هو تميم بن أوس بن خارجة ينسب إلى الدار وهو بطن من لخم يكنى أبا رقية بابنة له تسمى رقية لم يولد له غيرها.
ولد رضي الله عنه بفلسطين وكان راهبها وعابدها ثم قدم إلى النبي ﷺ المدينة ليسلم.
قصة إسلام تميم الداري :
كان نصرانيًّا وكان إسلامه في سنة تسع من الهجرة وقد صحب تميم رسول الله ﷺ وغزا معه وروى عنه، وكان يسكن المدينة ثم انتقل منها إلى الشام بعد مقتل عثمان رضي الله عنه .
من أهم ملامح شخصية تميم الداري :
كثرة العبادة :
تميم رضي الله عنه ممن اشتهروا بكثرة العبادة وقيام الليل وتلاوة القرآن.
عن مسروق قال: قال رجل من أهل مكة: هذا مقام تميم الداري لقد رأيته ذات ليلة حتى أصبح أو قرب أن يصبح يقرأ آية من كتاب الله ويركع ويسجد ويبكي: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [الجاثية: 21].
وفي شعب الإيمان أن تميمًا الداري كان يختم القرآن في كل سبع.
وعن صفوان بن سليم قال: قام تميم الداري في المسجد بعد أن صلى العشاء فمر بهذه الاية: {تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ} [المؤمنون: 104], فما خرج منها حتى سمع أذان الصبح.
ورع تميم الداري :
- في هذهِ الآيةِ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ المَوْتُ} . قال : برئَ الناسُ منها غيري وغيرِ عَديِّ بنِ بَدَّاءٍ ، وكانا نصرانييْنِ يختلفانِ إلى الشامِ قبلَ الإسلامِ ، فأتيا الشامَ لتجارتهما ، وقَدِمَ عليهما مولىً لبني سهمٍ – يُقالُ لهُ : بُدَيْلُ بنُ أبي مريمَ – بتجارةٍ ومعَهُ جامٌ من فضةٍ يريدُ بهِ المَلِكَ وهو عُظْمُ تجارتِهِ ، فمرضَ ، فأوصى إليهما ، وأمرهما أن يُبَلِّغَا ما ترك أهلَهُ . قال تميمٌ : فلمَّا مات أخذنا ذلك الجامَ فبعناهُ بألفِ درهمٍ ، ثم اقتسمناهُ أنا وعديُّ بنُ بَدَّاءٍ ، فلمَّا أتينا إلى أهلِهِ دفعنا إليهم ما كان معنا ، وفقدوا الجامَ ، فسألونا عنهُ ، فقلنا : ما ترك غيرَ هذا ، وما دَفَعَ إلينا غيرَهُ . قال تميمٌ : فلمَّا أسلمتُ بعد قدومِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ المدينةَ تأثَّمتُ من ذلك ، فأتيتُ أهلَهُ ، فأخبرتهم الخبرَ ، وأدَّيْتُ إليهم خمسمائةِ درهمٍ ، وأخبرتهم : أنَّ عندَ صاحبيَّ مثلها ، فأَتَوْا بهِ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، فسألهم البينةَ ، فلم يجدوا ، فأمرهم أن يستحلفوهُ بما يُعَظِّمُ بهِ على أهلِ دِينِهِ ، فحلف ، فأنزل اللهُ : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ المَوْتُ} إلى قولِهِ : {أَوْ يَخَافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ } . فقام عمرو بنُ العاصِ ، ورجلٌ آخرُ فحلفا ، فنُزِعَتِ الخمسمائةِ درهمٍ من عديِّ بنِ بَدَّاءٍ
الراوي : تميم الداري | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي
الصفحة أو الرقم: 3059 | خلاصة حكم المحدث : غريب وليس إسناده بصحيح
إيجابية تميم الداري :
تظهر إيجابيته رضي الله عنه من خلال مقترحاته على النبي ﷺ فعن ابن عمر: أن النبي ﷺ لما بدن قال له تميم الداري: ألا أتخذ لك منبرًا يا رسول الله يجمع أو يحمل عظامك؟ قال: "بلى", فاتخذ له منبرًا.
وكان رضي الله عنه أيضًا صاحب اقتراح إضاءة المسجد بالقنديل والزيت وكانوا لا يسرجون قبل ذلك إلا بسعف النخل وقد بعث رضي الله عنه خمسةً من غلمانه لهذا الغرض وكان اسم أحدهم "فتحًا" فسماه النبي ﷺ سراجًا.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أول من أسرج في المسجد تميم الداري.
من مواقف تميم الداري مع الرسول ﷺ :
قال عكرمة لما أسلم تميم رضي الله عنه قال: يا رسول الله, إن الله مظهرك على الأرض كلها, فهب لي قريتي من بيت لحم, قال: هي لك وكتب له بها, قال: فجاء تميم بالكتاب إلى عمر, فقال: أنا شاهد ذلك فأمضاه.
وعن زيد بن عامر قال: قدمت على النبي ﷺ فأسلمت. فقال النبي ﷺ لتميم الداري: "سلني". فسأله بيت عينون ومسجد إبراهيم فأعطاهن إياه وقال النبي ﷺ : "يا زيد سلني", قلت: أسألك الأمن والإيمان لي ولولدي فأعطاني ذلك.
موقف تميم الداري وغلامه مع رسول الله ﷺ :
قدم سراج مولى تميم الداري على النبي ﷺ في خمسة غلمان لتميم وأسرج في مسجد النبي ﷺ بالقنديل والزيت وكانوا لا يسرجون قبل ذلك إلا بسعف النخل، فقال رسول الله ﷺ : "من أسرج مسجدنا", فقال تميم الداري: غلامي هذا. فقال: "ما اسمه؟", فقال: فتح، فقال النبي ﷺ : "بل اسمه سراج", قال: فسماني رسول الله ﷺ سراجًا.
حديث النبي ﷺ عن تميم الداري :
عن فاطمة بنت قيس: أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جاء ذاتَ يومٍ مُسرِعًا فصعِد المِنبَرَ فنُوديَ في النَّاسِ : الصَّلاةَ جامعةً فاجتمَع النَّاسُ فقال : ( أيُّها النَّاسُ إنِّي لم أَدْعُكم لرغبةٍ ولا لرهبةٍ نزَلَتْ ولكنَّ تميمًا الدَّارِيَّ أخبَرني أنَّ ناسًا مِن أهلِ فِلَسْطينَ ركِبوا البحرَ فقذَفَتْهم الرِّيحُ إلى جزيرةٍ مِن جزائرِ البحرِ فإذا هم بدابَّةٍ لا يُدرَى أذَكَرٌ هو أم أنثى مِن كثرةِ الشَّعَرِ فقالوا : مَن أنتِ ؟ قالت : أنا الجسَّاسةُ قالوا : أخبِرينا قالت : ما أنا بمُخبِرَتِكم ولا مُستخبِرَتِكم ولكنْ ها هنا مَن هو فقيرٌ إلى أنْ يُخبِرَكم وإلى أنْ يستخبِرَكم فأَتَوُا الدَّيْرَ فإذا برجُلٍ مريرٍ مُصفَّدٍ بالحديدِ فقال : مَن أنتم ؟ قالوا : نحنُ العرَبُ قال : هل بُعِث النَّبيُّ ؟ قالوا : نَعم قال : فهل تبِعَتْه العرَبُ ؟ قالوا : نَعم قال : ذلك خيرٌ لهم قال : ما فعَلَتْ فارسُ ؟ قالوا : لم يظهَرْ عليها قال : أمَا إنَّه سيظهَرُ عليها ثمَّ قال : ما فعَلَتْ عَيْنُ زُغَرَ ؟ قالوا : تدَفَّقُ مَلْأَى قال : فما فعَل نخلُ بَيْسانَ ؟ قالوا : قد أطعَمَ أوائلُه فوثَب عليه وَثْبةً حتَّى خشِينا أنْ سيغلِبُ فقُلْنا : مَن أنتَ ؟ قال : أنا الدَّجَّالُ أمَا إنِّي سأطَأُ الأرضَ كلَّها إلَّا مكَّةَ وطَيْبةَ ) فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( أبشِروا معشَرَ المُسلِمينَ هذه طَيْبةُ لا يدخُلُها )
الراوي : فاطمة بنت قيس | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم: 6789 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه
من مواقف تميم الداري مع الصحابة :
موقفه مع سيدنا عمر رضي الله عنهما :
عن حميد بن عبد الرحمن أن تميمًا استأذن عمر في القصص سنين ويأبى عليه, فلما أكثر عليه قال: ما تقول قال: أقرأ عليهم القرآن وآمرهم بالخير وأنهاهم عن الشر, قال عمر: ذاك الربح, ثم قال: عظ قبل أن أخرج للجمعة، فكان يفعل ذلك فلما كان عثمان استزاده فزاده يومًا.
