الله يحييك ببحر الامل هـنـا

♥ ☆ ♥ فعاليات بحر الامل ♥ ☆ ♥
فعاليات طابور التميز في بحر الأمل حياكم
عدد  مرات الظهور : 63,839,648 فعالية أفضل مشارك
عدد  مرات الظهور : 63,839,665 اطرح 20موضوع واكسب مع بحر الامل 3000 م +300ت - منتديات بحر الامل
عدد  مرات الظهور : 63,839,710 اطلب تصميمك ۩{ بحر ريشة مبدع لطلبات الأعضاء الحصرية}۩
عدد  مرات الظهور : 63,839,598 تعالوا عرفونا على انفسكم - منتديات بحر الامل
عدد  مرات الظهور : 63,839,536
♥ ☆ ♥اعلانات بحر الامل ♥ ☆ ♥
مركز تحميل بحر الامل
عدد  مرات الظهور : 87,222,767

 
العودة   منتديات بحر الامل > ~":: بحر الامل الاسلامي ::"~ > ۩{ الحديث الشريف}۩
 

الملاحظات

۩{ الحديث الشريف}۩ قَسَمَ مَخَصَصَ لَلَاَحَاَدَيَثَ اَلَشَرَيَفَهَ ..

إنشاء موضوع جديد إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 2020-09-15, 03:51 AM
احساس غير متواجد حالياً
اوسمتي
وسام فائزه وسام الالفيه 45 اوفيا المنتدى قطار بحر الأمل وسام المسابقة الرمضانيه اوفيا المنتدى 
 عضويتي » 234
 جيت فيذا » 28-02-2019
 آخر حضور » 2021-03-16 (02:54 AM)
آبدآعاتي » 46,754
الاعجابات المتلقاة » 4083
الاعجابات المُرسلة » 3939
 حاليآ في » في قلب مغليني
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Male
آلقسم آلمفضل  » الاسره
آلعمر  » 25سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » احساس has a reputation beyond reputeاحساس has a reputation beyond reputeاحساس has a reputation beyond reputeاحساس has a reputation beyond reputeاحساس has a reputation beyond reputeاحساس has a reputation beyond reputeاحساس has a reputation beyond reputeاحساس has a reputation beyond reputeاحساس has a reputation beyond reputeاحساس has a reputation beyond reputeاحساس has a reputation beyond repute
مشروبك  » مشروبك   fanta
قناتك   » قناتك sama
ناديك  » اشجع ithad
مَزآجِي  »
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي نور البيان في مقاصد سور القرآن



نور البيان في مقاصد سور القرآن

"سلسلة منبريّة ألقاها فضيلة شيخنا الدكتور عبد البديع أبو هاشم رحمه الله، جمعتها ورتبتها وحققتها ونشرتها بإذن من نجله فضيلة الشيخ محمد عبد البديع أبو هاشم".
سورة النساء


الحمد لله رب العالمين، نحمده -سبحانه و-تعالى- ونستعينه ونستهديه ونتوب إليه ونستغفره، ونعوذ به سبحانه من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، ولن تجد له ولياً مرشداً.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، نادى على خلقه جميعاً؛ فقال: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: 1].

وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله، وصفوته من خلقه وخليله، بشريعة ربه بين حق كل ذي حقٍّ، وأعطى للرجل حقه، وأعطى للنساء حقوقهن، وحقق لليتامى حقوقهم، ولم يترك شيئاً إلَّا ودلنا عليه.
نشهد أنه بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح للأمة، وكشفت به الغمة، وجاهد في الله حقَّ جهادٍ حتَّى أتاه اليقين.

صلِّي يا ربنا وسلَّم وبارك وتكرَّم على هذا النبي الكريم، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه وتمسك بسنته إلى يوم الدين، وصلِّ علينا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.

أمَّا بعدُ:
أيُّها الإخوة المسلمون عباد الله، فعلى مسيرتنا المباركة بعون الله –-تعالى- مع مقاصد سور القرآن الكريم؛ نتعرف عليها ونتطلع إليها؛ لننظر بشكل إجمالي ما في هذه السورة، وماذا يريد الله أنْ يقول لنا من خلالها، والتفصيل له حديثٌ آخر، وفقنا الله وإياكم إلى الخير.

وموعدنا اليوم مع سورة النساء، وهي السورة الرابعة في المصحف، والثالثة من السبع الطوال؛ التي هي: (البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، ويونس).
وقيل: الأنفال مع التوبة هي السابعة[1].

هذه اسمُها السبع الطوال؛ لأنَّها أطول سور في القرآن، وثالثتها سورة النساء، هكذا سمَّاها الله -تعالى- بهذا الاسم اللطيف النساء؛ إشارة إلى قطاع كبيرٍ في البشرية، ليس هو نصف البشرية، بل يبدو أنَّه أكثر النصفين عددًا، كما قال -تعالى-: ﴿وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً؛ أي: ونساءً كثيرات، أو أنَّ الله -تعالى- خلق النِّساء أكثر من الرجال.

فلما وصف الجنسين أو النوعين وصف القليل بالكثرة؛ أمَّا الكثير بطبيعته؛ فلا يحتاج إلى وصف بالكثرة؛ فقال: ﴿رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً، فالنساء في منظور الإسلام هُنَّ القطاع الأكبر عدداً أو المساوي على الأقل لقطاع الرجال، وهذه نظرةٌ ابتدائيةٌ تعظِّم وتكرِّم هذا الجنس من البشر؛ جنس النِّساء.

سمَّى الله -تعالى- هذه السورة بهذا الاسم كما هو أرجح القولين عند العلماء؛ أنَّ أسماء السور كلِّها إنِّما هو من عند الله -تبارك وتعالى-، فهذه السورة معروفة باسمها هذا منذ أنْ أنزلها الله -تعالى-؛ فقال ابن مسعود: قال لي النبي -صلى الله عليه وسلم-: «اقرأ عليَّ القرآن يا ابن مسعود، فقلت: أقرأ عليك وعليك أُنزل يا رسول الله؟ قال -عليه الصلاة والسلام-: إني أحب أن أسمعه من غيري، فقرأت من سورة النساء، حتَّى إذا بلغت قول الله -تعالى-: ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا﴾ [النساء: 41]؛ قال النبي -صلى الله عليه وسلم- حسبك، فرفعت بصري فإذا عيناه تذرفان»[2].

بكى النبي -عليه الصلاة والسلام- من هذه الآية ولم يتحمل سماع أكثر من ذلك؛ ليتفكر في هذه المسئولية العظيمة؛ فالشاهد في هذه الرواية أنَّ ابن مسعود سمَّى هذه السورة باسمها؛ النساء، فكان الصحابة يعرفونها بهذا الاسم.
وأمنا عائشة -رضي الله تعالى عنها- ذكرت اسمها كذلك، فيما سنذكره الآن إن شاء الله.

وحذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- قال: «صلَّى بنا النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- ليلةً فاستفتح سورة البقرة، فقلت: يركع عند المائة؛ -يعني: عند المائة آية؛ يقرأ مائة آية وسيركع-، فلم يركع، فقلت: يركع عند المائتين، فلم يركع، فقلت: يركع بها؛ -ينتهي من سورة البقرة ويركع-؛ فلم يركع، واستفتح سورة النساء؛ -ولم يقرأ سورة آل عمران- فاستفتح سورة النساء؛ فقلت: يركع بها، فاستفتح بعدها سورة آل عمران ثُمَّ ركع»[3].

فهكذا كانت معروفة على عهد النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- بهذا الاسم إلى أنْ وصلتنا إلى الآن، وإلى أن تقوم الساعة -إن شاء الله- بهذا الاسم المعروف، مما يدل على أنَّ هذه الأسماء توقيفية من عند الله -تبارك وتعالى-، وصدق ربنا؛ إذ قال: ﴿وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا﴾ [النساء: 82].

نزلت هذه السورة بعد الهجرة؛ ولذلك فهي تُعدُّ من السور المدنية؛ يقال عنها: سورةٌ مدنية؛ يعني: نزلت بعد الهجرة.
ومعظم آياتها نزلت كذلك في أرض المدينة، ولذلك فهي سورةٌ مدنية، وتنص على ذلك أمنا عائشة -رضي الله عنها-؛ إذ تقول: ما نزلت سورة البقرة والنساء إلَّا وأنا عنده صلى الله عليه وسلم[4]؛ أي: وأنا عنده زوجة.

بعدما تزوجها نزلت سورة البقرة ونزلت سورة النساء؛ لم تنزلا في توقيتٍ واحدٍ؛ فكانت البقرة أسبق؛ من أوائل ما بدأ نزوله في المدينة بعد الهجرة سورة البقرة، سورة النساء بدأت بعد ذلك بفترة.
اختلف العلماء في هذا؛ حسب الوقائع التي حدثت؛ فقيل: بدأت في العام الثالث.
وقيل: بدأت في العام الخامس.
وقيل: بدأت في العام السابع[5].
أيًّا ما كان؛ فهي في العشر سنين، أو العشرة أعوام التي كانت في المدينة؛ فهي سورة مدنية؛ وهذا يُعرف من خلال موضوعاتها.

هذه السورة ليس لها فضلٌ خاص؛ بحيث يقال: من قرأ سورة النساء فله كذا، كما قيل في سورة البقرة، وكما قيل في سورة آل عمران؛ كلٌّ منهما يقال لها: زهراء؛ وسماهما النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- (الزهراوين): «اقرءوا الزهراوين فإنِّهما يأتيان يوم القيام وكأنَّهما غمامتان، أو قال: غيايتان، أو فرقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما يوم القيامة»[6]؛ البقرة، وآل عمران.
«سورة قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن»[7]، وهكذا بعض السور لها فضلٌ خاص.

أمَّا سورة النساء؛ فليس لها فضلٌ خاص، ولا يثبت هذا الفضل إلَّا من قول رسول الله -عليه الصلاة والسلام- مبلغاً عن الله في القرآن أو بلفظه في السنّة، فلا يعرف هذا الفضل بالاجتهاد، وليس معنى ذلك أنَّ سورة النساء سورةٌ ليس لها فضلٌ بالمرة، أو فضلها ناقص، أو أنَّها مفضولة عن غيرها؛ لا، كل القرآن عظيم، كل القرآن كلام الله؛ والله قال عن القرآن كلِّه: ﴿اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا﴾ [الزمر: 23].

وكل سورة في القرآن تعتبر وحدها معجزة؛ سواءٌ لها فضلٌ خاص أو ليس لها؛ فهي معجزة تثبت أن القرآن من عند الله؛ لأنَّ الله قال: ﴿وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ [البقرة: 23]؛ فتحدى الله بسورة واحدة؛ أيًّا كانت هذه السورة؛ سورة النساء، سورة البقرة، سوءة الإخلاص، سورة الفلق، الناس؛ أيِّ سورة.
كل سورة تعتبر معجزةً تحدَّى الله بها الكافرين؛ فلم يستطيعوا أنْ يأتوا بمثلها.

فسورتنا هذه لها فضلٌ عظيم هو الفضل العام الثابت للقرآن، وهي في ذاتها معجزة، ومن قرأها كما يقرأ القرآن؛ فله بكل حرف منها حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، أفضالٌ عظيمة، من قرأها أو قرأ غيرها من السور في أزمة أو ملمة؛ كشف الله كربته وقضى الله حاجته؛ حيث تقرب إلى الله بقراءة شيءٍ من كلامه؛ فهذه قربة يتقرب بها العبد من الله؛ يستوي فيها القرآن كله، وهكذا، فليس معنى أنَّ هذه السورة أو غيرها ليس لها فضيلةٌ مخصوصة؛ ليس معنى ذلك أنَّها معدومة الفضل أو ناقصة الفضل؛ إنِّما فضلها عظيم، غير أنَّ بعض السور جعل الله لها خصوصيةٌ معينة، وكان قد سبق لنا حديثٌ في ذلك، آياتٌ وخصوصيات.

سورة النساء تناولت موضوعات عديدة، نذكر رؤوسها؛ لطولها وكثرة موضوعاتها، بدأت السورة في الآية الأولى منها ببيانِ أنَّ البشرية كلها أسرة واحدة، وينبغي عليهم كأسرة واحدة مهما كبرت وانتشرت في الأرض، ينبغي على هذه الأسرة البشرية أنْ تتواصل بما بينها من أرحام، وأنْ ترعى حقِّ القراباتِ، وأنْ تحافظ على هذه الصِّلات؛ حتَّى يعيش الناسُ كلهم في وئامٍ وتعايشٍ كريم، ووطنية واحدة في العالم كلِّه؛ ليس في بلدٍ معين، أو بين بلدين، وإنِّما في العالم كلِّه يتعايش الناس البشرَ بما بينهم من هذه الأرحام والصِّلات؛ يتعايشون عيشةً سلميةً طيبة هنيئة متعاونة هادئة فيها سكينة ورحمة، فبينهم علاقة الرحم؛ ولذلك تلاحظ -أخي الكريم- أنَّ القرآن الذي نزل في المدينة كثر فيه النداء على المؤمنين أو على المجتمع المخاطب بالقرآن بعد الهجرة؛ يخاطب المؤمنين بقوله: ﴿يا أيها الذين آمنوا﴾، ويكلم أهل الكتاب -اليهود والنصارى- بقوله: ﴿يا أهل الكتاب﴾.

أمَّا كلمة ﴿يا أيها الناس﴾؛ فكثرت في مكة قبل الهجرة[8]، ومع ذلك؛ وهذه السورة توصي بأحكام وآداب يغلبُ عليها الطابع والشكل الاجتماعي؛ إلَّا أنَّ الله -تعالى- يستفتحها بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ[9]، وكان المنتظر أن تستفتح السورة بقول الله -تعالى- ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا، فلماذا نادى على الناس جميعاً؟

لأنَّ الناس كلهم يرتبطون فيما بينهم بأرحام، وإن اختلف الدين، وإنْ اختلفت اللغات، وإنْ تباعدت البلاد؛ فالبشرية كلها أسرة واحدة، كما بينها الله أكثر وأكثر في سورة الحجرات؛ فقال: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [الحجرات: 13].

﴿خلقناكم من ذكر وأنثى﴾؛ يعني: أبوكم واحد، وأمكم واحدة؛ فأنتم أفراد في هذه الأسرة الكبيرة تربط بينكم أخوة الرحم.
هذا أول موضوعاتها؛ ويعتبر تأسيساً للأحكام التالية.

بعد ذلك تحدث الله -تعالى- بحديث يحقق حقوق اليتيم؛ لأنَّ اليتيم في الجاهليات دائمًا يُظلم ويُبغى عليه ويُؤكل حقه، والأوصياء في الجاهليات غير مؤتمنين ولا أمانة لهم؛ فيأكلون أموال اليتامى ظلماً، وخاصةً إنْ كانت يتيمةً من النساء؛ فإنَّ اليتيم الذكر غداً سيصير رجلاً، وغداً سيعلم ما جرى له وما وقع عليه من ظلم وما ضاع منه من حقوق، وقد صار رجلاً فارساً قوياً؛ له ذراعٌ قوية، فإذا به يحاول استعادة حقوقه ولو بالضرب والحرب.

أمَّا تلك اليتيمة؛ فقد اجتمع عليها ضعف الأنوثة مع ضعف اليُتم مع ضعف إهمال الجاهلية لها؛ هذا ضعفٌ شديد.
أهل الجاهليات يهينون النِّساء جداً؛ بوضعهن في غير مقامهن، بالمرأة لا ترد قدرها ولا تعرف حقها، إذا لم يحكَّم فيها ولا لم تُحكم بشريعة الله -تبارك وتعالى-؛ فمن -هنا- أكد الله في هذه السورة التي تسمَّى بسورة النساء؛ أكد على حقِّ اليتامى، وخاصةً يتامى النساء؛ وقال الله -تعالى-: ﴿وَيَسْتَفْتُونَكَ﴾ [النساء: 127] في داخل السورة غير ﴿يَسْتَفْتُونَكَ[10] [النساء: 167] في آخر السورة، وذكر أنَّ الناس سيسألون عن يتامى النساء؛ وأجاب الله على هذا الاستفتاء، ولقن النبي -عليه الصلاة والسلام- الجواب؛ فكان في هذه السورة اهتمامٌ كبير باليتامى، واهتمامٌ خاصٌ بيتامى النساء.

وقول الله -تعالى- في الآية الثالثة في هذه السورة بعد ما قال في الثانية ﴿وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ [النساء: 2]؛ قال في الثالثة: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى [النساء: 3]؛ يقصد: يتامى النساء؛ لذلك قال بعدها: ﴿فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ؛ فكان الرجل يتزوج اليتيمة ليس حباً فيها ولا استحساناً لها وإنِّما طمعاً في أموالها؛ فلا يلومه أحدٌ على أنَّه يأكل مال اليتيمة؛ فإنه سيرد ساعتها ويقول: إنِّها زوجتي، وما أدخلك أنت بيني وبين زوجتي، أنا وزوجتي أحرار، هذا مال زوجتي وأنا أرعاه وأستثمره؛ بينما هو يأكله ويدمره، لكن يبرر ظلمه هذا؛ بأنَّه زوجها، وأنَّها امرأته، فكان يتزوجها ويظلمها، فأرشد الله المسلمين إنْ خافوا على أنفسهم من زواجهم لليتيمة رُبَّما يظلمها، فلا داعي لها وتزوج غيرها من شئت، وأمامك اثنتان وثلاث وأربعاً؛ تزوج ما شئت في حدود هذا العدد من غير هذه اليتيمة وأمثالها؛ حتَّى لا توقع نفسك في ظلمٍ للأيتام، كما أخذ هذا الحديث بحكم الحديث عن الزواج باليتيمة؛ أخذ طرفاً للحديث عن الزواج، وبالمرة الأخطاء والمظالم التي كان يقع بها الزوج على زوجته المرأة.

كانت النساء مظلومات في الجاهلية كثيراً؛ فيتزوجها زوجها ولا يدفع لها مهراً في غالب الأحيان، إن كانت يتيمةً هكذا، فقد مات وليها، وإن دفع لها مهراً ولها ولي أخذ الولي مهرها ولم يعطها شيئاً؛ فهي مأكولة لزوجها، أو فريسة لأبيها ووليها، نهى الله عن هذا، وقال: ﴿وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً﴾ [النساء: 4]؛ المرأة تأخذ صداقها، أو وليها يستلمه من زوجها؛ نعم، ولكن يبلغه للمرأة، هذا حقها.

وهكذا استطرد الحديث إلى الرجل الذي يريد أنْ يغير زوجته، كبرت عنده، أو قضى وطره منها وما عادت له فيها رغبةٌ شديدة ورأى أحسن منها؛ فيريد أنْ يذهب بهذه ويأتي بأخرى؛ فكان كثيرٌ من الرجال يضيقون على نسائهم، ويضايقون أزواجهم من النساء؛ يضيّق عليها ويضطرها إلى أنْ تقول: خذْ ما تشاء، أعطيك ما تريد ولا خلصني، خلصني من هذا الهم ومن هذا الكرب، طلقني بأيِّ شكلٍ.

فيقول لها: ردي عليَّ مهري؛ فترد عليه مهره وتذهب؛ تزوجها واستمتع بها فترة طويلة أو قصيرة ومجاناً وبدون ثمن؛ فقد استرد العوض الذي دفعه عند الزواج، وبهذا العوض وبهذا المهر المسترد يتزوج غيرها، ثُمَّ يفعل معها كذلك، وهكذا بمهر واحد يتزوج عديداً من النِّساء، نهى الله عن هذا الظلم وأنصف المرأة والنساء؛ فقال: ﴿وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا [النساء: 20]، لو كنت أعطيت زوجتك قنطاراً من ذهبٍ مهراً؛ ﴿فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا * وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا﴾ [النساء: 20، 21]، وهكذا طالما الأمر تطرَّقَ إلى الزواج وإلى حقوق الزوجة وما إلى ذلك؛ فكان هناك زواجٌ باطلٌ في الجاهلية، وهو الزواج ببعض المحارم؛ فربما تزوج الرجل بامرأة ابنه، أو تزوج الابن بامرأة أبيه بعد طلاقها أو وفاة أبيه؛ وهكذا ربما تزوج بأخته من الرضاع؛ ربما تزوج الرجل المرأة مع أختها أو مع عمتها أو مع خالتها؛ فيجمع بين الاثنين؛ زوجتين معًا، والغيرة بينهما تقطع صلة الرحم؛ فلا تحب المرأة خالتها، ولا تصل أختها، ولا ترضى لعمتها، فتتقطع أوصال المحبة والوصال بسبب الضرارة التي بين الضرائر؛ فنهى الله عن كل ذلك، وبين الحلال والحرام، قال: ﴿وَلا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ﴾ [النساء: 22]، وقال بعد ذلك: ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاتُكُمْ...﴾ [النساء: 23] إلى آخر المحرمات إلى أن قال ﴿وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ﴾ [النساء: 24]، وبيّن الله -تعالى- ضرورة دفع المهر، وسماه أجراً: ﴿فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ [النساء: 25]، لماذا؟

لأنَّهم كانوا يظنون أنَّ المهر هذا هبةً من الرجل لزوجته، لا يعطيها أو يعطيها، ويأخذ مهرها من جديد أو يتركه لها، هو حرٌ في كلِّ شيءٍ، والمرأة لا حيلة لها ولا دخل لها، بيّن الله -تعالى- أنَّ هذا خطأ، وأن المهر حقٌ واجبٌ للمرأة كما يجب الأجر للأجير، ولكن حينما تُعطي المهر لزوجتك لا تعطيها بصورة الأجر؛ خذي ما تعرفين كيف جمعت هذا المال؟ جمعته بشق الأنفس، تعبت فيه كثيراً، خذي هذا دمي وعرقي، وتَمُنَّ عليها وتؤذيها؛ لا، بل يعطيها الرجل عطاءً واجباً، لا بُدَّ أنْ يعطيها المهر ولكنْ بصورة جميلة على هيئة النِحلة، وليست على هيئة النَحلة فيها لدغٌ وقرص؛ إنِّما نِحلة، وهي الهدية والهبة، يقدم لها مهرها بابتسامةٍ لطيفةٍ، وكلماتٍ فيها كرامة وتكريم؛ تفضلي تستحقين أكثر من ذلك، وقدرك عندي أعلى من ذلك، ولكن ما باليد حيلة، هذا ما استطعت جمعَه، ولو استطعت أكثر من ذلك؛ لجعلت لك وزنك ذهباً.

كلامٌ طيب يرضي خاطرها، ويقدم به مهره على أنَّه عوضٌ كريمٌ لزوجته؛ لأنَّها ستفضي إليه بما لم تفض به إلى أبيها ولا أخيها ولا أمها ولا أختها، ولا لأحدٍ في العالمين؛ فهذا له ثمنٌ كبير، لا بُدَّ أنْ نقدره ونقيمه؛ كانت الجاهلية الأولى ورُبَّما الجاهلية الحديثة في بعضِ الناس، كانت تهدر هذا الحق وتضيعه، الإسلام يحققه ويثبته.

تحدثت السورة عن طرفٍ من الطهارة والصلاة، وخاصةً صلاة القصر في السفر، وصلاة الخوف، وصلاة القصر معروفة؛ أن تصلى الرباعية ركعتين فقط، انظر كيف يخفف الله عنَّا أيها المسلمون، انظروا! الصلاة الرباعية تصير اثنتين فقط في السفر؛ بشرط أنْ يكون السفر سفراً في العرف، أو ما فوق ثمانين كيلومتر، بهذا أو ذاك أنت مسافر وعلى سفر، ولو يومياً، تقصر الصلاة، لك رخصة تقصر الصلاة، ولكن أنْ لا تأخذ بالرخصة! ولكن الله يحب أنْ تؤتى رخصه كما يحب أنْ تؤدَّى عزائمه، كما يحب الله منك أنْ تصلي أربع ركعات -الصلاة الرباعية- وأنت في بلدك؛ يحب منك -أيضًا- وهذا يعجبه منَّا أنْ نصلي الرباعية ركعتين، فنقبل الأمر الشديد، ونتقبل من الله هديته بالرخصة المريحة؛ خذ هذا وهذا.

أمَّا الجمع في السفر بين الصلاتين[11] كالظهر والعصر، والمغرب والعشاء؛ فليسَ عذره السفر؛ وإنِّما عذره الانشغال، فإذا كان في السفر شغلٌ أحتاج فيه إلى وقت، الله يأذن لي مع القصر أنْ أجمعَ فأقدم العصر في وقت الظهر؛ أصلي الظهر والعصر بعده مباشرةً عند أذان الظهر، أو أؤخر الظهر إلى العصر؛ حسب وقتي ومشاغلي؛ أرأيتم ديناً يسيراً كهذا؟ أرأيتم رباً رحيماً مثل الله؟ ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى: 11]؛ فقد أتاح لنا ذلك دون أن نطلب، دون أن نشتكي، دون أن نلتمس، هذا فضلٌ منه -سبحانه وتعالى- صدر ابتداءً دون طلب من أحد.

وإذا عدت إلى بلدك؛ فلا تقض ما قصرته، خلاص تُقبل منك عملك على هذا، ويكفي منك ما فعلت ولا قضاء بعد ذلك.

أمَّا صلاة الخوف[12]؛ فهي صلاة تحت أسنة الرِّماحِ والسيوف؛ صلاة في الحرب، ولو في حالة الاشتباك مع العدو؛ تصلي ولا تترك الصلاة، بل تصلون جماعة، هكذا يحبذ الله صلاة الجماعة حتَّى في الحرب؛ فيقوم الإمام وتأتي طائفةٌ تقريباً نصف الجيش يأتي ويصلي مع الإمام، والنصف الآخر يواجه العدو ويصد عن المسلمين، وتصلى هذه الصلاة ركعتين؛ لأنَّها غالباً تكون في سفر، بلْ هي في ظرفٍ أشد من السفر؛ فالرباعية تصلى ركعتين؛ يبدأ الإمام بالمجموعة التي معه ويصلي بهم ركعةً واحدة، ويبقى جالساً، تقوم المجموعة التي معه للركعة الثانية وحدها بغير إمام؛ فتتم ركعتين؛ ركعة مع الإمام، وركعة وحدها وتسلم، ويبقى الإمام جالساً كما هو، إلى أن تذهب هذه الطائفة وتتولى مواقع الاشتباك مع العدو ويأتي الذين لم يصلوا ويقفون خلف الإمام؛ فيقوم لهم ويصلي بهم ركعته الثانية وهي الأولى لهم، ويسلم الإمام وهم يقومون يتمون الركعة الثانية.

هذه اسمها صلاة الخوف، صلاة الحرب؛ لا أدري الذين يجلسون على المقاهي، وفي البيوت، ولديهم صحة ووقت وأمنٌ وطمأنينة ولا يصلون، سبحان الله!

ما أسقط الله الصلاة عن المحارب ولا عن المسافر؛ إنِّما يسر عليهم، فكيف بإنسانٍ لا مسافر ولا محارب ولا مشغول ويقعد عن الصلاة!
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
تتحدث السورة عن هذا بما يسبقه من تيمم أو وضوء وغسل عند الجنابة وما إلى ذلك من أمور الطهارة.

تحدثت السورة عن بعض الأحكام التي يحتاجها المسلمون في حياتهم فيما يخص الأموال وأكلها فيما بينهم؛ أنْ تكون تجارةً صحيحة لا ربا فيها ولا شيء محرم ولا أكلاً بالباطل، وفيما يخص الدماء والقتل الخطأ، وما حكم قتل المسلم عمداً.

قتل المسلم خطئاً فيه صيام شهرين متتابعين، هذه كفارةٌ عن اعتداءنا على حقِّ الله، أننا قتلنا نفساً حرم الله قتلها وإن كان قتلي لها خطئاً، ما كنت أقصد لكن مع ذلك تصوم شهرين متتابعين كفارة القتل الخطأ.

أمَّا حق العباد؛ حق القتيل وأهله، فإن كان مسلماً؛ فله دية، والدية كبيرةٌ علينا في هذه الأيام، ولكن يمكن التفاهم فيها بما يرضي أهل القتيل، فمن كان موسراً؛ فليدفع ما طُلب منه، ومن كان معسراً؛ فلينفق مما آتاه الله، ولا داعي أنْ يشق الناس بعضهم على بعض في هذا، وإنما ينبغي التراحم؛ فإنَّ المال مهما كثر؛ فلن يعيد القتيل، وإن لم نأخذ ديةً فما هُدر دم القتيل ولكن لنا الثوابُ الجزيل عند الله -تبارك وتعالى-: ﴿وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ [البقرة: 237]، ﴿فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ﴾ [البقرة: 178].

أمَّا قتل المؤمن عمداً، وقاتل المؤمن عمداً؛ فجزاؤه جهنم، هكذا حكم الله -تعالى-: ﴿فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا﴾ [النساء: 93]، ولذلك بعض العلماء رأى أنَّ قاتل المؤمن مخلدٌ[13]، مع أنَّ القتل كبيرةً من الكبائر وليست كفراً، ولكن من ظاهر الآية قال: إنَّ قاتل المسلم مخلد في النار، وقال النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار، قيل: يا رسول الله هذا إن كان قاتلاً، فكيف إن كان مقتولاً؟ قال: إنه كان حريصاً على قتل صاحبه»[14]؛ لو تمكن هو لقتل صاحبه وبالتالي فهما الاثنان في النار؛ لأنَّ كل واحد منهما خرج رافعاً سلاحه وعازماً على قتل أخيه المسلم، معنى ذلك أنَّه لا يُقتل المسلم إلى خطئاً، قال الله -تعالى- ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً﴾ [النساء: 92]؛ يصطاد عصفوراً فجاءت الطلقة في مسلم فمات، يمشي بالسيارة فجاء المسلم أمامه فلم يدرك أنْ يعافيه أو يتلاشاه فقتله، طبيبٌ يعالجه فاجتهد فكان الدواء في غير محله فمات؛ ما كان يقصد القتل، فهذا عليه كفارة صيام شهرين متتابعين، وأنْ يؤدي ديةً إلى أهل القتيل، إلا أن يعفو صاحب الحق.

تكلمت السورة عن بعض ما يجري من اليهود وأهل الكتاب مع المسلمين من خيانات ومحاولات لإضلال المسلمين وصرفهم عن دينهم؛ حيث كان اليهود يسكنون في أطراف المدينة ويختلطون بالمجتمع المسلم هناك، والنبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- عقد معهم معاهدات السلام والأمان، فكان بحكم هذا -وكما عرفنا من أول السورة- بينهما تعايش -بين فئة المؤمنين وفئة أهل الكتاب- كان بينهما تعايش وتبايع وشراءٌ في الأسواق وهكذا، وتعاملات مالية، فهذا أمرٌ مباح في الحياة، نتعايش جميعاً وإنْ اختلف الدين في سلْم وأمان.

ولكن اليهود لا عهد لهم ولا ذمة؛ فكانوا يفعلون الأفاعيل بالمسلمين؛ فلأنَّ السورة مدنية نزلت في العهد المدني؛ فطبيعة الحال علَّقت على بعض الأحداث التي حصلت من اليهود مع المؤمنين، وخاصةً محاولة إضلال اليهود للمؤمنين عن دينهم، وهذا شأنٌ دائمٌ لهم من أيام رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- إلى أيامنا؛ حيث الحملات المنتشرة في العالم التي تقصد تهويد العباد أو تنصيرهم إلى دين غيرِ دين الإسلام، لا يكلمون من لا دين له ليدخلوه في اليهودية أو النَّصرانية، وإنِّما يحاولون مع المسلمون أنفسهم ليتركوا دينهم وليتخلوا عن إسلامهم، وهذا ما يسمَّى بالحرب الفكرية، وهذا موجود من عهد رسول الله -عليه الصلاة والسلام- فلا تأمنوا شَرَّه واحفظوا دين الله في قلوبكم وفي نفوسكم، واحذروا من غيرِ المسلمين أنْ يكلموكم في مثل هذا؛ حينما يفتحون الباب لهذه المناقشة؛ قل له بكل هدوءٍ وسلام: ﴿لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ﴾ [الكافرون: 6]؛ أنت بدينك، وأنا بديني، وكل يعبد الله على ما يعلم؛ والحساب يوم القيامة، والحساب يوم القيامة سيرى كل فريق نتيجة إيمانه ونتيجة تدينه وعمله؛ ﴿فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ [التوبة: 105].

تخلل هذه الموضوعات حديثٌ عن بعضِ المواعظ، وبعض النصائح للمجتمع المسلم، والتوجيهات والآداب اللطيفة والتي تزين المجتمع المسلم.

هكذا أحبتي سورة النساء؛ سورةٌ اشتملت المجتمع المسلم كله؛ لأنَّها نزلت على فترة طويلة، أقلُّ ما قيل فيها ظلت تنزل على مدار ثلاث سنوات أو أكثر من ذلك، وبالتالي اشتملت أحداثاً كثيرة؛ فهي سورة من السورة التي تنظم المجتمع المسلم في جميع شئونه، تساهم في هذا البناء الكبير في كل لبنة، وفي كل جانب من جوانب المجتمع، لكن اسمها النساء، وهدفها نصرة الضعيف، وخاصةً من اشتد ضعفه كالمرأة اليتيمة في الجاهلية؛ ففيها ضعف الأنوثة، وفيها ضعف اليتم، وفيها الضعف الثالث الذي تجده في الجاهليات، تُوجَّه وتُؤمر؛ فلا إرادة لها ولا خيار لها؛ فهذه الضعيفة جداً جعل الله لها سورة في القرآن باسمها واسم جنسها؛ سورة النساء.

وليس في القرآن سورةٌ للرجال؛ إذاً ندرك من هذا أنَّ الإسلام أكرم المرأة إكراماً عظيماً، ونصرها وناصرها على طول حياتها، وحقق لها حقوقها، وأوجبها على الرجال.

وفي السورة كمٌ كبيرٌ من الآيات التي يأمر الله فيها الرجال بالإنصاف في معاملة النساء، سواءٌ في المواريث، سواءٌ في الزواج، سواءٌ في غير ذلك، مراعاة حق المرأة؛ وخاصةً إذا كانت يتيمة فهذه أشد الناس ضعفاً وأكثر الناس عجزاً عن استرداد حقها فينصرها الله -تعالى- بهذه السورة.

فلندرك قيمة المرأة في الإسلام وحقوقها العظيمة في القرآن من خلال هذا العنوان العظيم؛ سورةٌ من أطول السور واسمها وعنوانها سورة النساء، وليس في القرآن كله -ولو سورة صغيرة اسمها- سورة الرجال؛ نعم هناك سورة المؤمنون، ولكن المؤمنات داخلات مع المؤمنين، ليست للمؤمنين الرجال فقط، بل هي للمؤمنين من الرجال والمؤمنات من النساء، وكذلك سورة الكافرون -أيضًا- الكافرون من الرجال والكافرات من النساء، الحكم واحدٌ في هذا، أما سورةٌ باسم النوع الخاص سورة النساء؛ فليس لها مقابل سورة الرجال، وهذا يذكرنا دائماً ببطلان كلام الكافرين عن الإسلام.

ويا ليت النساء جميعاً أنْ يسمعن هذا الكلام ويعلمنه أنَّ الإسلام أكرم المرأة ولم يهنها، حافظ عليها ولم يضيعها، حقق حقوقها ولم يبددها؛ كانت المرأة في الجاهلية الأولى لا ذكر لها؛ فكانت رُبَّما توأد بالحياة؛ تدفن في التراب حيَّةً كما تعلمون، نهى الله عن هذا وحرَّرها من هذا القيد؛ وقال: ﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ﴾ [التكوير: 8، 9]، كانت لا تملك ملكية خاصة، ليس لها حساب خاص ولا ملكية خاصة، هي وما ملكت يداها لوليها كالعبيد تماماً، جعل الله لها ملكية خاصة، صندوقاً خاصاً تعبئ فيه أموالاً كثيرة من جهات شتى، وليست عليها أية نفقة.

﴿وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً﴾ [النساء: 4]؛ تضع المهر في هذا الصندوق، ﴿لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا [النساء: 7]؛ تضعه في هذا الصندوق، ميراثٌ كبير أو صغير.

﴿لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ [النساء: 32]؛ لو عملت المرأة في بيت زوجها عملاً إضافياً بعدما أنهت حقوق زوجها وحقوق أولادها وعندها فراغ فاشتغلت شغلاً يدوياً أو ميكانيكياً في البيت وأعدت عملاً وربحت منه ربحاً كثيراً عظيماً؛ فلا حقَّ لزوجها فيه، إلَّا أنْ تخرج في وقت عمله، أو في وقته لتعمل خارج البيت؛ فهنا له أن يقاسمها، لكن في بيته وقد أنهت مهمات زوجها وتربية أولادها؛ فهذا حقها؛ نصيبها تضعه في هذا الصندوق، ثم ماذا عليها؟ لا شيء، ولا تنفق على أحد، ولا حتَّى على نفسها؛ إنِّما هي في كفالة أبيها، فإنْ مات؛ ففي كفالة أخيها، فإن تزوجت؛ ففي كفالة زوجها، فإن مات الزوج؛ ففي كفالة ولدها، فإن لم يكن لها أولادٌ؛ فعمها وعَصَبتها من الرجال وابن عمِّها، وهكذا العَصَبة من الرجال في أسرتها وعائلتها متكفلين بها دائماً؛ لا بُدَّ أنْ تكون في ولاية رجل ينفق عليها.

ما يقوله الناس في قول الله -تعالى-: ﴿يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ﴾ [النساء: 11]؛ يغضبون من هذا جداً، ويدندنون عليه كثيراً جداً؛ أعطى الإسلام للمرأةِ نصف الرجل؛ هذا كذب، فلم يعط الإسلام للمرأة نصف الرجل؛ إنِّما أعطاها نصف أخيها فقط[15]، فقد تجتمع في مسائل أخرى وأحوال أخرى مع رجل تأخذ أكثر منه، ودائماً أمثل بهذه الصورة؛ لو مات رجل وترك أباه وابنته وغيرهم من الورثة؛ فإنِّ للبنتِ الواحدة (البنت الوحيدة)؛ لها نصف التركة؛ النصف كاملاً، وإن كانت مولودةً لليلة أو لساعة، ولدت وبعد ساعة مات أبوها من الفرحة؛ تأخذ نصف تركته وحدها وهي لا تزال طفلةً صغيرة؛ رُبَّما كانت في حضَّانة لها نصف التركة، أبوه الذي رَبَّاهُ وأنفق عليه ورُبَّما أعطاه هذه الثروة؛ خذ يا ولدي هذا المصنع، هذا المشروع، هذا المال، ونَمِّه أنت وتولى شأنَك، فأصل التركة كلها من عند والده، ومع ذلك يأخذ السدس؛ فأخذت البنت الصغيرة هذه أضعاف جدها من أبيها.

إنِّما تأخذ المرأة نصف الرجل في حالةٍ واحدة؛ حينما يكون معها أخوها، ترك الميت أولاداً بنين وبنات إناث؛ فعند ذلك يعطى للولد مثلاً ألفٌ وتأخذ البنت خمسمائة، لماذا؟
لأن الولد مكلفٌ شرعاً بأنْ ينفق من ألفه على أخته، هي تعيش في كفالته وبنفقته، وما أخذت البنت من هذا النصف -نصف أخيها- يبقى محفوظاً لا نفقة فيه، ولا تنفق منه شيئاً على سبيل الوجوبِ، لكن تنفق كما تريد هي بإرادتها، فبهذا يعتبر حق البنت أكبر من حق الأخ؛ لأنَّ أخاها سينفق على نفسه، وينفق على أخته، ورُبَّما على أُمِّه، ورُبَّما يكون متزوجاً؛ فعلى زوجته، ورُبَّما تكون له بنتٌ فينفق -أيضًا- على بنته؛ أربع نساء في رقبته ينفق عليهن، فربما لا يكفي نصيبه لهذه النفقة بينما نصيب أخته وإنْ كان نصف نصيبه باقٍ كما هو سالمٌ من النقص والنفقات.
حينما يشرع الله؛ فإنِّه الحق العدل فشرعُه حقٌ وعدل لا ظلم فيه، تبارك الله رب العالمين.
أقول قولي هذا وأستغفر الله -تعالى- لي ولكم فاستغفروه دائماً؛ إنه هو الغفور الرحيم.
♦♦♦♦♦
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعدُ:
فأوصيكم عباد الله بتقوى الله العظيم ولزوم طاعته، وأحذركم ونفسي عن عصيانه -تعالى- ومخالفة أمره؛ فهو القائل -سبحانه وتعالى-: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾ [فصلت: 46].
وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ نبينا محمداً عبدُ اللهِ ورسوله.
اللهم صلِّ على محمد النبي، وأزواجه أمهات المؤمنين، وذريته وأهل بيته، كما صلَّيت على آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.

أمَّا بعدُ:
أيُّها المسلمون الكرام، هكذا سورة النساء كأنَّها توصينا في جملة مختصرة بالقطاع الضعيف في المجتمع، ألا وهو قطاع النِّساء، وخاصةً يتامى النِّساء؛ فإنَّ يتامى النِّساء اجتمع فيهن ضعفٌ كثير، ولا بُدَّ للرجال الأقوياء أنْ يكونوا صيانةً وحمايةً لهؤلاء الضعفاء، ولا تستبعد سورة النِّساء في هذا المقام بعد سورة آل عمران؛ فقيل: إنِّها نزلت بعدها في المدينة[16]، وسورة آل عمران كما عرفنا من خلال عنوانها واسمها؛ أنَّها تتحدث عن أسرة عمران وآله وأهله، والذين كان منهم مريم البتول، المنذورة لله -تبارك وتعالى-، أم آية الله عيسى -عليه السلام-، وهذه المرأة، أو هذه الفتاة مريم -عليها رحمة الله-، تعلمون كم كانت مظلومةً بين اليهود من أوَّلِ ما رأوها حين أتتهم بولدها ﴿فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا﴾ [مريم: 27]، تحققوا أولاً، تثبتوا أولاً، اسألوها أولاً منْ أين لك هذا يا مريم؟ زكريا -عليه السلام- حين دخلَ عليها فوجد عندها رزقاً لم يأت به هو لم يتهمها، يا مريم لقد سرقتي، من أين سرقتي هذا الطعام؛ لا، هذا اتهام مباشر، هذا سوء قصد وسوء ظن، ﴿يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا﴾؛ ربما تزوجت ولم تعلموا، اسألوا أولاً، تبينوا أولاً، لكن واجهوها مباشرة بالتهمة وإلى الآن يقولون عن عيسى -عليه السلام- في كتبهم التي يزعمون أنَّها مقدسة، إلى الآن يقولون: أن عيسى ولد خطيئة! لم يتنازلوا عن هذا القول، وحينما حملت به -عليها رحمة الله- وعلى عيسى -السلام- تعلم طبائع اليهود؛ لأنَّها خالطتهم زماناً طويلاً؛ فتعرف سوء قصدهم وظنهم، وتعرف سوء لفظهم وقبح كلامهم، فتوقعت ماذا سيجري لها، لذلك قالت: ﴿يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا﴾ [مريم: 23]، يا ليتني مت قبل هذا؛ قبل هذا الحمل، وقبل الولادة، وقبل أنْ يتكلم اليهود عَنِّي والله أعلم ماذا يقولون.

﴿وكنت نسياً منسيا﴾؛ لا ذكر لي في الدنيا، فكانت مريم مظلومة وإلى الآن من اليهود، ظلموها باتهامها بالخطيئة وتصور أنَّها قد وقعت في الخطيئة، مع أنَّها بتولٌ[17] طاهرة، وهي في بطن أمها كما علمنا منذورة لخدمة البيت المقدس، المسجد الأقصى، وفعلاً وُضعت فيه ونشأت فيه وترعرعت فيه عابدةً متنسكة، ويقول الله -تعالى-: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا﴾ [مريم: 16]؛ قالوا: انتبذت؛ يعني: اتخذت مكاناً بعيداً عن القوم، اعتزلت اليهود، وذهبت إلى مكان شرقي، لماذا كان شرقياً ولم يكن غربياً؟

لأنَّ قبلتهم المشرق، فتوجهت للعبادة[18]، ذهبت بعيداً عن الناس لتخلو مع الله، فهي طاهرة، طاهرة مطهرة، ويشهد الله لها مرتين بهذا العبارة الصريحة ﴿وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا﴾ [الأنبياء: 91]، ﴿الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا﴾ [التحريم: 12]؛ مرتين في القرآن، والقرآن يكنّي عن العبارات ويكنّي عن الأمور بكلام بعيد، ولكن في هذه الأمور حيث وصل الاتهام إلى هنا؛ فلا بُدَّ من تبرئته تبرئةً صريحة، هكذا فهي طاهرةٌ بشهادة الله -تبارك وتعالى-، لا نقول ذلك تملقاً[19] لأحدٍ؛ ولكن هذه شهادة الله، وهذا قرآننا ينطق على الناس.

أمَّا اليهود؛ فظلموها ظلماً بيّناً، فهذا وجه تناسب جميل بينَ سورة آل عمران وسورة النساء؛ وذلك أنَّ سورة آل عمران تعرض ظلم اليهود للمرأة، فلو كانت مريم أو غيرها أو مثلها فعلت ذلك؛ لقالوا عنها -أيضًا- يا فلانة لقد جئت شيئاً فريا؛ فليس عدائهم خاصًّا بمريم؛ ولكن عدائهم للمرأة عادةً، وهم الذين كانوا ينظرون للمرأة دائماً على أنَّها في حالِ حيضها أو نفاسها قطعة نجاسة؛ وورثوا هذه المفاهيم الخاطئة للعرب في المدينة، فلما طلب النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- يوماً من عائشة أنْ تناوله الخُمرة -بضم الخاء-؛ الخُمرة وليست الخَمرة، خُمرة: حصيرٌ صغيرٌ يصلِّي عليه النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-، فيريد منها أن تناوله فراشاً للصلاة، فقالت له معتذرة: «إني حائضٌ يا رسول الله»؛ يعني: لا يصلح أنْ أمسك شيءٌ مما يخص الصلاة بيدي؛ لأنِّي حائض؛ يعني: فأنا متنجسة، فقال لها النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- مصححاً لهذا الخطأ، ومبيناً كرامة المرأة في الإسلام، ونظرة الإسلام العالية للمرأة، قال: «حيِضتك ليست في يدك»[20]؛ يعني: يدك طاهرة.

أمَّا الحيض؛ ففي موضعه، ينجس مكانه فقط، أمَّا ما عدا ذلك؛ فالجسم كله طاهر، إنِّما عليه نجاسة يقال عنها: نجاسة حكمية عليها الغُسل فقط، أمَّا الجسم؛ فنظيف وطاهر، الجسم المادي وبالتالي يدك طاهرة، أعدي لنا الطعام، ناوليني الخُمرة، ناوليني الملابس، اصنعي كلَّ شيءٍ في حياتنا، نامي في فراشي لا حرج، كل هذا متاح ومباح ما عدا موضع الدم فقط، ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ [البقرة: 222]؛ كأنه ليست عائشة فقط، بلْ سأل الناس عمَّا سمعوا من اليهود؛ سألوا رسول الله -عليه الصلاة والسلام-: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ﴾؛ يعني: ما حكم المرأة في حال المحيض، ﴿قُلْ هُوَ أَذًى هوَ هوَ، هو نفسه الحيض نفسُه، ليست المرأة؛ إنِّما الحيض نفسه هو الأذى، ﴿قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ؛ أي: اعتزلوا الاستمتاع بهن فقط، فاعتزلوهن في المحيض، ﴿وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ؛ فنهى الإسلام عن الاستمتاع بالمرأة الحائض كعادتها أيام الطهر، إنِّما يستمتع بالجسم كله دون هذا الموضع، وتباشر وتعاشر الناس في الأسرة؛ تعد لهم طعامهم، وتغسل ثيابهم وتفرش فراشهم، ولا تنجس شيءٌ مما حولها كما يفهم اليهود[21].

جاءت سورة النساء تنصف النساء جميعاً، مريم وغيرها وأمثالها وأخواتها؛ الكل ينبغي أنْ تنصفوهن أيُّها الرجال، ولا تظلموهن، ولا تضيقوا عليهن، ولا تعضلوهن، ولا، ولا، ولا... أوامر أو نواهٍ كثيرة ينهانا الله بها عن ظلم النساء.
هذا بيانٌ عاجل وسريع من سورة النساء، نسأل الله أنْ يجعل لنا فيه النفع.

اللهم ارحم من مات من علمائنا، واغفر لهم أجمعين يا رب العالمين، واحفظ من بقي منهم، ووفقهم يا ربنا لكلمة الحق، وكلمة الصدق، بالحكمة الرشيدة يا رب العالمين، واجعلنا على طريقهم، واجعلنا في دربهم نقول مثلهم، ونعمل مثلهم، ونسعى وراءهم، واجمعنا بهم يا ربنا في صحبة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين في فردوس الجنة الأعلى يا رب العالمين، إنك على ما تشاء قدير.

اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا، وما أسررنا وما أعلنا، وما أنت أعلم به منا.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميعٌ قريبٌ مجيب الدعوات.

اللهم اجعل خير أعمالنا خواتمها، وخير أعمالنا أواخرها، وأوسع أرزاقنا عند كبر سننا، وخير أيامناً يوم نلقاك يا رب العالمين.

عباد الله ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [النحل: 90]، اذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم.. وأقم الصلاة.

[1] الإتقان، للسيوطي: 1/ 220.

