هذا_الحبيب « 103 »
السيرة النبوية العطرة (( بداية الهجرة ، أم سلمة ))
__________
رجعت قريش تنهال على المستضعفين في مكة ، بالتعذيب بعد أن إكتشفوا
أن بين محمد صلى الله عليه وسلم ، والخزرج أهل يثرب [[ المدينة المنورة]] مبايعة و إتفاق
__________
فقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه
وقد رأى رؤيا في المنام ، أن أصحابه قد هاجروا إلى أرض سبخة [[ والسبخة هي الأرض المالحة ]]
بين حرتين ذات نخيل
[[ النبي يرى رؤيا في المنام ، وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى]]
فخرج إلى أصحابه مسرور
وقال :_ قد أٌوريت دار هجرتكم ، أرض سبخة ذات نخيل بين حرتين ، لا أرها إلا يثرب فإنطلقوا إليها
فأخذ أصحابه يهاجرون جماعات ، وأفراد إلى [[ المدينة المنورة ]]
فكان أول من هاجر من الصحابة {{ أبو سلمة وأم سلمة رضي الله عنهما }} تقول أم سلمة كما روى البخاري
____________
ما أعلم أهل بيت من المؤمنين أدخل الله عليهم ، من البلاء ما أدخل علينا
[[ لنعرف قيمة هذا الدين ، يا عشاق النبي يا أحباب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، لتعرفوا عزة هذا الدين ،وكم كان غالي في قلوب الصحابة ، والتابعين رزقنا الله الإقتداء بهم]]
وسأتناول بعض القصص ، لهجرة الصحابة رضوان الله عليهم
ونبدأ مع قصة {{ أم سلمة رضي الله عنها }}
____________
أراد أبو سلمة الخروج
فجاء ببعير وأركب زوجته ، وكان معهم ولدهم
سلمة صبي دون التميز [[ يعني بين الرابعة والخامسة من العمر ]]
ثم قام يمشي يقود بعيره
فرآه أهل أم سلمة [[ اهل زوجته ]]
فقالوا :_ يا أبا سلمة .. أما نفسك فقد غلبتنا عليها
أما إبنتنا هذه ، فلا واللات لا ندعها لك ، تذهب بها في الأرض مشرقاً ومغرباً ، بالأمس هاجرت بها إلى الحبشة
[[ تريد ان تهاجر انت حر ، اما بنتنا لا ندعها تهاجر معك
أبو سلمة هاجر للحبشة ورجع مع زوجته قبل ذلك ]]
بالأمس هاجرت بها إلى الحبشة ، واليوم لا ندري أين تذهب بها .. فأنت حر في نفسك
أما إبنتنا فدعها لنا
____________
فأخذوا حبل البعير من يده ، ثم أخذوا أم سلمة بنتهم وولدها ولم يلتفت أبو سلمة
[[ لأن المقاومة لا تصلح في ذلك الوقت ولم يؤمر الصحابة بالدفاع عن أنفسهم بعد ]]
فترك زوجته والولد ، ومضى في طريقه يمشي على قدميه متجه إلى يثرب
[[ كونوا معي مع أم سلمة ، وهي أم المؤمنين وزوجة النبي صلى الله عليه وسلم في ما بعد ، لما استشهد زوجها أبو سلمة بعد أحد في حمراء الأسد متأثر بجراحه ، فتزوجها صلى الله عليه وسلم ، وضمها تحت رعايته في بيت النبوة ]]
تقول أم سلمة :_ إنطلق أبو سلمة إلى يثرب مهاجر
قالت :_ فلما رأى أهل زوجي أبو سلمة ، ما فعل أهلي
أخذتهم الحمية
فقالوا :_أنتم أخذتم إبنتكم من إبننا
