الله يحييك ببحر الامل هـنـا

♥ ☆ ♥ فعاليات بحر الامل ♥ ☆ ♥
فعاليات طابور التميز في بحر الأمل حياكم
عدد  مرات الظهور : 64,730,455 فعالية أفضل مشارك
عدد  مرات الظهور : 64,730,472 اطرح 20موضوع واكسب مع بحر الامل 3000 م +300ت - منتديات بحر الامل
عدد  مرات الظهور : 64,730,517 اطلب تصميمك ۩{ بحر ريشة مبدع لطلبات الأعضاء الحصرية}۩
عدد  مرات الظهور : 64,730,405 تعالوا عرفونا على انفسكم - منتديات بحر الامل
عدد  مرات الظهور : 64,730,343
♥ ☆ ♥اعلانات بحر الامل ♥ ☆ ♥
مركز تحميل بحر الامل
عدد  مرات الظهور : 88,113,574

 
العودة   منتديات بحر الامل > ~":: بحر الامل الاسلامي ::"~ > ۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩
 

الملاحظات

۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩ قَسَمَ يَهَتَمَ بَاَلَقَرَآنَ وًّاَلَتَفَسَيَرَ وًّاَلَقَرَاَءاَتَ ..

إنشاء موضوع جديد إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 2020-04-17, 11:25 PM
نزف القلم غير متواجد حالياً
Saudi Arabia    
اوسمتي
الالفيه الخامسه والخمسين وسام عضو سحري يوم الوطني وسام المعايده وسام شكر وتقدير وسام قلم مبدع 
 عضويتي » 30
 جيت فيذا » 14-08-2018
 آخر حضور » 2022-04-01 (11:35 PM)
آبدآعاتي » 55,848
الاعجابات المتلقاة » 11590
الاعجابات المُرسلة » 3978
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond repute
مشروبك  » مشروبك   7up
قناتك   » قناتك abudhabi
ناديك  » اشجع ithad
مَزآجِي  »
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي الواضح في التفسير الحلقة الحادية والعشرون



الواضح في التفسير
(الحلقة الحادية والعشرون)
أ. محمد خير رمضان يوسف
الجزء السادس
سورة المائدة
(الآيات 1 – 43)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ ﴾ [المائدة:1]
1- أيُّها المؤمِنون، أوفُوا بالعُهودِ الموجِبةِ عليكم، ممّا أحلَّ اللهُ وحرَّم، وما فَرَضَ وحَدَّ، وما تعامَلتُمْ بهِ معَ الناس.

وقدْ أحلَّ اللهُ لكمْ بَهيمةَ الأنعام، وهيَ الإبِل، والبقَر، والغنَم، إلا ما يُتلَى عليكمْ في القُرآن، في الآيةِ الثالثةِ منْ هذهِ السُّورة. ولا يَحِلُّ اصطيادُها ولا أكلُ لحمِها في حالِ الإحرامِ بالحجِّ أو العُمْرة.

واللهُ يَشْرَعُ ما يُريدُ منَ التَّحليلِ والتَّحريم، حَكيمٌ في جَميعِ ما يأمرُ بهِ ويَنهَى، فلا اعتراضَ عليه، ولا مُعَقِّبَ لحُكمِه.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللهِ وَلَا الشَّهْرَ الحَرَامَ وَلَا الهَدْيَ وَلَا القَلَائِدَ وَلَا آَمِّينَ البَيْتَ الحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ المَسْجِدِ الحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ ﴾ [المائدة:2]
2- أيُّها المؤمِنون، لا تَتهاونوا بما حرَّمَ اللهُ عليكمْ مِنْ أمورٍ تَخُصُّ مناسِكَ الحجِّ وعلاماتٍ يَعْرِفُ بها الحاجُّ أداءَ حجِّه، فلا تُحِلُّوا ما حرَّم اللهُ منها، ولا القِتالَ في الشَّهرِ الحرام، وهوَ ذو القَعدة، وذو الحِجَّة، والمحرَّم، ورَجَب. ولا تَتركوا إهداءَ النُّسكِ إلى بيتِ اللهِ الحرام، منْ بَعيرٍ وبَقرٍ وشِياه، ولا تَتركوا تقليدَها في أعناقِها، لتَتميَّزَ بهِ عنْ سائرِ الأنعام، ولتُعرَفَ ويتجنَّبها مَنْ أرادَها بسُوء.

ولا تَتعرَّضوا بسُوءٍ لمَنْ قَصَدَ البَيتَ الحرامَ (وكانَ بينهم مُشرِكون)، يُريدونَ بذلكَ الرِّزقَ والتِّجارة، أو التعبُّدَ لرضَى اللهِ –بزعمِهم-، فلا تَمنعوهمْ ولا تُخَوِّفوهم، فإنَّ مَنَ دخلَ البيتَ كانَ آمِناً.

ثمَّ نُسِخَ هذا بقولهِ تعالَى: ﴿ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا ﴾ [التوبة: 28]، وقولهِ: ﴿ فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ ﴾ [التوبة: 5].

فإذا تَحلَّلتُمْ منَ الإحرام، فقدْ أُبيحَ لكمُ الاصطياد.

ولا يَحملنَّكمْ عداوةُ وبُغْضُ قومٍ سبقَ أنْ مَنعوكمْ منَ البيتِ الحرامِ أنْ تَظلِموهمْ وتَعتَدوا عليهمْ بالقَتلِ وأخذِ الأموال.

ولْيُعِنْ بعضُكمْ بعضاً على فعلِ الخَيرات، وعلى الحِلْمِ والعَفو، وعلى الطَّاعةِ والخَشية، وفي التقوَى رضا الله، وفي البِرِّ بالناسِ رِضاهُم، وأجمِلْ بذلك إذا اجتَمعا في المرء.

ولا تَتعاوَنوا على الإثمِ والكفر، والظُّلمِ والمَعصية، والمُنكرِ والباطِل.

واتَّقوا اللهَ واخشَوْهُ في جميعِ أمورِكم، ومنها الأوامرُ والنواهي المذكورةُ سابقاً، فإنَّ عقابَهُ شديدٌ لمنْ خالفَهُ.


﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [المائدة: 3].
3- حَرَّمَ اللهُ عَليكمْ أكلَ الحيَوانِ الذي ماتَ حَتْفَ أنفِه، والدمَ المسفوحَ منه، ولحمَ الخِنـزير، وكلُّهُ نَجَس، وذُكِرَ اللحمُ لأنَّهُ مُعظَمُ المقصُود، وما رُفِعَ الصوتُ بهِ لغَيرِ اللهِ عندَ ذَبحِه، كقولِهمْ باسمِ اللاّتِ والعُزَّى، والذي يموتُ بالخَنق، والذي يُضرَبُ حتَّى يموت، والذي يَتردَّى مِنْ مكانٍ عالٍ فيَموت، والذي يموتُ بسبَبِ نَطحِ غيرهِ له، وما عدا عليهِ السَّبُعُ فأكلَ بعضَهُ فماتَ بسبَبِ ذلك، إلا ما أدركتُمْ ذَبحَهُ ممّا ذُكِرَ قبلَ أنْ يَموت، منَ المُنخَنِقةِ والموقُوذةِ والمُترَدِّيةِ والنَّطِيحةِ وما أكلَ السَّبُع.

ويَحْرُمُ ما ذُبِحَ منها على النُّصُب، وهي أحجارٌ كانتْ منصوبةً حولَ الكعبة، وكانتِ العربُ تَفعَلهُ في الجاهليَّة.

وحَرَّمَ عليكمُ الاستِقسامَ بالأزلام، وهوَ طلبُ القَسْمِ والحُكْمِ مِنْ قِداحٍ كانَ يُكتَبُ على واحدٍ منها "افعَلْ"، وعلى الثاني "لا تَفعَلْ"، ولا شَيءَ على الآخَر، فيأتَمِرُ بها الجاهليّ، فإنْ كانتِ الفارغةَ أعاد.

والقِدْحُ قِطعةُ خَشَبٍ تُسَوَّى، لا ريشَ لها ولا نَصْل.

فالتعاملُ بالأزلامِ ضَلالٌ وجَهالةٌ وشِرْك، وإذا تردَّدَ المؤمنُ في أمرٍ تعبَّدَ واستَخار.

