هذا_الحبيب « 104 »
السيرة النبوية العطرة (( الهجرة .. عمر بن الخطاب رضي الله عنه))
___________
تحدثنا عن هجرة أم سلمة ، وما عانته رضي الله عنها
واليوم نتحدث عن هجرة {{ عمر بن الخطاب رضي الله عنه }}
_____________
يقول الإمام البخاري ومسلم في الصحيح ، من حديث علي بن أبي طالب
قال :_ ما هاجر أحد جهاراً نهاراً إلا عمر ، وقد أخذ الناس يتسللون تسلل خَشيتَ ، أن تمنعهم قريش ولقد منعت من قدرت عليه ... إلا عمر
يقول علي بن أبي طالب :_ عندما أراد عمر الهجرة تنكّب قوسه ، وتوشح سيفه ، وأمسك بيده الأسهم
ثم تخنصر بعنزة [[ أي عصا يكون في رأسها حديدة ]] وضعها على خاصرته
ثم أتى وضح النهار ، وقد إرتفعت الشمس ، وقريش في أنديتها
وطاف في البيت سبعة ، طواف متمكن لا يلتفت إلى أحد حتى إذا فرغ
ركع في المقام ركعتين ، صلاة مطمئن لا يلتفت إلى أحد
ثم وقف وإستقبل أندية قريش بوجهه
وإقترب منها واثق الخطوة ، ثم وقف عمر على أندية قريش وقال :_ شاهت الوجوه [[ يعني قبحها الله ]]
شاهت الوجوه ، والله لا يرغم الله إلا هذه المعاطس
[[ أي الأنوف يرغمها أي يدسها بالتراب مخزيه .. هو بيتحركش فيهم مش هم اللي بتحركشوا فيه ]]
__________
يا معشر قريش إني راحل إلى يثرب [[ أي مهاجر ]]
فمن أراد منكم أن تثكله أمه
أو ترمله زوجته
أو ييتمه أولاده
فليتبعني إلى بطن هذا الوادي
يقول علي بن أبي طالب :_ فوالله ما تحرك قريشي من مجلسه
ثم قال :_ يا معشر المستضعفين [[ المسلمين الضعفاء ]]
يا معشر المستضعفين
من أراد أن يصحبني إلى الهجرة فليتبع
قال :_ فصحبه رهط فوالله ما تجرئ قريشي أن يرد مستضعف خوفاً من عمر
__________
فكان مع عمر رضي الله عنه ، من المسلمين المستضعفين
{{ ١٧ مهاجر والبعض قال ٢٧ }}
خرجوا مع عمر ، فهاجر عمر علناً
وهنا درس يجب ان نقف عنده
__________
كثير ناس تتسائل
لماذا يهاجر عمر علنا لا يخاف من أحد معتمداً على الله ؟؟ ويهاجر النبي صلى الله عليه وسلم ، بالسّر ويجلس في غار ثور ثلاثة أيام فهل كان إيمان عمر أكبر ؟؟
الجواب
_______
لا طبعاً ، إيمان النبي صلى الله عليه وسلم كان {{ يعم الصحابة جميعاً }}
وهو الذي كان يمدهم بالإيمان ، وهو خير من توكل على الله ولكن دائماً نقول ...
كما قال تعالى
{{ لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا }}
فهو الأسوة الحسنة وسيرته {{ للتأسي والإقتداء }}
فلو هاجر النبي علناً لكن من المستحب ، أو الواجب على جميع المؤمنين ، أن يقتدوا بنبيهم
ويعتمدوا على الله بغير الأخذ بالأسباب
ويهاجروا علناً ، ولا يخافوا من قريش
وهذا لا يناسب الكثير من الصحابة المستضعفين
ويمكن أن يلحق بهم الضرر
___________
أما عمر رضي الله عنه
فليس قدوة ، لم يضع الله عمر أسوة للمؤمنين في حياة رسول الله لكنه وضع النبي في هذا المنصب
فعمر تصرفه يمثل نفسه ، لا يلزم الآخرين الإقتداء به
أما النبي فهو {{ مشرع وقدوة }}
لذا هاجر عمر علناً ،وهاجر صلى الله عليه وسلم سراً ، أخذ بالأسباب والحيطة رفقاً ورحمة بالمستضعفين من أمته
جاء رجل إلى رسول الله من الأعراب [[ الأعراب البدو ]]
ووقف عند الخيمة وأمسك البعير
وصاح يا رسول الله .. أأعقلها .. أم أتوكل ؟؟
[[ يعني أربط رجل الجمل بالحبل ، وإلا أتركها وأتوكل على الله ]]
فقال له صلى الله عليه وسلم له {{ أعقلها وتوكل }}
يعني الإثنين مع بعض خذ بالأسباب وتوكل على الله .
___________
ننطلق الآن الى يثرب [[ المدينة المنورة ]] نلقي نظرة عن وضع المسلمين هناك ، ثم نرجع الى مكة وهجرة الصحابة ، ثم هجرة النبي صلى الله عليه وسلم
_____ #الأنوارالمحمدية _______
____ صلى الله عليه وسلم _____
يتبع بأذن الله …
|