♥ ☆ ♥ فعاليات بحر الامل ♥ ☆ ♥
|
|||||
♥ ☆ ♥اعلانات بحر الامل ♥ ☆ ♥
|
|
۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩ قَسَمَ يَهَتَمَ بَاَلَقَرَآنَ وًّاَلَتَفَسَيَرَ وًّاَلَقَرَاَءاَتَ .. |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||
الواضح في التفسير الحلقة السادسة
الواضح في التفسير
الحلقة السادسة أ. محمد خير رمضان يوسف سورة البقرة ( الآيات 174 - 195 ) ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللهُ مِنَ الكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 174]. 174 - إنَّ الذينَ يَكتمُونَ ما أنزلَ اللهُ في الكتُبِ مِنْ صِفَةِ محمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وخاصَّة اليهود، حتَّى لا تَذهبَ وجاهتُهمْ ورئاستُهمْ أمامَ العرب، وكانوا يتلقَّونَ منهمُ التُّحَفَ والهَدايا تعظيماً لشأنِهمْ وعلمِهم، كما يأكلونَ الرِّشا مُقابلَ تَحليلٍ أو تَحريم، فخَشُوا إنْ همْ أظهَروا أوصافَهُ - صلى الله عليه وسلم - أنْ يتَّبعَهُ الناسُ ويَتركوهم، فكتَموا ذلك، إبقاءً على ما كانَ يَحصلُ لهمْ مِنْ ثَمنٍ قليلٍ مُقابلَ أمرٍ عَظيم، فباعُوا دينَهم مُقابلَ نَزْرٍ يَسيرٍ منَ المال، فكانوا منَ الخاسرين. وسوفَ يأكلونَ ناراً تتأجَّجُ في بُطونِهمْ يومَ القيامة، جزاءَ ما كانوا يأكلونَهُ مقابلَ كِتْمانِ الحقّ. ولا يكلِّمُهمُ اللهُ غَضباً عليهم. ولا يُثنِي عليهمْ خَيراً، بلْ يُعَذِّبُهمْ عَذاباً مؤلماً شَديداً. ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالهُدَى وَالعَذَابَ بِالمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ ﴾ [البقرة: 175]. 175 - لقدِ اشترَوا الباطِلَ بالحقّ، وباعُوا الهُدَى بالضَّلال، عندما كتَموا البِشارةَ برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يتَّبِعوه، ورَضُوا بالكفرِ والتَّكذيبِ والكِتْمان. لقدْ باعوا - إذنْ - المغفرةَ واشتَرَوا العذاب. فما أعجبَ حالَهم! وما أحرصَهم على التهالُكِ على دخولِ النارِ والصبرِ عليها، عندما تَعاطَوا أسبابَ ذلك، وتنافَسوا فيه، قَصداً واختِياراً! ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ نَزَّلَ الكِتَابَ بِالحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ﴾ [البقرة: 176]. 176 - وقدِ استَحقُّوا كلَّ هذا العَذاب؛ لأنَّ اللهَ لم يُنـزِلْ كُتبَهُ على الأنبياءِ عبَثاً، ولم يأخذِ المواثيقَ منَ الأممِ بدونِ حساب، بلْ إنَّ كلَّ ذلكَ حقٌّ والتزامٌ ومَسؤولية، فمنْ أبَى وخان، وجحدَ وكتم، استحقَّ العذابَ والنَّكال. وهؤلاءِ الذينَ اختلَفوا في الكتاب، فآمنوا ببَعضهِ وكفروا ببَعضهِ الآخَر، وأوَّلوا منهُ أشياء، ثمَّ وصَفوا القُرآنَ بأوصافٍ باطِلة، همْ في اختلافٍ شديدٍ وبُعدٍ عنِ الحقِّ والصَّواب، مستوجِبٍ لأشدِّ العذاب. ﴿ لَيْسَ البِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ وَلَكِنَّ البِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآَخِرِ وَالمَلَائِكَةِ وَالكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى المَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي القُرْبَى وَاليَتَامَى وَالمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي البَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ البَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ المُتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 177]. 177 - عندما أمرَ اللهُ المسلِمينَ أوَّلاً بالتوجُّهِ إلى بيتِ المَقدِس، ثمَّ أمرَهمْ بالتحوُّلِ إلى الكعبة، شقَّ ذلكَ على طائفةٍ منْ أهلِ الكتابِ وبعضِ المسلمين، فبيَّنَ في هذه الآيةِ العظيمةِ أنَّ المهمَّ في هذا هوَ التسليمُ والطاعةُ والامتثالُ لأمرِ الله. فليستِ الغايةُ منَ التوجُّهِ إلى المشرقِ والمغربِ هوَ الجهةُ بعينِها، ولا القيامُ بحركاتٍ ظاهرةٍ نحوَها، فلا تَكمُنُ الخيريَّةُ في هذهِ الأمورِ مجرَّدةً عنِ الدافعِ منْ ورائها وطاعةِ الآمرِ بها، فجِماعُ الخيرِ هوَ في العَقيدةِ الصَّحيحَة، والطاعةِ لله، والتسليمِ بأمرِه، الذي يُعطي القيمةَ والقَبولَ لتلكَ الأعمال، الإيمانُ بهِ عزَّ وجلَّ أوَّلاً إيماناً عميقاً، وباليومِ الآخِرِ وما فيهِ منْ جَزاءٍ وحِساب، ونَعيمٍ وعَذاب، وبالملائكةِ جُندهِ ورسلهِ بينَهُ وبينَ عباده، وبالكتابِ الحقِّ المُنـزَلِ منْ عندِ اللهِ على رسولهِ لهدايةِ عبادِه، آخِرُها القُرآن، الذي نسخَ كلَّ ما قبلَهُ منَ الكتُب. وبأنبياءِ اللهِ كلِّهم، حتَّى خاتمِهم محمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم -، منْ غيرِ تَفرقةٍ بينهمْ كما فعلَ أهلُ الكتاب. والمؤمِنُ الصادقُ أيضاً هوَ مَنْ أنفقَ مِنْ مالِهِ وهوَ محبٌّ لهُ راغِبٌ فيه، فأعطاهُ لأهلهِ وأقربائه، ولليتامَى الذينَ فَقدوا آباءَهمْ وكانوا صِغاراً ضُعَفاء، والمساكينِ الذينَ لا يَجدونَ ما يَكفيهم، وابنِ السبيلِ الذي نَفِدَتْ نفقتُهُ وهوَ بعيدٌ عنْ وطنه، والسائلينَ الذينَ ألجأتهمُ الحاجةُ والضرورةُ إلى السؤال، وفي الرِّقاب: العبيدِ الذينَ يُريدونَ أن يُصبِحوا أحرَاراً ولا يجدونَ المبلغَ الكافيَ لإعطائهِ أسيادَهمْ منْ أجلِ ذلك. ثمَّ حافظَ على عباداتِه، فأقامَ الصلاةَ المفروضةَ بشروطِها وأركانِها، وأدَّى زكاةَ مالِه. وأنْ يكونَ منَ الأوفياءِ بعهودِهمْ إذا عاهدوا، فلا يَخونُ ولا يَغْدِرُ كالمنافقينَ ومَنْ حَذا حَذْوَهم. ومنَ الصابرينَ إذا أصابَهُ مَكروه، كفَقرٍ أو مَرض. وكذلكَ في حالِ القِتالِ ولقاءِ العدوّ. فهؤلاءِ الذينَ اتَّصفوا بهذهِ الصفاتِ، همُ الذينَ صدَقوا ربَّهمْ في إيمانِهم، فاتَّبعوا الحقّ، وتحرَّوا البِرّ، وأحرَزوا الخير، وابتَعدوا عنِ المحارمِ والموبِقاتِ وسائرِ الرذائل، وفعلوا الطاعاتِ المطلوبةَ منهم؛ امتثالاً لأمرِ اللهِ وخَشيةً منه. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ القِصَاصُ فِي القَتْلَى الحُرُّ بِالحُرِّ وَالعَبْدُ بِالعَبْدِ وَالأُنْثَى بِالأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 178]. 178 - أيُّها المؤمِنون، لقدْ فُرِضَتْ عليكمُ المُماثلةُ والمساواةُ في أمرِ القَتلِ عَمداً، بأنْ يُقتَلَ القاتلُ بالصِّفةِ التي قُتِل بها المقْتول، وأنْ يُقتَلَ الحُرُّ بالحُرِّ، كما يُقْتَلُ العَبدُ بالعَبد، وتُقتَلُ الأنثَى بالأنثَى؛ إقامةً للعدلِ بينَ الناس. وكانتْ أحياءٌ في الجاهليةِ إذا قُتِلتْ منهمُ امرأةُ لم يرضَوا إلا بقتلِ رجلٍ منْ طرفِ القاتِل، وإذا قُتِلَ منهمْ عبدٌ طَلبوا قتلَ حُرّ، وإذا قُتِلَ منهمْ وَضيعٌ طَلبوا قتلَ شَريف؛ تعالياً وتمُعُّناً في الانتِقام. فبيَّنتْ هذهِ الآيةُ الكريمةُ حكمَ النوعِ إذا قُتِلَ نوعُه، كالأنثَى بالأنثَى، ولم تتعرَّضْ لأحدِ النوعينِ إذا قُتِلَ الآخَر، وهذا ما بيَّنتْهُ السنَّةُ منْ بعد، كأنْ يُقْتَلُ الذكَرُ بالأنثَى أيضاً؛ لاعتبارِ المماثلةِ في الدِّين، ولا يُقتَلُ مسلمٌ بكافر، ولا حرٌّ بعَبد. فإذا عفا أهلُ القتيل، بأنْ طَلبوا بدلَ الدَّمِ دِيَةً، وهوَ مِقدارٌ منَ المالِ يؤدَّى إليهم، فليُكنْ ذلكَ مُطالبةً جَميلةً ومَعقُولة، وليؤدِّ القاتلُ الدِّيَةَ بإحسانٍ وإكرام، دونَ بَخْسٍ ولا مُماطَلة. وتشريعُ الدِّيَةِ رحمةٌ منَ اللهِ لهذهِ الأمَّة، وكانَ التشريعُ في الدياناتِ السابقةِ العفوَ أو العقوبة، ولم تكنْ هناكَ دِيَة. وإذا حدثَ أنْ قُتِلَ القاتلُ بعدَ أخذِ الدِّيَةِ أو قبولِها، فلفاعلهِ عذابٌ منَ اللهِ مؤلمٌ شَديد. ﴿ وَلَكُمْ فِي القِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 179] 179 - والقَتلُ أوفَى للقَتل، وأوقَفُ لسفكِ الدماء، فإنَّهُ إذا قُتِلَ القاتلُ سكنتِ الفِتنة، وإلا زادتْ وسقطَ أكثرُ مِنْ قتيل، معَ استحكامِ العداوةِ والبَغضاءِ بينَ الفريقين، وربَّما الأهلِ والأرحام. ففي قتلِ القاتلِ حياة، ولو بدا في صورتهِ قَتلاً، لأنَّهُ حُكمٌ عَدْلٌ باستيفاءِ حقٍّ مِنْ سفكِ دمٍ بَريء؛ هذا لمنْ تدبَّرَ وكانَ منَ العقلاء، وإنَّما شُرِعَ القِصاصُ لتَبتَعِدوا منَ القَتل، فلا تَقتُلوا حتَّى لا تُقتَلوا. ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ المَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ بِالمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى المُتَّقِينَ ﴾ [البقرة: 180]. 180 - فُرِضَ عليكمْ إذا اقتربَ أجَلُ أحدِكمْ إنْ تركَ مالاً أنْ يوصيَ منهُ لوالديهِ وأقربائهِ بالعَدل، حقًّا مؤكَّداً على المؤمنين. وكان هذا في ابتداءِ الإسلام، حيثُ كانتِ الوصيَّةُ فَريضةً للوالدَينِ والأقرَبين، ثمَّ نُسِخَتْ بآيةِ الميراث، وصارَ كلٌّ يأخذُ حقَّهُ بأمرٍ مُوجبٍ منَ اللهِ ورسولِه، ولم يَعُدِ الورثةُ بحاجةٍ إلى وصيَّة، بلْ لا تَجوزُ لهم، ومنهمُ الوالدان، للحديثِ الصحيح: "لا وصيَّةَ لوارِث". ويبقَى حقُّ الأقرَبين، فإنَّهُ تُستَحبُّ الوصيَّةُ لهمْ منَ الثلثِ المسمُوحِ بهِ للموصي، استئناساً بآيةِ الوصيَّةِ وشُمولِها، وللآياتِ والأحاديثِ الواردةِ بالأمرِ ببرِّ الأقاربِ والإحسانِ إليهم. ﴿ فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 181]. 181 - فمَنْ غيَّرَ الوصيَّةَ وحرَّفها، بزيادةٍ أو نَقص، أو كِتْمان، عنِ الأوصياء، أو الأولياء، أو الشهود، بعدَما سمعَ قولَ الموصِي أو وصلَ إليه وتحقَّقَ لديه، فإنَّ إثمَ التغييرِ والتبديلِ على مَنْ فعلَ ذلكَ وخانَ الأمانة، ولا شَيءَ على الموصِي. وإنَّ اللهَ سميعٌ لِما قالَ الموصِي، عليمٌ بتحريفِ المبدِّلِ وخيانتِه، ويَنتَظِرُهُ عِقابٌ شَديد. ﴿ فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة: 182]. 182 - فمَنْ عَلِمَ أنَّ الموصِيَ قدْ أخطأ ومالَ عنِ الحقّ، وخرجَ عنِ الحدودِ المأمورِ بها وظَلم، كأنْ يوصيَ لابنِ البنتِ ليَزيدَ مِنْ نَصيبِها في الميراث، أو نحوِ ذلكَ منَ الوسائل، فللوصيِّ أنْ يُصلِحَ الوصيَّةَ على الوجهِ الشرعيّ، ولا حرجَ عليهِ في ذلك، وليسَ هوَ منَ التبديلِ والتحريف، بلْ هو طَلَبٌ لوجهِ الحقّ، وتَوفيقٌ بينَ مقصودِ الموصي والأمرِ الشرعيّ. ولهذا المُصلحِ مَغفرةٌ ورَحمة، لأنَّهُ أرادَ الحقَّ والعَدل. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]. 183 - أيُّها المؤمنون، لقد فُرِضَ عليكمُ الصيامُ كما فُرِضَ على الذينَ مِنْ قَبلِكم منْ أهلِ الكتاب؛ ليكونَ ذلكَ عوناً لكمْ على طاعةِ اللهِ وخَشيتِهِ والبُعدِ عنْ مَناهيه، فإنَّ الصومَ فيهِ تَربيةٌ وتَزكية، وتَعليمٌ على الطاعةِ والامتثال. ﴿ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 184]. 184 - وهوَ أيامٌ مَعدودات. وكانَ ذلكَ في ابتداءِ الإسلام، يَصومونَ منَ كلِّ شهرٍ ثلاثةَ أيَّام، ثمَّ نُسِخَ بصومِ شهرِ رمضان، كما يأتي في الآيةِ التالية. أو أنَّ المقصودَ بالمعدوداتِ الشهر، ويكونُ التقليلُ تسهيلاً على المكلَّفين، فهيَ قليلةٌ بالنسبةِ لأيامِ السنة. فمنْ كانَ مريضاً مرضاً يَضرُّهُ الصوم، أو يَعْسُرُ مَعه، أو كانَ مُسافراً سَفراً تُقْصَرُ بهِ الصَّلاة، فلا بأسَ عليهِ أن يُفطِر، على أنْ يَقضيَ ما فاتَهُ منْ ذلكَ بعدُ. أمّا الذينَ يَصومونَهُ ولكنْ بمشقَّةٍ بالغة، كالشيخِ الكبير، والمريضِ الذي لا يُرجَى بَرْؤه، فيُعطِي بدلَ صيامِ كلِّ يومٍ طعامَ مِسكين، وهوَ قَدْرُ ما يأكلهُ في يَومِه. فمنْ زادَ على ذلكَ فهوَ أفضَل. والصومُ خيرٌ لمنْ أُبيحَ لهُ الإفطارُ إذا لم يَجِدْ في ذلكَ مشقَّة. وإذا تبيَّنتُمْ هذا وكنتُمْ مِنْ أهلِ العلمِ والتدبُّر، علمتُمْ أنَّ الصومَ خيرٌ منْ ذلك. وهناكَ تفسيرٌ آخرُ للآية، وهوَ قولُ الجمهور، فقدْ كانَ المسلِمونَ في أوَّلِ الأمرِ مخيَّرينَ بينَ صيامِ عدَّةِ أيّام، أو إطعامِ مَساكين، فيكونُ مَعناها: وعلى الذينَ يَستطيعونَ الصِّيام، إذا أُفطِروا، فِدية. ثمَّ نُسِختْ، وصارتِ الفِديةُ للعاجزِ إذا أُفطِر. ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ القُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الهُدَى وَالفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185]. 185 - شَهرُ رمَضان، الذي أَنزَلَ اللهُ فيهِ القُرآنَ العظيم، في لَيلةِ القَدْرِ منه، هادياً للنَّاسِ منَ الضَّلالةِ إلى الإيمان، فيهِ آياتٌ واضِحاتٌ تَهدي إلى الحقِّ مِنَ الحدودِ والأحكام، لمنْ تدبَّرَها وآمنَ بها حقَّ الإيمان. وبها يُفَرَّقُ بينَ الحقِّ والباطل، والحلالِ والحرام. ولهذا اختارَهُ اللهُ ليَكونَ شهرَ الصَّومِ للمُسلمين، فمَنْ حضَرهُ وكانَ مُقيماً سالماً وجبَ عليهِ صيامُهُ كلِّه. أمّا مَنْ كانَ بهِ مرضٌ يَشُقُّ عليهِ الصيامُ مَعه، أو يُؤذِيه، أو كانَ في حالِ سفرٍ لمسافةٍ تَقْصُرُ به الصلاة، فلهُ أنْ يُفْطِر، لكنْ عليهِ أنْ يَقضيَ هذهِ الأيامَ إذا تعافَى، أو أقام، في الأشهرِ التاليةِ منه. وإنَّما رَخَّصَ اللهُ لكمُ الفِطْرَ في حالاتٍ تيسيراً عليكم، ورحمةً ورأفةً بِكم. وإنَّما أمرَكمْ بقضاءِ ما فات، لتُكْمِلوا عددَ أيامِ الشَّهرِ المفروضِ عليكمْ صَومُه. ولتَذكروا اللهَ وتُعظِّموهُ وتكبِّروهُ عندَ انقضاءِ الصوم، ليلةَ الفطرِ ويومَ العيد؛ شُكراً لهُ على ما هَداكمْ إلى هذهِ الطاعةِ العَظيمة، التي تَزيدُ مِنْ حسَناتِكم، وتُقَرِّبُكمْ مِنْ رحمةِ الله، ويُدخِلُكمْ بها الجنَّة. ولتَشكروهُ على هذهِ النِّعمةِ الجَليلة، وما يسَّرَهُ عليكمْ مِنَ الفِطْرِ فيهِ للضَّرورَة. ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186]. 186 - وإذا سألكَ الناسُ عنِّي أيُّها النبيّ، فإنِّي قَريب، سَميعٌ مُطَّلع، أُجيبُ دعوةَ مَنْ يَدعوني، فليَستَجيبوا لندائي إذا دَعوتُهم للإيمان، وليَمتَثِلوا أوامِري إذا شَرَعتُ لهمُ الأحكام، وليَثْبُتوا على الإيمان، وليُداوِموا على الطَّاعة، لعلَّهم بذلكَ يَهتدونَ ويَعملونَ الأعمالَ الصالحة. ﴿ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي المَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 187]. 187 - كانَ أمرُ الصومِ في شهرِ رمضانَ أوَّلاً يختلفُ شَيءٌ منهُ عمّا شُرِعَ مِنْ بعد، فكانَ مَسموحاً للصائمِ أنْ يأكلَ ويَشرَبَ ويَنكِحَ بعدَ الإفطارِ ما لم يَنَم، فإذا نامَ حَرُمَ عليهِ ذلك. وهذا التحريمُ يَنالُ الذي لم يُفْطِرْ أيضاً، فلو نامَ ولم يُفْطِرْ لم يَجُزْ لهُ الإفطارُ بعدُ. فشقَّ ذلكَ على الصحابةِ رضوانُ اللهِ عليهم، وأُغميَ على رَجلٍ منهم، كما وقعَ بعضُهمْ على نسائه، فنـزلتِ الآيةُ الكريمة، ففَرِحوا فرَحاً شَديداً، وفيها: لقدْ أحَلَّ اللهُ لكمُ الجِماعَ في ليلةِ الصيام، فأنتُمْ سَكَنٌ وسِترٌ لنِسائكم، تَلمَسوهنَّ وتُضاجِعوهنَّ ولا تَصبِرونَ عنهنَّ مع كثرةِ ملابَستِكمْ لهنّ. وهنَّ كذلك. وقدْ عَلِمَ اللهُ أنَّكمْ كنتُمْ تَخونونَ أنفُسَكمْ وتُعَرِّضونَها للعِقابِ بمواقعَتِهنَّ وقدْ نُهيتُمْ عنْ ذلك، فتابَ عليكمْ عندما تُبتُمْ منْ ذلكَ وعَفا عنكم، فلا بأسَ الآنَ منْ مباشرتِهنّ، واطلبوا ما قدَّرَهُ اللهُ لكمْ منَ الذرِّية. وكُلوا واشرَبوا في الليلِ حتَّى يتبيَّنَ لكمْ بَياضُ النَّهارِ مِنْ سَوادِ الليل، وهوَ الفَجر، ثمَّ أكمِلوا صومَكمْ مِنْ هذا الوقتِ حتَّى يَحِينَ المَغرِبُ مِنَ الليل. ولا تُجامِعوا نساءَكمْ وأنتُمْ مُقيمونَ في المساجدِ بنيَّةِ الاعتِكاف، إذا خَرجتُمْ منها إلى البيوتِ لحاجَة. وتلكَ الأحكامُ المذكورةُ في الصِّيامِ والاعتِكافِ حُدودٌ حَدَّها اللهُ فلا تَقرَبوها، فَضلاً مِنْ أنْ تَتجاوزوها.فلا تَقرَبوا الحدَّ الحاجزَ بينَ الحلالِ والحرامِ خشيةَ أنْ تَقعوا فيه. وهوَ مبالغةٌ في النهي عنْ تخطِّيه. وهكذا يبيِّنُ اللهُ الأحكامَ المشروعةَ للناسِ بوضوحٍ ليَهتدوا بها، ولئلاّ يُخالِفوا أوامرَهُ ونَواهيه. ﴿ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 188]. 188 - ولا يَأكُلْ بَعضُكمْ أموالَ بَعضٍ بدونِ حقّ، كأنْ يكونَ على الرجلِ دَيْنٌ ولا بيِّنةَ على ذلك، فيََجحَدُه، ويُخاصِمُ بهِ القضاةَ والحُكّام، وهوَ يَعرِفُ أنَّ الحقَّ عليه، وأنَّهُ آكِلُ حَرام. أو بأيِّ شكلٍ آخرَ يُوجِبُ إثماً، كشهادةِ الزُّور، واليَمينِ الفاجِرَة، والسرِقَة، والغَصْب، والقِمار، وأكلِ أموالِ اليَتامَى، وجَحْدِ الودائع. وإنَّ ارتكابَ المعاصي معَ العلمِ بها أعظمُ جُرْماً. ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالحَجِّ وَلَيْسَ البِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا البُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ البِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا البُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [البقرة: 189]. 189 - ويسألُكَ الناسُ -أيُّها الرسولُ الكريمُ- عنْ فائدةِ الأهلَّةِ والحِكمةِ منها، فقلْ لهم: لقدْ جعلَها اللهُ مواقيتَ للناس، يعرفونَ بَها أوقاتَ عباداتِهم، منَ الصيام، والزَّكاة، والحجّ، والكَفّارات، ويَعرِفونَ بها حُلولَ أجَلِ الدَّين، وعِدَّةَ النساء، وأوقاتَ الزراعة، وما إلى ذلك. وليسَ منَ الخيرِ أنْ تَدخُلوا البيوتَ منْ فُرَجٍ وأنقابٍ وتَتركوا الأبوابَ إذا كنتُمْ مُحْرِمين، ولكنَّ الخيرَ مَنْ خَشِيَ اللهَ وتركَ مخالفةَ أمرِه، فادخُلوا البيوتَ مِنْ أبوابِها كالعادةِ ولو كنتُمْ مُحْرِمين، وكونُوا على طاعةٍ واستِقامةٍ لتَفوزوا بالبِرِّ والهُدَى. وكانتِ الأنصارُ وقبائلُ منَ العربِ تَفعلُ ذلك، فنزلتِ الآيةُ الكريمة. ﴿ وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ المُعْتَدِينَ ﴾ [البقرة: 190]. 190 - وقاتِلوا في سبيلِ اللهِ وإعلاءِ دينِهِ الذينَ يُقاتِلونَكم منَ الكفّار، ولا تَعتَدوا في ذلك، كقتلِ النساءِ والصبيانِ والشيوخِ والرهبان، وكالتمثيلِ بالقتلَى، وكحرقِ الأشجارِ وقتلِ الحيواناتِ لغَيرِ مَصلحة، فإنَّ اللهَ لا يُحِبُّ المتجاوزينَ في حدودِ ما شُرِعَ لهم. ﴿ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ القَتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ المَسْجِدِ الحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 191]. 191 - وتطوَّرَ أمرُ الجهاد، فقالَ اللهُ ما معناه: واقتُلوا المشركينَ أينَما وجَدتُموهم، دِفاعاً وهُجوماً، وأخرِجُوهم منْ ديارِهم كما أخرجُوكمْ منْ ديارِكم، وما همْ عليهِ منَ الكفرِ والشِّركِ أعظمُ منَ القَتل، فقدْ كانوا يَفْتِنونَكمْ عنْ دينِكم، ويُعَذِّبونَكم، ويُصادِرونَ أموالَكم، ولا يَسمحونَ لكمْ بإقامةِ شعائرِ دينِكم، ويُقاتلونَكم ليُبيدُوكم، انطلاقاً منْ ملَّةِ الكفرِ التي همْ عليها. ولا تَبدَؤوهم بالقِتالِ عندَ المسجدِ الحرامِ حتَّى يَبدَؤوا همْ به، فإذا قاتلوكمْ فيهِ فلا تُبالوا بقِتالِهم، فإنَّ هذا جزاءُ الكافرينَ المُعتَدين، يُفْعَلُ بهمْ مثلَما فَعلوا. ﴿ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة: 192]. 192 - فإذا انتَهَوا عنِ القِتالِ والكُفر، فإنَّ اللهََ يَغفِرُ لهمْ ما سَلف، ويَرحمُهم، ولو أنَّهمْ قَتلوا المسلمينَ في حَرَمِ الله، فإنَّ اللهَ يتوبُ على مَنْ تابَ مهما تعاظَمَتْ ذنوبُه، ويَغفِرُها له. ﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ للهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 193]. 193 - وقاتِلوا الكافِرينَ حتَّى تَكسِروا شَوكتَهمْ ولا يَبقَى هناكَ شِرك، ويكونَ الدِّينُ خالِصاً لله، ظاهِراً على سائرِ الأديان، لا نَصيبَ للشيطانِ فيه، ولا أمرَ للكفّارِ عليه. فإذا انتَهَوا عنِ الشِّركِ وقتالِ المؤمنينَ فكُفُّوا عنهم، ولا تَعتَدوا عَليهم، فإنَّهُ لا عُقوبةَ إلا للظالم، وهؤلاءِ تابوا مِنْ ظُلمِهم. ﴿ الشَّهْرُ الحَرَامُ بِالشَّهْرِ الحَرَامِ وَالحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ المُتَّقِينَ ﴾ [البقرة: 194]. 194 - وإذا قاتلَكمُ المشرِكونَ في الأشهرِ الحُرُمِ -وهيَ رجبٌ وذو القَعْدةِ وذو الحِجَّةِ والمُحَرَّمُ - فقاتِلوهمْ فيها، فإنَّ كلَّ حُرْمَةٍ أو أمرٍ معظَّمٍ يُهْتَكُ مِنْ قِبَلِهمْ يُفْعَلُ بهمْ مثلُه، فقاتِلوهمْ جزاءَ اعتدائهمْ عَليكم، وأطيعُوا اللهََ في أمورِكمْ واتَّقُوه، فلا تُبادِروهمْ بالقِتالِ في الحَرَمِ أو الأشهرِ الحرُم، ولا تَعتَدوا إذا انتَصرتُم، فإنَّ اللهََ معَ الذينَ يَمتَثلونَ أوامرَهُ بالنصرِ والتأييدِ والتمكين. ﴿ وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [البقرة: 195]. 195 - قالَ بعضُ الأنصارِ لبعضِهمْ سِرًّا: إنَّ أموالَنا قدْ ضاعت، وإنَّ اللهَ قدْ أعزَّ الإسلام، وكَثُرَ ناصِروه، فلو أنّا أقَمنا في أموالِنا فأصلَحْنا ما ضاعَ منها. فأنزلَ اللهُ هذهِ الآيةَ فيهم. قالَ أبو أيُّوبٍ الأنصاريُّ رَضيَ اللهُ عنه، كما في الحديثِ الصحيح: فكانتِ التهلُكَةُ: الإقامةَ على الأموالِ وإصلاحِها، وتَرْكَنا الغَزوَ. وفي الآيةِ توجيهٌ عامٌّ وأمرٌ للمسلمينَ بما هوَ مَطلوبٌ منهم: أنفِقوا مِنْ أموالِكم في الجهادِ وسُبلِ الخَير، وإنَّ تَرْكَ ذلكَ خَسارةٌ وهلاك، فأحسِنوا أعمالَكمْ وأخلاقَكم، وأنفِقوا على الجهادِ وأهلِ الحاجة، فإنَّ اللهَ يُريدُ الخيرَ بالمحسنين. الموضوع الأصلي: الواضح في التفسير الحلقة السادسة |~| الكاتب: نزف القلم |~| المصدر: منتديات بحر الامل
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
2020-04-09, 12:42 PM | #2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|