عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 2021-11-28, 10:16 AM
نزف القلم غير متواجد حالياً
Saudi Arabia    
اوسمتي
الالفيه الخامسه والخمسين وسام عضو سحري يوم الوطني وسام المعايده وسام شكر وتقدير وسام قلم مبدع 
 عضويتي » 30
 جيت فيذا » 14-08-2018
 آخر حضور » 2022-04-01 (11:35 PM)
آبدآعاتي » 55,848
الاعجابات المتلقاة » 11590
الاعجابات المُرسلة » 3978
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond repute
مشروبك  » مشروبك   7up
قناتك   » قناتك abudhabi
ناديك  » اشجع ithad
مَزآجِي  »
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي حديث المسيء صلاته



الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
وبعد:
فإن حديث المسيء صلاته حديث عظيم، أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وكذلك الإمامان البخاري ومسلم في صحيحيهما، وأصحاب السنن الأربعة، وغيرهم من أصحاب الصحاح، والمسانيد، والمصنفات، والمعاجم، والآثار، وقد رُوي من حديث صحابيين جليلين هما أبو هريرة عبدالرحمن بن صخر الدوسي رضي الله عنه، ورفاعة بن رافع الزرقي الأنصاري رضي الله عنه.. وإليك ما صحَّ عنهما من مجموع الزيادات، والروايات على قدر ما وصل إليه علمي واجتهادي.
أولاً: حديث أبي هريرة، قال البخاري رحمه الله: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ، وَرَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ فَصَلَّى، ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "وَعَلَيْكَ السَّلَامُ، ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ"، فَرَجَعَ [الرجل][1] فَصَلَّى [كما صلى][2]، ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ [على النبي صلى الله عليه وسلم ][3]، فَقَالَ [رسول الله صلى الله عليه وسلم][4]: "وَعَلَيْكَ السَّلَامُ، فَارْجِعْ فَصَلِّ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ"، فَقَالَ فِي الثَّانِيَةِ أَوْ فِي الَّتِي بَعْدَهَا (وفي رواية: فقال في الثالثة) [5] [والذي بعثك بالحق ما أُحسن غيره فــ][6]: عَلِّمْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: "إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَأَسْبِغِ الْوُضُوءَ، ثُمَّ اسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ بِمَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ [رأسك][7] حَتَّى تَسْتَوِيَ (وفي رواية: تعتدل) [8] (وفي أخرى: تطمئن) [9] قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ [رأسك][10] حَتَّى [تستوي][11] وتَطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا (وفي رواية: حتى تستوي قائما) [12]، ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلَاتِكَ كُلِّهَا" [فَإِذَا فَعَلْتَ هَذَا، فَقَدْ تَمَّتْ صَلَاتُكَ وَمَا انْتَقَصْتَ مِنْ هَذَا شَيْئًا، فَإِنَّمَا انْتَقَصْتَهُ مِنْ صَلَاتِكَ][13].
ورواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وأحمد. وغيرهم.
ثانياً: حديث رفاعة بن رافع، قال الترمذي رحمه الله: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى بْنِ خَلَّادِ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ [الزرقي][14][وكان بدرياً][15][أنه حدثه][16]، أَنّ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ يَوْمًا وَنَحْنُ مَعَهُ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ [من الأنصار][17] كَالْبَدَوِيِّ فَصَلَّى [قريباً منه][18][ركعتين][19] فَأَخَفَّ صَلَاتَهُ [ورسوله الله يرمقه ولا يشعر][20][ونحن لا نشعر][21] ثُمَّ انْصَرَفَ، فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "وَعَلَيْكَ فَارْجِعْ فَصَلِّ (وفي رواية: أعد صلاتك) [22] فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ [قال][23] فَرَجَعَ فَصَلَّى [كنحو مما صلى][24] ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: وَعَلَيْكَ فَارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ، فَفَعَلَ ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا كُلُّ ذَلِكَ يَأْتِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَيُسَلِّمُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَيَقُولُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: وَعَلَيْكَ فَارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ، فَخَافَ النَّاسُ وَكَبُرَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَكُونَ مَنْ أَخَفَّ صَلَاتَهُ لَمْ يُصَلِّ"، فَقَالَ الرَّجُلُ فِي آخِرِ ذَلِكَ: [والذي أكرمك يا رسول الله][25][وبعثك بالحق][26][ وأنزل عليك الكتاب لقد جهدت وحرصت][27] فَأَرِنِي وَعَلِّمْنِي [كيف أصنع][28] فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ أُصِيبُ وَأُخْطِئُ، فَقَالَ: "أَجَلْ إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَتَوَضَّأْ كَمَا أَمَرَكَ اللَّهُ [جل وعز][29][فأحسن الوضوء][30] ثُمَّ تَشَهَّدْ وَأَقِمْ [ثم] قم فـ[[31] استقبل القبلة فكبر][32][والله تعالى][33] فَإِنْ كَانَ مَعَكَ قُرْآنٌ فَاقْرَأْ [بأم القرآن][34][ ثم اقرأ بما شئت][35] وَإِلَّا فَاحْمَدِ اللَّهَ وَكَبِّرْهُ وَهَلِّلْهُ، ثُمَّ ارْكَعْ فَاطْمَئِنَّ رَاكِعًا [اجعل راحتيك على ركبتيك وامدد ظهرك ومكن لركوعك][36] ثُمَّ اعْتَدِلْ قَائِمًا [فأقم صلبك حتى ترجع العظام إلى مفاصلها][37] (وفي رواية: ثم ارفع حتى تطمئن قائما) [38] ثُمَّ اسْجُدْ فَاعْتَدِلْ سَاجِدًا (وفي رواية: ثم إذا أنت سجدت فاثبت وجهك ويديك حتى يطمئن كل عظم منك إلى موضعه)[39] ثُمَّ اجْلِسْ [على فخذك اليسرى][40] فَاطْمَئِنَّ جَالِسًا [ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً][41] ثُمَّ قُمْ [ثم اصنع ذلك في كل ركعة وسجدة][42][فإذا جلست في وسط الصلاة فاطمئن وافترش فخذك اليسرى ثم تشهد][43] فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ فَقَدْ تَمَّتْ صَلَاتُكَ وَإِنِ انْتَقَصْتَ مِنْهُ شَيْئًا انْتَقَصْتَ مِنْ صَلَاتِكَ" قَالَ: وَكَانَ هَذَا أَهْوَنَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْأَوَّلِ، أَنَّهُ مَنِ انْتَقَصَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا انْتَقَصَ مِنْ صَلَاتِهِ وَلَمْ تَذْهَبْ كُلُّهَا.
وأخرجه أبو داود، والنسائي وابن ماجه وأحمد
وفي رواية: قال النسائي: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ أَبُو يَحْيَى بِمَكَّةَ وَهُوَ بَصْرِيٌّ، قال: حَدَّثَنَا أَبِي، قال: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قال: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ يَحْيَى بْنِ خَلَّادِ بْنِ مَالِكِ بْنِ رَافِعِ بْنِ مَالِكٍ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمِّهِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ، قال: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ وَنَحْنُ حَوْلَهُ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ فَأَتَى الْقِبْلَةَ فَصَلَّى فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم وَعَلَى الْقَوْمِ فَقَالَ لَهُ: رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "وَعَلَيْكَ اذْهَبْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ" فَذَهَبَ فَصَلَّى فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يَرْمُقُ صَلَاتَهُ وَلَا يَدْرِي مَا يَعِيبُ مِنْهَا فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم وَعَلَى الْقَوْمِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "وَعَلَيْكَ اذْهَبْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ" فَأَعَادَهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا فَقَالَ الرَّجُلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا عِبْتَ مِنْ صَلَاتِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم "إِنَّهَا لَمْ تَتِمَّ صَلَاةُ أَحَدِكُمْ حَتَّى يُسْبِغَ الْوُضُوءَ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ عز وجل فَيَغْسِلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ وَيَمْسَحَ بِرَأْسِهِ وَرِجْلَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ثُمَّ يُكَبِّرَ اللَّهَ عز وجل (وفي رواية: ثم يقول الله أكبر) [44] وَيَحْمَدَهُ وَيُمَجِّدَهُ [ويثني عليه][45] قَالَ هَمَّامٌ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ وَيَحْمَدَ اللَّهَ وَيُمَجِّدَهُ وَيُكَبِّرَهُ، قَالَ فَكِلَاهُمَا قَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ قَالَ وَيَقْرَأَ مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ وَأَذِنَ لَهُ فِيهِ ثُمَّ يُكَبِّرَ (وفي رواية: ثم يقول الله أكبر) [46] وَيَرْكَعَ [ويضع كفيه على ركبتيه][47] حَتَّى تَطْمَئِنَّ مَفَاصِلُهُ وَتَسْتَرْخِيَ، ثُمَّ يَقُولَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، ثُمَّ يَسْتَوِيَ قَائِمًا حَتَّى يُقِيمَ صُلْبَهُ، ثُمَّ يُكَبِّرَ (وفي رواية: ثم يقول الله أكبر) [48]، وَيَسْجُدَ حَتَّى يُمَكِّنَ وَجْهَهُ وَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ جَبْهَتَهُ [من الأرض][49] حَتَّى تَطْمَئِنَّ مَفَاصِلُهُ وَتَسْتَرْخِيَ وَيُكَبِّرَ (وفي رواية: ثم يقول الله أكبر) [50]، فَيَرْفَعَ حَتَّى يَسْتَوِيَ قَاعِدًا عَلَى مَقْعَدَتِهِ وَيُقِيمَ صُلْبَهُ، ثُمَّ يُكَبِّرَ فَيَسْجُدَ حَتَّى يُمَكِّنَ وَجْهَهُ وَيَسْتَرْخِيَ (وفي رواية: ثم يقول الله أكبر ثم يسجد حتى تطمئن مفاصله ثم يرفع رأسه فيكبر) [51]، [فوصف الصلاة هكذا أربع ركعات حتى فرغ][52] فَإِذَا لَمْ يَفْعَلْ هَكَذَا لَمْ تَتِمَّ صَلَاتُهُ". أخرجه النسائي رقم (1136).
قال ابن حجر في كتابه (فتح الباري):
قال ابن دقيق العيد: تكرر من الفقهاء الاستدلال بهذا الحديث على وجوب ما ذكر فيه، وعلى عدم وجوب ما لم يذكر، أما الوجوب فلتعلق الأمر به، وأما عدمه فليس لمجرد كون الأصل عدم الوجوب، بل لكون الموضع موضع تعليم، وبيان للجاهل، وذلك يقتضي انحصار الواجبات فيما ذكر، ويتقوى ذلك بكونه صلى الله عليه وسلم ذكر ما تعلقت به الإساءة من هذا المصلي وما لم يتعلق به. فدل على أنه لم يقصر المقصود على ما وقعت به الإساءة، قال: فكل موضع اختلف الفقهاء في وجوبه وكان مذكوراً في هذا الحديث، فلنا أن نتمسك به في وجوبه وبالعكس، لكن يحتاج أولاً إلى جمع طرق هذا الحديث، وإحصاء الأمور المذكورة فيه، والأخذ بالزائد فالزائد، ثم إن عارض الوجوب أو عدمه دليل أقوى منه عمل به، وإن جاءت صيغة الأمر في حديث آخر بشيء لم يُذكر في هذا الحديث قدمت. أ-هـ[53].
وإن من أركان الصلاة التي لم أجد لها ذكراً صريحاً في هذا الحديث التشهد الأخير، والجلوس فيه، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والسلام في آخر الصلاة، وقال بعض أهل العلم بوجوب الاستعاذة بالله من أربع: من عذاب جهنم، وعذاب القبر، وفتنة المحيا والممات، وفتنة المسيح الدجال قبل السلام.
فروى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ مِنْ أَرْبَعٍ، يَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْـمَحْيَا وَالْـمَمَاتِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْـمَسِيحِ الدَّجَّالِ"[54].
وقد اشتمل هذا الحديث على فوائد:
الأولى: أن حسن النية والاجتهاد في العمل لا يجعله صحيحاً ما لم يكن موافقاً لسنة النبي صلى الله عليه وسلم مهما كان اجتهاد صاحبه وحرصه على الخير.
الثانية: تحذير كثير من الناس الذين لا يؤدون صلاتهم بإتقان، حيث يخشى عليهم ألا يكون لهم منها إلا التعب، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الرجل: "أَعِد صَلاتِكَ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ"[55].
روى البخاري في صحيحه من حديث زيد بن وهب قال: رأى حذيفة رجلاً لا يتم الركوع والسجود قال: ما صليت، ولو مت مت على غير الفطرة التي فطر الله محمداً صلى الله عليه وسلم عليها[56].
قال الحافظ ابن حجر: وفي هذا الحديث من الفوائد غير ما تقدم:
1- وجوب الإعادة على من أخلَّ بشيء من واجبات الصلاة.
2- فيه أن الشروع في النافلة ملزم، لكن يحتمل أن تكون تلك الصلاة فريضة فيقف الاستدلال.
3- فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
4- حسن التعليم بغير تعنيف.
5- إيضاح المسألة وتخليص المقاصد.
6- طلب المتعلمِّ من العالم أن يعلِّمَه.
7- فيه تكرار السلام ورده، وإن لم يخرج من الموضع إذا وقعت صورة انفصال.
8- فيه جلوس الإمام في المسجد، وجلوس أصحابه معه.
9- فيه التسليم للعالم، والانقياد له، والاعتراف بالتقصير، والتصريح بحكم البشرية في جواز الخطأ.
10- فيه أن فرائض الوضوء مقصورة على ما ورد به القرآن، أما ما زادته السنة فيندب[57].
11- فيه حسن خلقه صلى الله عليه وسلم ولطف معاشرته.
12- فيه تأخير البيان في المجلس للمصلحة.
13- فيه حجة على من أجاز القراءة بالفارسية لكون ما ليس بلسان العرب لا يسمى قرآناً[58].
قال النووي: "وفيه وجوب القراءة في الركعات كلها، وأن المفتي إذا سئل عن شيء وكان هناك شيء آخر يحتاج إليه السائل يستحب له أن يذكره له وإن لم يسأله عنه، ويكون من باب النصيحة لا من الكلام فيما لا معنى له، وموضع الدلالة منه كونه قال: (علِّمني) أي الصلاة، فعلَّمه الصلاة ومقدماتها" [59].
وإليك أخي المسلم وأختي المسلمة صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من كتاب الملخص الفقهي لفضيلة الشيخ صالح الفوزان، حيث قال:
"بعد أن بيّنا أركان الصلاة، وواجباتها، وسننها القولية، والفعلية، نريد أن نذكر صفة الصلاة المشتملة على تلك الأركان، والواجبات، والسنن، حسبما وردت به النصوص من صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم؛ لتكون قدوة للمسلم؛ عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: "صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي"، وإليك سياق ذلك:
• كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة؛ استقبل القبلة، ورفع يديه، واستقبل ببطون أصابعه القبلة، وقال: (الله أكبر).
• ثم يُمسك شماله بيمينه، ويضعهما على صدره.
• ثم يستفتح، ولم يكن صلى الله عليه وسلم يداوم على استفتاح واحد، فكل الاستفتاحات الثابتة عنه يجوز الاستفتاح بها، ومنها: (سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدُّك، ولا إله غيرك).
• ثم يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم.
• ثم يقرأ فاتحة الكتاب، فإذا ختمها؛ قال: (آمين).