[2] متفق على صحته، رواه البخاري: 6/45، في باب ﴿فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا﴾ [النساء: 41]، من كتاب تفسير القرآن، برقم (4582)، ومسلم: 1/551، في باب فضل استماع القرآن، وطلب القراءة من حافظه للاستماع والبكاء عند القراءة والتدبر، من كتاب صلاة المسافرين وقصرها، برقم (800)، عن ابن مسعود رضي الله عنه.

[3] رواه مسلم: 1/536، في باب استحباب تطويل القراءة في صلاة الليل، من كتاب صلاة المسافرين، برقم (772)، عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه.

[4] رواه البخاري: 6/185، في باب تأليف القرآن، من كتاب فضائل القرآن، برقم (4993)، عن عائشة رضي الله عنها.

[5] في ظلال القرآن: 1/ 554.

[6] تقدم تخريجه.

[7] رواه البخاري: 6/189، في باب فضل قل هو الله أحد، من كتاب فضائل القرآن، برقم (5013)، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.

[8] انظر: مصنف ابن أبي شيبة: 6/ 140، برقم: (30142)، فضائل القرآن، لأبي عبيد القاسم بن سلام، ص: 367، والإتقان: 1/ 68، وما بعدها، ونواهد الأبكار وشوارد الأفكار، كلاهما للسيوطي: 2/ 74.

[9] قال الزركشي: وهذا القول إن أخذ على إطلاقه؛ ففيه نظر؛ فإن سورة البقرة مدنية وفيها: ﴿يا أيها الناس اعبدوا ربكم﴾، وفيها ﴿يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا﴾؛ وسورة النساء مدنية وفيها: ﴿يا أيها الناس اتقوا ربكم﴾، وفيها: ﴿إن يشأ يذهبكم أيها الناس﴾؛ وسورة الحج مكية وفيها: ﴿يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا﴾، فإن أراد المفسرون أن الغالب ذلك؛ فهو صحيح؛ ولذا قال مكي: هذا إنما هو في الأكثر وليس بعام؛ وفي كثير من السور المكية ﴿يا أيها الذين آمنوا﴾ انتهى. البرهان في علوم القرآن: 1/ 190، 191، والهداية إلى بلوغ النهاية، لمكي بن أبي طالب: 1/ 182.

[10] الآية: 127 من سورة النساء، والقراءة فيها: ﴿يستفتونك﴾ من غير الواو.

[11] انظر: المجموع شرح المهذب، للنووي: 4/ 370، وما بعدها.

[12] انظر: المجموع شرح المهذب، للنووي: 4/ 402، وما بعدها، والمغني، لابن قدامة: 2/ 297، وما بعدها.

[13] الجامع لأحكام القرآن الكريم، للقرطبي: 5/ 332، وما بعدها، والمسألة خلافية، والصحيح: أن له توبة؛ ويشهد لذلك حديث قاتل المائة نفس.

[14] متفق على صحته، رواه البخاري: 1/15، في باب ﴿وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما﴾ [الحجرات: 9]، من كتاب الإيمان، برقم (31)، ومسلم: 4/2213، في باب إذا تواجه المسلمان بسيفيهما، من كتاب الفتن وأشراط الساعة، برقم (2888)، عن أبي بكرة رضي الله عنه.

[15] انظر حكمة ذلك في ظلال القرآن: 1/ 591.

[16] قال سيد -متحدثًا عن سورة النساء-: "السورة مدنية، وهي أطول سور القرآن -بعد سورة البقرة- وترتيبها في النزول بعد سورة الممتحنة". في ظلال القرآن: 1/ 554.

[17] قال الجوهري: "البتول من النساء: العذراء المنقطعة من الأزواج، ويقال: هي المنقطعة إلى الله تعالى عن الدنيا". الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية: 4/ 1630، مادة: [ب ت ل].

[18] الجامع لأحكام القرآن الكريم، للقرطبي: 11/ 90.

[19] أي: تلطفًا وتوددًا. الصحاح: 4/ 1556، مادة: [م ل ق].

[20] رواه مسلم: 1/244، في باب جواز غسل الحائض رأس زوجها وترجيله وطهارة سؤرها والاتكاء في حجرها وقراءة القرآن فيه، من كتاب الحيض، برقم (298)، عن عائشة رضي الله عنها.

[21] الجامع لأحكام القرآن الكريم، للقرطبي: 3/ 81، والدر المنثور: 1/ 618، ولباب النقول، كلاهما للسيوطي، ص: 32 .

الموضوع الأصلي: نور البيان في مقاصد سور القرآن |~| الكاتب: احساس |~| المصدر: منتديات بحر الامل

بحر الامل

العاب ، برامج ، سيارات ، هاكات ، استايلات , مسابقات ، فعاليات ، قصص ، مدونات ، نكت , مدونات , تصميم , شيلات , شعر , قصص , حكايات , صور , خواطر , سياحه , لغات , طبيعة , مفاتيح , ستايلات , صيانه , تهيئة , قواعد , سيرفرات , استضافه , مناضر, جوالات





 توقيع : احساس

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
قديم 2020-09-15, 06:52 AM   #2



 عضويتي » 1
 جيت فيذا » 26-07-2018
 آخر حضور » اليوم (03:22 PM)
آبدآعاتي » 896,878
الاعجابات المتلقاة » 35019
الاعجابات المُرسلة » 124417
 حاليآ في » في قلبها
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Male
آلقسم آلمفضل  » الادبي
آلعمر  » 35سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » صقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك  »مشروبك   fanta
قناتك  » قناتك mbc4
ناديك  » اشجع hilal
مَزآجِي  »
مزاجي:

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Male

My Flickr  مُتنفسي هنا My twitter

мч ѕмѕ ~
خلك مع الي بالكذب دوم يعطيك
وانا ترى بلقى ملايين تسواك
لاتحسب اني برخص النفس واجيك


اوسمتي
890 وسام وسام عيد الاضحى المبارك مسابقة معلومة وفائدة عن الحج وسام وسام ملك التوقعات 
مجموع الاوسمة: 11

صقر متواجد حالياً

افتراضي



سلمت يدآك على روعة الطرح
وسلم لنآ ذوقك الراقي على جمال الاختيار*
لك ولحضورك الجميل كل الشكر والتقدير
اسأل البآري لك سعآدة دائمة*
تحياتي...~


 توقيع : صقر

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
مواضيع : صقر



رد مع اقتباس
قديم 2020-09-15, 09:58 AM   #3



 عضويتي » 138
 جيت فيذا » 02-11-2018
 آخر حضور » 2024-02-05 (02:46 AM)
آبدآعاتي » 3,664
الاعجابات المتلقاة » 102
الاعجابات المُرسلة » 0
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 28سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » عطر has a reputation beyond reputeعطر has a reputation beyond reputeعطر has a reputation beyond reputeعطر has a reputation beyond reputeعطر has a reputation beyond reputeعطر has a reputation beyond reputeعطر has a reputation beyond reputeعطر has a reputation beyond reputeعطر has a reputation beyond reputeعطر has a reputation beyond reputeعطر has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك  »مشروبك   7up
قناتك  » قناتك abudhabi
ناديك  » اشجع ithad
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Female


اوسمتي

عطر متواجد حالياً

افتراضي



راقي ومتميز
ابداااااع وخالق السماء
دمت ودام نبض قلبك وقلمك


 توقيع : عطر

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 2020-09-15, 11:54 AM   #4



 عضويتي » 475
 جيت فيذا » 10-04-2020
 آخر حضور » 2020-10-11 (05:35 AM)
آبدآعاتي » 9,647
الاعجابات المتلقاة » 2441
الاعجابات المُرسلة » 7220
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » عذبة المعاني has a reputation beyond reputeعذبة المعاني has a reputation beyond reputeعذبة المعاني has a reputation beyond reputeعذبة المعاني has a reputation beyond reputeعذبة المعاني has a reputation beyond reputeعذبة المعاني has a reputation beyond reputeعذبة المعاني has a reputation beyond reputeعذبة المعاني has a reputation beyond reputeعذبة المعاني has a reputation beyond reputeعذبة المعاني has a reputation beyond reputeعذبة المعاني has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك  »مشروبك   7up
قناتك  » قناتك abudhabi
ناديك  » اشجع ithad
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Female

