عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-08-28, 05:39 PM   #2



 عضويتي » 39
 جيت فيذا » 19-08-2018
 آخر حضور » 2022-07-20 (05:24 PM)
آبدآعاتي » 12,733
الاعجابات المتلقاة » 356
الاعجابات المُرسلة » 37
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Male
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 27سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » عطر الورد has a reputation beyond reputeعطر الورد has a reputation beyond reputeعطر الورد has a reputation beyond reputeعطر الورد has a reputation beyond reputeعطر الورد has a reputation beyond reputeعطر الورد has a reputation beyond reputeعطر الورد has a reputation beyond reputeعطر الورد has a reputation beyond reputeعطر الورد has a reputation beyond reputeعطر الورد has a reputation beyond reputeعطر الورد has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 7
مشروبك  »مشروبك   water
قناتك  » قناتك sama
ناديك  » اشجع ithad
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 8 CS My Camera: Male

عطر الورد متواجد حالياً

افتراضي



رابعًا: قراءة القرآن وتدبره:

ففي قراءته وتلاوته يزداد الإيمان؛ ويدلُّ على ذلك قول الله - عز وجل - في وصف المؤمنين الصادقين: {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} [الأنفال: ٢]، وكذلك تدبُّره ففيه أعظم النفع لزيادة الإيمان، وأمَّا القلوب الغافلة فلا تتدبَّره؛ ويدلُّ على ذلك قول الله - تعالى -: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: ٢٤].


قال ابن القيم - رحمه الله -: "قراءة آية بتفكُّر وتفهُّم خيرٌ من قراءة ختمة بغير تدبُّر وتفهُّم، وأنفع للقلب، وأدعَى في حصول الإيمان وذوق حلاوة القرآن".


وقال أيضًا: "فليس شيءٌ أنفع للعبد في معاشه ومعاده، وأقرب إلى نجاته - من تدبُّر القرآن، وإطالة التأمُّل، وجمع الفكر على معاني آياته، فإنها تُطلِع العبد على معالم الخير والشر بحذافيرها... وتثبِّت قواعد الإيمان في قلبه، وتشيِّد بنيانه وتوطِّد أركانه" (انظر: "مدارج السالكين" (1/485)).


فإذا تدبَّر العبد آيات الله - تعالى - وما فيها من وعد ووعيد وجنة ونار، والأعمال التي تسوق إليهما - زادُ إيمانه ويقينه بوعد ربه ووعيده.


خامسًا: الإكثار من ذكر الله - تعالى -:

ويدلُّ على ذلك قول الله - تعالى -: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي موسى: ((مثَل الذي يذكر ربَّه والذي لا يذكر ربَّه مثَل الحيِّ والميت))؛ رواه البخاري.


فذكْر الله - عز وجل - فيه حياةٌ للقلب، فيزداد إيمان العبد كلَّما أكثر من ذكر ربِّه، ويموت القلب وينقص إيمان العبد كلَّما كان بعيدًا عن ذكر ربه، وفي هذا علامة على الغفلة؛ قال - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [الجمعة: 9]، وقال في وصف المنافقين الذين مُلِئت قلوبهم كفرًا وبُعْدًا عن الله - تعالى -: {وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً} [النساء: 142].


قال أبو الدرداء رضي الله عنه: "لكلِّ شيء جلاء، وإن جلاء القلوب ذكر الله - عز وجل" (انظر: "شعب الإيمان" (1/396)، و"الوابل الصيب" (60)).


قال عمير بن حبيب: "الإيمان يزيد وينقص، فقيل: فما زيادته وما نقصانه؟ قال: إذا ذكرنا ربَّنا وخشِيناه فذلك زيادته، وإذا غفلنا ونسِيناه وضيَّعنا فذلك نقصانه" (انظر: "الإيمان"؛ لابن أبي شيبة(7)).


وقال شيخ الإسلام ابن تيميَّة: "الذكر للقلب مثل الماء للسمَك، فكيف يكون حال السمك إذا فارَق الماء؟" (انظر: "الوابل الصيب" (63)).


سادسًا: تقديم ما يحبُّه الله ورسوله على هوى النفس:

ويدلُّ على ذلك حديث أنس قال صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثٌ مَن كُنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما، وأن يحبَّ المرءَ لا يحبُّه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يُقذَف في النار))؛ متفق عليه.


