عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 2021-02-22, 11:50 AM
نزف القلم غير متواجد حالياً
Saudi Arabia    
اوسمتي
الالفيه الخامسه والخمسين وسام عضو سحري يوم الوطني وسام المعايده وسام شكر وتقدير وسام قلم مبدع 
 عضويتي » 30
 جيت فيذا » 14-08-2018
 آخر حضور » 2022-04-01 (11:35 PM)
آبدآعاتي » 55,848
الاعجابات المتلقاة » 11590
الاعجابات المُرسلة » 3978
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond repute
مشروبك  » مشروبك   7up
قناتك   » قناتك abudhabi
ناديك  » اشجع ithad
مَزآجِي  »
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي تفسير الربع الأول من سورة الشعراء



تفسير الربع الأول من سورة الشعراء

الآية 1: ﴿ طسم سَبَقَ الكلام عن الحروف المُقطَّعة في أول سورة البقرة، واعلم أنّ هذه الحروف تُقرأ هكذا: (طا سين ميم).
الآية 2: ﴿ تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ : يعني هذه هي آيات القرآن المُوَضِّح لكل شيء.
الآية 3: ﴿ لَعَلَّكَ - أيها الرسول - مِن شدة حِرصك على هداية قومك ﴿ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أي مُهْلِك نفسك ﴿ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ يعني لأنهم لم يُصَدِّقوا بك ولم يعملوا بهَدْيك، فلا تفعل ذلك، فإنه ليس عليك هدايتهم، وإنما عليك البلاغ وقد بَلَّغتهم.
الآية 4: ﴿ إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آَيَةً أي مُعجزة تُرغِمهم على الإيمان (كناقة صالح عليه السلام) ﴿ فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ، أي فحينئذٍ ستصير أعناقهم خاضعة ذليلة لهذه المعجزة، لا يستطيعونَ إنكارها، ولكننا لم نشأ ذلك، لأن الإيمان النافع هو الإيمان بالغيب اختيارًا.
الآية 5: ﴿ وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ يعني: ما مِن شيءٍ يَنزل من القرآن ﴿ مُحْدَثٍ أي جديد النزول، مُجَدِّدًا لهم التذكير والموعظة: ﴿ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ ، (واعلم أنّ المقصود مِن وَصْف القرآن بأنه (مُحدَث) أي حديث النزول على النبي صلى الله عليه وسلم، إذ كان يَنزل آية بعد آية، وسورة بعد سورة، بحسب الحوادث والأحوال).
الآية 6: ﴿ فَقَدْ كَذَّبُوا بالقرآن واستهزؤوا به ﴿ فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ : يعني فسوف يَتبين لهم أنَّ ما استهزؤوا به هو الحق والصدق.
فلمّا استهزأ مُشركو قريش بالوعيد: أنزل الله بهم العذاب الذي استهزؤوا به، وأوَّل عذاب نزل بهم: (هزيمتهم يوم بدر وقَتْل زعمائهم، ثم القحط سبع سنين)، ومَن مات منهم على الشرك: فسوف يُعَذَّب في نار جهنم خالدًا فيها أبدًا، ويُقال لهم وهم يُعَذَّبون: (ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تستهزئون).
الآية 7، والآية 8، والآية 9: ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ : يعني ألم ينظروا إلى الأرض التي أنبتنا فيها من كل نوع من أنواع النبات الحَسَن المنظر، النافع للناس، ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ أي في إخراج النبات من الأرض المَيّتة ﴿ لَآَيَةً واضحة على قدرة الله تعالى على البعث بعد الموت، ﴿ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ يعني: وما كان أكثر قومك أيها الرسول مؤمنين ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الذي لا يَمنعه مانع مِمَّا أراد، القادر على الانتقام من المُكَذّبين ﴿ الرَّحِيمُ بعباده المؤمنين، (إذًا فاصبر على الدعوة إليه، وتوكل عليه سبحانه، فإنه ناصرك ومُذِلّ أعدائك، وإن العاقبة لك وللمؤمنين).
الآية 10، والآية 11: ﴿ وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى : أي اذكر أيها الرسول حين نادَى اللهُ تعالى موسى ﴿ أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ وهُم ﴿ قَوْمَ فِرْعَوْنَ الذين ظلموا أنفسهم بالكفر والشرك، وظلموا بني إسرائيل باضطهادهم وتعذيبهم، ﴿ أَلَا يَتَّقُونَ : يعني ألا يخافون عذاب اللهِ فيَتركوا ما هم عليه من الكفر والضلال؟!
الآية 12، والآية 13، والآية 14: ﴿ قَالَ موسى: ﴿ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ ﴿ وَيَضِيقُ صَدْرِي أي يَملؤه الغمُّ بسبب تكذيبهم لي، ﴿ وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي بفصيح الكلام، (وقد قال عبدالله بن عباس رضي الله عنهما: كانَ في لسانه عُقدة - يعني صعوبة في النُطق - تمنعه من كثير من الكلام)، ﴿ فَأَرْسِلْ جبريل بالوحي ﴿ إِلَى هَارُونَ ﴾) ليُعِينني على تبليغ الرسالة، ﴿ وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ في قتْل رجل منهم ﴿ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ .

الآية 15، والآية 16، والآية 17: ﴿ قَالَ اللهُ لموسى: ﴿ كَلَّا يعني إنهم لن يقتلوك، وقد أجَبتُ طلبك في هارون ليكون رسولًا معك ﴿ فَاذْهَبَا بِآَيَاتِنَا أي بالمعجزات الدالة على صِدقكما، ﴿ إِنَّا مَعَكُمْ بالعلم والحفظ والنصرة ﴿ مُسْتَمِعُونَ أي أسمع ما تقولانه لفرعون وما يقوله لكما، ﴿ فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا له: ﴿ إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ : يعني إنا مُرسَلان إليك وإلى قومك من رب العالمين (لتؤمنوا به وتُوحِّدوه)، وقد أمَرَكَ ﴿ أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ أي أطلِق سَراحهم ليذهبوا معنا إلى حيث أمَرَنا اللهُ تعالى (إلى أرض أبيهم إبراهيم) ليعبدوا اللهَ فيها.
ولَعَلّ الله تعالى قال: ﴿ إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾، ولم يقل: (إنا رسولا رب العالمين) (رغم أن موسى وهارون اثنان)، لأن كلمة رسول تأتي أحيانًا بمعنى رسالة، فيكون المعنى: (إنا ذو رسالةٍ من رب العالمين)، أو لأن كلمة "رسول" هنا أُريدَ بها الجَمْع، وهذا وارد في لغة العرب، كقول إبراهيم عليه السلام عن الأصنام: ﴿ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴾، واللهُ أعلم.
الآية 18، والآية 19: ﴿ قَالَ فرعون لموسى - مُمتَنًّا عليه -: ﴿ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا : يعني ألم نُرَبِّك في منازلنا صغيرًا، ﴿ وَلَبِثْتَ فِينَا أي مكثتَ في رعايتنا ﴿ مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ ؟ ﴿ وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ : أي ارتكبت جنايتك التي فعلتها بقتلك رجلاً من قومي ﴿ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ أي من الجاحدين لنعمتي عليك؟
الآية 20، والآية 21، والآية 22: ﴿ قَالَ موسى مُجيبًا فرعون: ﴿ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ : أي فعلتُ ذلك القتل مِن غير قصدٍ، وقبل أن يُعَلِّمني ربي ويَبعثني إليكم رسولاً، (وفي هذا دليل على جواز إطلاق لفظ الضلال على الجهل، كما قال تعالى: ﴿ وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى ، وقال لهم موسى: ﴿ فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ : أي خرجتُ مِن بينكم فارًّا إلى "مَدْيَن"، لمَّا خِفتُ أن تقتلوني بما فعلتُ مِن غير عَمْد، ﴿ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وهي النُبُوّة والعلم ﴿ وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴾) ﴿ وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ يعني: وهل تعتبر تلك التربية نعمةً مِنك عليَّ، وقد جعلتَ بني إسرائيل عبيدًا عندك تستعملهم كما تشاء؟! (والغرض من هذا الاستفهام هو الاستنكار)، حيث بَيَّنَ له موسى أنّ تعبيد بني إسرائيل وذبْح أبنائهم هو السبب الحقيقي في حصوله عليه وتربيته عنده، لأنّ خوف أمه عليه من الذبح هو الذي جعلها تُلقي به في نهر النيل، فكأنه في الحقيقة مَنَّ عليه بتعبيد قومه وذبْح أبنائهم.
ومِن المُفَسِّرين مَن قال: "إنّ هذا اعترافٌ من موسى لفرعون بنعمة التربية، حيث استعبد غيره ولم يَستعبده هو"، واللهُ أعلم.
الآية 23، والآية 24: ﴿ قَالَ فِرْعَوْنُ لموسى: ﴿ وَمَا هو ﴿ رَبُّ الْعَالَمِينَ الذي تزعم أنك رسوله؟، فـ ﴿ قَالَ له موسى: هو ﴿ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ﴿ إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ يعني إن كنتم موقنينَ بأنّ كل مخلوق لا بد له من خالق (وهو أمْرٌ لا تنكره العقول).
الآية 25، والآية 26: ﴿ قَالَ فرعون ﴿ لِمَنْ حَوْلَهُ مِن أشراف قومه: ﴿ أَلَا تَسْتَمِعُونَ : يعني ألا تسمعون مقالة موسى العجيبة بوجود رب غيري؟ فـ ﴿ قَالَ موسى: ﴿ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ يعني: الرب الذي أدعوكم إليه هو الذي خلقكم وخلق آباءكم الأولين، فكيف تعبدون مخلوقًا مثلكم، وله آباء قد ماتوا كآبائكم؟
الآية 27، والآية 28: ﴿ قَالَ فرعون للملأ: ﴿ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (وَاعلم أنّ وَصْف فرعون لموسى بأنه "رسول" هو على سبيل الاستهزاء، واعلم أيضًا أنه جَعَلَ رسالته إليهم؛ لأنه يظن أنه أكبر مِن أن يُرسَل إليه رسول).
فلم يَلتفت موسى إلى استهزائه، واستمر في دعوتهم إلى التوحيد، فـ ﴿ قَالَ : ﴿ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا (واعلم أنه قد خَصّ مَشرق الشمس ومَغربها، لأن فرعون لا يجرؤ أن يَدَّعي التحكم في ذلك، كما قال إبراهيم للنمرود: ﴿ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ - فهذا يَستوجب الإيمان بالله وحده - ﴿ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ يعني إن كنتم من أهل العقل والتدبر.
الآية 29، والآية 30: ﴿ قَالَ فرعون مُهَدِّدًا موسى: ﴿ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ ، فـ ﴿ قَالَ له موسى: ﴿ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ يعني أتجعلني من المسجونين، حتى ولو جئتك ببرهان قاطع يدل على صِدقي؟
الآية 31: ﴿ قَالَ له فرعون: ﴿ فَأْتِ بِهِ أي بهذا البرهان ﴿ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ .

الآية 32، والآية 33: ﴿ فَأَلْقَى موسى ﴿ عَصَاهُ ﴿ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ أي فتحولتْ ثعبانًا حقيقيًّا (وليس تمويهًا كما يفعل السَحَرة)، ﴿ وَنَزَعَ يَدَهُ أي جذب يده من جيبه ﴿ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ يعني فإذا هي بيضاء كاللبن مِن غير بَرَص، فإذا رَدَّها إلى جيبه عادت سمراء كَسائر جسده.
الآية 34، والآية 35: ﴿ قَالَ فرعون ﴿ لِلْمَلَإِ وهُم أشراف قومه الذين يقفونَ ﴿ حَوْلَهُ : ﴿ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ أي واسعُ العلم بالسحرِ، ماهرٌ به، و﴿ يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ (وقد قال فرعون هذا لتحريض الملأ ضد موسى، فزعم أن موسى عليه السلام يريد الاستيلاء على الحُكم والبلاد، ويَطرد أهلها منها بواسطة السحر)، ثم قال لهم فرعون يستشيرهم: ﴿ فَمَاذَا تَأْمُرُون يعني: فَبِماذا تُشيرون عليَّ أيها السادة في أمْر موسى؟ (ولَعَلّ فرعون قال للملأ لفظ: (تأمروني) - مع أنه زعيمهم ورئيسهم - بسبب انهزامه معنويًّا بعدما رأى وضوح آية موسى عليه السلام).
الآية 36، والآية 37: ﴿ قَالُوا له: ﴿ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ يعني أخِّر أمْر موسى وهارون، ولا تَعْجَل عليهما قبل اتخاذ ما يَلزم من الاحتياطات، ﴿ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ : أي أرسِلْ في مدائن مصر وأقاليمها جنودًا لـ ﴿ يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ أي ليَجمعوا لك كل ساحر واسع العلم بالسحر، لِيُناظروا موسى.
الآية 38، والآية 39، والآية 40: ﴿ فَجُمِعَ السَّحَرَةُ أي جَمَعهم جنود فرعون ﴿ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ يعني إنهم حُدِّدوا لهم وقتًا معلومًا لمناظرة موسى (وهو وقت الضحى، في اليوم الذي يتفرغون فيه من أشغالهم، ويجتمعون ويتزيَّنون)، ﴿ وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ يعني إنهم شَجَّعوا الناس على الاجتماع لحضور المناظرة، قائلينَ لهم: ﴿ لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ يعني إننا نأمل أن يكون الانتصار للسحَرة، فنَثبُت على ديننا.
الآية 41: ﴿ فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ يوم المُناظرة: ﴿ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ: ﴿ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا يعني هل ستعطينا مالاً ﴿ إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ ؟
الآية 42: ﴿ قَالَ لهم فرعون: ﴿ نَعَمْ لكم ما طلبتم ﴿ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ أي من المُقرَّبين مِنّي في المنصب والجاه إن غَلَبْتُم موسى.
الآية 43: ﴿ قَالَ لَهُمْ مُوسَى مُرِيدًا إبطال سِحرهم: ﴿ أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ : يعني ألقوا ما تريدون إلقاءه من السحر.
الآية 44: ﴿ فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ (فَخُيِّل للناس أنها حَيَّات تَسعى)، ﴿ وَقَالُوا أي قال السحَرة: ﴿ بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ يعني: أقسموا بعزة فرعون قائلين: ﴿ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ .

الآية 45: ﴿ فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ حَيّةٌ عظيمة ﴿ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ أي تبتلع الحبال والعِصِيّ التي ألقاها السحَرة مِن أجل أن يُوهِموا الناس أنها حق وهي باطل.
الآية 46، والآية 47، والآية 48: ﴿ فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ للهِ جَلَّ وعَلا، عندما علموا أنّ هذا ليس من تمويه السحَرة، و﴿ قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿ رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (ولَعَلّهم قالوا هذه الجُملة حالَ سجودهم، إعلامًا منهم أنهم ما سجدوا لفرعون كما كانَ يفعل المصريون وَقْتَها، وإنّما سجدوا للهِ رب العالمين الذي لا يستحق العبادة غيره).
ويجوز أن يكون تقديم موسى على هارون في هذه الآية من حكاية قول السحَرة، فيكون قد صدر منهم قولان، قدّموا في أحدهما اسم هارون - كما جاء في سورة "طه" - اعتبارًا بكِبَر سنِّ هارون عن موسى، وقدَّموا اسم موسى في القول الآخر اعتبارًا بفضله على هارون بالرسالة وتكليم الله تعالى له مِن غير واسطة.
الآية 49: ﴿ قَالَ فرعون مُهَدِّدًا السحَرة - ليَدفع عن نفسه شر الهزيمة -: ﴿ آَمَنْتُمْ لَهُ يعني هل صدَّقتم موسى وأقررتم له برسالته ﴿ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ بذلك؟ ﴿ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ يعني إنّ موسى لَعَظيمُكم ﴿ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فلذلك اتَّبعتموه، واتفقتم معه على الهزيمة قبل الخروج إلى ساحة المُناظرة، (وقد أراد فرعون بهذا الكلام: التمويه على الناس حتى لا يتَّبعوا السحَرة ويؤمنوا كإيمانهم).
♦ وقال فرعون للسحَرة: ﴿ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ما يَنزل بكم من العقاب: ﴿ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ أي بِقَطْع اليد اليُمنَى مع الرجل اليُسرى، أو اليد اليُسرى مع الرجل اليُمنى ﴿ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ بربط أجسادكم على جذوع النخل وأترككم مُعَلَّقينَ لتكونوا عِبرةً لغيركم.
الآية 50، والآية 51: ﴿ قَالُوا أي قال السحَرة لفرعون: ﴿ لَا ضَيْرَ أي لا ضرر علينا فيما يصيبنا من عقاب الدنيا، فـ ﴿ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ : أي راجعون إلى ربنا فيعطينا النعيم المقيم، وسنصبر اليوم على عذابك لِننجو من عذاب اللهِ يوم القيامة، ﴿ إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا - من الشِرك والسِحر وغير ذلك - مِن أجل ﴿ أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ مِن قومنا.
[*] وهي سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم، وذلك بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرة من (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي"، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبي بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذي ليس تحته خط فهو تفسير الآية الكريمة.
واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحديًا قومًا يَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذا الأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحيانًا نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن.
رامي حنفي محمود


بحر الامل

العاب ، برامج ، سيارات ، هاكات ، استايلات , مسابقات ، فعاليات ، قصص ، مدونات ، نكت , مدونات , تصميم , شيلات , شعر , قصص , حكايات , صور , خواطر , سياحه , لغات , طبيعة , مفاتيح , ستايلات , صيانه , تهيئة , قواعد , سيرفرات , استضافه , مناضر, جوالات





 توقيع : نزف القلم

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
5 أعضاء قالوا شكراً لـ نزف القلم على المشاركة المفيدة:
, , , ,