الله يحييك ببحر الامل هـنـا


 
العودة   منتديات بحر الامل > ~":: بحر الامل الاسلامي ::"~ > ۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩
 

الملاحظات

۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩ قَسَمَ يَهَتَمَ بَاَلَقَرَآنَ وًّاَلَتَفَسَيَرَ وًّاَلَقَرَاَءاَتَ ..

إنشاء موضوع جديد إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 2020-04-09, 12:30 PM
[IMG]https://www.up.bhralaml.com/uploads/163819178769645.png[/IMG]
نزف القلم غير متواجد حالياً
Saudi Arabia    
 عضويتي » 30
 جيت فيذا » 14-08-2018
 آخر حضور » ()
آبدآعاتي » 55,848
موآضيعي »
الاعجابات المتلقاة » 11590
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه »
جنسي  »
آلديآنة  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  » ithad
الحآلة آلآجتمآعية  » 7up
الحآلة آلآن  »
عدد الاوسمة  » Female
 التقييم » نزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond repute
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »  abudhabi
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي الواضح في التفسير الحلقة الخامسة



الواضح في التفسير
(الحلقة الخامسة)
أ. محمد خير رمضان يوسف
الجزء الثاني
سورة البقرة
( الآيات 142 - 173 )
﴿ سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾ [ البقرة: 142 ]
142 - أُمِرَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنْ يَستَقبلَ في صَلاتهِ الصخرةَ مِنَ بيتِ المَقدسِ أوَّلاً، فكانَ هوَ والمسلمونَ على ذلك، ستةَ عشرَ أو سبعةَ عشرَ شهراً، كما في صحيحِ البخاريّ. وكانَ عليه الصلاةُ والسلامُ يَبتَهِلُ إلى اللهِ أنْ يَجعلَ قِبْلَتَهُ الكعبة، قبلةَ إبراهيمَ عليهِ السلام، فأُجيبَ إلى ذلك، فحصلَ شكٌّ وزيغٌ عنِ الحقِّ منْ أهلِ النفاقِ والريبِ والكفَرةِ من اليهود، وقالوا: ما الذي صَرفهمْ عنْ قِبلتِهمُ الأولى؟ وخاصَّةً أنَّ اليهودَ كانوا يتذرَّعونَ بأنَّ الاتجاهَ إلى بيتِ المقدسِ يَعني أنَّ دينَهمْ هوَ الأصل، وأنَّهُ هوَ الصَّحيح. فصَاروا يُلقُونَ بذورَ الشكِّ والشائعاتِ في صفوفِ المجتمعِ الإسلاميّ، حولَ مصيرِ صلواتِهمُ السابقة، وسببِ الانتقالِ منْ قِبلةٍ إلى أخرى، وأنَّهُ يدلُّ على عدمِ السدادِ، فليسَ بوحي...
فسمّاهمُ اللهُ تعالَى "السفهاء"، وهمُ الذين خفَّتْ عقولُهم، وامتَهنوها بالتقليدِ والإعراضِ عنِ التدبُّرِ والنظَر، أو أنَّ السفيهَ هوَ الكذّابُ المتعمِّدُ خلافَ ما يَعلم، أو الظَّلومُ الجَهول. فإنَّ اللهَ تعالَى لهُ مطلقُ الحكمِ والتصرُّفِ في الأمر، فلهُ المَشرِقُ والمَغرِب، الجهاتُ كلُّها له، فأينَما حدَّدَ القِبلةَ يتوجَّهُ المؤمنونَ إليها دونَ اعتراض، ما عَليهمْ إلا الطاعَةُ وامتثالُ الأمر. والكعبةُ أشرفُ بيوتِ اللهِ في الأرض، فهي بناءُ إبراهيمَ عليهِ السلام. ويَهدي اللهُ مَنْ شاءَ مِنْ عبادهِ إلى نَهجهِ الصحيحِ إذا رأى فيهمْ نيَّةً وتوجُّهاً إليه، أمّا السفهاءُ ففي الغَيِّ والضلالِ يَتَخبَّطون.
• • •
﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ﴾ [ البقرة: 143 ]
143 - وكذلكَ جَعلناكمْ - يا أمَّةَ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم - خيارَ الأُمَم، لتَكونوا شُهداءَ عَليهمْ يومَ القيامة، بأنَّ اللهَ أرسلَ الرسلَ إليهمْ فبلَّغوا ونصَحوا، ولأنَّ دينَكمْ هوَ الحقُّ مِنْ بينِ أديانِ الأممِ ومَذاهبِها؛ فقدْ وجَّهكمُ اللهُ إلى قِبلةِ إبراهيمَ أبي الأنبياء، وخصَّكمْ بأكملِ الشرائع، وأقومِ المناهج، وأوضَحِ المذاهب. ثمَّ يكونُ الرسولُ صلى الله عليه وسلم شهيداً عليكمْ يومَ القيامة، بأنَّهُ بلَّغكمْ رسالةَ ربِّه.
وقد كانَ الأمرُ باستقبالِ المسجدِ الأقصَى أولاً امتحاناً، ليتبيَّنَ منْ يُطيعُ اللهَ ومَنْ يُخالِفُه، وخاصَّةً أنَّ العربَ كانوا متعلِّقينَ بالبيتِ كيفَما كان، وكانَ التحوُّلُ منهُ صَعباً عليهم، فأرادَ اللهُ أنْ يَصرِفَ قلوبَ مَنْ أسلمَ منهمْ إلى الطَّاعةِ المطلَقة، والتخلُّصِ منْ الرواسبِ الجاهليَّة، مهما كانَ شأنُها، حتَّى تأخذَ هذهِ التربيةُ مأخذَها منَ النفوسِ وتتدرَّبَ على الطاعةِ والامتِثال، وهو وإنْ كانَ عَظيماً على النفوس، إلاّ أنَّهُ سَهلٌ على القلوبِ المؤمنةِ المُهتدية، التي أيقنتْ بتصديقِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم، وأنَّ ما جاءَ بهِ هوَ الحقُّ الذي لا شكَّ فيه، وأنَّ اللهَ يَفعلُ ما يشاءُ ويَحكمُ ما يُريد، فما على المسلمِ إلاّ الطاعةُ والامتِثال.