قال ابن حجر: "قال البيضاوي: وإنما جعل هذه الأمور الثلاثة عنوانًا لكمال الإيمان؛ لأن المرء إذا تأمَّل أن المنعِم بالذات هو الله - تعالى - وأن لا مانِح ولا مانِع في الحقيقة سواه، وأن ما عداه وسائط، وأن الرسول هو الذي يبيِّن مراد ربِّه - اقتضى ذلك أن يتوجَّه بكليَّته نحوه؛ فلا يحبُّ إلا ما يحبُّ، ولا يحبُّ مَن يحبُّ إلا من أجله..." (انظر: "الفتح" المجلد الأول كتاب الإيمان، باب حلاوة الإيمان).


ومن أعظم علامات محبة الله ورسوله: تقديم ما يحبُّه الله ورسوله على هوى نفسه؛ قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران: 31]، وكذا مما يزيد الإيمان الحب في الله، وكراهة الوقوع في الكفر، فيبتعد عن كلِّ ما يهوِي به إلى ذلك.


سابعًا: حضور مجالس الذكر والحرص عليها:

ويدلُّ على ذلك حديث حنظلة الأُسَيدِي قال: قلت: نافَق حنظلة يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم: ((وما ذاك؟))، قلت: يا رسول الله، نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة، حتى كأنَّا رأي عين، فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضَّيْعات، نسينا كثيرًا، فقال صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذِّكر لصافحتْكم الملائكة على فُرُشِكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة، ساعة وساعة))؛ رواه مسلم.


والضَّيْعات: هي معاش الرجل من مال أو حرفة أو صناعة.


وقال معاذ بن جبل لأحد أصحابه يتذاكَر معه: "اجلس بنا نؤمن ساعة"؛ رواه البخاري في "صحيحه" معلَّقًا، وقال ابن حجر في "الفتح": "وهو عن الأسود بن هلال قال: قال لي معاذ بن جبل: اجلس بنا نؤمِن ساعة".


وفي رواية: كان معاذ بن جبل يقول للرجل من إخوانه: "اجلس بنا نؤمِن ساعة، فيجلسان فيذكران الله - تعالى - ويحمدانه" (انظر: "الفتح" المجلد الأول كتاب الإيمان، باب بني الإسلام على الخمس).


قال أبو الدرداء: "كان ابن رواحة يأخذ بيدي ويقول: "تعالَ نؤمِن ساعة، إن القلب أسرع تقلُّبًا من القِدْر إذا استجمعت غليانها" (انظر: "الزهد والرقائق"؛ لابن المبارك، وانظر: "الإبانة الكبرى"؛ لابن بطة).


وفي "شعب الإيمان"؛ للبيهقي: عن عطاء بن يسار أن عبدالله بن رواحة قال لصاحبٍ له: "تعالَ حتى نؤمِن ساعة، قال: أوَلسنا مؤمنين؟ قال: بلى، ولكنَّا نذكر الله فنزداد إيمانًا".


قال شيخ الإسلام ابن تيميًّة في "الفتاوى": "كان الصحابة - رضي الله عنهم - يجتمعون أحيانًا: يأمرون أحدهم يقرأ والباقون يستمعون، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: يا أبا موسى، ذكِّرنا ربَّنا فيقرأ وهم يستمعون".


ولأن العبد في مجالس الذكر يسمع ما يحثُّه على طاعة غفل عنها، وما يذكره في معصية وقع فيها؛ لينتهي.


ويدخل تحت هذا السبب سببٌ آخر من مقوِّيات الإيمان، وهو مصاحبة الأخيار، وتقدَّم نماذج للصحابة في ذلك؛ ويدلُّ عليه قول الله - تعالى -: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف: 28].


وحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم مَن يخالل))؛ رواه أحمد وأبو داود والترمذي، والحديث صحَّحه الحاكم، وصحَّح إسناده النوويُّ.


قال المباركفوري: "((على دين خليله))؛ أي: على عادة صاحبه وطريقته وسيرته، ((فلينظر))؛ أي: فليتأمَّل وليتدبر، ((مَن يخالل)): من المخالَّة وهي المصادقة والإخاء، فمَن رضِي دينه وخلقه خالَلَه، ومَن لا، تجنَّبه، فإن الطِّبَاع سَرَّاقة، والصحبة مؤثرة في إصلاح الحال وإفساده، قال الغزالي: مجالسة الحريص ومخالطته تحرِّك الحرص، ومجالسة الزاهد ومخاللته تزهِّد في الدنيا؛ لأن الطباع مجبولة على التشبُّه والاقتداء" (انظر: "تحفه الأحوذي" كتاب الزهد).