мч ѕмѕ ~


اوسمتي

عذبة المعاني غير متواجد حالياً

افتراضي



جزاك الله خير
واثابك بالدارين


 توقيع : عذبة المعاني

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 2020-09-15, 11:16 PM   #5



 عضويتي » 235
 جيت فيذا » 28-02-2019
 آخر حضور » 2022-07-26 (07:08 PM)
آبدآعاتي » 2,683
الاعجابات المتلقاة » 4581
الاعجابات المُرسلة » 5234
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » العام
آلعمر  » 19سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » غزل has a reputation beyond reputeغزل has a reputation beyond reputeغزل has a reputation beyond reputeغزل has a reputation beyond reputeغزل has a reputation beyond reputeغزل has a reputation beyond reputeغزل has a reputation beyond reputeغزل has a reputation beyond reputeغزل has a reputation beyond reputeغزل has a reputation beyond reputeغزل has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك  »مشروبك   danao
قناتك  » قناتك abudhabi
ناديك  » اشجع ithad
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Female


اوسمتي
الفيه ثانيه ذهبي وسام فائزه وسام التوقع الصحيح لنجمة الدوري وسام نجم الشهر مسابقة مائدة رمضان بعدستك اوفيا المنتدى 
مجموع الاوسمة: 8

غزل غير متواجد حالياً

افتراضي



سعدتُ بتوآجدي هُنا
طرح بقمة الرووعه والجمال
فسلمت أيادي لـ إختيارك لنا كل جميل
ولآحرمنا الله جديدك


 توقيع : غزل

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 2020-09-17, 07:12 AM   #6



 عضويتي » 200
 جيت فيذا » 16-01-2019
 آخر حضور » اليوم (08:39 AM)
آبدآعاتي » 242,341
الاعجابات المتلقاة » 7949
الاعجابات المُرسلة » 24247
 حاليآ في » جده
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Palestine
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الصحي
آلعمر  » 36سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » ♕حُلوة الحُب♕ has a reputation beyond repute♕حُلوة الحُب♕ has a reputation beyond repute♕حُلوة الحُب♕ has a reputation beyond repute♕حُلوة الحُب♕ has a reputation beyond repute♕حُلوة الحُب♕ has a reputation beyond repute♕حُلوة الحُب♕ has a reputation beyond repute♕حُلوة الحُب♕ has a reputation beyond repute♕حُلوة الحُب♕ has a reputation beyond repute♕حُلوة الحُب♕ has a reputation beyond repute♕حُلوة الحُب♕ has a reputation beyond repute♕حُلوة الحُب♕ has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك  »مشروبك   laban
قناتك  » قناتك action
ناديك  » اشجع ithad
مَزآجِي  »
مزاجي:

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 8 CS My Camera: Female

мч ѕмѕ ~
‏عسى الله أن يُؤتي قلوبنا مُرادَهّا.


اوسمتي
الالفيه المئتين وثلاثين الف وسام وسام وسام عيد الاضحى المبارك مسابقة زوجات النبي عليه السلام يوم الوطني 
مجموع الاوسمة: 21

♕حُلوة الحُب♕ متواجد حالياً

افتراضي





 توقيع : ♕حُلوة الحُب♕

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 2020-09-17, 01:47 PM   #7



 عضويتي » 551
 جيت فيذا » 13-09-2020
 آخر حضور » 2020-12-04 (05:20 PM)
آبدآعاتي » 9,616
الاعجابات المتلقاة » 266
الاعجابات المُرسلة » 752
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Azerbaijan
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 25سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » توق * has a reputation beyond reputeتوق * has a reputation beyond reputeتوق * has a reputation beyond reputeتوق * has a reputation beyond reputeتوق * has a reputation beyond reputeتوق * has a reputation beyond reputeتوق * has a reputation beyond reputeتوق * has a reputation beyond reputeتوق * has a reputation beyond reputeتوق * has a reputation beyond reputeتوق * has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك  »مشروبك   7up
قناتك  » قناتك mbc
ناديك  » اشجع hilal
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Female


اوسمتي

توق * غير متواجد حالياً

افتراضي



إنتقاء ثري بالذائقه
سلمت ودام رقي ذوقك
بإنتظار القادم بشوق
كل الود لروحك


 توقيع : توق *

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 2020-09-18, 02:06 AM   #8



 عضويتي » 506
 جيت فيذا » 19-06-2020
 آخر حضور » 2021-04-22 (01:53 PM)
آبدآعاتي » 15,133
الاعجابات المتلقاة » 1419
الاعجابات المُرسلة » 45
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الصحي
آلعمر  » 25سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » اكتفاء has a reputation beyond reputeاكتفاء has a reputation beyond reputeاكتفاء has a reputation beyond reputeاكتفاء has a reputation beyond reputeاكتفاء has a reputation beyond reputeاكتفاء has a reputation beyond reputeاكتفاء has a reputation beyond reputeاكتفاء has a reputation beyond reputeاكتفاء has a reputation beyond reputeاكتفاء has a reputation beyond reputeاكتفاء has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 7
مشروبك  »مشروبك   pepsi
قناتك  » قناتك mbc
ناديك  » اشجع ithad
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Female


اوسمتي

اكتفاء غير متواجد حالياً

افتراضي



يعطيك العافيه وسلمت يدآك
وسلم لنآ ذوقك الراقي على جمال الاختيار*
لك ولحضورك الجميل كل الشكر والتقدير
اسأل البآري لك سعآدة دائمة


 توقيع : اكتفاء

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 2020-09-21, 02:27 PM   #9



 عضويتي » 234
 جيت فيذا » 28-02-2019
 آخر حضور » 2021-03-16 (02:54 AM)
آبدآعاتي » 46,754
الاعجابات المتلقاة » 4083
الاعجابات المُرسلة » 3939
 حاليآ في » في قلب مغليني
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Male
آلقسم آلمفضل  » الاسره
آلعمر  » 25سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » احساس has a reputation beyond reputeاحساس has a reputation beyond reputeاحساس has a reputation beyond reputeاحساس has a reputation beyond reputeاحساس has a reputation beyond reputeاحساس has a reputation beyond reputeاحساس has a reputation beyond reputeاحساس has a reputation beyond reputeاحساس has a reputation beyond reputeاحساس has a reputation beyond reputeاحساس has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك  »مشروبك   fanta
قناتك  » قناتك sama
ناديك  » اشجع ithad
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Male

 مُتنفسي هنا


اوسمتي
وسام فائزه وسام الالفيه 45 اوفيا المنتدى قطار بحر الأمل وسام المسابقة الرمضانيه اوفيا المنتدى 
مجموع الاوسمة: 6

احساس غير متواجد حالياً

افتراضي



يعطيكم العافيه لمروركم
تقديري لسموكم


 توقيع : احساس

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 2020-09-23, 10:43 AM   #10



 عضويتي » 239
 جيت فيذا » 04-03-2019
 آخر حضور » 2022-01-27 (09:49 AM)
آبدآعاتي » 12,572
الاعجابات المتلقاة » 920
الاعجابات المُرسلة » 1903
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » روان has a reputation beyond reputeروان has a reputation beyond reputeروان has a reputation beyond reputeروان has a reputation beyond reputeروان has a reputation beyond reputeروان has a reputation beyond reputeروان has a reputation beyond reputeروان has a reputation beyond reputeروان has a reputation beyond reputeروان has a reputation beyond reputeروان has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك  »مشروبك   7up
قناتك  » قناتك abudhabi
ناديك  » اشجع ithad
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Female


اوسمتي

روان غير متواجد حالياً

افتراضي



جزاك الله كل خير
سلمت يمناك لطرحك القيم
يعطيك العافية
كل الشكر والتقدير لك
آحتـرآمي لك


 توقيع : روان

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديدإضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(عرض الكل الاعضاء الذين شاهدو هذا الموضوع: 6
, , , , ,

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
البيان الكافي في أهمية سورة البقرة لمن أراد الدواء الشافي للشيخ إبراهيم باقعر احساس ۩{ صوتيآت إسلامية منوّعة }۩ 11 2021-03-01 11:01 PM
أدبي الباحة يصدر البيان الختامي لملتقى المسرح الأول صقر ۩{مواضيع ساخنة - اخبار عاجله - حوادث عالمية}۩ 1 2020-08-24 06:47 PM
مقاصد سورة (ص) صقر ۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩ 18 2019-11-21 02:50 PM
مقاصد سورة سبأ عبير الورد ۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩ 15 2019-10-06 05:34 PM
مقاصد القرآن الكريم في سورة الفاتحة عند المفسرين صقر ۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩ 18 2019-09-28 03:17 PM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
الكثيري نت
Loading...


 »:: تطويرالكثيري نت :: إستضافة :: تصميم :: دعم فني ::»

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
المشاركات المكتوبة والمنشورة لا تعبر عن رأي منتدى بحرالامل ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)