وما كان اللهُ ليُضِيعَ صلواتِكمُ التي توجَّهتُمْ فيها إلى بيتِ المقدسِ سابقاً، فلا يَضِيعُ ثوابُها عندَه، إنَّهُ رؤوفٌ رحيمٌ بعبادِه، يوصِلُ إليهمُ النِّعمَةَ الصافيةَ بفضلهِ ورَحمتِه.
• • •
﴿ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ﴾ [ البقرة: 144 ]
144 - كانَ الرسولُ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ أن يُوَجَّهَ إلى الكعبة، كما في صحيحِ البخاريّ، فقالَ لهُ ربُّه: لَنُعطينَّكَ طلبَك، ولنُمَكِّننَّكَ منِ استقبالِ القبلةِ التي تُحِبُّها وتَشتاقُ إليها، فحوِّلْ وجهَكَ نحوَ المسجدِ الحرام، وحيثُما كنتُمْ أيُّها المسلمونَ في أنحاءِ الأرضِ جميعاً اتَّجِهوا إلى هذهِ القِبلة، إلى أنْ يرثَ اللهُ الأرضَ ومَنْ عليها.
وإنَّ اليهودَ والنصارَى يَعلمونَ أنَّ توجُّهَكمْ إلى البيتِ هوَ الحقّ، بما في كتبِهمْ مِنْ صفةِ النبيِّ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وأمَّته، ولعلمِهمْ أنَّ الكعبةَ هيَ بيتُ اللهِ الأوَّل، الذي بنَى قواعدَهُ واتَّجهَ إليه إبراهيمُ عليهِ السلام، ولكنَّهمْ لا يَقتَنِعونَ بالأدلَّة، ويَكتمونَ ما في كتبِهمْ مِنْ عِلمٍ ولا يُظهرونَه، واللهُ ليسَ بغافلٍ عمّا يَعملون، وسيُجازيهمْ في الدنيا والآخرةِ على ذلك. وليسَ بغافلٍ عنْ ثوابِ المؤمنينَ وجزائهمْ كذلك.
• • •
﴿ وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذَاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [ البقرة: 145 ]
145 - فلو أقمتَ لليهودِ والنصارَى الحُجَّةَ تِلوَ الحُجَّةِ على صِحَّةِ ما جئتَ به، وأيَّدكَ اللهُ بالمعجِزاتِ في ذلك، لَمَا تَركوا أهواءَهم، ولمَا تَوجَّهوا إلى القِبلةِ التي ولاّكها ربُّك. ولنْ تتَّجهَ إلى قبلتهمْ أيضاً، ولنْ تتَّبِعَ أهواءَهم؛ لمتابعتِكَ أمرَ الله، وطلبِكَ رِضاه. ولنْ يتَّبعَ اليهودُ قِبلةَ النصارَى، ولا النصارَى يتَّبعونَ قبلةَ اليهود، فالعَداوةُ بينَهما شَديدة. ولو أنَّكَ اتَّبعتَ مرادَهمْ بعدَ الذي وجَّهكَ اللهُ إليهِ ورضيَهُ لكَ مِنَ القِبلة، لكنتَ مُؤثِراً الباطلَ على الحقّ.
وهوَ على الفَرَضِ والتقدير، وتحذيرٌ للأمَّةِ منْ أهواءِ أهلِ الكتابِ وأضاليلِهم.
• • •
﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [ البقرة: 146 ]
146 - إنَّ أهلَ الكتابِ منَ اليهودِ والنصارَى يَعرفونَ محمَّداً صلى الله عليه وسلم وصِحَّةَ ما جاءَ بهِ كما يَعرِفُ أحدُهمُ ابنَه! وهوَ مَثَلٌ يُضْرَبُ في صحَِّةِ الشيءِ والتيقُّنِ منهُ تماماً، فمَعرِفةُ الابنِ هي قمَّةُ المعرِفة؛ وذلكَ لوصفِ الرسولِ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم الدقيقِ في كتبِهم، وصفةِ أمَّته، وما إلى ذلك، ومنها القِبلةُ التي يتوجَّهونَ إليها. لكنَّ فريقاً منهمْ معَ هذا التحقُّقِ والتأكُّدِِ في مَعرِفتِه، يَكتمونَ الناسَ ما في كتبِهمْ من ذلك، وهمْ يَعلمونَه.
• • •
﴿ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴾ [ البقرة: 147 ]
147 - إنَّ ما أُنزِلَ إليكَ أيُّهاِ الرسولُ هوَ الحقُّ الذي علَّمَكَ ربُّك، لا مِريَةَ فيهِ ولا شكّ، فلا تكنْ منَ الشاكِّينَ في ذلك
وهوَ إيحاءٌ مِنْ ربِّ العزَّةِ إلى أمَّةِ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم بعدمِ التأثُّرِ بأباطيلِ اليهود، وبالتنبُّهِ إلى أحابيلِهم.
• • •
﴿ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [ البقرة: 148 ]
148 - ولكلِّ أهلِ دِينٍ مِنَ الأديانِ قِبلةٌ يتوجَّهونَ إليها ويَرضَونَ بها، ولنْ يتَّبعَ بَعضُهمْ قِبلةَ بَعض، فما على المسلمينَ سِوَى التوجُّهِ إلى عَملِ الخَير، والتنافسِ في رِضَى الله، والانصرافِ إلى ما يُفيدُ ويُثمِر، والابتعادِ عنْ شُبَهِ الأعداءِ وأفكارِهمُ المنحرِفَة، وإنَّ اللهَ سبحانَهُ سيَجمعُ الموافِقَ والمخالِفَ منكم، وإنْ تفرَّقتْ أبدانُهم، وهوَ قادرٌ على الإماتة، والإحياء، والجمع، لا يُعجِزُهُ شَيء.
• • •
﴿ وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [ البقرة: 149 ]