قال الشاعر:

عَنِ المَرْءِ لاَ تَسْأَلْ وَسَلْ عَنْ قَرِينِهِ فَكُلُّ قَرِينٍ بِالمُقَارَنِ يَقْتَدِي
وقال آخر:

فَصَاحِبْ تَقِيًّا عَالِمًا تَنْتَفِعْ بِهِ فَصُحْبَةُ أَهْلِ الخَيْرِ تُرْجَى وَتُطْلَبُ

وَإِيَّاكَ والفُسَّاقَ لاَ تَصْحَبَنَّهُمْ فَقُرْبُهُمُ يُعْدِي وَهَذَا مُجَرَّبُ

فَإِنَّا رَأَيْنَا المَرْءَ يُسْرَقُ طَبْعُهُ مِنَ الإِلْفِ ثُمَّ الشَّرُّ لِلنَّاسِ أَغْلَبُ
وفي المثل "الصاحب ساحب"، فصاحب الإيمان يسحبه إلى ما فيه زيادة الإيمان، والعكس بالعكس.


وفي الصحيحين من حديث أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مثَل الجليس الصالح والسوء كحامِل المسك ونافخ الكير؛ فحامل المسك إمَّا أن يحذِيَك، وإمَّا أن تبتاع منه، وإمَّا أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير إمَّا أن يحرق ثيابك، وإمَّا تجد ريحًا خبيثة)).

و((يحذيك))؛ أي: يعطيك، والأدلة وأقوال السلف كثيرةٌ في أثر الصحبة الصالحة في زيادة الإيمان.

ثامنًا: البعد عن المعاصي:
لا شكَّ أن اقتراف المعاصي سببٌ في نقصان الإيمان، والبعد عنها ومدافعتها سببُ زيادته، فمن عقيدة أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.

وإن من طاعة الله - تعالى - أن يبتعد الإنسان عن المعاصي، والفتن، فأيُّ عبدٍ أراد أن يعيش قلبه سليمًا من الأمراض لا تضرُّه الفتن ما دامت السماوات والأرض، فليبتعد عنها ولينكرها.

ويدلُّ عليه حديث حذيفة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((تُعرَض الفتن على القلوب كالحصير عودًا عودًا، فأيُّ قلب أُشرِبها نُكِت فيه نكتةٌ سوداء، وأيُّ قلب أنكرها نُكِت فيه نكتةٌ بيضاء، حتى تصير على قلبين؛ على أبيض مثل الصفا فلا تضرُّه فتنةٌ ما دامت السماوات والأرض، والآخَر أسود مُربادًّا كالكوز مجخيًا، لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا إلاَّ ما أُشرِب من هوَاه))؛ رواه مسلم.

و((مربادًّا))؛ أي: مخلوطًا حمرة بسواد، ((كالكوز مجخيًا))؛ أي: كالكأس المنكوس المقلوب الذي إذا انصبَّ فيه شيء لا يدخل فيه.

قال القاضي عياض: "ليس تشبيهه بالصفا بيانًا لبياضه، لكن صفة أخرى لشدَّته على عقد الإيمان وسلامته من الخلل، وأن الفتن لم تُلصَق به ولم تؤثِّر فيه كالصفا، وهو الحجر الأملس" (انظر: "شرح مسلم"؛ للنووي، المجلد الأول، كتاب الإيمان).

وهكذا المؤمن، كلَّما كان من الفتن والمعاصي أبعدَ، كان حفاظه على سلامة قلبه وازدياد إيمانه أكثر، وكلَّما تهاوَن بالذنوب وتعرَّض للفتن، نقص إيمانه.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "غضُّ البصر يُورِث ثلاث فوائد: حلاوة الإيمان ولذَّته، نور القلب والفراسة، قوة القلب وثباته وشجاعته" (انظر: "الفتاوى" (10/ 252 )).

قال ابن المبارك:
رَأَيْتُ الذُّنُوبَ تُمِيتُ القُلُوبَ وَقَدْ يُورِثُ الذُّلَّ إِدْمَانُهَا

وَتَرْكُ الذُّنُوبِ حَيَاةُ القُلوبِ وَخَيْرٌ لِنَفْسِكَ عِصْيَانُهَا



 توقيع : عطر الورد

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس