قول "عفواً" بعد الشكر هو قول صحيح في اللغة... بلغتني رسالة تُخطئ قول "عفواً" في إجابة الشاكر حين يقول: "شكراً جزيلاً"، و هذه التخطئة هي نفسها خاطئة، و تدل على عدم تعمق في اللغة، و المعاني التي تحتملها كلمة "عفواً"... و الصحيح أن كلمة "عفواً" جائزة و مقبولة جداً في الإجابة عن الشاكر لأن كلمة "العفو" تأتي بمعنى الزيادة أو الفضل كما عزا ذلك إمام اللغة و التفسير الزمخشري رحمه الله إلى غيره أنه قيل كذلك، ففي قول الله سبحانه و تعالى " خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199) " قال الإمام رحمه الله أنه قيل أنها بمعنى "خذ الفضل و ما تسهل من صدقاتهم"، و أما عن رأي الإمام نفسه في هذه الآية أن "العفو" هو المعنى المضاد للجهد، و الكلفة، فهو ما يتيسر و يسهل. و بكلا المعنيين، أي اليسر المضاد للجهد، أو الفضل الزائد عن الحاجة، فإنه من السلامة و الصحة أن يقول أحدهم "عفواً" في إجابة من شكره، و ذلك إيماء منه، أن الذي بدر منه و استحق عليه الشكر، لم يكن سوى فضلاً زائداً عنده لم يكن ليحتاج إليه، و في ذلك تواضع، أو بمعنى أن الذي بدر منه و استحق عليه الشكر كان يسيراً سهلاً لم يكلفه مشقة و لا جهد، و هو تواضع أيضاً، و بهذا لا أرى داعياً لتخطئة الإجابة ب "عفواً" بعد الشكر، و أرى أن نفس التخطئة دليل على عدم التعمق في معاني كلمة "العفو"