من مواقف تميم الداري مع التابعين :
عن محمد بن عقبة القاضي عن أبيه عن جده قال: أتينا تميمًا الداري وهو يعالج علف فرسه بيده فقلنا له: يا أبا رقية أما لك من يكفيك؟ قال: بلى, ولكني سمعت رسول الله ﷺ يقول: منِ ارتبطَ فَرَسًا في سبيلِ اللهِ ، ثُمَّ عالَجَ عَلَفَهُ بيدِهِ ، كان لَهُ بكلِّ حبَّةٍ حسنَةٌ
الراوي : تميم الداري | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 6008 | خلاصة حكم المحدث : صحيح |
بعض ما رواه تميم الداري عن االنبي ﷺ :
روى مسلم بسنده عن تميم الداري أن النبي ﷺ قال: الدِّينُ النَّصيحةُ قلنا : لمن ؟ قال : للَّهِ ولكتابِهِ ولرسولِهِ ولأئمَّةِ المسلمينَ وعامَّتِهم .
الراوي : تميم الداري | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 55 | خلاصة حكم المحدث : صحيح |
وعن تميم الداري عن النبي ﷺ قال: " أوَّلُ ما يحاسَبُ بهِ العبدُ يومَ القيامةِ صلاتُهُ فإن أكملَها كُتِبَت لَه نافلةً فإن لم يَكن أكمَلَها قالَ اللَّهُ سبحانَهُ لملائكتِهِ انظُروا هل تجِدونَ لعبدي مِن تطَوُّعٍ فأكمِلوا بِها ما ضَيَّعَ مِن فريضتِهِ ثمَّ تؤخَذُ الأعمالُ علَى حَسْبِ ذلِكَ
الراوي : تميم الداري | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه
الصفحة أو الرقم: 1181 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
وعنه رضي الله عنه قال سمعت رسول الله ﷺ يقول: ليبلغَنَّ هذا الأمرُ ما بلغ الليلُ والنهارُ ولا يتركُ اللهُ بيتَ مدرٍ ولا وبرٍ إلا أدخله اللهُ هذا الدينَ بعزِّ عزيزٍ أو بذلِّ ذليلٍ عزًّا يعزُّ اللهُ به الإسلامَ وأهلَه وذلًّا يذلُّ اللهُ به الكفرَ , وكان تميمٌ الداريُّ يقولُ عرفت ذلك في أهلِ بيتِي لقد أصاب مَن أسلمَ منهم الخيرَ والشرفَ والعزَّ ولقد أصاب مَن كان منهم كافرًا الذلَّ والصغَارَ والجزيةَ
الراوي : تميم الداري | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم: 6/17 | خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح
من كلمات تميم الداري :
قال تميم الداري رضي الله عنه : " خُذْ مِنْ نَفْسِكِ لِدِينِكَ , وَمِنْ دِينِكَ لِنَفْسِكَ حَتَّى يَسْتَقِيمَ بِكَ الأَمْرُ عَلَى عِبَادَةٍ تُطِيقُهَا " .
ومن أقواله رضي الله عنه : والله لركعة أصليها في جوف الليل في سر أحب إلي من أن أصلي الليل كله ثم أقصه على الناس.
أثر تميم الداري في الآخرين :
روى عنه أربعة عشر من الصحابة والتابعين منهم: عبد الله بن عباس, وقبيصة بن ذؤيب, وعطاء بن يزيد وغيرهم.
وروى له مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وأحمد.
وعن يزيد بن عبد الله قال: قال رجل لتميم الداري:" كيف صلاتك بالليل ؟ فغضب غضبا شديدا ، فقال : والله لركعة أصليها في جوف الليل في السر أحب إلي من أن أصلي الليل كله ثم أقصه على الناس ، فغضب السائل عند ذلك ، فقال : يا أصحاب رسول الله ، الله أعلم بكم إن سألناكم عنفتمونا ، وإن لم نسألكم جفوتمونا ؟ فأقبل تميم عند ذلك على الرجل ، فقال : أرأيت إن كنت مؤمنا قويا وأنا مؤمن ضعيف أكنت ساطيا علي بقوتك فتقطعني ؟ أرأيت إن كنت مؤمنا ضعيفا وأنا مؤمن قوي كنت ساطيا عليك بقوتي فأقطعك ؟ ولكن خذ من نفسك لدينك ومن دينك لنفسك حتى تستقيم لك على عبادة ترضاها " .
وفاة تميم الداري :
توفي رضي الله عنه وأرضاه سنة أربعين من الهجرة.