• ثم يقرأ بعد ذلك سورة طويلة تارة، وقصيرة تارة، ومتوسطة تارة، وكان يطيل قراءة الفجر أكثر من سائر الصلوات، وكان يجهر بالقراءة في الفجر، والأُوليين من المغرب، والعشاء، ويُسِرُّ القراءة فيما سوى ذلك، وكان صلى الله عليه وسلم يطيل الركعة الأولى من كل صلاة على الثانية.
• ثم يرفع يديه كما رفعهما في الاستفتاح، ثم يقول: (الله أكبر)، ويخر راكعاً، ويضع يديه على ركبتيه مُفَرَّجتي الأصابع، ويُمَكِّنَهُما، ويمد ظهره، ويجعل رأسه حياله: لا يرفعه ولا يخفضه، ويقول: (سبحان ربي العظيم).
• ثم يرفع رأسه قائلاً: (سمع الله لمن حمده)، ويرفع يديه كما يرفعهما عند الركوع.
• فإذا اعتدل قائماً؛ قال: (ربنا لك الحمد)، وكان يطيل هذا الاعتدال.
• ثم يكبر، ويخر ساجداً، ولا يرفع يديه، فيسجد على جبهته، وأنفه، ويديه وركبتيه، وأطراف قدميه، ويستقبل بأصابع يديه ورجليه القبلة، ويعتدل في سجوده، ويُمَكِّن جبهته، وأنفه من الأرض، ويعتمد على كفيه، ويرفع مرفقيه، ويجافي عضديه عن جنبيه، ويرفع بطنه عن فخذيه، وفخذيه عن ساقيه، وكان يقول في سجوده: (سبحان ربي الأعلى).
• ثم يرفع رأسه قائلاً: (الله أكبر)، ثم يفرش رجله اليُسرى، ويجلس عليها، وينصب اليمنى، ويضع يديه على فخذيه، ثم يقول: (اللهم اغفر لي، وارحمني، واجبرني، واهدني، وارزقني).
• ثم يكبِّر ويسجد، ويصنع في الثانية مثلما صنع في الأولى.
• ثم يرفع رأسه مكبراً، وينهض على صدور قدميه، مُعتمداً على ركبتيه وفخذيه.
• فإذا استتم قائماً، أخذ في القراءة، ويصلي الركعة الثانية كالأولى.
• ثم يجلس للتشهد الأول مفترشاً كما يجلس بين السجدتين، ويضع يده اليمنى على فخذه اليُمنى، ويده اليُسرى على فخذه اليسرى، ويضع إبهام يده اليمنى على أُصبعه الوسطى كهيئة الحلقة، ويشير بأصبعه السبابة، وينظر إليها، ويقول: (التحيات لله، والصلوات، والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله)، وكان صلى الله عليه وسلم يخفف هذه الجلسة.
• ثم ينهض مكبراً، فيصلي الثالثة، والرابعة، ويخففهما على الأُوليين، ويقرأ فيهما بفاتحة الكتاب.
• ثم يجلس في تشهده الأخير متوركاً، يفرش رجله اليسرى، بأن يجعل ظهرها على الأرض، وينصب رجله اليمنى أو يخرج رجله اليسرى عن يمينه، ويجعل إليتيه على الأرض.
• ثم يشهد التشهد الأخير، وهو: كالتشهد الأول ويزيد عليه: (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم؛ إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد).
• ويستعيذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال، ويدعو بما ورد من الأدعية في الكتاب والسنة.
• ثم يسلم عن يمينه، فيقول: (السلام عليكم ورحمة الله)، وعن يساره كذلك؛ يبتدئ السلام متوجهاً إلى القبلة، ويُنهيه مع تمام الالتفات.
• فإذا سلم قال: (أستغفر الله -ثلاثاً- اللهم إنك أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام)، ثم يذكر الله بما ورد".
أيها المسلم، هذه جملة مختصرة في صفة الصلاة حسبما ورد في النصوص؛ فعليك أن تهتم بصلاتك غاية الاهتمام، وأن تكون صلاتك متفقة حسب الإمكان مع صلاة النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقد قال الله تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21].
ونسأل الله للجميع التوفيق والقبول[60].
وقد نظم أخونا الشيخ أحمد بن حسن المعلم حديث المسيء في هذه الأبيات فقال:
بِفَاتِحَةِ الحَمْدِ ثُمَّ الصَّلاَةِ
على أَحْمَدَ المُصْطَفَى أَبْتَدِي
وَبَعْدُ فَإنَّ حَديثَ المُسِيءِ
حَديثُ الصَّحِيحَينِ والمُسْنَدِ
ومَا مِنْهُ قَدْ صَحَّ في غَيرِهَا
وَزِيدَ بإسْنَادِه الجَيِّدِ
حَوَى الجُلَّ من واجِبَاتِ الصَّلاَة
وأَرْكَانِهَا فاحْصِهِ واعْدُدِ
وهَاكَ الَّذِي صح من لَفْظِهِِ
فَأَسْبِغْ وُضُوءَكَ ثُمَّ اشْهَدِ
شَهَادَتَي الحَقِّ بَعْدَ الوُضُوءِ[61]
أَقِمْ بَعْدَ ذَلِكَ ثُمَّ اقْصِدِِ
لِقِبْلَتِنَا ثُمَّ افَتْحِ الصَّلاَةِ
بالله أَكْبَرُ ثُمَّ احْمِدِ
وَمَجَّدِ وَهَذَا دُعَا الافْتِتَاحِ[62]
وَبَعْد بِأُمِّ الكِتَابِ اسْعَدِ
فَإنْ لَمْ تُطِقْ حِفْظَهُا فَاحْمِدْنَ
وَكَبِّرْ وَهَلِّلْ لكي تَرشَدِ
وَكَبِّرْ هُنَالِك ثُمَّ ارْكَعْنَ
وَظَهْرَكَ حَالَ الرِّكُوعِ امُدِدِ
وَضَعْ رَاحَتَيْكَ عَلى رُكْبَتَيْكَ
وَثُمَّ أَصَابِعُهَا بَدِدِ
وَمَكِّنْ رُكُوعَكَ ثُمَّ اطْمَئِنَ
وارْخِ المَفَاصِلَ لا تَشْدُدِ
وَسَمِعَ إِذَا قُمْتَ بَعْدَ الرِّكُوعِ
وَقْفٌ مُسْتَوٍ فِيه ثُمَّ ارْدُدِ
عِظَامَكَ كُلاً إِلَى وَضْعِهِ
وَكُنْ مُطْمَئِناً وثُمَّ اسْجُدِ
وَكَبِّرْ إلهَكَ عِنْدَ السِّجُودِ
ومَكِّنْ لِوَجْهِكَ في المَسْجِدِ
وَمَكِّنْ يَدَيْكَ هُنَا واطْمَئِنْ
وَكَبِّرْ لِرَفْعِكَ ثُمَّ اقْعُدِ
وَكُنْ مُطْمَئِنْاً بِهَذَا القُعُودِ
وَكَبِّرْ وَعُدْ سَاجِداً تُحْمَدِ
كَمَا مَرَّ قَبْلُ وَكُنْ مُطْمَئِناً
وَكَبِّرْ وَقُمْ بَعْدَهَا وابْتَدِ
بِثَانِيَةٍ مِنْ رُكُوعِ الصَّلاَةِ
وَدَعْهَا بِأَوَّلِهَا تَقْتَدِي
وَهَاتِ التَّشَهُدَ وَسْطَ الصَّلاَةِ
وَكُنْ مُطْمَئِناً بِهِ واقْعُدِ
عَلَى الفَخْذِ مُفْتَرِشَاً في القُعُودِ
لِيُسْرَاهُمَا فُزْتَ بالمَقْصِدِ
وَكُنْ فَاعِلاً للَّذِي قَدْ مَضَى
بِكُلِّ صَلاَتِكَ لا تُرَدِّدِ
وَثُمَّ الَّذِي جَاءَ في ذِي الحَدِيْثِ
فَحَافِظْ عَلَى فِعْلِهِ واجْهَدِ
وَمَا صَحَّ مِنْ أَمْرٍ في غَيْرِهِ
فَبَادِرْ إليهِ وَلاَ تَزْهَدِ
وَحَافِظْ عَلَى سُنَنِ المُصْطَفَى
جَمِيْعاً تَنَلْ رُتْبَةَ المُقْتَدِ
وَتَمَّ بِفْضِلِ العَلِيِّ القَدِيرِ
وَصَلَّى الإلَهُ عَلى أَحْمَدِ
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
[1] مسلم (397).
[2] البخاري (757).
[3] البخاري (757).
[4] مسلم (883).
[5] البخاري (6667).
[6] البخاري (757).
[7] البخاري (6667).
[8] البخاري (793).
[9] ابن ماجه (1060).
[10] ابن ماجه (10).
[11] البخاري (6667).
[12] البخاري (6667).
[13] أبو داود (856).
[14] حم 18995.
[15] ن 1053.
[16] ن 1313.
[17] حاكم 1/242.
[18] حم 18995.
[19] ن 1314.
[20] ن 1314.
[21] ن 1313.
[22] حم 18995.
[23] حم 18995.
[24] حم 18995.
[25] ن 1313.
[26] حم 18997.
[27] ن 1314.
[28] حم 18995.
[29] د 861.
[30] ن 1053.
[31] ن 1053.
[32] ن 1313.
[33] د 860.
[34] د 859.
[35] حم 18995.
[36] د 859.
[37] حم 18995.
[38] حم 18997.
[39] ابن خزيه 638.
[40] د 859.
[41] ن 1053.
[42] م 18995.
[43] د 860.
[44] الطبراني في الكبير بواسطة صفة الصلاة للألباني.
[45] أبو داود 857.
[46] أبو داود 857.
[47] الحاكم 1/242.
[48] أبو داود 857.
[49] أبو داود 858.
[50] أبو داود 857.
[51] أبو داود 857.
[52] أبو داود 858.
[53] (2/279) وأرى لزاماً على طالب العمل قراءة كامل شرح الحديث في عمدة الأحكام (1/3-11) لهذا العالم الأصولي النحرير الفقيه لما اشتمل عليه من القواعد والفوائد.
[54] برقم (588).
[55] سبق تخريجه
[56] برقم (791).
[57] علق الشيخ عبدالعزيز بن باز رضي الله عنه فقال: في هذا نظر والصواب وجوب ما دلَّت السنة على وجوبه كالمضمضة والاستنشاق، لأن السنة تفسر القرآن، وما أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم فهو مما أمر الله به لقوله تعالى: ﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ ﴾. والله أعلم.
[58] فتح الباري (2/280-281) بتصرف.
[59] فتح الباري (2/281).
[60] الملخص الفقهي (1/136-139).
[61] هذا رأي الشيخ وذهب بعض أهل العلم إلى أن التشهد هنا هو الأذان.
[62] هذا رأي الشيخ، ويرى بعض أهل العلم أن المقصود بذلك قراءة الفاتحة.
د. أمين بن عبدالله الشقاوي

الموضوع الأصلي: حديث المسيء صلاته |~| الكاتب: نزف القلم |~| المصدر: منتديات بحر الامل

بحر الامل

العاب ، برامج ، سيارات ، هاكات ، استايلات , مسابقات ، فعاليات ، قصص ، مدونات ، نكت , مدونات , تصميم , شيلات , شعر , قصص , حكايات , صور , خواطر , سياحه , لغات , طبيعة , مفاتيح , ستايلات , صيانه , تهيئة , قواعد , سيرفرات , استضافه , مناضر, جوالات





 توقيع : نزف القلم

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
3 أعضاء قالوا شكراً لـ نزف القلم على المشاركة المفيدة:
, ,