وقدْ قَوِيَ دينُ الإسلامِ واكتَمل، فلا مَطمَعَ لمُشرِكٍ في أنْ تَعودوا إلى الشِّركِ بعدَ اليوم، فلا تَخافوا منْ مخالَفتِكمْ إيّاهم، ولا مِنْ أنْ يَظهروا عليكم، بلْ خافوا مِنْ عُقوبتي إذا خالفتُمْ ما أمرتُكمْ به، وتمسَّكوا بحَبليَ المتينِ لأجعلَكمْ فوقَهمْ في الدُّنيا والآخِرَة.

وفي يومِ عَرَفةَ مِنْ حِجَّةِ الوَداعِ نَزلتْ هذهِ السُّورةُ العَظيمة، ومنها هذهِ الآيةُ الكريمة. اليومَ أكمَلتُ لكمْ دينَ الإسلام، فلا تَحتاجونَ إلى دِينٍ ولا مَذهبٍ سِواه، ولا تَحتاجونَ إلى نبيٍّ بعدَ نبيِّكمْ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، فهوَ خاتمُ الأنبياء، ودينُكمْ آخِرُ الأديان، وناسخٌ لِما سبقَهُ منها، فلا يؤخَذُ حُكمٌ إلاّ منه.

والمقصودُ بالإكمال: إكمالُ الكُلِّيات، التي منها الأمرُ بالاستِنباطِ والقياس. وقدْ جمعَ القرآنُ جميعَ الأحكامِ جمعاً كلِّياً في الغالِب، وجُزئيًّا في المُهمّ.

وأتمَمْتُ عليكمْ نِعمتي بذلك، وأنجزتُ لكمْ وَعدي، في قولهِ سبُحانه: ﴿ وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ ﴾ [البقرة:150].

واختَرتُ لكمُ الإسلامَ -أيُّها المسلِمونَ- دونَ الأديان، ورَضِيتُهُ لكم، فأقبِلوا عليهِ وتَمسَّكوا به، فإنَّهُ الحقُّ مِنْ ربِّكم، وفيهِ سَعادتُكم، وعِزُّكمْ ونَصرُكم، وهوَ ذُخرُكمْ يومَ الدِّين.

ومَنْ ألجأتْهُ الضَّرورةُ إلى أكلِ شَيءٍ مِنْ تلكَ المحرَّمات، كمَجاعةٍ تُطوَى منها البُطون، ويُخافُ معها الموتُ أو مبادِئه، غيرَ مائلٍ إلى المَعصيَة، فلا يأكلْ منها زيادةً عنْ حاجتِه، فإنَّ اللهَ لا يُؤاخِذُهُ بأكلِه، بلْ يَغفِرُ لهُ ذلك، وهوَ رحيمٌ بهِ حيثُ أباحَ لهُ المحرَّم عندَ حاجتِهِ إليه.

﴿ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الحِسَابِ ﴾ [المائدة:4]
4- ويسألونَكَ عمّا أُحِلَّ لهم، فقلْ لهم: أحلَّ اللهُ لكمُ الطيِّبات، وهيَ ما لم تَسْتَخْبِثْهُ الطِّباعُ السَّليمةُ ولم تَنفِرْ عنه. وأحَلَّ لكمْ ما صادتْهُ الجوارِحُ المتعلِّمة، منَ السِّباعِ والطُّيور، كالكلابِ والصُّقور، معلِّمينَ إيّاها الصَّيد، فتُغرُونَها بذلك، وتُعَلِّمونَها آدابَ أخذهِ ممّا علَّمكمُ اللهُ مِنْ طُرُقِ التَّعليمِ والتأديب، فتَمضي إذا أُرْسِلَت، وتَقِفُ إذا مُنِعَت، وتعودُ إذا دُعِيَت، وتُمسِكُ الصيدَ لصاحبهِ لا لنَفسِها، فلا تأكلُ منهُ شَيئاً.

فكُلوا ما أمسَكتْهُ لكمْ مِنَ الصَّيد، ولا تأكلوا ممّا أكلَته، واذكروا اسمَ اللهِ عندَ إرسالِها إلى الصَّيد.

واتَّقوا اللهَ في شأنِ هذهِ المحرَّماتِ ولا تَقرَبوها، فهوَ يُؤاخِذُ بما جَلَّ ودَقّ، وهوَ سريعُ إتمامِ الحِسابِ إذا شَرَعَ فيه.

﴿ اليَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالمُحْصَنَاتُ مِنَ المُؤْمِنَاتِ وَالمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآَخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ ﴾ [المائدة:5]
5- وكما أكملَ اللهُ الدّينَ وأتمَّ النِّعمةَ فيه، فقدْ أكملَ النِّعمةَ فيما أحلَّ لكمْ منَ الطيِّباتِ في الدُّنيا، فذبائحُ أهلِ الكتابِ حَلالٌ لكم، كما يَحِلُّ لكمْ إطعامُ أهلِ الكتابِ مِنْ ذبائحِكم.

وأحَلَّ اللهٌ لكمُ الزواجَ مِنَ الحرائر، مِنَ المؤمناتِ وأهلِ الكتاب، إذا أعطيتُموهنَّ صَداقَهُنّ، تَبتَغونَ بذلكَ إحصانَ أنفسِكمْ بالزواجِ الشرعيّ، غيرَ قاصِدينَ الزِّنا، ولا اتِّخاذِهنَّ عَشيقات.

ومَنْ يَكفرْ بالله، الذي يَجِبُ الإيمانُ به، وبسائرِ شَرائعِ الإسلام، فقدَ هلكَ ما عَمِلَهُ في الحياةِ الدُّنيا وخَسِرَ ثوابَ ذلكَ كلِّه، فصارَ مِنْ أهلِ النار، فإنْ كانَ كافِراً فلا يُعتَدُّ بعملهِ أصلاً، وإنْ كانَ مُسلِماً فارتدَّ وماتَ على الكُفر، فقدْ حَبِطَ ما عَمِلَهُ مِنْ حَسَناتٍ وأعمالٍ صالحةٍ قبلَ ذلك، فكانَ منَ الهالِكين.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى المَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [المائدة:6]
6- أيُّها المؤمِنون، إذا أردتمُ الصَّلاةَ فتَوضَّؤوا قبلَ أنْ تُؤدُّوها، وهوَ أنْ تَغسِلوا وجوهَكم، وأيديَكم معَ المرافِق، وأنْ تَمسَحوا رؤوسَكمْ بالماء، وأنْ تَغسِلوا أرجلَكمْ معَ الكعبين.

وإذا كنتُمْ مُجنِبينَ فاغتَسِلوا. وإذا كنتُمْ مرضَى ويَضرُّكمُ استِعمالُ الماءِ معه، أو كنتُمْ مُسافِرين، أو جئتُمْ مِنَ الغائطِ (أي قَضاءِ الحاجَة)، أو لامستمُ النساءَ -على الخلافِ الواردِ بينَ المفسِّرينَ والفُقهاءِ، مِنْ معنَى الجِماعِ أو مسِّ البَشَرة- ولم تَجدوا ماءً تَتوضَّؤون به، فتَيمَّموا تُراباً طاهِراً، أو ما صَعَدَ منَ الأرضِ منْ رَمْلٍ وحَجَرٍ وغَيرِه، على أقوال، فامسَحوا وجوهَكمْ به، ثمَّ أيديكمْ إلى المرافِق. ولا يُريدُ اللهُ أنْ يَجعلَ عليكمْ بالوضوءِ والتيمُّمِ ضِيقاً وحَرَجاً، ولكنْ يُريدُ بذلكَ تَطهيرَ أجسامِكمْ ونفوسِكم، فإنَّ الوضوءَ وما يَنوبُ عنهُ تُكَفَّرُ بهِ الخَطايا، وليُكمِلَ اللهُ بذلكَ نِعمتَهُ عليكمْ فيما شَرَعَهُ لكمْ منَ التوسعةِ واليُسرِ والرَّحمَة، ولعلَّكمْ تَتفكَّرونَ بذلكَ وتَشكرونَ اللهَ على ما رخَّصَهُ لكمْ وسهَّله عليكم، بطاعتِكمْ إيّاه.

﴿ وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ [المائدة:7]
7– واذكروا أيُّها المسلِمونَ نِعمةَ اللهِ عليكم، وهوَ الإسلام، والعهدَ الذي أخذَهُ منكمْ بالسَّمعِ والطَّاعة، كما قال تعالى: ﴿ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ﴾ [البقرة: 285]، أو ما كانوا يُبايعونَ بهِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عندَ إسلامِهم، منَ السَّمعِ والطَّاعة، في المَنْشَطِ والمَكْرَه. فاتَّقوا اللهَ ولا تَنسَوا النِّعمةَ الكبيرةَ التي أسبَغها عليكم، وأوفُوا بعَهدِ اللهِ الذي عاهدتُمْ به، واللهُ عَليمٌ بخَفايا الصُّدور، وبالخواطرِ والأسرارِ التي تَختلجُ في الضَّمائر، فاخشَوا اللهَ وأطيعُوه.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ للهِ شُهَدَاءَ بِالقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [المائدة:8]
8- أيُّها المؤمِنون، قُوموا بالحقوقِ اللازمةِ عليكمْ عَدْلاً وصِدقاً، لا جَوراً وظُلماً، وبإخلاص، لا لرياءِ وسُمعة، ولا يَحمِلَنَّكم بُغضُ قومٍ على ظُلمِهمْ وعدمِ إقامةِ العدلِ فيهم، بلِ اعدِلوا فيهمْ وإنْ أساؤوا إليكم، وأنصِفوا فيهمْ وإنْ مَالوا وظَلموا، فإنَّ عدلَكمْ معهمْ أقربُ إلى رِضا اللهِ واتِّقاءِ عَذابِه.

قالَ الفخرُ الرازيُّ رحمَهُ الله: وفيهِ تَنبيهٌ عَظيمٌ على وجوبِ العَدلِ معَ الكفّار، الذينَ همْ أعداءُ اللهِ تعالَى، فما الظنُّ بوجوبهِ معَ المؤمِنين، الذينَ هم أولياؤهُ وأحبّاؤه؟! ا.هـ.

فواظِبوا على تقوى اللهِ وطاعتهِ والخوفِ منه، فإنَّهُ خَبيرٌ بأعمالِكمْ كلِّها، وسيُجازيكمْ عليها.

﴿ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [المائدة:9]
9- وَعدَ اللهُ الذينَ آمَنوا مِنكمْ وصَدقوا في إيمانِهم، وعَمِلوا الصَّالحاتِ فكانوا مُخلِصينَ فيها، مُتَحَرِّينَ موافقتَها الشَّريعة، أنْ يَغفِرَ لهمْ ذنوبَهم، ويُثيبَهمْ على أعمالِهمْ جنّات.

﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الجَحِيمِ ﴾ [المائدة:10]
10- والذينَ كفَروا بالله، وكذَّبوا بالآياتِ والمعجِزاتِ التي أيَّدَ بها رُسلَه، وهيَ واضِحةٌ بيِّنة، يَكونونَ منْ أهلِ جهنَّم، ماكثينَ فيها أبداً.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤْمِنُونَ ﴾ [المائدة:11]
11- أيُّها المؤمِنون، اذكروا فضائلَ اللهِ ونِعَمَهُ المتَتاليةَ عليكم، وقدْ أرادَ قومٌ أنْ يَبْطِشوا بكمْ فيَقتُلوكمْ ويأخُذوا أموالَكم، فمنعَهمْ وكَفَّ شَرَّهم عنكم، ورَدَّ كيدَهمْ في نُحورِهم، فاتَّقوا اللهَ واشكروهُ على هذهِ النِّعم، وعلى ربِّهمْ فليَعتَمدِ المؤمنون، ولْيُفوِّضُوا إليهِ أمورَهمْ كُلَّها، فهوَ الذي يَدرأُ المَفاسدَ ويَجلُبُ المَصالح.

﴿ وَلَقَدْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآَتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآَمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ﴾ [المائدة:12 ]
12– وقدْ أخَذَ اللهُ عهدَ بني إسْرائيل، وبَعثنا اثنَي عشرَ مِنَ العُرَفاءِ على قبائلِهمْ بالمبايعةِ والطَّاعةِ للهِ ولنبيِّهم، ذُكِرَ أنَّهُ لقتالِ الجبابرةِ في أرضِ فِلَسطين، وقالَ اللهُ لهمْ على لسانِ نبيِّهم: إنِّي معكم، إذا واظبتُمْ على الصَّلاة، ودَفعتُمْ زَكاةَ الأموال، وصَدَّقتُمْ جميعَ رُسُلي فيما يُخبرونَكمْ منَ الوحي، ونَصرتُموهُمْ وأعنتُموهُمْ على الحقّ، وأنفقتُمْ في سَبيلِ الله، ولأغفِرَنَّ ذنوبَكمْ وأسترُها عليكم، ولأدخِلنَّكمْ جزاءَ أعمالكمُ المرضيَّةِ جنّات، تَجري مِنْ تحتِها الأنهار. ومَنْ خالفَ الوعدَ ونقضَ الميثاق، فكفرَ بالله، وكذَّبَ رُسُلي، فقدِ ابتعدَ عنِ الهُدى، وأخطأ الطَّريقَ الحقَّ الذي طُلِبَ منهُ اتِّباعُها.

﴿ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ ﴾ [المائدة:13]
13– فبسببِ نقضِهمُ الميثاقَ المؤكَّدَ الذي أُخِذَ عليهم، أبعدناهمْ عنْ رَحمتِنا، وطَردناهمْ منَ الهُدى؛ عقوبةً لهم، وجَعلنا قلوبَهمْ غَليظةً لا تَلين، تَنبو عنْ قبولِ الحقّ، ولا تَتَّعظُ بموعِظة. وكانوا يُحَرِّفونَ كلامَ اللهِ ويَفتَرونَ عليه، ويؤوِّلونَه، ويَحمِلونَهُ على غيرِ مُرادِه، وتَركوا قِسماً وافياً منَ التَّوراة فلمْ يَعمَلوا به.

ولا يزالُ هذا شأنَهمْ حتَّى صارَ المكرُ والخيانةُ عادةً لهم، فترَى منْ آثارِ ذلكَ غدرَهُمْ بكَ وأذاهُمْ لكَ ولأصحابِكَ الآن، إلا القليلَ منهم، وهمُ الذينَ أسلَموا. فاعفُ عنهم، وتَجاوزْ عمَّن أساءَ إليك، ما داموا على عهدِكَ ولم يَخونوك، فلعلَّهمْ يَهتدونَ بهذا الأسلوب، واللهُ يُحِبُّ مَنْ عفا وأحسَن، وتجاوزَ وتفضَّل.

ويبدو أنَّ الأكثرَ يَعتبرونَ الآيةَ مَنسوخة، بآيةِ السيفِ أو غيرِها، كما قالَ ابنُ الجوزيُّ في "النَّواسِخ"، لكنْ أوردَ قولَ ابنِ جريرٍ الطبريِّ: يَجوزُ أنْ يُعفَى في غَدْرةٍ فَعلوها ما لم يَنصِبوا حَرباً، ولم يَمتَنعوا مِنْ أداءِ الجزية والإقرارِ بالصَّغار، فلا يَتوجَّهُ النَّسخ.


﴿ وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ العَدَاوَةَ وَالبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾ [المائدة:14]
14- والذينَ ادَّعَوا أنَّهمْ نصارَى مُتابِعونَ لعيسَى بنِ مريمَ عليهِ السَّلام، وهمْ ليسُوا كذلك، أخَذنا منهمُ العهودَ والمواثيقَ بمتابعةِ الرسولِ ومناصَرتِه، والإيمانِ بأنبياءِ اللهِ كلِّهم، ومنهمْ محمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، ولكنَّهمْ خالَفوا ونَبذوا قِسْماً كبيراً ممّا عُلِّموهُ وذُكِّروهُ في التوراةِ والإنجيل، وصَاروا مثلَ اليهودِ مُناقِضينَ للمَواثيق، فكانَ جزاؤهمْ أنْ ألقَينا بينهمُ العَداوةَ والحِقدَ والتباغُض، حتَّى صارَ يَلعنُ بعضُهم بعضاً ويُكفِّرونَهم، ولا يَزالُ هذا شأنَهم حتَّى آخِرِ الدُّنيا، وسوفَ يُحاسِبُهمُ اللهُ على أعمالِهمْ وما نَسبوهُ إليهِ زُوراً وبُهتاناً، وما نَقضوهُ منَ العُهودِ والمواثيقِ التي أخذَها عليهم، ويُعذِّبهمْ على ذلكَ عذاباً شديداً.

﴿ يَا أَهْلَ الكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ ﴾ [المائدة:15]
15– يا أهلَ الكتابِ منَ اليهودِ والنَّصارَى، لقدْ أرسلنا رسولَنا محمَّداً صلى الله عليه وسلم إليكمْ وإلى العالمَينَ جميعاً بالحقِّ والهُدى، يُبيِّنُ لكمْ كثيراً ممّا كنتُمْ تُخفُونَ منَ التوراةِ والإنجيل، تَبديلاً وتَحريفاً، وتأويلاً وافتِراءً على الله، كصفةِ النبيِّ محمَّدٍ صلى الله عليهِ وسلم، وكآيةِ الرَّجْم، وكبِشارةِ عيسى بمحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم. ويُعْرِضُ عنْ كثيرٍ ممّا أخفَيتُموهُ فلا يُظْهِرُه. وقدْ جاءَكمْ نورٌ عظيمٌ منَ اللهِ تعالَى يُفَرَّقُ بهِ بينَ الحقِّ والباطل، هوَ محمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، والقُرآنُ الكريم، الواضِحُ البيِّنُ في آياتهِ وأحكامِه.

﴿ يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾ [المائدة: 16 ]
16- يَهدي اللهُ بهذا القُرآنِ مَنْ أرادَ الحقَّ وابتغَى رِضَى اللهِ ومَسالِكَ النَّجاة، ويُنَجِّيهمْ مِنْ ظُلمَاتِ الكُفرِ والضَّلالِ إلى نورِ الهُدَى والإيمانِ بتوفيقهِ وهدايتِه، ويُرشدُهمْ إلى الإسلام، دينِ اللهِ الحقّ.

﴿ لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [المائدة: 17 ]
17- لقدْ كفرَ مَنْ قالَ منَ النَّصارَى إنَّ اللهَ هوَ المسيحُ عيسى بنُ مَريم.
وما هوَ إلاّ عبدٌ منْ عبادِ الله، نَفْسُهُ وجِسْمُه، يأكلُ ويَشرَبُ مثلَهم.

فقلْ لهمْ إبطالاً لزَعمِهمُ الفاسدِ هذا: مَنْ يَقدِرُ على مَنعِ أمرِ اللهِ إذا أرادَ أنْ يُميتَ عيسَى وأمَّهُ مَريم، بلْ وجميعَ مَنْ في الأرضِ مِنْ أحياء؟ فأينَ هيَ أُلوهيَّةُ عيسَى، وما الذي يَستَطيعُ أنْ يَفعلَه؟!

إنَّ جميعَ ما في الأرضِ والسَّماءِ وما بينَهما هوَ مُلْكٌ لله، ومنهمْ عيسَى عليهِ السَّلام، وهوَ الذي خلقَهُ كما خلقَ آدم، فيَخلُقُ ما يَشاءُ كما يَشاءُ، لا يَحُدُّ مِنْ إرادتهِ وقُدرتهِ شَيء، سُبحانَهُ ما أعظمَه!

﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴾ [المائدة: 18 ]
18- وقالَ أهلُ الكتابِ منَ اليَهودِ والنَّصارَى: نحنُ مُقَرَّبونَ عندَ اللهِ قُرْبَ الأولادِ مِنْ والِدِيهم، ومَحبوبونَ لديه، فهوَ كالأبِ لنا في الحُنوِّ والعَطف، لاتِّباعِنا دينَه، وطاعتِنا إيّاه.

فقلْ لهمْ تَفنِيداً لدَعواهُم: فلمَ يُحاسِبُكمْ على أعمالِكمْ ويُعاقِبُكمْ على السيِّئِ منها؟ وكيفَ يَصِحُّ زعمُكمْ هذا وقدْ عاقَبَكمْ في الدُّنيا، وأعَدَّ جهنَّمَ لمنْ عصَى وخالَفَ أمرَه؟

بلْ أنتُمْ خَلْقٌ مِنْ خَلْقِه، كسائرِ بَني آدم، يَغفِرُ لمنْ شاءَ منكمْ فَضلاً منه، ويَجزيهمْ على أعمالِهمُ الصالحةِ خَيراً، ويُعَذِّبُ الكافِرينَ منكمْ باللهِ ورسلهِ ويَجزيهمْ سُوءاً وشَرًّا؛ عَدْلاً منه.

وأنتُمْ وسائرُ أفرادِ البشَرِ وما بينَ السَّماءِ والأرضِ مُلْكٌ للهِ وعَبيدٌ لهَ تحتَ قَهرهِ وسُلطانِه، يَتصرَّفُ فيها كما يَشاء، إحياءً وإماتة، إثابةً وتَعذيباً، وإليهِ المآبُ في يومِ الحِساب، فيُجازي كلاًّ منَ الُمحسنِ والمُسيءِ بما يَستَحِقّ.

﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [المائدة: 19 ]
19- يا أهلَ الكتاب، لقدْ أرسلنا إليكمْ رسولَنا محمَّداً صلى الله عليه وسلَّم، بعدَ انقطاعٍ منَ الرُّسلِ دامَ قُروناً، حتَّى لا تَحتَجُّوا وتَقولوا ما جاءَنا رسولٌ يُبَشِّرُنا بحُسنِ الثوابِ إنْ أصَبنا وأطَعنا، ويُنذِرُنا بالعُقوبةِ إنْ أخطأنا وعَصَينا، فقدْ جاءَكمُ البشيرُ النذيرُ محمَّدٌ صلى الله عليه وسلَّم خاتماً لجميعِ أنبيائه، فلا عُذرَ لكمْ إذا لم تَتَّبعوه. واللهُ قادرٌ على كلِّ شَيء، ومنهُ إرسالُ الرسُل، ومُعاقَبةُ مَنْ لم يَتَّبعْهُم.

﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكاً وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِّن الْعَالَمِينَ ﴾ [المائدة: 20 ]
20- واذكرُوا يا بَني إسرائيلَ عندما قالَ لكمْ نبيُّ اللهِ موسى عليه السَّلام: اذكروا فضلَ اللهِ ونِعمتَهُ عليكمْ عندما أرسلَ إليكمْ أنبياءَ كثيرينَ يُذَكِّرونَكمْ ويَدعونَكمْ إلى الحقّ، وجعلَكمْ في حالِ سَعةٍ وتَرَفُّه، وخَدَمٍ وحَشَم، وجعلَكمْ أفضلَ أهلِ زمانِكم، وأعطاكمْ آنذاكَ ما لم يُعطِ أحداً منَ الناس، مِنْ إغراقِ مَنْ ظلمَكم، وتَظليلِ الغَمامِ عليكم، وانفِجارِ الحجرِ لكمْ بالماء، وإنزالِ المَنِّ والسَّلوَى...

﴿ يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ ﴾ [المائدة: 21 ]
21- وقالَ لهمْ موسَى عليه السَّلام: ادخُلوا الأرضَ المقدَّسة –وهيَ أريحا أو القُدس- التي قدَّرها وقَسَمها لكمْ في ذلكَ الوَقت. وكانتْ بأيديهمْ في زَمانِ يعقوبَ عليهِ السَّلام، ثمَّ تملَّكها العَمالقةُ بقيَّةُ قومِ عاد. ولا تَجبُنوا عنِ الجهاد، ولا تَرجِعوا عنْ مَقصِدِكُمْ خوفاً منَ الجبابِرَة، فتَعودوا خاسِرين.

﴿ قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ ﴾ [المائدة: 22 ]
22- فقالَ بَنو إسْرائيل: يا موسَى، إنَّ فيها قوماً شَديدِي البطش، لطولِهمْ وعِظَمِ خِلْقَتهمْ وقوَّةِ أجسادِهم، ولا يُمكنُ مقاومتُهم، ولنْ ندخلَ هذهِ الأرضَ المقدَّسةَ ما دامُوا فيها، فلا طاقةَ لنا بإخراجِهمْ منها، فإذا خَرجوا منها دَخلناها.

﴿ قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ [المائدة: 23 ]
23- قالَ رَجُلانِ مؤمِنانِ ممَّنْ لهمْ وَجاهةٌ ومَهابةٌ عندَ الناس، يَخافونَ اللهَ ولا يَخافونَ أعداءَه، ممَّنْ أنعمَ اللهُ عليهما بالإيمانِ والشَّجاعةِ والثَّبات: ادخلوا بابَ مدينتِهم، وفاجِئوهمْ ولا تمُهِلوهم، فإذا دخلتُمْ عليهمُ الباب، وتوكَّلتمْ على اللهِ واتَّبعتمْ أمرَه، وهجمتُمْ عليهمْ وضايقتُموهمْ في الحَرب، أيَّدَكمْ وأظفرَكمْ بهم.

﴿ قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَداً مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ﴾ [المائدة: 24 ]
24- فقالوا غيرَ مُبالينَ بقولِهما، مُصِرِّينَ على قولهمْ في النُّكولِ عنِ الجِهادِ ومُخالفةِ الرسُول: يا موسَى، لنْ نَدخُلَ هذهِ الأرضَ أبداً ما دامَ الجبابِرَةُ ماكثينَ فيها. وقالوا في استِهانةٍ وسُوءِ أدَبٍ معَ اللهِ ورسُوله: اذهَبْ أنتَ وربُّكَ فقاتِلاهمْ وأخرِجاهمْ حتَّى ندخُلَها، ونحنُ هنا قاعدونَ مُنتَظِرون!!

﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ﴾ [المائدة: 25 ]
25- قال موسَى عليهِ السَّلامُ في استِكانةٍ وخُضوعٍ لربِّهِ عزَّ وجلَّ لمّا رأى عنادَ بَني إسْرائيلَ وقَسوةَ قلوبِهمْ ونُكولَهمْ عنِ القِتال: يا ربّ، إنهُ لا يُجيبُ أحدٌ إلى ما دعوتَ إليهِ إلاّ أنا وأخي هارون، فافصِلْ بينَنا وبينَ هؤلاءِ الخارجينَ عنْ طاعتِكَ بقَضائكَ العادِل.

﴿ قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ﴾ [المائدة: 26 ]
26- قالَ اللهُ تعالَى ما مَعناه: فإنَّ هذهِ الأرضَ المقدَّسةَ مُحَرَّمةٌ عليهمْ أربعينَ سَنة، لا يَدخلونَها، ويَسيرونَ مُتَحيِّرينَ في الأرض، يَمشونَ كلَّ يومٍ ولا يَهتدونَ إلى الطَّريق، ولا تَحزَنْ لِما أصابَهم يا موسَى ولا تأسَفْ عليهم، فإنَّهمْ يَستَحِقُّونَ هذا العِقاب.

﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [المائدة: 27 ]
27- واقْصُصْ على بَني إسْرائيلَ قِصَّةَ ولدَيْ آدمَ قابِيلَ وهابِيل، بشكلٍ جليٍّ لا لَبْسَ فيه، ليَعرِفوا عاقبةَ البَغي والحسَدِ والظُّلم، وذلكَ عندما أرادَ قابيلُ أنْ يَستأثِرَ بنصيبِ هابيلَ منَ الزَّواج، فأبَى الآخَر، وأبَى آدمُ كذلك، وقابيلُ مُصِرّ، فقالَ أبوهما: قرِّبا قُرباناً، فمَنْ تُقُبِّلَ منهُ تزوَّجَها. فتُقُبِّلَ مِنْ هابيلَ ولم يُتَقَبَّلْ مِنْ أخيهِ الظَّالم، فقالَ لهُ لفَرْطِ حَسدهِ مِنْ قَبولِ قُربانِه: سأقتُلُك، فقالَ لهُ هابيل: إنَّما يَتقبَّلُ اللهُ القُربانَ مِنْ عبادهِ المُطيعينَ المخلِصين.

﴿ لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴾ [المائدة: 28 ]
28- وإذا مَددتَ إليَّ يَدكَ يا قابيلُ لتَقتُلَني، فلنْ أمدَّ يَديَ إليكَ لأقتُلَك، ولنْ أقابِلَ ما تَهُمُّ بهِ مِنْ فِعلٍ شَنيعٍ بمثلِه، بلْ أصبِرُ وأحتَسِب، وأستَسلِمُ خَوفاً منَ اللهِ ومنْ عقوبتِه.

﴿ إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ ﴾ [المائدة: 29 ]
29- إنِّي أريدُ باستِسلامي هذا أنْ تَتحمَّلَ إثمَ قَتلي وإثمَكَ الذي عليكَ قبلَ ذلك، فيَكونَ جزاءَك النارُ، وهوَ جزاءُ الباغينَ الظَّالمين.

﴿ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [المائدة: 30 ]
30- فحسَّنَتْ لهُ نفسُهُ السيِّئةُ قتلَ أخيه، فقتَلهُ، على الرَّغمِ مِنَ الموعظةِ التي سَمِعَها منه، فخَسِرَ أعظمَ خَسارة، في الدُّنيا والآخِرَة.

وفي الصحيحين: " لا تُقْتَلُ نفسٌ ظُلماً إلاّ كانَ على ابنِ آدمُ الأوَّلِ كِفْلٌ مِنْ دمِها، وذلكَ لأنَّهُ أوَّلُ مَنْ سَنَّ القَتل".

وهذا حديثٌ خَطير، فليَعتبرْ كلُّ مَسؤول، وقائدٍ وزَعيم، فإنَّ لهُ أو عَليه كلُّ مَنْ قالَ بمقالهِ أو عَمِلَ بعمَلِهِ حتَّى يومِ الدِّين.

﴿ فَبَعَثَ اللّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ ﴾ [المائدة: 31 ]
31- وبقيَتْ جُثَّتهُ على الأرضِ لا يَدري قابيلُ ما يَفعلُ بها، فبعثَ اللهُ غُراباً يَحفِرُ الأرضَ أمامَهُ بمِنقارهِ وبرِجْلهِ، ووارَى في الحُفرةِ غُراباً مَيتاً -ومازالَ هوَ شأنَ الغرابِ- ليُعلِّمَهُ اللهُ بذلكَ كيفَ يَدْفِنُ أخاه. فقالَ قابيل: يا هلاكي ويا مَوتي، أعجِزْتُ أنْ أكونَ مثلَ هذا الغُرابِ فلا أهتَدي إلى ما اهتدَى هوَ إليه، فأُخفيَ جَسَدَ أخي تحتَ الأرضِ وأواريَهِ بالتُّراب؟ فواراه، وصارَ نادِماً مُتَحَسِّراً على قتلِه.

﴿ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ ﴾ [المائدة: 32 ]
32- وبسبَبِ مفَاسدِ هذهِ الجِنايةِ، مِنْ قتلِ ابنِ آدمَ أخاهُ ظُلماً وعُدواناً، قَضَينا على بَني إسرائيلَ في التَّوراة، أنَّ مَنْ قتلَ نَفساً بغَيرِ قِصاص، أو بغيرِ فَساد، فاستحلَّ قتلَها بغَيرِ سبَبٍ ولا جِنابة، ككفرٍ، أو زِناً، أو نَحوِ ذلك،، فكأنَّما قتلَ الناسَ كلَّهم، وعليهِ وِزْرُها!

وكانَ الحسدُ مَنشأَ هذهِ الجِناية، وهوَ غالِبٌ على بَني إسرائيلِ. ومعَ ما نزلَ عليهمْ مِنْ تَعظيمِ القَتل، فقدْ كانوا أشدَّ طُغياناً فيه، فقدْ أقدَموا على قتلِ الأنبياءِ والرسُل، ممّا يَدُلُّ على غايةِ قَساوةِ قلوبِهم، ونهايةِ بُعدِهمْ عنْ طاعةِ اللهِ تعالى، وبسبَبِ ذلكَ شُدِّدَ عليهمْ وعُظِّمَ مِنْ أمرِ القَتلِ عندَهم.

ومَنْ تورَّعَ عنْ قتلِ النَّفس، أو تسبَّبَ في إبقائها واستنقاذِها مِنْ أسبابِ الهَلاك، فكأنَّما حازَ ثوابَ سلامةِ النَّاسِ كلِّهم!

ولقدْ جاءَتْهُمْ رسلُنا بالحُجَجِ الواضِحَة، والبراهينِ الناطِقَة، تأكيداً لوجوبِ ما فرَضنا عليهم، ومعَ كلِّ ذلكَ فقدْ كانَ الكثيرُ منهمْ مُسرِفاً في القَتلِ، غيرَ مُبالٍ به، معَ ارتِكابِهمْ محرَّماتٍ أُخرَى، وإفسادِهمْ في الأرض.

﴿ إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [المائدة: 33 ]
33- هذا حُكْمُ مَنْ قَطعَ الطريقَ وأخافَ السَّبيلَ وارتكبَ أنواعَ الشرّ. والآيةُ عامَّةٌ في المشرِكينَ وغَيرِهمْ ممَّنْ جنَى هذهِ الجِنايات.

وقدْ نزَلتِ الآيةُ في قَومٍ أكرمَهُمْ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وأحسنَ إليهم، ثمَّ قَتَلوا وسَرَقوا، وكفَروا وحارَبوا... فقُطِّعتْ أيديهمْ وأرجلُهم. والحاكمُ يُقَدِّرُ العُقوبة، أو يَختارُ مِنْ هذهِ الأحكام...

فإنَّما عُقوبةُ مَنْ يُحارِبونَ دِينَ الله، ورسولَه، وأولياءَه، ويُفسِدونَ في الأرض، أنْ يُقتَلوا إذا قَتَلوا، أو يُصْلَبوا معَ القتلِ إذا قَتَلوا وأخَذوا الأموال، أو تُقطَعَ أيديَهمُ اليُمنَى وأرجلَهمُ اليُسرَى لمَنِ اقتصرَ على أخذِ المال، أو يُنْفَوا مِنْ أهلِهمْ بالحَبسِ إنْ أخافُوا وسعَوا في الفسادِ ولم يَقْتُلوا ولم يَسرِقوا.

وما فُصِّلَ مِنَ الأحكامِ عَذابٌ وهَوانٌ وفَضيحةٌ لهمْ في الدُّنيا، ولهمْ إضافةً إلى ذلكَ عَذابٌ شَديد، وعُقوبةُ عَظيمةٌ في الآخِرَة.

﴿ إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ [المائدة:34]
34- فإذا تابوا مِنْ عَمَلِهمْ هذا وسلَّموا أنفسَهمْ قبلَ أنْ تَقبِضوا عليهم، فلا عُقوبةَ عَليهم، واللهُ يَغفِرُ لهمْ ويَرحمُهم.

ومَنْ قالَ إنَّ الآيةَ فيمَنْ كفروا، فإنَّ معنَى "تاب" هنا: تَرَكَ الشِّرْكَ وآمَن، فلا عُقوبةَ عليهم؛ لأنَّ الإسلامَ يَجُبُّ ما قبلَه.

وأمّا إذا كانتْ في المسلِمين، فإنَّ حقَّ اللهِ يَسقُطُ عنهم، أمّا حقوقُ العِباد، مِنْ قِصاصٍ ومال، فلا يَسقُطُ إلاّ إذا عَفَوا.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾[المائدة: 35 ]
35- أيـُّها المؤمِنون، أقبِلوا على طاعةِ اللهِ وذَروا ما نَهاكُم عنه، واطلُبوا القُرْبَ منهُ بالعملِ بما يُرضيه، مِنِ امتِثالٍ وضَراعة، وقُرَبٍ وطاعة، وقاتِلوا أعداءَ اللهِ منَ الكفّارِ والمشرِكين، الذينَ حاربوا اللهَ ورسولَه، وآثرُوا الضَّلالَ على الهُدَى، لتكونُوا ممَّنْ يَفوزونَ بالأجرِ العَظيم يومَ الدِّين.

﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُواْ بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [المائدة: 36 ]
36- ولو كانَ لكلِّ مَنْ كفرَ مُلكُ ما في الأرضِ منْ ذَخائرَ وأموَال، وضِعْفُه، ليَفتَدوا بها أنفسَهم منْ عَذابِ يومِ القيامة، لم يُقبَلْ ذلكَ منهم، فلا مَفَرَّ لهمْ منَ العُقوبة، ولهمْ عذابٌ قاسٍ، جزاءَ كفرِهمْ ومحاربتِهمْ أهلَ الدِّينِ الحقّ.

﴿ يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُواْ مِنَ النَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ﴾ [المائدة: 37]
37- وهمْ يُحاوِلونَ أنْ يَخرُجوا منَ النار، للكَرْبِ الذي همْ فيه، وللألمِ الذي يُصيبُهمْ وشدَّتِه، ولكنْ لا سَبيلَ لهمْ إلى ذلك، فهمْ باقُونَ في العَذاب، ولا مَحيدَ لهمْ عنه.

﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [المائدة: 38 ]
38- ومَنْ سَرق، مِنْ ذَكَرٍ أو أنثَى، فعلى الحاكمِ أنْ يَقطعَ يمينَ كلٍّ منهما مِنْ الرُّسْغِ (مَفْصِلِ ما بينَ الساعِدِ والكَفّ)، جزاءَ صَنيعِهما السيِّءِ في أخذِ أموالِ الناسِ بأيديهما بغَيرِ حقّ؛ عُقوبةً مِنْ عندِ اللهِ على ذلك، وهوَ سُبحانَهُ عَزيزٌ في انتِقامهِ مِنَ المعتَدينَ الظَّالمين، حَكيمٌ فيما يَشْرَعُ ويُقَدِّر مِنْ عُقوبة.

وفي القَطعِ شُروطٌ بيَّنتْها السنَّة، مِنْ بلوغِ مِقدار ِالسَّرقةِ نِصاباً معيَّناً، وأنْ يكونَ مِنْ حِرْز، وشروطٌ أخرَى للتَّنفيذِ ضبَطها الفقهاء، تُنظَرُ في مَظانِّها.

ولا أملَ في القَضاءِ على جَريمةِ السَّرقةِ إلاّ بهذهِ العُقوبة، ولْتُنْظَرِ الدراساتُ الجنائيةُ المُعدَّةُ فيها، وبيانُ مدَى انتشارِها وازديادِها وصُعوبةُ ردعِ أصحابِها، على الرَّغم مِنَ العقوباتِ المقدَّرةِ لها، مِنْ غَيرِ القَطع، وهيَ اعتداءٌ آثِمٌ على حقوقِ النَّاس، ونَهبٌ لأموالِهمُ التي حصَّلوها بجهدٍ وتعَبٍ على مدَى سَنوات...

﴿ فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ [المائدة: 39 ]
39- فمَنْ تابَ مِنَ اللُّصوصِ بعدَ ظُلمِهِ النَّاسَ بسَرقةِ أموالِهم، وأصلحَ أمرَه، بأنْ أعادَ إلى الناسِ ما سَرقَهُ منهم، أو أعطاهمْ بَدلَها، أو استحلَّها منْ أصحابِها، أو أنفقَ قيمتَها في سبيلِ اللهِ إنْ لم يَعرفْهُم، فإنَّ اللهَ يَقبَلُ توبتَهُ ولا يُعَذِّبهُ في الآخِرَة، فهوَ يَغفِرُ ذُنوبَ عِبادِه، ويَرحمُهم.
قالَ القُرطبيُّ في تَفسيرِه: القَطعُ لا يَسقُطُ بالتَّوبَة، وقالَ عطاءُ وجَماعَة: يَسقطُ بالتَّوبَةِ قَبلَ القُدرَةِ على السَّارِق...

﴿ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [المائدة: 40 ]
40- ألم تَعلمْ أيـُّها الإنسانُ أنَّ اللهَ لهُ مُلكُ السَّماواتِ والأرض، ومُلكُ ما بينهما، ولهُ الاستيلاءُ القاهرُ عليهما ومَنْ فيهما، فيَتصرَّفُ فيهما كما يَشاء، بحِكمتِه، ويعذِّبُ منْ يَشاءَ بما يَستَحِقّ، ويَغفِرُ لمنْ يَشاءُ بعَفوهِ وكرَمِه، وهوَ القادرُ على العُقوبةِ والمغفِرَة، لا يَقدِرُ أحدٌ على مَنعِهِ مِنْ ذلكَ ولا مِنْ كيفيَّتِه؟

﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَـذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [المائدة: 41 ]
41- أيـُّها الرسُولُ الكرِيم، لا تَتحَسَّرْ على هؤلاءِ الذينَ لا يَجدونَ فُرصةً للكفرِ إلاّ سارَعوا إليهِ وناصَروا أهلَه، وهمُ المنافِقونَ الذينَ يُظهِرونَ الإيمانَ بألسنتِهم، ولكنَّ قلوبَهمْ خاويةٌ منه، وكذا اليَهود، الذينَ يُسارِعونَ إلى ذلك.

إنَّهمْ جميعاً يَقبَلونَ الكذب، ويُبالِغونَ في قَبولِ كلامِ آخَرينَ لا يأتونَ مجلِسَك، حُبًّا ومُوالاةً لهم. ومِنْ صِفاتِهمْ أيضاً أنَّهم يُحَرِّفونَ الكلامَ ويُبدِّلونَهُ معَ علمِهمْ بما هوَ حقٌّ منه، ويَقولون: إنْ أفتاكُمْ محمَّدٌ بهذا فاعمَلوا بموجبِه، وإنْ أفتَى لكمْ بغَيرهِ فاحذَروا قبولَه.

وقدْ نزلتْ في يهوديَّينِ زَنَيا، وكانوا يَعرِفونَ أنَّ التوراةَ تَقضي برَجمِهما، ولكنَّهمْ لم يعمَلوا بها، فاتَّفقوا أنْ يَقبلوا حُكمَ الرسُولِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ إنْ كانَ دونَ الرَّجْم، فاستَفسَرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم منهمْ عنِ الحكمِ في التَّوراة، فقالوا: إنهُ الجَلْد، ومازالَ بهمْ حتَّى اعترفَ أحدُهمْ بأنَّهُ الرَّجْم، فحَكمَ بذلك.

وإذا أرادَ اللهُ إضلالَ أحَدٍ أو إهلاكَه، فلنْ تَقدِرَ على دفعِ أمرِه، واللهُ لا يُريدُ تَطهيرَ قلوبِهمْ مِنْ رجسِ الكُفرِ وخُبثِ الضَّلالة؛ لفسادِ نيّاتِهم وشُرورِ ما في أنفسِهم، ولتكذيبِهمُ الحقَّ وإيثارِهمُ الباطلَ عليه!

ولهمْ في الدُّنيا عارٌ وفَضِيحة، كإظهارِ نِفاقِ المنافِقين، وخِزي اليهودِ بضَربِ الجِزيةِ عليهم، وقتلِهمْ ونَفيهم، ولهمْ جميعاً في الآخِرَةِ عَذابٌ هائلٌ دائمٌ لا يَنقَطع.

﴿ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِن جَآؤُوكَ فَاحْكُم بَيْنَهُم أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئاً وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ [المائدة: 42]
42- إنَّهمُ اليَهود، المُكثِرونَ مِنْ قَبولِ الكذِب، والمُكثِرونَ منْ أكلِ الحَرام، كالرِّشا وغَيرِها. فإذا جاؤوا إليكَ في قَضيَّةٍ لتحكمَ بينَهم، فاحكمْ بينَهمْ بما أراكَ الله، أو اترُكْهُمْ غيرَ مُكتَرِثٍ بهم، فإنَّهمْ لا يَقصِدونَ بتحاكُمِهمْ إليكَ اتِّباعَ الحقّ، بلْ ما وافقَ هواهُم.
وإذا أعرضتَ عنهمْ فلنْ يَضرُّوكَ بشَيء، واللهُ يَحفظُكَ منْ ضرَرِهم.

وكانَ الرسولُ صلى الله عليه وسلم مخيَّراً في أوَّلِ أمرِه، ثمَّ أُمِر بإجراءِ الأحكامِ عليهم، في قولهِ تعالى: ﴿ وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ... ﴾ [المائدة: 49]، فلزِمَهُ الحُكمُ وزالَ التَّخيير. فالآيةُ بذلكَ تكونُ منسوخة.
وذهبَ الإمامُ أحمدُ إلى أنَّها غَيرُ مَنسوخَة، فالحاكِمُ بالخِيارِ إذا ارتفعَ إليهِ أهلُ الذمَّة.

وإذا حكمتَ بينهمْ فليَكنْ حُكمُكَ بالحقِّ والعَدلِ الذي أُمِرْتَ به، وهوَ ما تَضمَّنَتْهُ شريعةُ الإسلام، وإنْ كانوا همْ ظَلَمَةً أعداء، مُفتَرينَ غيرَ عادِلين. واللهُ يُحِبُّ العادلينَ في أحكامِهم، ويَرفعُ شأنَهم.

﴿ وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَـئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ ﴾ [المائدة: 43 ]
43- وكيفَ يَطلبونَ منكَ حُكماً وهمْ لا يؤمنونَ بنبوَّتِكَ وصدقِ رسالتِكَ ولا يَلزَمُهمْ قَبولُه، والحالُ أنَّ الحُكمَ الذي يَبحثونَ عنهُ موجودٌ في التوراةِ كما أمرَ بهِ الله، وهمْ يَقولونَ إنَّهم مُتمسِّكونَ بها، ومعَ ذلكَ يَعدِلونَ إلى غَيرِها؟ فليسوا بذلكَ منَ المؤمِنينَ بكتابِهم؛ لإعراضِهمْ عنه.


بحر الامل

العاب ، برامج ، سيارات ، هاكات ، استايلات , مسابقات ، فعاليات ، قصص ، مدونات ، نكت , مدونات , تصميم , شيلات , شعر , قصص , حكايات , صور , خواطر , سياحه , لغات , طبيعة , مفاتيح , ستايلات , صيانه , تهيئة , قواعد , سيرفرات , استضافه , مناضر, جوالات





 توقيع : نزف القلم

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
قديم 2020-04-17, 11:28 PM   #2



 عضويتي » 1
 جيت فيذا » 26-07-2018
 آخر حضور » اليوم (01:14 AM)
آبدآعاتي » 904,319
الاعجابات المتلقاة » 35068
الاعجابات المُرسلة » 124911
 حاليآ في » في قلبها
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Male
آلقسم آلمفضل  » الادبي
آلعمر  » 35سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » صقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك  »مشروبك   fanta
قناتك  » قناتك mbc4
ناديك  » اشجع hilal
مَزآجِي  »
مزاجي:

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Male

My Flickr  مُتنفسي هنا My twitter

мч ѕмѕ ~
خلك مع الي بالكذب دوم يعطيك
وانا ترى بلقى ملايين تسواك
لاتحسب اني برخص النفس واجيك


اوسمتي
890 وسام وسام عيد الاضحى المبارك مسابقة معلومة وفائدة عن الحج وسام وسام ملك التوقعات 
مجموع الاوسمة: 11

صقر متواجد حالياً

افتراضي









نزف القلم
يعطيكم العافيه على الطرح
يسلموووو على رقي الطرح واختياره
ابداع لايضاهى بالطرح
سلمت يمناك وعساك على القوه
طرح بقمة الرووعه
دمت بسعاده ورضى الرحمن
مودتي وتقــديري
صقر







 توقيع : صقر

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
مواضيع : صقر



رد مع اقتباس
قديم 2020-04-18, 01:16 AM   #3



 عضويتي » 1
 جيت فيذا » 26-07-2018
 آخر حضور » اليوم (01:14 AM)
آبدآعاتي » 904,319
الاعجابات المتلقاة » 35068
الاعجابات المُرسلة » 124911
 حاليآ في » في قلبها
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Male
آلقسم آلمفضل  » الادبي
آلعمر  » 35سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » صقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك  »مشروبك   fanta
قناتك  » قناتك mbc4
ناديك  » اشجع hilal
مَزآجِي  »
مزاجي:

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Male

My Flickr  مُتنفسي هنا My twitter

мч ѕмѕ ~
خلك مع الي بالكذب دوم يعطيك
وانا ترى بلقى ملايين تسواك
لاتحسب اني برخص النفس واجيك


اوسمتي
890 وسام وسام عيد الاضحى المبارك مسابقة معلومة وفائدة عن الحج وسام وسام ملك التوقعات 
مجموع الاوسمة: 11

صقر متواجد حالياً

افتراضي



جزاك المولى الجنه
وكتب الله لك اجر هذه الحروف
كجبل احد حسنات
وجعله المولى شاهداً لك لا عليك
لاعدمنا روعتك
ولك احترامي وتقديري


 توقيع : صقر

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
مواضيع : صقر



رد مع اقتباس
قديم 2020-04-18, 06:43 PM   #4



 عضويتي » 346
 جيت فيذا » 03-08-2019
 آخر حضور » 2021-09-22 (09:51 AM)
آبدآعاتي » 17,599
الاعجابات المتلقاة » 13250
الاعجابات المُرسلة » 6438
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Oman
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » التراث
آلعمر  » 18سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » ورد القلب has a reputation beyond reputeورد القلب has a reputation beyond reputeورد القلب has a reputation beyond reputeورد القلب has a reputation beyond reputeورد القلب has a reputation beyond reputeورد القلب has a reputation beyond reputeورد القلب has a reputation beyond reputeورد القلب has a reputation beyond reputeورد القلب has a reputation beyond reputeورد القلب has a reputation beyond reputeورد القلب has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك  »مشروبك   water
قناتك  » قناتك abudhabi
ناديك  » اشجع ithad
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Female


اوسمتي
وسام فائزه وسام فائزه وسام التوقع الصحيح لنجمة الدوري وسام شكر وتقدير وسام العطا والتميز وسام شكر وتقدير 
مجموع الاوسمة: 8