149 - وهذا أمرٌ فيهِ تأكيد، فحيثُما خرجتَ وأينَما كنتَ أيُّها الرسُول، توجَّهْ في صلاتِكَ نحوَ المسجدِ الحرام، فإنَّهُ القِبلةُ الخالصةُ التي رَضِيَها اللهُ لكم، وهوَ الثابتُ الموافِقُ للحِكمَة، وليسَ اللهُ بغافلٍ عنِ امتثالِكمْ وطاعتِكم، ولسوفَ يُجازيكمْ بذلكَ أحسنَ جزاء.
• • •
﴿ وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [ البقرة: 150 ]
150 - ثمَّ تجديدٌ وتأكيدٌ للمرَّةِ الثالثةِ لأهميَّته، ولقطعِ الطريقِ على الشُّبَهِ والتشكيكاتِ التي زادَ سعيرُها في المجتمعِ الإسلاميِّ الجديدِ منْ قِبَلِ الأعداءِ المتربِّصينَ بالإسلام، للقضاءِ عليهِ وهو ما زالَ في أوَّله، ولقطعِ النظرِ كذلكَ عنْ أيِّ شَيءٍ ممّا عَداه، فالكعبةُ هي القِبلةُ الأخيرةُ لمنْ أسلمَ وجهَهُ للهِ إلى أنْ تَقومَ القيامة. فكلَّما خَرجتَ وأينَما كنتَ أيُّها النبيُّ اتَّجِهْ نحوَ المسجدِ الحرام، وأينما كنتُمْ أيُّها المسلمونَ جميعاً توجَّهوا نحوَه؛ حتَّى لا يَبقَى أدنَى شكٍّ عندَ أهلِ الكتابِ أنَّكمْ أمَّةُ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم الموعودَة، حيثُ يجدونَ عندَهمْ أنَّ قِبلتَكمْ ستَكونُ الكعبة، ولو أنَّهمْ فَقدوا ذلكَ منكمْ لاحتجُّوا بما يَقولونَ منْ أنَّكمْ لستُمْ تلكَ الأمَّة.
وحتَّى لا يكونَ لأيِّ مشركٍ أو كافرٍ تأثيرٌ عليكمْ في جدالِهمْ وعنادِهمْ معكم، وما يَبثُّونَهُ مِنْ شُبَهٍ وشائعاتٍ لغَرضٍ في نفوسِهم، كقولِ بعضِهمْ لكم: ما دمتُمُ استقبلتُمُ البيتَ فستَرجِعونَ إلى دينِ آبائكم! فلا تَحسُبوا حِساباً لهمْ ولا لأقاويلِهم، فلا سلطانَ لهمْ عليكمْ ولنْ يضرُّوكم، بلِ اتَّقُوا ربَّكمْ واخشَوْهُ في السرِّ والعَلَن، فهو الضارُّ النافِع، وأهلٌ لأنْ يُخشَى، وبيدهِ الأمرُ كلُّه، وحتَّى أُكمِلَ نعمتي عليكمْ فيما شرعتُ لكمْ منِ استقبالِ القِبلة. ولعلَّكمْ بهذا تَهتدونَ إلى ما ضلَّتْ عنهُ الأمم، فهدَيناكمْ إليهِ وخصَصناكمْ به، ولذلكَ كنتُمْ أشرفَ الأممِ وأفضلَها.
• • •
﴿ كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ ﴾ [ البقرة: 151 ]
151 - ومعَ نعمةِ القِبْلةِ اذكروا أيُّها المسلمونَ بعثةَ الرسولِ صلى الله عليه وسلم فيكم، يقرأ عليكمْ كلامَ اللهِ العظيم، ويُطَهِّرُكمْ منْ رذائلِ الأخلاق، وأفعالِ الجاهليَّة، ودنَسِ النفوس، ويُخرجُكمْ منَ الظُّلماتِ إلى النور، بإذنِ رَبِّه، ويعلِّمُكمُ القرآنَ والسنَّة. وبينما كنتُمْ في الجاهليَّةِ على جهلٍ وعداوةٍ وشِقاق، أبدلَكمُ اللهُ بذلكَ ما لم تَكونوا تَعلَمون، وما لم يَكنْ لكمْ بهِ سابقُ عِلم، فصارَ منكمُ العلماء، والصِّدِّيقون، والأولياء، والقادةُ الفاتحون، والدعاةُ المبشِّرونَ بالدِّينِ العظيم.
• • •
﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ ﴾ [ البقرة: 152 ]
152 - فلا تنسَوا هذهِ النِّعَمَ العظيمةَ التي أنعمتُ بها عَليكم، اذكرُوني بالطَّاعةِ أذكُرْكمْ بالثواب، واشكروا لي هذهِ النعمَ ولا تَجحدوها، أزِدْكمْ بذلكَ نعمةً وفَضلاً.
• • •
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [ البقرة: 153 ]
153 - وإذا كانَ الشكرُ منْ آدابِ المؤمنين، فإنَّهُ لا بدَّ لهمْ منَ الصبرِ أيضاً، فعَليكمْ به، فإنَّهُ خَيرُ صِفةٍ تتحلَّونَ بها لتحمُّلِ البلايا والرزايا ومشاقِّ الدعوة، والعزمِ على الطاعةِ والقرُبات، وتركِ المآثمِ والمحرَّمات.
وكذا الصلاةُ، التي تشدُّ العزيمة، وتجدِّدُ الطاقة، وتملأ القلبَ نُوراً، ولذلكَ كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا حَزَبَهُ أمرٌ - أي هجمَ عليهِ أو غلبَهُ - صلَّى، كما في حَديثٍ حسنٍ رواهُ أحمدُ وأبو داود.
ذلكَ أنَّ اللهَ معَ الصابرين، يؤنِسُهم، ويُؤيِّدُهم، ويُثبِّتُهم، ويَزيدُ مِنْ قوَّتِهمُ الضَّعيفة.
• • • •
﴿ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ ﴾ [ البقرة: 154 ]
154 - ولا يَقدِرُ على الجهادِ إلا الصابرونَ وذوو العزائم، وهؤلاءِ إذا سقطوا شهداءَ في ساحةِ المعركة، فلا تظنُّوا أنَّهمْ ماتوا، بلْ همْ أحياءٌ عندَ ربِّهم، يُطعِمُهمْ ويَسقِيهم؛ جزاءَ تضحيِتهم بأرواحِهمْ في سبيلِه، ولكنَّكمْ لا تَشعُرونَ بهم، فهمْ في حياةٍِ أخرَى (برزخيَّةٍ) غيرِ التي أنتمْ فيها.
• • •
﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾ [ البقرة: 155 ]
155 - وسوفَ نختبرُكمْ ونمتَحِنُكمْ أيُّها المسلمون، لتَظهرَ حقيقةُ إيمانِكمْ ومدَى ثباتِكمْ على أمرِ دينِكم، سيُصيبُكمْ شَيءٌ منَ الخوفِ وأنتمْ تَخوضونَ معاركَ ضدَّ الباطل، وشيءٌ منَ الجوعِ كالفَقرِ ، ونَقصٌ مِنَ الأموالِ، كأنْ يصيَبها جائحةٌ أو غَرَقٌ أو ضَياع، ويُقْتَلُ أو يموتُ منْ أهلِكمْ وأحبابِكم، ويَقِلُّ شيءٌ منْ زروعِكمْ وثماركِم، ببَردٍ أو حَرْقٍ أو آفةٍ سماويَّة. فإذا صبَرتُمْ ورَضِيتُمْ بقضاءِ اللهِ فزتُمْ وحُزتُمُ الأجْر.
• • •
﴿ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ﴾ [ البقرة: 156 ]
156 - إنَّ الحائزينَ على درجةِ الصبرِ بحقٍّ همُ الذين إذا ابتُلوا بمصِيبةٍ آمَنوا فصَبروا، وتسلَّوا واسترجَعوا، وقالوا: ﴿ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ﴾ ، لعلمِهمْ بأنَّهم مُلْكٌ لله، يتصرَّفُ في عبيدهِ كما يَشاء، وأنَّهُ لا يَضِيعُ عندهُ شَيءٌ يومَ القيامة.
• • •
﴿ أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [ البقرة: 157 ]
157 - فعلَى هؤلاءِ الصابرينَ ثناءُ الله، ولهمْ مغفرتهُ وعليهمْ رحمتُه، فهمُ الذينَ اهتدَوا إلى الحقِّ والصَّواب، بصبرِهمْ واسترجاعِهم.
• • •
﴿ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ﴾ [ البقرة: 158 ]
158 - إنَّ الطوافَ بينَ جبلَي الصفا والمروةِ ممّا شرعَهُ اللهُ تعالَى لإبراهيمَ عليهِ السلامُ في مناسكِ الحجّ، فمنْ نوَى حجًّا أو عُمْرةً فليَجعَلْ ذلكَ مِنْ مناسكِه، ومَنْ زاد َفي السعي بينَهما، أو زادَ مِنْ نَفْلٍ، فإنَّ اللهَ يُثِيبُهُ عليه، وهوَ عليمٌ بما يَستحِقُّهُ منَ الجزاء، ولا يَنقُصُ أحداً ثوابَ عَملِه.
والمقصُود: لا جُناحَ عليهِ مِنْ فِعلِ السَّعي بينَهما، وليسَ مَعناه: لا جناحَ مِنْ تَركِ السَّعي، وإلاّ لكانَ التعبير: لا جُناحَ عَليهِ ألاّ يَطَّوَّفَ بهما. وكانَ الأنصارُ يتَحرَّجونَ منَ السَّعي بينَهما لأنَّهمْ لم يَكونوا يُحِلُّونَهُ في الجاهليَّة، فجاءَ التَّعبيرُ هكذا.
• • •
﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴾ [ البقرة: 159 ]
159 - إنَّ أهلَ الكتاب، وخاصَّةً اليهود، يُخفُونَ ما أنزَلنا على الرسُلِ منَ الدلالاتِ البيِّنةِ على حَقائقَ مُهمَّة، وما جَاؤوا بهِ منَ الهَدي النافعِ للقلوب، كالإيمانِ بمبعثِ الرسولِ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ووجوبِ اتِّباعِه، حيثُ بيَّنَهُ اللهُ تعالَى في الكتبِ التي أنزلها.
قالَ أبو السعودِ في تفسيره: "والمرادُ بكتمهِ إزالتُه ووضعُ غيرهِ في موضعه، فإنَّهمْ محَوا نعتَهُ عليهِ الصلاةُ والسلامُ وكتبوا مكانَهُ ما يُخالِفُه". وقدْ جعلَ الكتمَ بهذا منْ أنواعِ التحريفِ والتبديل.
فهؤلاءِ الساكتونَ عنِ الحقّ، الكاتمونَ ما أنزلَ اللهُ منْ خيرٍ وهُدًى، يَطردُهمُ اللهُ ويُبعِدهمْ مِنْ رحمتِه، كما يَلعنُهمْ كلُّ مَنْ يتأتَّى منهمُ اللعنُ والدعاءُ عليهم، مِنَ الملائكةِ ومؤمني الجنِّ والإنس، فهمْ مَنبوذونَ من ِأهلِ الحقِّ كلِّهم.
• • •
﴿ إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [ البقرة: 160 ]
160 - ويُستثنَى مِنْ أهلِ الكتابِ المذكورين، الذينَ تابوا إلى اللهِ ورجَعوا عمّا كانوا عَليهِ مِنْ ضَلال، وأعلنوا الحقَّ واعترَفوا به، وأصلَحوا ما أفسَدوا وحرَّفوا، وبيَّنوا للناسِ ما كانوا كتَمُوه، فهؤلاءِ أقبَلُ توبتَهم، وأنا كثيرُ قبولِ التوبةِ ونَشرِ الرحمة.
• • •
﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴾ [ البقرة: 161 ]
161 - إنَّ الذينَ كفَروا وأصرُّوا على كفرِهم، وكتَموا الحقَّ ولم يَتوبوا، أولئكَ مصيرُهمُ الطردُ منْ رحمةِ الله، فيلعنُهمُ الله، وملائكتُه، وجميعُ الناس، لَعناً ثابتاً بعدَ لَعنٍ مُتَجَدِّد، في الدُّنيا، مستمرًّا إلى الآخِرة.
• • •
﴿ خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ ﴾ [ البقرة: 162 ]
162 - يُخلَّدونَ في نارِ جهنَّم، لا يُنْقَصُ عمَّا همْ فيهِ منْ عذاب، ولا يَنقَطِعُ عنهمْ ساعةً واحدة، فهوَ متواصلٌ دائم.
• • •
﴿ وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ﴾ [ البقرة: 163 ]
163 - إنَّ المعبودَ الذي يَتوجَّهُ لهُ الخَلقُ في عبادتِهمْ وطاعتِهمْ واحدٌ لا شريكَ له، وهوَ رَؤوفٌ رَحيمٌ بالنَّاس، ورَحمتهُ كبيرةٌ واسِعةٌ دائمَة.
• • •
﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ [ البقرة: 164 ]
164 - إنَّ مَشاهدَ الخلقِ في الكونِ عَظيمةٌ دَقيقة، يَنبغي أنْ يُنظرَ فيها بتَعمُّقٍ منْ جوانبِها العلميَّةِ والحِكْمية، ليُستدلَّ بها على الخالقِ الأعظم.
فهذهِ السماواتُ بارتفاعِها، وإحكامِ خَلْقِها، وما فيها منْ شُموسٍ وكواكب، وصخورٍ وذرَّات، وجاذبيَّةٍ ودوَران، وبُعدِها عنِ الأرض، أو عنْ بعضِها البعض، بمسافاتٍ لا تكادُ تُتَخيَّل، كملايينِ السنواتِ الضوئيةِ وما يُقالُ في هذا، عدا ما لم يُكتَشَفْ منها.
والأرضُ في جبالِها ووِهادِها، وبحارِها وأنهارِها، وخِصْبِها وصَحرائها، وإنسِها وجنِّها، وحيواناتِها وجمادِها، ونباتاتِها وأشجارِها، بملايينِ أصنافِها وأنواعِها، الدقيقةِ والعَجيبة، وأحيائها المائيةِ في سلوكِها ومعيشتِها، وما فيها مِنْ مَنافع، مِنْ مَعادنَ ولآلئ، وماءٍ وهواء، وكلِّ ما سُخِّر للإنسان.
ومَجيءُ النهارِ يَتلوهُ الليل، ثمَّ يَتلوهُ النهارُ وهكذا، مِنْ تعاقبِ النورِ والظُّلمَة، باستِمرارٍ ودقَّةٍ مُتناهية.
وهذهِ السفنُ والبواخرُ والأساطيلُ التي تَجري في البَحر، سخَّرَهُ اللهُ للناسِ هكذا ليَنتَفعوا بهِ في أسفارِهم، ونَقلِ بضائعِهمْ مِنْ مَكانٍ إلى آخر، وليَستَخرِجوا منهُ ما يَنفعُهمْ مِنْ مَؤونةٍ ومِيرةٍ وتِجارة.
والمطرُ الذي يَنـزلُ منَ السَّحابِ بأمرِ الله، تحيا بهِ زُروعٌ وثِمار، وأناسيُّ وحيَوانات، تُفَجَّرُ بهِ عيون، ويُخَزَّنُ منهُ في الأرضِ للآبار، بعدَ أنْ كانتِ الأرضُ يابِسةً لا حياةَ فيها.
وما نُشِرَ في الأرضِ مِنْ كلِّ حيّ، عاقلٍ وغيرِ عاقل، على اختلافِ أشكالِها وألواِنها ومنافعِها، وصِغَرِها وكِبَرِها.
وهذهِ الرياحُ بأنواعِها واتِّجاهاتِها، وما هوَ منها للرَّحمةِ وما هوَ منها للعَذاب، وما تَجمَعُهُ أو تُفَرِّقهُ منَ السُّحُب، فتقفُ بها في مكانٍ أو تسوقُها إلى حيثُ أمرَها الله، أو ما تَحمِلُهُ منْ حُبوبِ اللِّقاحِ منَ الأشجارِ والنباتاتِ المذكَّرةِ وتَضعهُ على المؤنَّثةِ لتُنتِجَ الثمارَ بإذنِ الله.
وهذهِ الغيومُ المنتَشِرَةُ فوقَ الأرض، في تَشكيلِها وأنواعِها ودلالاتِها، وحركتِها وتسخيرِها وانتقالِها.
كلُّ هذا وغيرهُ حقائقُ عظيمةٌ ودلالاتٌ بيِّنةٌ على وجودِ اللهِ ووَحدانيتِه، وقُدرتهِ وحكمتِه، هذا إذا تفكَّرَ بها الإنسان، وألقَى عنْ عقلهِ بَلادةَ الأُلفةِ وغِشاوةَ الغَفلة، ونظرَ في هذهِ المخلوقاتِ بفكرٍ متعمِّقٍ وحِسٍّ مُتَجَدِّد، وقلبٍ مُتَطلِّعٍ إلى الحقّ.
• • •
﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ﴾ [ البقرة: 165 ]
165 - وعلى الرغمِ منَ الدلالاتِ السابقةِ على وحدانيَّةِ اللهِ وتفرُّدهِ بالخَلقِ والتدْبير، إلاّ أنَّ هناكَ صِنفاً منَ الناسِ أشرَكوا بالله، وعبَدوا معَهُ نُظَراءَ وأمثالاً، على هوَى أنفسِهمْ وما تُسَوِّلُ لهمُ الشياطين، في تقليدٍ جاهلٍ أو حُمْقٍ فاضِح، كعبادةِ أحْجارٍ وأشْجار، أو نجومٍ وكواكب، ويُدافِعونَ عنها ويُحاربونَ عليها، ويحبُّونَها كمَحبَّتِهمُ الله! وهوَ الواحدُ الأحد، الذي لم يتَّخذْ صاحبةً ولا ولداً، ولا مثيلَ لهُ ولا نَظير.
أمّا المؤمنون، فإنَّهمْ يَعبدونَ اللهَ على نُورٍ منْ ربِّهمْ وبُرهان، ويُحبُّونَهُ حُبًّا خالِصاً لا شائبةَ فيه، وهمْ أكثرُ حبًّا لهُ منْ حبِّهمْ أنفسَهمْ وما يملكون؛ لتَمامِ معرفتِهمْ به، وتوحيدِهمْ وتعظيمِهمْ له، ولجوئهمْ إليهِ وحُسنِ توكُّلِهمْ عليه.
ولو عاينَ المشركونَ ومَنْ تابعَهمْ ما أُعِدَّ لهمْ منَ العَذابِ يومَ القيامة، لعَلِموا أنَّ جميعَ الأشياءِ تحتَ قَهرهِ وسُلطانه، وأنَّ القوَّةَ والتصرُّفَ لهُ وحدَه، وأنَّ عذابَهُ شَديدٌ مؤلم، وإذاً لانتَهَوا عمّا همْ فيهِ مِنْ ضَلال.
• • •
﴿ إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ ﴾ [ البقرة: 166 ]
166 - وهؤلاءِ الذينَ كانوا أعلاماً في الكُفرِ والضَّلالِ والدَّعواتِ الهدَّامة، ولهمْ أنصارٌ وتابِعون، عندما يُكشَفُ لهمُ الحِساب، ولا يرَونَ أمامَهمْ سِوَى النار، التي لا مناصَ لهمْ منها، يَتبرَّؤونَ مِنْ تابِعيهم، لأنَّ ذلكَ يَزيدُهمْ عَذاباً، ويَقولونَ لهم: لا علاقةَ لنا بكم، ولم نُجبِرْكُمْ على متابَعتِنا، وكانتْ لكمْ عقولٌ فلمَ خُدِعتُمْ وشاركتُمونا؟
وتَنقطعُ بينهمُ الأواصرُ والعلاقاتُ السَّابقة، وتنقلبُ إلى حقدٍ وعَداوةٍ وتخاصُم، حيثُ انتَهتِ الأعمال، وحانَ وقتُ الجزاء.
• • •
﴿ وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ﴾ [ البقرة: 167 ]
167 - وقالَ التابِعونَ المقلِّدون، المناصِرونَ للضَّلالِ وأهلِه، بعدَ أنِ انتَكسَتْ أعلامُ الآلهةِ الفارِغة، وانكشَفتِ الخِدَع، وظَهرتِ الحقَائق: لو كانتْ عندنا فُرصَةٌ للعَودةِ إلى الدُّنيا حتَّى نتبرَّأ مِنْ هؤلاءِ فلا نتَّبعَهمْ ولا نوافِقَهمْ على أفكارِهم، ولا نكونَ لهمْ كالعبيدِ فنهتفَ لهمْ ولمبادئهمُ المضلِّلة، بعدَ أنْ تبرَّؤوا همْ منّا وقالوا لا علاقةَ لنا بكمْ ولم نُجبِرْكُم على اتِّباعنا. وهمْ كاذبون، فلوا أنَّهم أُعِيدوا لعَادوا إلى ما كانوا عَليه. وإنَّما يُريدُ اللهُ ببيانِ أعمالِهمْ أمامَهمْ ليَزدادوا كمَداً ونَدامَة، ويَكونَ عَليهمْ حَسراتٍ وحَسرات. وهمْ باقُونَ في النارِ أبَدًا.
• • •
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴾ [ البقرة: 168 ]
168 - أيُّها الناس، كلُوا ممّا خلقَ اللهُ لكمْ في الأرضِ منَ الحلالِ الطيِّب، الذي لا يَعتلُّ بهِ جِسمٌ ولا يَختلُّ بهِ عقل، ولا تَقتدوا بالشَّياطين، ولا تتَّبعوا مَسالِكَهُ وطَرائقَهُ التي ضلَّ بها أتباعَه، مِنْ تحريمِ ما أحلَّ اللهُ وتحليلِ ما حرَّمَ، فإنَّهُ ظاهرُ العداوةِ لكمْ عندَ أهلِ البَصيرةِ منكم، وقدْ حذَّركمُ اللهُ منه.
• • •
﴿ إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ [ البقرة: 169 ]
169 - إنَّما يأمرُكمُ الشيطانُ بالمعاصِي وبالأعمالِ السيِّئةِ والفواحشِ الدَّنيئة، وأنْ تَفتَرُوا على اللهِ الكذِب، بأنْ تقولوا إنَّهُ حرَّمَ شَيئاً، وهوَ ما لا تَعلمونَ أنَّهُ حرَّمَه.
• • •
﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ ﴾ [ البقرة: 170 ]
170 - وإذا طُلِبَ منَ المشرِكينَ وأهلِ الكتابِ أنْ يتَّبعوا كتابَ اللهِ الذي أنزلَهُ على رسولهِ محمّدٍ صلى الله عليه وسلم قالوا: لا نتَّبعُه، بلْ نتَّبعُ ما وَجدْنا عليهِ آباءَنا، لأنَّهمْ كانوا خَيراً منّا!
أيَقتَدونَ بهمْ ويَقتَفونَ أثرَهمْ ولو كانوا لا يَفهمونَ شيئاً ولا يهتدونَ إلى الصواب؟ ولو كانوا غافلينَ وجاهلينَ ضالِّين؟
• • •
﴿ وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ ﴾ [ البقرة: 171 ]
171 - إنَّ مَثَلَ الذينَ كفَروا في غيِّهمْ وضلالِهم وجهلِهمْ وعدمِ تدبُّرهمْ فيما أُلقيَ إليهمْ منَ الآيات، كالبَهائمِ التي لا تَفقَهُ ما يُقالُ لها، فإذا دعاها أو هتفَ بها راعِيها لا تَفهَمُه، إنَّما تَسمعُ لحنَهُ ودويَّ صوتِه.
فهمْ صُمٌّ عنْ سَماعِ الحقّ، وخُرْسٌ لا يَتفوَّهونَ به، وعُميٌ عنْ رؤيةِ طَريقه، ولو كانتْ لهمْ حَواسُّ ظاهِرَة، ما داموا لا يَنتفعونَ بها. إنَّهم لا يَفهمونَ شيئاً لأنَّهمْ لا يتدبَّرونَ الآياتِ والحقائق، ولا يتأمَّلونَ فيما يرونَهُ منَ الدلائلِ الواضحةِ والأمورِ النافِعة.
• • •
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾ [ البقرة: 172 ]
172 - أيُّها المؤمنون، كُلوا منَ الحلالِ الطيِّبِ الطاهرِ المُستلَذِّ الذي رزقَكمُ الله، واشكروا لهُ ذلكَ إنْ كنتُمْ تعبدونَهُ حقَّ العبادة، فإنَّ الشكرَ منَ العبادة، وإنَّهُ منْ أسبابِ قبولِها والجزاءِ عليها.
• • •
﴿ إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ [ البقرة: 173 ]
173 - وخُذوا أحكامَ الحلالِ والحرامِ منَ اللهِ الخالقِ الرَّازق، فإنَّهُ لا يُحِلُّ إلاّ طيِّباً، ولا يُحَرِّمُ إلا ما خَبُثَ وكانَ فيهِ ضَرر.
وقدْ حرَّمَ عليكمْ أكلَ المَيْتةِ التي لم تُذبَح، ما عدا السمكَ والجراد. وكذلكَ حرَّمَ الدَّم، ولحمَ الخِنزير، سواءٌ ذُبِحَ أو ماتَ حتفَ أنفِه، وما ذُبِحَ على غيرِ اسمِ الله، منَ الأصنامِ والطواغيتِ ونحوِها.
ومَنْ ألجأتْهُ الضرورةُ إلى أكلِها وقد فقدَ غيرَها منَ الأطعِمَة، فلا بأسَ مِنْ أكلِها، مِنْ غيرِ بغيٍ ولا اعتداء: منْ غيرِ أنْ يُؤْثِرَ نفسَهُ في هذهِ الضرورةِ على مُضطرٍّ آخَرَ مثلِه، ولا أنْ يأكلَ زيادةً على سَدٍّ جَوْعَتِه، فاللهُ يَغفرُ لهُ عندئذٍ ما أكلَ منَ الحرام، وهوَ رحيمٌ إذْ أحلَّ لهُ ذلكَ في حالِ الاضطِرار.



المصدر : منتديات بحر الامل - من ۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩



 توقيع : نزف القلم






رد مع اقتباس
#2  
قديم 2020-04-09, 12:33 PM
[IMG]https://www.up.bhralaml.com/uploads/166700414478911.gif[/IMG]
صقر متواجد حالياً
Saudi Arabia    
 عضويتي » 1
 جيت فيذا » 26-07-2018
 آخر حضور » ()
آبدآعاتي » 904,285
موآضيعي »
الاعجابات المتلقاة » 35068
 حاليآ في » في قلبها
دولتي الحبيبه »
جنسي  »
آلديآنة  » http://www.bhralaml.com/vb/showthread.php?t=2136
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  » hilal
الحآلة آلآجتمآعية  » fanta
الحآلة آلآن  »
عدد الاوسمة  » Male
 التقييم » صقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond repute
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »  mbc4
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي



[align=center][tabletext="width:60%;background-image:url('http://up.bhralaml.com/uploads/155000374828441.gif');border:10px inset red;"][cell="filter:;"][align=center]


[align=center][tabletext="width:70%;background-color:darkred;border:10px inset white;"][cell="filter:;"][align=center]


نزف القلم
يعطيكم العافيه على الطرح
يسلموووو على رقي الطرح واختياره
ابداع لايضاهى بالطرح
سلمت يمناك وعساك على القوه
طرح بقمة الرووعه
دمت بسعاده ورضى الرحمن
مودتي وتقــديري
صقر


[/align][/cell][/tabletext][/align][/align][align=center]


[/align][/cell][/tabletext][/align]



المصدر : منتديات بحر الامل - من ۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩



مواضيع : صقر


رد مع اقتباس
#3  
قديم 2020-04-09, 12:35 PM
[img]https://www.up.bhralaml.com/uploads/160901794766181.gif[/img]
ورد القلب غير متواجد حالياً
Oman    
 عضويتي » 346
 جيت فيذا » 03-08-2019
 آخر حضور » ()
آبدآعاتي » 17,599
موآضيعي »
الاعجابات المتلقاة » 13250
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه »
جنسي  »
آلديآنة  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  » ithad
الحآلة آلآجتمآعية  » water
الحآلة آلآن  »
عدد الاوسمة  » Female
 التقييم » ورد القلب has a reputation beyond reputeورد القلب has a reputation beyond reputeورد القلب has a reputation beyond reputeورد القلب has a reputation beyond reputeورد القلب has a reputation beyond reputeورد القلب has a reputation beyond reputeورد القلب has a reputation beyond reputeورد القلب has a reputation beyond reputeورد القلب has a reputation beyond reputeورد القلب has a reputation beyond reputeورد القلب has a reputation beyond repute
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »  abudhabi
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي



لكم من الإبداع رونقه
ومن الإختيار جماله
رزقكم الله الجنان
ودام لنا عطائكم المميز



المصدر : منتديات بحر الامل - من ۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩



 توقيع : ورد القلب







مليار شكر البرنسيسة ع البصمة التي أنارت متصفحي

رد مع اقتباس
#4  
قديم 2020-04-09, 09:06 PM
[url=https://www.up.bhralaml.com/][img]https://www.up.bhralaml.com/uploads/162560929223571.gif[/img][/url]
كيان غير متواجد حالياً
Saudi Arabia    
 عضويتي » 284
 جيت فيذا » 15-05-2019
 آخر حضور » ()
آبدآعاتي » 1,412
موآضيعي »
الاعجابات المتلقاة » 18579
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه »
جنسي  »
آلديآنة  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  » ithad
الحآلة آلآجتمآعية  » bison
الحآلة آلآن  »
عدد الاوسمة  » Female
 التقييم » كيان has a reputation beyond reputeكيان has a reputation beyond reputeكيان has a reputation beyond reputeكيان has a reputation beyond reputeكيان has a reputation beyond reputeكيان has a reputation beyond reputeكيان has a reputation beyond reputeكيان has a reputation beyond reputeكيان has a reputation beyond reputeكيان has a reputation beyond reputeكيان has a reputation beyond repute
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »  rotana
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي



جزاك الله كل خير
والبسك ثوب الصحه والعافيه
يعطيك العافيه لطرحك القيم
لك مني كل التقدير
وبآنتظار روائع جديدك بكل شوق
ارق التحآيآ لك



المصدر : منتديات بحر الامل - من ۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩



 توقيع : كيان


رد مع اقتباس
#5  
قديم 2020-04-10, 02:23 AM
[IMG]https://up.bhralaml.com/uploads/159495012242941.gif[/IMG]
عذبة المعاني غير متواجد حالياً
Saudi Arabia    
 عضويتي » 475
 جيت فيذا » 10-04-2020
 آخر حضور » ()
آبدآعاتي » 9,646
موآضيعي »
الاعجابات المتلقاة » 2441
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه »
جنسي  »
آلديآنة  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  » ithad
الحآلة آلآجتمآعية  » 7up
الحآلة آلآن  »
عدد الاوسمة  » Female
 التقييم » عذبة المعاني has a reputation beyond reputeعذبة المعاني has a reputation beyond reputeعذبة المعاني has a reputation beyond reputeعذبة المعاني has a reputation beyond reputeعذبة المعاني has a reputation beyond reputeعذبة المعاني has a reputation beyond reputeعذبة المعاني has a reputation beyond reputeعذبة المعاني has a reputation beyond reputeعذبة المعاني has a reputation beyond reputeعذبة المعاني has a reputation beyond reputeعذبة المعاني has a reputation beyond repute
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »  abudhabi
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي






الله يجزاك الجنه
و
ينورقلبك
بارك الله فيك



المصدر : منتديات بحر الامل - من ۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩




رد مع اقتباس
#6  
قديم 2020-04-10, 05:19 PM
[IMG]https://www.up.bhralaml.com/uploads/165888392342521.gif[/IMG]
عبير الورد غير متواجد حالياً
Saudi Arabia    
 عضويتي » 74
 جيت فيذا » 08-09-2018
 آخر حضور » ()
آبدآعاتي » 5,592
موآضيعي »
الاعجابات المتلقاة » 24340
 حاليآ في » وسط بحرالامل
دولتي الحبيبه »
جنسي  »
آلديآنة  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  » shabab
الحآلة آلآجتمآعية  » 7up
الحآلة آلآن  »
عدد الاوسمة  » Female
 التقييم » عبير الورد has a reputation beyond reputeعبير الورد has a reputation beyond reputeعبير الورد has a reputation beyond reputeعبير الورد has a reputation beyond reputeعبير الورد has a reputation beyond reputeعبير الورد has a reputation beyond reputeعبير الورد has a reputation beyond reputeعبير الورد has a reputation beyond reputeعبير الورد has a reputation beyond reputeعبير الورد has a reputation beyond reputeعبير الورد has a reputation beyond repute
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »  abudhabi
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي



جزاك الله كل خير
والبسك ثوب الصحه والعافيه
يعطيك العافيه لطرحك القيم
لك مني كل التقدير
وبآنتظار روائع جديدك بكل شوق
ارق التحآيآ لك



المصدر : منتديات بحر الامل - من ۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩



 توقيع : عبير الورد

اذا ضاقت بك الدنيا
لا تقل يارب لي هم كبير
ولكن قل يا هم لي رب كبير
--

رد مع اقتباس
#7  
قديم 2020-04-12, 09:52 PM
[IMG]http://up.bhralaml.com/uploads/159031906082231.gif[/IMG]
احساس غير متواجد حالياً
 عضويتي » 234
 جيت فيذا » 28-02-2019
 آخر حضور » ()
آبدآعاتي » 46,750
موآضيعي »
الاعجابات المتلقاة » 4083
 حاليآ في » في قلب مغليني
دولتي الحبيبه »
جنسي  »
آلديآنة  » بحرالامل
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  » ithad
الحآلة آلآجتمآعية  » fanta
الحآلة آلآن  »
عدد الاوسمة  » Male
 التقييم » احساس has a reputation beyond reputeاحساس has a reputation beyond reputeاحساس has a reputation beyond reputeاحساس has a reputation beyond reputeاحساس has a reputation beyond reputeاحساس has a reputation beyond reputeاحساس has a reputation beyond reputeاحساس has a reputation beyond reputeاحساس has a reputation beyond reputeاحساس has a reputation beyond reputeاحساس has a reputation beyond repute
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »  sama
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي



سلمت الايادي على الانتقاء الراقي
الف شكر لك على جهودك المميزه
يعطيك العافيه لاخلا ولا عدم يارب
تقديري لسموك



المصدر : منتديات بحر الامل - من ۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩



 توقيع : احساس






رد مع اقتباس
#8  
قديم 2020-04-13, 03:29 PM
[img]https://www.up.bhralaml.com/uploads/165475891032351.gif[/img]
محمد غير متواجد حالياً
Iraq    
 عضويتي » 277
 جيت فيذا » 05-05-2019
 آخر حضور » ()
آبدآعاتي » 554,894
موآضيعي »
الاعجابات المتلقاة » 19153
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه »
جنسي  »
آلديآنة  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  » ithad
الحآلة آلآجتمآعية  » 7up
الحآلة آلآن  »
عدد الاوسمة  » Female
 التقييم » محمد has a reputation beyond reputeمحمد has a reputation beyond reputeمحمد has a reputation beyond reputeمحمد has a reputation beyond reputeمحمد has a reputation beyond reputeمحمد has a reputation beyond reputeمحمد has a reputation beyond reputeمحمد has a reputation beyond reputeمحمد has a reputation beyond reputeمحمد has a reputation beyond reputeمحمد has a reputation beyond repute
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »  abudhabi
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي







جزاك الله خير الجزاء
وشكراً لطرحك الهادف وإختيارك القيّم
رزقك المــــــــولى الجنـــــــــــــة ونعيمـــــها
وجعلــــــ ما كُتِبَ في مــــــوازين حســــــــــناتك
ورفع الله قدرك في الدنيــا والآخــــرة
وأجـــــــــزل لك العطـــاء





المصدر : منتديات بحر الامل - من ۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩



 توقيع : محمد






رد مع اقتباس
#9  
قديم 2020-04-13, 08:00 PM
[IMG]https://up.bhralaml.com/uploads/158696625415923.gif[/IMG]
الوليف غير متواجد حالياً
 عضويتي » 479
 جيت فيذا » 13-04-2020
 آخر حضور » ()
آبدآعاتي » 212
موآضيعي »
الاعجابات المتلقاة » 27
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه »
جنسي  »
آلديآنة  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  » ithad
الحآلة آلآجتمآعية  » water
الحآلة آلآن  »
عدد الاوسمة  » Male
 التقييم » الوليف has a brilliant futureالوليف has a brilliant futureالوليف has a brilliant futureالوليف has a brilliant futureالوليف has a brilliant futureالوليف has a brilliant futureالوليف has a brilliant futureالوليف has a brilliant futureالوليف has a brilliant futureالوليف has a brilliant futureالوليف has a brilliant future
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »  sama
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي



جزاك الله خير
وبارك فيك
في ميزان حسناتك



المصدر : منتديات بحر الامل - من ۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩



 توقيع : الوليف


رد مع اقتباس
#10  
قديم 2020-04-18, 12:51 AM
[IMG]https://www.up.bhralaml.com/uploads/166700414478911.gif[/IMG]
صقر متواجد حالياً
Saudi Arabia    
 عضويتي » 1
 جيت فيذا » 26-07-2018
 آخر حضور » ()
آبدآعاتي » 904,285
موآضيعي »
الاعجابات المتلقاة » 35068
 حاليآ في » في قلبها
دولتي الحبيبه »
جنسي  »
آلديآنة  » http://www.bhralaml.com/vb/showthread.php?t=2136
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  » hilal
الحآلة آلآجتمآعية  » fanta
الحآلة آلآن  »
عدد الاوسمة  » Male
 التقييم » صقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond reputeصقر has a reputation beyond repute
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »  mbc4
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي



جزاك المولى الجنه
وكتب الله لك اجر هذه الحروف
كجبل احد حسنات
وجعله المولى شاهداً لك لا عليك
لاعدمنا روعتك
ولك احترامي وتقديري



المصدر : منتديات بحر الامل - من ۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩



 توقيع : صقر

في لحظة نحاول ان ننسي من نحب! لكن هناك اشخاص حتي النسيان
يرفض نسيانهم فإن حاولو هم النسيان فلا نملك إللا ان نتمني لهم الخير
اينما كانوا و السعادة لمن اختاروا لحياتهم ولن تموت المحبه مادام اصحابها احياء في قلوبنا

--




اقتباس:

مواضيع : صقر


رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديدإضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الواضح في التفسير الحلقة السادسة نزف القلم ۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩ 15 2022-10-27 04:07 PM
الواضح في التفسير الحلقة الرابعة نزف القلم ۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩ 13 2022-10-27 04:07 PM
الواضح في التفسير الحلقة الخامسة عشرة نزف القلم ۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩ 13 2021-07-18 01:41 PM
الواضح في التفسير الحلقة الخامسة والعشرون نزف القلم ۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩ 15 2021-07-18 01:39 PM
الواضح في التفسير الحلقة الثلاثون نزف القلم ۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩ 16 2021-07-18 01:39 PM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
Loading...


 »:: تطويرالكثيري نت :: إستضافة :: تصميم :: دعم فني ::»

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
المشاركات المكتوبة والمنشورة لا تعبر عن رأي منتدى بحرالامل ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)