فواللات والعزة ، لا ندع لكم الولد عندكم
نحن أولى به
تقول :_ فأخذوا ولدي مني فصرخت وآ ولداه
قالت :_ فهمّ أهلي أن يأخذوا الولد لي
فتجاذبته العشيرتين أهلي يريدونه لي ، وأهل أبو سلمة يريدون أن يأخذوه ، لأنه إبنهم
فهؤلاء يجذبون ..... وهؤلاء يجذبون
حتى خلعوا يد الصبي والأم تنظر
خلعت يد سلمة وهو بين الرابعة والخامسة من العمر [[ لا يحتمل شد الرجال ]]
قالت :_وغلب أهل أبي سلمة فأخذوه ، فأصبح ولدي مخلوعة يده عند أهل أبيه لا أعلم من يرعاه
____________
وأنا محجوزة عند أهلي
وزوجي قد هاجر إلى يثرب ، لا يعلم من أمرنا شيء فأصبحت أذهب كل صباح ، إلى أبطح مكة أبكي ولدي وزوجي
وقد أمضيت على ذلك بضعة أشهر [[ وبعض الروايات تقول سنة كاملة كانت على هذا الحال ]]
حتى وقف يوماً مقابلي إبن عم لي
فبكى لبكائي [[ لأنه بكاء صادقة مفجوعة بولدها وزوجها ]] فقال :_ إلى متى هذا ؟؟
لا بد من مخرج .. ومضى واثق الخطوة إلى قومه
وقال :_ ألا تشفقون على هذه المسكينة ، إلى متى تحرمونها من ولدها وزوجها ؟؟
فغلبهم على الأمر حتى سمحوا لي بالخروج
فلما علم أهل أبي سلمة ، أن أهلي سمحوا لي بالخروج ردوا علي ولدي
___________
قالت :_فوضعت ولدي في حجري ، وأخذت بعيري وجلست عليه
فقالوا لي :_مهلاً حتى تجدي قافلة وتصحبيها ، فقلت لا قد لين الله قلوبكم اليوم ، فلا أدري ماذا يكون غدا ، أرحل إلى زوجي اليوم قبل الغد
[[ لذلك يا مسلم إذا هبت رياحك فإغتنمها ]]
قالت :_ وإنطلقت لا أدري أين يثرب تقع ؟؟
ولا يرافقني أحد لا من أهلي ، ولا من أهلي زوجي ، حتى إذا كنت في التنعيم [[ الذي يعتمر منه الناس معروف مسجد السيدة عائشة من ذهب حج او عمرة يعرفه ]]
قالت :_ حتى إذا كنت بالتنعيم قابلني {{ عثمان بن أبي طلحة}}
وسبحان الله عثمان هذا [[قتل أبوه وإخوته الأربعة وعمه، يوم أحد وكانوا في صف قريش .. ولم يقتل هو ورزقه الله الإسلام لأن له سابقة خير ، وأنظروا من صنع معروف كافئه الله به]]
قالت :_ لقيني عثمان بن أبي طلحة
فقال :_ إلى أين يا إبنت زاد الركب ؟:
[[ وأم سلمة إسمها {{ هند بنت زاد الركب }}
لماذا لُقب أبوها بزاد الركب ؟؟
لكرمه على القوافل ، كان إذا خرج في قافلة لا يسمح لأحد أن يأكل من زاده ، أو ينفق على نفسه أبداً ، فكان مصروف الركب كله عليه هو ، لذلك سمي زاد الركب هند هذه بنته أم سلمة]]
___________
قال :_ إلى أين يا إبنت زاد الركب ؟؟
قالت :_ ألحق بزوجي حيث يسكن في يثرب
فقال :_ ألا يصحبك أحد ؟؟
قالت :_ إلا الله [[ انظروا ما أجمل الإيمان ]]
فقال:_ مالي بهذا مترك
[[ يعني ما بيصير اتركك ، ليعرف العرب كيف كانت شهامة من قبلنا وأخلاقهم مع أنه مشرك .. وأصبحنا اليوم لا عرب ولا مسلمين إلا من رحم ربي ]]
