بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على
رسول الله وآله وصحبه أجمعين وبعد
- قال سبحانه وتعالى : ﴿
وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ ﴾ .
وقال سبحانه: ﴿
مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ .
في الصحيح أن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (
كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان ، حين يلقاه جبريل ، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن ، فلرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة ) متفق عليه.
- إن الصيام يدعو إلى إطعام الجائع واعطاء المسكين وإتحاف الفقير.
- وشهر رمضان موسم للمتصدقين وفرصة سانحة للباذلين والمعطين:
الله أعــطــاك فــابــذل مـــن عـطـيـته
فــالـمـال عــاريــة والــعـمـر رحـــال
الــمـال كـالـمـاء إن تـحـبـس سـواقـيه
يأسن وإن يجر منه يعذب منه سلسال
- ما أجمل البذل وما أحسن الصدقة وما أجمل العطاء.
- صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : (
إن لله ملكين يناديان في كل صباح أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا ، ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا ) رواه مسلم.
- كلما أنفق العبد أخلف الله عليه ببسطة في الجسم وراحة في البال وسعة في الرزق.
صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: (
الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ) رواه أحمد والترمذي. والخطايا لها حرارة في القلوب واشتعال في النفوس ، ونار موقدة في الحياة ، ولا يطفئ هذه الحرارة والاشتعال إلا الصدقة.
- الصدقة باردة على القلب طيبة على الروح ، تحتُ الخطايا حتا.
- صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: (
إن الصدقة لتطفئ عن أهلها حر القبور ، وإنما يستظل المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته ) السلسلة الصحيحة.
- عجيب جد عجيب للصدقة ، ظل وارف ولها أوفياء يتظلل في ظلها العباد يوم القيامة ، وكل بحسب ظله الذي أنتجته صدقته في الدنيا.
- كان عثمان بن عفان رضي الله عنه صاحب مال وعنده ثراء في مرضاة ربه تبارك وتعالى ، جهز جيش تبوك وشرى بئر رومة للمسلمين ، وتصدق وأعطى ولسوف يرضى.
- وكان عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه غنيا موسرا ، فتصدق مرة واحدة بحمل سبعمائة جمل على فقراء المدينة ليكافئه الله على ما فعل.
* في الناس صائم لا يجد كسرة خبز ولا مذقة لبن ولا حفنة تمر .
* في الناس صائم لا يجد بيتا يؤويه ، ولا مركبا يحمله ولا صاحبا يواسيه .
* في الناس صائم لا يجد ما يفطر به أو يتسحر عليه .
- وقد صح عنه صلى الله عليه
وآله وسلم أنه قال: (
من فطر صائما كان له مثل أجره دون أن ينقص من أجر الصائم شيئا ) رواه الترمذي.
- الصالحون يزيد كرمهم في رمضان ، فيبذلون ويعطون وينفقون .
- كان كثير من الأخيار يتكفل بإفطار جماعات من الفقراء والمساكين طلبا للأجر العظيم والثواب الجزيل من الله تعالى .
- كانت مساجد السلف تمتلئ بالطعام المقدم للفقراء فلا تجد جائعا ولا محتاجا .
- والعجيب أن كل ما ينفقه العبد في أكله وشربه ولباسه ، فانه
زائل لا محالة إلا ما ينفقه في مرضات الله عز وجل .
- يقول عز من قائل : ﴿
إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ ﴾ التغابن:17.
- أيها الصائم إنك ببذلك وعطائك تقرض ربك ليوم فقرك
وحاجتك وضرورتك يوم الفقر والمسكنة ، يوم التغابن .
- أيها الصائم شربة ماء ومذقة لبن وحفنة تمر وقليل من الطعام
والمال واللباس والفاكهة تسديها إلى محتاج هي طريقك إلى الجنة .
- أيها الصائم تالله لا يحفظ المال مثل الصدقة ، ولا يزكي المال مثل الزكاة .
* مات كثير من الأثرياء من الأموال والكنوز والدور والقصور ما الله به عليم ، فأصبح كل ذلك حسرة عليهم ، وندامة وأسفا ، لأنهم ما جعلوه في مصارفه .
- وغدا يظهر لك الربح من الخسران والله المستعان .
وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .