كوفي اعضاء بحر الامل>ضع بصمتك<>موضوع مليون بيت شعر، <>اهدي بيت شعر للي ببالك<>سجل حضورك ببيت شعر<> بيت شعري يعبر عن حالتك النفسيه
يمنع طرح مواضيع جديده
وبعد أن أسلم أبو العاص رد له النبي صل الله عليه وسلم زوجته؛ لكنها لم تدُمْ
معه طويلًا؛ فإنها كانت تُعاني من ألمٍ ونزيفٍ استمرَّ معها قريبًا من ستِّ سنوات
وسأرجع بك إلى ما قبل هجرتها لتعرِف ما سبب ذلك.
ففي مكة بعد غزوة بدر عندما أطلق رسول الله صل الله عليه وسلم زوجَ ابنته زينب
وفَكَّ أسْرَه، اشترط عليه أن يرسل زينب رضي الله عنها، ووفَّى بذلك؛ حيث أخبرها
بأنه الفِراق ولا لقاء بعد ذلك، وقد حزن هو حزنًا كبيرًا؛ لذا أمر أخاه كنانة أن يذهب بها
إلى المدينة، ولعلَّه لا يحتمل النظر المستمرَّ لوداعها؛ فإن الأمر صعب عليه، وكان صهرًا نبيلًا.
قام كنانة بواجبه في وَضَحِ النهار، فسمِعَتْ قريش بذلك؛ فثارت حميَّة بعض القوم
حتى أدركوا كنانة ومعهم هبار بن الأسود - قبل إسلامه - الذي وَجَّه رمحَه للناقة
التي عليها زينب رضي الله عنها بنت نبينا محمد صل الله عليه وسلم ، فاضطربت الناقة فسقطَتْ زينب، وكانت تحمل
جنينها فأسقطته، وبدأت تنزف، وتأخَّر بها كنانة وأخرج كنانته ونثر سهامه - وكان
راميًا - فأقسم أن لو اقترب أحد لرميته، وكان هذا الشَّهْم العربي الذي تجري في عروقه
المروءات العربية التي هذَّبها ديننا وزكَّاها - مُصمِّمًا على الذَّهاب بها، ولكنه لاحظ
أن حالة زينب رضي الله عنها بنت نبينا محمد صل الله عليه وسلم لا تحتمل ذلك، فلم يزَل على إصراره حتى جاء أبو سفيان
وكلَّمه بعقلٍ وحكمة طالبًا منه الرجوع بها، ولا يذهب بها إلَّا خفية، وهنا
وجد كنانة مخرجًا مناسبًا لينقذ بهزينب رضي الله عنها بنت نبينا محمد صل الله عليه وسلم .
إن الأذى الذي أصاب زينب رضي الله عنها بنت نبينا محمد صل الله عليه وسلم لم يغِبْ عن جسدها حتى جاء العام الثامن
الهجري، وبدأت حالتها الصحية بالتدهور وهي صابرة محتسبة مهتمَّة بتربية ابنتها، وكأنها
كانت تشعُر بقُرْب الفِراق، ومع قُرْبها من رسول الله صل الله عليه وسلم منزلًا ومحبَّةً إلَّا أنها كانت آخذةً بمبدأ
النأي بالنفس عن كثيرٍ من أموره صل الله عليه وسلم؛ لكمال عقلها ورجاحة رأيها
ولذا لا يذكر عن سيرتها إلَّا القليل.
لقد كان زوجها قريبًا منها، فهي محتاجة إلى مَنْ يُطبِّبها وخاصة في شهورها الأخيرة.
وبعد جلوسه معها عامًا كاملًا تقريبًا وذات ليلة بعد أن لَمَّ اللهُ شمْلَ الحبيبين، وبعد أن أقرَّ الله
عين بنت خليله صل الله عليه وسلم بتحقيق أمنيتها وتلبية أجمل ما كانت ترجوه
لأبي ابنتها لمن كان معها خلوقًا كريمًا وشهمًا أبيًّا، وبعد أن كان مُصِرًّا على الكفر
وعلى دين آبائه، شرح الله صدره للإسلام، ودخل رغبةً وحبًّا لدين الله، وكان
ذلك قبل وفا زينب رضي الله عنها بنت نبينا محمد صل الله عليه وسلم بسنة واحدة تقريبًا.
لقد عاد الحبيبان، وكان أبو العاص الصهرُ المُوَفَّق المبارك لا يغادر بيته إلا قليلًا؛ لأنها كانت
بحاجة إلى مَنْ يُطبِّبها، وما زال الأذى الذي لحق بها - مِنْ قِبَلِ هبار بن الأسود - يأكل جسدها
وينخر في عظامها، حتى جاءت ليلة الوداع، تلك الليلة التي ستُضاف تحت كنف الصبر
النبوي، التي ستغلف داخل كبد الأبوَّة بين جنبي النبوة، تلك الليلة التي ستدخل ضمن ديوان
﴿ قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [يوسف: 86]، إنها ليلة
سيتلقَّاها قلب يتمعَّر من حزن الفِراق الذي ما زال يتوالى، كلما استقرَّ جاءته عاصفة الفِراق
فعصفت به، فقبل عشر سنوات فارق زوجته الطاهرة، ثم قبَّلها، فلمَّا رُزق بابنٍ فاضَتْ رُوحه
إلى خالقها، ثم لما بُعث إذا بابنته رقية وأم كلثوم تدخلان عليه البيت وهما مطلقتان
مطرودتان، فيصبح ذلك الأب الذي يعول ثلاث بنات، وهو مأمور بإبلاغ الرسالة
ثم تأتي الهجرة فيُهاجر النبي صل الله عليه وسلم وبناته كذلك، حتى إذا كانت غزوة بدر
مرضت رقية رضي الله عنها فيفقدها صل الله عليه وسلم وهو في الغزوة يجاهد أعداء الله
ويجاهد قلبه الأبويَّ وهو يعلم بأن ابنته مريضة تُصارع الموت، ثم ها هو مع
زينب رضي الله عنها بنت نبينا محمد صل الله عليه وسلم ؛ إذ تظهر ملامح الفِراق، ويبدأ الجسد الصابر لستِّ سنوات بالانهيار
ويصبح ذاويًا بعد أن كان وردةً سويَّةً مال عودها، وذبلت بتلاتها، وحانت ساعة الفِراق
وودَّع صل الله عليه وسلم كبرى بناته، صاحبة القلادة الخديجيَّة، صاحبة الهديَّة
النقيَّة، صاحبة النخوة المحمدية، والبسمة الزينبية.
لقد فاضَتِ الرُّوح التي امتزجت من زوجين لم يَسْرِ بين عظم ولحم كعبقهما
وتأمَّل أنه أب قبل كل شيء لاقى ما لاقى؛ ولكنه إمام الصابرين، المتربِّع على
اللهم أصلح أحوال أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، اللهم انصر مظلومهم واشف جريحهم وأطعم جائعهم واكس عاريهم يارب عجل لهم الفرج.
اللهم أسألك الراحه لكل مسلم ضاقت عليه دنياه و ذرفت عيناه ربي أفرح قلوباً أنهكها التعب وبشر أصحابها بالفرج.
رحم الله أرواحًا رحلت ولم تُنسى وجبر الله قلوبًا إشتاقت فَدعت ، اللَّهم إرحم موتاتا وإغفر لهم وإجعل الجنة دارهم ومستقرهم.
في لحظة نحاول ان ننسي من نحب! لكن هناك اشخاص حتي النسيان
يرفض نسيانهم فإن حاولو هم النسيان فلا نملك إللا ان نتمني لهم الخير
اينما كانوا و السعادة لمن اختاروا لحياتهم ولن تموت المحبه مادام اصحابها احياء في قلوبنا
--
قال أحد الصالحين : نحن نسأل الله فإن أعطانا فرحنا وإن منعنا فرحنا عشر مرات ! لأن العطاء اختيارنا والمنع اختيار الله واختيار الله خيرٌ من اختيارنا الخيرة فيما اختاره الله ونحن رضينا بحكمه وقدره سبحانه