالم المتقدمين والمتحضرين؟ أليس عنده من أولويات؟ ... ـ أهي حياسة أم كياسة؟ يفيد واقع الــ " سياسة " العربية بما تضمن من وقائع مادية ملموسة ومحسوسة، ونتائج مدرجة على دفاتر الواقع المعيش لشعوبها وبلدانها أنها ـ أي الــ " سياسة " العربية ـ حياسة، يجب إعادة النظر فيها بترشيح شوائبها بأدوات التصفية ومواد الترشيح حتى نخلص إلى "سياسة" عربية كيسة تعقل وتستنتج الأنفع والأفضل، وتعمل على رقي وتنمية وبناء تقدم شعوبها وبلدانها، وإلا؛ فسنبقى راكبي نافورة ماء جف نهرها تديرنا على محورها 24 ساعة/24 ساعة كل أسبوع، أو نصير إلى تحريك محورها نيابة عما أدارها البارحة ...! ونطق في العالمين: شكوت العرب لرب الدين.

	ملحق المراجع [1] عبد الرحمن الكواكبي، طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد، تق.: د. محمد لطفي اليوسفي، كتاب الدوحة، وزارة الثقافة والفنون والتراث، الدوحة، قطر، 2011، ط1، ص:67. [2] عبد الرحمن بن محمد بن خلدون، مقدمة ابن خلدون، تح.: ذ. درويش الجويدي، المكتبة العصرية، صيدا/بيروت، لبنان، 1420/2000، ط2، ص.:263. [3] الفيروزآبادي، القاموس المحيط، دار الجيل، بيروت، لبنان، ج.:2، ص.:217. [4] انظر في شأن هذه المادة المعجمية:ـ الفيروزآبادي، القاموس المحيط، دار الجيل، بيروت، لبنان، ج.:2، ص.:257. ـ المنجد في اللغة والأعلام، دار المشرق، بيروت، لبنان، ط 29، ص.:705.

الموضوع الأصلي: السياسة في بلاد العرب |~| الكاتب: تاج السعد |~| المصدر: منتديات بحر الامل

بحر الامل

بحر الامل

العاب ، برامج ، سيارات ، هاكات ، استايلات , مسابقات ، فعاليات ، قصص ، مدونات ، نكت , مدونات , تصميم , شيلات , شعر , قصص , حكايات , صور , خواطر , سياحه , لغات , طبيعة , مفاتيح , ستايلات , صيانه , تهيئة , قواعد , سيرفرات , استضافه , مناضر, جوالات

حلوة الحب معجب بهذا

تاج السعد

يسلموووو على رقي الطرح واختياره
ابداع لايضاهى بالطرح
سلمت يمناك وعساك على القوه
طرح بقمة الرووعه
دمت بسعاده ورضى الرحمن
ودي وشذى الورد

طررح يفوق آلجمآل والتميز
كعآدتك إبدآع في صفحآتك
-يعطيك آلعآفيـه يَ رب
وبِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض
لقلبك السعآده والفـرح

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اكتفاء    طررح يفوق آلجمآل والتميز كعآدتك إبدآع في صفحآتك -يعطيك آلعآفيـه يَ رب وبِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض لقلبك السعآده والفـرح

وفي بصمة اكتفاء لذة احساس بحضور

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صقر    تاج السعد يسلموووو على رقي الطرح واختياره ابداع لايضاهى بالطرح سلمت يمناك وعساك على القوه طرح بقمة الرووعه دمت بسعاده ورضى الرحمن ودي وشذى الورد

بصمة سعادة مني اليك
وانت عني حضور لايغيب
ودي

سلمت الايادي على الانتقاء الراقي
الف شكر لك على جهودك المميزه
يعطيك العافيه لاخلا ولا عدم يارب
تقديري لسموك

بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز
وفي انتظار جديدك الأروع والمميز
لك مني أجمل التحيات
وكل التوفيق لك يا رب

أضمومة ورد
ورد قلب وهيام
ودي

طرح رائع كروعة حضورك
اشكر ك علي روعة ماقدمت واخترت
من مواضيع رائعه وهامة ومفيدة
عظيم الأمتنان لكَ ولهذا الطرح الجميل والرائع
لاحرمنا ربي باقي اطروحاتك الجميلة
ودي وعبق وردي

طرح رائع كروعة حضورك
اشكر ك علي روعة ماقدمت واخترت
من مواضيع رائعه وهامة ومفيدة
عظيم الأمتنان لكَ ولهذا الطرح الجميل والرائع
لاحرمنا ربي باقي اطروحاتك الجميلة
ودي وعبق وردي

[

اطلالة انارة بود
تحياتي