ورد القلب غير متواجد حالياً

افتراضي



لكم من الإبداع رونقه
ومن الإختيار جماله
رزقكم الله الجنان
ودام لنا عطائكم المميز


 توقيع : ورد القلب

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 2020-04-18, 07:48 PM   #5



 عضويتي » 277
 جيت فيذا » 05-05-2019
 آخر حضور » 2022-10-23 (10:52 AM)
آبدآعاتي » 554,894
الاعجابات المتلقاة » 19153
الاعجابات المُرسلة » 6703
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Iraq
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » محمد has a reputation beyond reputeمحمد has a reputation beyond reputeمحمد has a reputation beyond reputeمحمد has a reputation beyond reputeمحمد has a reputation beyond reputeمحمد has a reputation beyond reputeمحمد has a reputation beyond reputeمحمد has a reputation beyond reputeمحمد has a reputation beyond reputeمحمد has a reputation beyond reputeمحمد has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك  »مشروبك   7up
قناتك  » قناتك abudhabi
ناديك  » اشجع ithad
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Female


اوسمتي
550 وسام وسام وسام فائز وسام مسابقه الحج  المركز الاول وسام مسابقة رمضان 
مجموع الاوسمة: 10

محمد غير متواجد حالياً

افتراضي







جزاك الله خير الجزاء
وشكراً لطرحك الهادف وإختيارك القيّم
رزقك المــــــــولى الجنـــــــــــــة ونعيمـــــها
وجعلــــــ ما كُتِبَ في مــــــوازين حســــــــــناتك
ورفع الله قدرك في الدنيــا والآخــــرة
وأجـــــــــزل لك العطـــاء




 توقيع : محمد

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 2020-04-19, 05:14 PM   #6



 عضويتي » 475
 جيت فيذا » 10-04-2020
 آخر حضور » 2020-10-11 (05:35 AM)
آبدآعاتي » 9,646
الاعجابات المتلقاة » 2441
الاعجابات المُرسلة » 7220
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » عذبة المعاني has a reputation beyond reputeعذبة المعاني has a reputation beyond reputeعذبة المعاني has a reputation beyond reputeعذبة المعاني has a reputation beyond reputeعذبة المعاني has a reputation beyond reputeعذبة المعاني has a reputation beyond reputeعذبة المعاني has a reputation beyond reputeعذبة المعاني has a reputation beyond reputeعذبة المعاني has a reputation beyond reputeعذبة المعاني has a reputation beyond reputeعذبة المعاني has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك  »مشروبك   7up
قناتك  » قناتك abudhabi
ناديك  » اشجع ithad
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Female

мч ѕмѕ ~


اوسمتي

عذبة المعاني غير متواجد حالياً

افتراضي





اثابك الله الأجر
واسعد قلبك في الدنيا والآخره
دمت بحفظ الرحمن




 توقيع : عذبة المعاني

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 2020-04-23, 04:41 AM   #7



 عضويتي » 128
 جيت فيذا » 18-10-2018
 آخر حضور » 2024-04-27 (01:49 PM)
آبدآعاتي » 30,236
الاعجابات المتلقاة » 2161
الاعجابات المُرسلة » 6687
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » العام
آلعمر  » 30سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » شموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك  »مشروبك   bison
قناتك  » قناتك abudhabi
ناديك  » اشجع shabab
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Female


اوسمتي
الالفيه الثلاثون الف نجم الاسبوع 1 وسام نجم الاسبوع 1 وسام شكر وتقدير وسام المحبة 
مجموع الاوسمة: 6

شموخ متواجد حالياً

افتراضي



بكل سرور يشرفني التوآجد بموآضيعك
والرد عليكِ بما يليق بمقآمك الفخم
وإنتظآر جديدك بكل شــوق
يعــطيــك العآفيـــــة


 توقيع : شموخ

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 2020-04-23, 10:46 PM   #8



 عضويتي » 74
 جيت فيذا » 08-09-2018
 آخر حضور » 2022-07-18 (01:28 PM)
آبدآعاتي » 5,592
الاعجابات المتلقاة » 24340
الاعجابات المُرسلة » 22871
 حاليآ في » وسط بحرالامل
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الادبي
آلعمر  » 60سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » عبير الورد has a reputation beyond reputeعبير الورد has a reputation beyond reputeعبير الورد has a reputation beyond reputeعبير الورد has a reputation beyond reputeعبير الورد has a reputation beyond reputeعبير الورد has a reputation beyond reputeعبير الورد has a reputation beyond reputeعبير الورد has a reputation beyond reputeعبير الورد has a reputation beyond reputeعبير الورد has a reputation beyond reputeعبير الورد has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك  »مشروبك   7up
قناتك  » قناتك abudhabi
ناديك  » اشجع shabab
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Female


اوسمتي

عبير الورد غير متواجد حالياً

افتراضي



جزاك الله كل خير وجعلها في موازين حسناتك
سلم آيدينك على روؤوعة طرحك آلمميز
آلله يعطيك آلف عآفية وً عسآكِ على آلقوة
في آنتظآر روآئع جديدك آلقآدم
دمت بسعآدهـ..


 توقيع : عبير الورد

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 2020-04-26, 06:05 AM   #9



 عضويتي » 241
 جيت فيذا » 06-03-2019
 آخر حضور » 2022-06-28 (10:33 AM)
آبدآعاتي » 43,363
الاعجابات المتلقاة » 2567
الاعجابات المُرسلة » 2999
 حاليآ في » بيتي الثاني في بحر
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » العام
آلعمر  » 30سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » متزوج
 التقييم » احمد has a reputation beyond reputeاحمد has a reputation beyond reputeاحمد has a reputation beyond reputeاحمد has a reputation beyond reputeاحمد has a reputation beyond reputeاحمد has a reputation beyond reputeاحمد has a reputation beyond reputeاحمد has a reputation beyond reputeاحمد has a reputation beyond reputeاحمد has a reputation beyond reputeاحمد has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك  »مشروبك   bison
قناتك  » قناتك abudhabi
ناديك  » اشجع ithad
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Female


اوسمتي

احمد غير متواجد حالياً

افتراضي



يعطيك العافيه
ولك مني كل التقديروالاحترام
وبآنتظار روائع جديدك بكل شوق
ارق التحآيآ لك
ودي وعبق وردي


 توقيع : احمد

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 2020-04-27, 07:39 AM   #10



 عضويتي » 235
 جيت فيذا » 28-02-2019
 آخر حضور » 2022-07-26 (07:08 PM)
آبدآعاتي » 2,682
الاعجابات المتلقاة » 4581
الاعجابات المُرسلة » 5234
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » العام
آلعمر  » 19سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » غزل has a reputation beyond reputeغزل has a reputation beyond reputeغزل has a reputation beyond reputeغزل has a reputation beyond reputeغزل has a reputation beyond reputeغزل has a reputation beyond reputeغزل has a reputation beyond reputeغزل has a reputation beyond reputeغزل has a reputation beyond reputeغزل has a reputation beyond reputeغزل has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك  »مشروبك   danao
قناتك  » قناتك abudhabi
ناديك  » اشجع ithad
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Female


اوسمتي
الفيه ثانيه ذهبي وسام فائزه وسام التوقع الصحيح لنجمة الدوري وسام نجم الشهر مسابقة مائدة رمضان بعدستك اوفيا المنتدى 
مجموع الاوسمة: 8

غزل غير متواجد حالياً

افتراضي



سعدتُ بتوآجدي هُنا
طرح بقمة الرووعه والجمال
فسلمت أيادي لـ إختيارك لنا كل جميل
ولآحرمنا الله جديدك الرآئع..

تحيه معطره برياحين الياسمين


 توقيع : غزل

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديدإضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(عرض الكل الاعضاء الذين شاهدو هذا الموضوع: 3
, ,

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الواضح في التفسير الحلقة الحادية عشرة نزف القلم ۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩ 14 2022-10-27 04:12 PM
الواضح في التفسير الحلقة الثانية والعشرون نزف القلم ۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩ 18 2021-07-18 01:40 PM
الواضح في التفسير الحلقة الثالثة والعشرون نزف القلم ۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩ 16 2021-07-18 01:40 PM
الواضح في التفسير الحلقة الرابعة والعشرون نزف القلم ۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩ 16 2021-07-18 01:39 PM
الواضح في التفسير الحلقة الخامسة والعشرون نزف القلم ۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩ 15 2021-07-18 01:39 PM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
الكثيري نت
Loading...


 »:: تطويرالكثيري نت :: إستضافة :: تصميم :: دعم فني ::»

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
المشاركات المكتوبة والمنشورة لا تعبر عن رأي منتدى بحرالامل ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)