إن لمحبة الله تعالى لعبده ثمرات عظيمة في الدنيا و الآخرة ، فيكفيه أن يكون الله تعالى معه في كل صغيرة و كبيرة يوفقه و يسدده و يحفظه و يرعاه ، يحفظ سمعه عن السماع لما يغضب الله ، و يحفظ بصره عن رؤية ما يغضب الله ، و يحفظ يده عن أن تفعل ما يغضب الله ، يحفظ قدمه من أن تمشي إلى ما يكرهه الله ، و يحفظ جوارحه كلها عن كل ما يسخط الله تعالى و يغضبه .
يحبه جبريل ، و يحبه أهل السماء جميعاً ، و يوضع له القبول في الأرض بين الناس .
ينجو من عذاب القبر ، و يأمن الفزع الأكبر ، و ينال كتابه بيمينه ، و يمر على الصراط مرور الكرام ، و يشرب من حوض النبي صل الله عليه و سلم ، و ينجو من النار و عذابها ، و يدخل الجنة دار الكرامة ، و ينظر إلى وجه الله تعالى و هو أعظم نعيمٍ للمحب أن يرى حبيبه بعدما طال الشوق إليه ، و يرضى الله تعالى عليه رضاً لا سخط بعده أبداً .
كل هذه الثمرات لا تجعل العبد في نيل محبة الله تعالى و رضاه؟!
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه و سلم : (( إن الله تعالى قال : من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ، و ما تقرب إليَّ عبدي بشيءٍ أحب إلي مما افترضته عليه ، و ما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصر به و يده التي يبطش بها و رجله التي يمشي بها و إن سألني أعطيته ، و لئن استعاذني لأعيذنه )).
و عنه أيضاً قال : قال رسول له صل الله عليه و سلم : (( إذا أحب الله تعالى العبد ، نادى جبريل : إن الله يحب فلاناً فأحبه ، فيحبه جبريل ، فينادي في أهل السماء إن الله يحب فلاناً فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول في الأرض ))
و قال تعالى : { و قالت اليهود و النصارى نحن أبناء الله و أحباؤه قل فلم يُعَذِّبكُم بذنوبكم }
قلت : في الآية إشارة إلى أن الله تعالى لا يعذب من يحب.
و قال صل الله عليه و سلم : (( المرء مع من أحب))
قال بعض السلف : ذهب المحبون بشرف الدنيا و الآخرة ، لأن رسول الله صل الله عليه و سلم قال : (( المرء مع من أحب )) فهم مع الله في الدنيا و الآخرة .
و أخيراً نسأل الله أن يجعلنا من المحبين الصادقين ، و أن يغفر لنا ذنوبنا ، و أن يستر عيوبنا ، و ألا يفضحنا بين خلقه و لا بين يديه ، و أن يرزقنا لذة النظر إلى حسن وجهه الكريم ، و صحبة نبيه الأمين ، في جنات النعيم ، و أن يغفر لوالدينا و مشايخنا و أزواجنا و من له حقٌّ علينا إنه نعم المولى و نعم النصير .
و صلى الله و سلم و بارك على سيدنا محمد و على آله و أصحابه أجمعين .
يعطيك ربي العافيـّه على روعة انتقائك
شكراً لك من القلب على هذا المجهُود ياغلا
ماننحرم منك ومن جديدك المميز يا رب !
دمت بحفظ الله ورعايته
لاخلا ولا عدم يارب
جزاك الله خير الجزاء
وشكراً لطرحك الهادف وإختيارك القيّم
رزقك المــــــــولى الجنـــــــــــــة ونعيمـــــها
وجعلــــــ ما كُتِبَ في مــــــوازين حســــــــــناتك
ورفع الله قدرك في الدنيــا والآخــــرة
وأجـــــــــزل لك العطـــاء