خلال النهار الواحد يتعرض الإنسان لسيل من الخواطر المختلفة يقدرها الخبراء بخمسين ألف، بعضها تعرض عليه كفكرة، وبعضها كحالة نفسية مثل الغضب والخوف والتشاؤم، ولاخيار لأحد في منع حدوث ذلك له، فشئنا أم أبينا فإن هذا العدد من الأفكار والخواطر والحالات يتعرض لها كل واحد منا في كل يوم على كل حال، إنما الأمر المهم هو كيفية التعامل مع هذا الكم الهائل من الخواطر والافكار والحالات.
تتعامل خواطرك السلبية
هناك تقريبا ثلاث خيارات أمام الإنسان:
الأول: التفاعل مع كل ما يعرض له.
الثاني: تجاهل كل ذلك جملة وتفصيلا.
الثالث: التأمل في ذلك، وتجاهل ما هو سلبي، والتفاعل مع ما هو إيجابي ونافع ومفيد.
ولعل تجاهل الأمور السلبية من أفضل أساليب وأكثرها فاعلية لتنعم بالسلام الداخلي، فعندما تطرأ عليك خاطرة ما، فهي مجرد خاطرة ليس أكثر، وهذه الخاطرة لا يمكن أن تسبب لك أي ضرر بدون إرادتك أنت، فمثلا، إذا طرأت لديك فكرة من الماضي كأن تقول: "إنني بائس لأن أبوي لم يعملا في وظيفة مرموقة".
تتعامل خواطرك السلبية
وفي هذه الحالة يتولد عندك اضطراب داخلي، وقد تعطى هذه الفكرة أهمية حتى تسيطر على عقلك وتقنع نفسك أنك غير سعيد
إن هذه الطريقة تحتاج لتمرين طويل ولكنها تستحق المجهود الذي يبذل من أجلها، فمثلا، إذا كنت معتادا على التوتر عندما تسوء معك الأمور، فإن حياتك للاسف تكون انعكاسا لهذه التصرفات، وسوف تصاب بالإحباط لأنك تمارس هذا الإحباط بنفسك.
وبالمثل أيضا، يمكنك أن تختار أن تضفي على نفسك صفات العطف والصبر وهكذا فإن الممارسة لهذه الصفات سوف تجعلك تصل إلى حالة روحية جيدة، إذا فمن المهم أن تكون حريصا في اختيار سلوكياتك وتصرفاتك
ترى هل سبق أن قلت لنفسك: "إني بحاجة لأن أقضي وقتا أطول مع نفسي"، أو " أريد أتعلم فن التأمل"، ولم تجد الوقت لتقوم بذلك؟.
للأسف إن أناسا كثيرين يقضون وقتا أطول يغسلون سياراتهم أو يشاهدون برامج التلفزيون التي لا يستمتعون بها اكثر من الوقت الذي يقضونه في القيام بالأمور الأخرى التي تفيد قلوبهم، إنك إذا تذكرت دائما أن ما تمارسه سيصبح سمة مميزة لشخصيتك، فإنك لا شك سوف تسلك أنواعا من السلوك غير تلك تسلكها الآن.