رِضا النَّاسِ غايةٌ لا تُدركُ) .. حكمةٌ سمعناها كثيراً ..
وردَّدناها كثيراً .. وكلما طالَ بالإنسانِ العُمرُ وخالطَ النَّاسَ،
كلما أيقنَ بصدقِ وحقيقةِ هذه الحكمةِ .. فالنَّاسُ تختلفُ مشاربُهم وأفكارُهم وأذواقُهم وأهواءُهم وآراؤهم .
. فمن ذا الذي يستطيعُ، أن يُرضيَ الجميعَ.
إذا صَدَعتَ بقولِ الحقِّ فأنتَ غليظٌ جَسورٌ .. وإذا حافظتَ على صمتِكَ فأنت مُتَغَطْرِسٌ مَغرورٌ ..
إذا زُرتَ كلَّ يومٍ فأنت ثقيلٌ مذمومٌ .. وإذا قطعتَ زيارتَهم فأنت القاطعُ المَلومُ .. إذا أبديتَ لهم نعمةً حسدوكَ
.. وإذا أخفيتَها عنهم عاتبوكَ .. إن قُلتَ قولاً، حرَّفوا معانيه ..
وإن فعلتَ فِعلاً، أساءوا الظَّنَ فيه .. تبتسمُ يقولونَ: ضعيفٌ ..
تَعبسُ يقولون: عنيفٌ .. تعفو يقولونَ: خوَّارٌ .. تُقسو يقولون: جبارٌ.
ضَحِكْتُ فقالوا ألا تَحتشِم **** بَكَيْتُ فقالوا ألا تَبتسم
بَسِمتُ فقالوا يُرائي بهــا *** عَبستُ فقالوا بدا ما كَتَم
صَمَتُّ فقالوا كليلُ اللسانِ *** نطقتُ فقالوا كثيرُ الكَلِم
حَلِمتُ فقالوا صنيعُ الجبانِ *** ولو كانَ مُقتدراً لانتقم
بَسَلتُ فقالوا لطيشٍ بـــــه *** وما كانَ مجترئاً لو حَكم
يقولون شَذَّ إذا قلــتُ: لا *** وإمَّعةً حينَ وافقتُهم
فأيقنت أنِّي مهما أردتُ *** رِضا النَّاسِ لابُدَّ من أن أُذَّم
ولكي تعرفَ الحلَّ، اسمعْ معي إلى باقي الحكمةِ: (رِضا النَّاسِ غايةٌ لا تُدركُ، ورِضا اللهِ غَايةٌ لا تُتركُ،
فاتركْ ما لا يُدركُ، وأَدركْ ما لا يُتركُ) .. إذاً لن تستطيعَ أن تُرضيَ النَّاسَ جميعاً إلا أن تأخذَ بهذه الوصفةِ العظيمةِ،
كما جاءَ في حديثِ عائشةَ رضيَ اللهُ عَنْهَا: (مَنِ الْتَمَسَ رِضَى اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ،
رَضِيَ الله عَنْهُ، وَأَرْضَى النَّاسَ عَنْهُ، وَمَنِ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ، سَخَطَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَأَسْخَطَ عليه النَّاسَ)،
وصدقَ اللهُ تعالى: (وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُوا مُؤْمِنِينَ) ..
فتَلمَّسْ أيُّها العبدُ رِضا اللهِ تعالى في كلِّ ما تفعلُ وتقولُ .. يجعلْ لك بين النَّاسِ الرِّضا والقَبول.
سمير العباسي
موضوع رائع وطرح قيّم ومتميز
كل الشكر على روعة اختيارك
وسلِم لنا هذا الإنتقاء المُمّيز
اسعدك الله , و لك الشكر أبدًا وَ مددًا .
.كل الــود و التقدير لشخصّك.
تقيمى واعجابى ونجومى