قال :_ مالي بهذا مترك
قالت :_فتقدم وأخذ حبل البعير ، ومشى على رجليه يقود بعيري{{ فلا والله .. ما رأيت رجل كان أكرم منه في صحبه .. ولا أجَلَّ خلقا }}
تمدحه قبل أن يسلم ، ولأنه له سابقة خير ساق الله له الإسلام ، وأسلم في ما بعد ، من بين كل أهله
قالت :_ كان يمشي بي بالبعير ، حتى إذا رأى وقت الراحة قد وجب
أجلس البعير ، عند شجرة ،ثم إبتعد عني حتى أنزل عن البعير
فإذا نزلت ، رجع وأخذ البعير إلى بعيد ، وربطه في شجرة
ثم إبتعد عني وإضجع ، وأعطاني ظهره حتى أخذ راحتي [[ لأنها هي أيضا تريد أن تضجع وترتاح]]
يعطيني ظهره حتى أخذ راحتي
[[ هل رأيتم يا شباب المسلمين هو مشرك ، وليس مسلم وهذه أخلاقه ، مش يطلع راسه من شباك السيارة ، لكل بنت رايحة وجاية بالطريق ]]
قالت :_حتى إذا رأى أننا إسترحنا وحان وقت الرحيل ، صفق بيده
وقال:_ يا إبنت زاد الركب أقدم لك البعير [[يعني إستعدي ]]
ثم أخذ البعير وقدمه [[ مش هي اللي تمشي هو يحضرلها البعير ]]
حتى إذا جلست ، ووضعت ولدي بحجري ، جاء وأنهض البعير ومشى
فما زال يصنع بي ذلك حتى أوصلني من مكة إلى يثرب [[ما تركها بالطريق]]
قالت :_فلما إقتربنا ورأى نخيل يثرب
قال :_ يا أم سلمة إن زوجك في هذه القرية وقد أبلغتك مأمنك .. فإنطلقي راشدة فترك بعيري ، ثم وقف ينظر حتى دخلت في نخيل قباء .. ثم رجع ماشياً على قدميه
____________
هل رأيتم عثمان بن طلحة رضي الله عنه ؟؟
كان مشرك وتأخر اسلامه ، لقبل فتح مكة بقليل
ولكنه فعل كل هذا ، وقطع مسافة {{ ٥٠٠ كيلو }} ذهاباً
و {{ ٥٠٠ كيلو }} اياباً ، وهو مشرك
هذه اخلاق العرب ، وهم على الشرك
تخيل لو عثمان بن طلحة ، رآك وهو على شركه ، تتلصص على بنت جارك او زوجته ، أو تتحرش في بنت بالطريق
وهو مشرك وانت مسلم ، ماذا ستكون ردة فعله اتجاهك ؟؟
للأسف اخلاق بعض المشركين ، في الجاهلية
افضل ألف مرة من كثير من المسلمين الآن
لا العربي بيعملها ، ولا المسلم بيعملها ، فماذا نسمي من يقوم بهذه الحركات ولم يتب ويرجع الى الله ؟؟
نسميه {{ غثاء السيل }}
____________
تقول ام سلمة :_ فلما وصلت ، وعلم أبو سلمة من أوصلني أثنى عليه بخير
ولما جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وعلم بأمرنا وما حدث معنا
وما زالت يد الولد مخلوعة [[ مش مخلوعة يعني مقطوعة يعني مخلوعة من الكتف متدلية ، تعطلت عن الحركة مضى عليها أشهر ]]
فأمسك صلى الله عليه وسلم يد الصبي ، ووضعها مكانها .. وبل يده بريقه صلى الله عليه وسلم ومسح عليها .. فعادت يد الصبي أفضل مما كانت .
صلى الله عليه وسلم
يتبع هجرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
_____ #الأنوارالمحمدية _______
____ صلى الله عليه وسلم ______
يتبع بأذن الله …
|