منتديات بحر الامل

منتديات بحر الامل (http://www.bhralaml.com/vb/index.php)
-   ۩{روحانيات إيمانيه }۩ (http://www.bhralaml.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   ظلمات بعضها فوق بعض (http://www.bhralaml.com/vb/showthread.php?t=17983)

ترانيم الشجن 2019-08-20 07:53 AM

ظلمات بعضها فوق بعض
 

ظلمات بعضها فوق بعض




http://www.7ophamsa.com/up/uploads/1537192500761.gif

تتأخَّر عن عملك بضع دقائق، فتخاف أن يغضب مديرُكَ منك، وتتأخَّر عن موعد محاضرتك
فتشعُر بالإحراج من معلمك، وتتأخَّر عن الردِّ على هاتف رفيقك، فتخشى أن يُصيبه النفور منك.
تتأخَّر وتتأخَّر.. ولا تُدرك أنَّ تأخُّرك الحقيقي الذي يستحقُّ الوقوف عنده

هو تأخُّرك عن الرجوع إلى الله عز وجل.
تحزن لأنَّ هذا غضب منك، وهذا لم يهتمَّ بما قلت، وشخص آخر خذلك، وآخر فرح بسقوطك.
ويشغلك أيضًا كَوْن المسؤوليات تتكاثر، والهموم تتزايد، والمشاكل تتفاقم.
تحزن على هذا وتنشغل بذاك، ولا تتذكَّر أنَّ أهم ما يجب أن تحزن عليه
وتنشغل
به، هو أنَّك ما زلت لا تسعى للتقرُّب إلى الله عز وجل.
سَلْ قلبك: أيُؤلمك كلُّ ذلك، ولا يؤلمك بُعْدُكَ عن خالقك؟!
فإنْ أجاب بنعم، فعليك بالبحث عن قلب جديد لا يُرضيه أن ينأى

عمَّن هو أقرب إليكَ من حبل الوريد.
قلب يُحبُّ بصدق، فيأتَمِر لِمَا أُمِر دون جدال؛ لثقته بأنه أُمِر بما فيه خير له.
قلبٌ يسعى لقربه سبحانه وتعالى، فلا يُضيِّع فرصة تُقرِّبه إليه إلا تمسَّكَ بها

ليقينه في أنَّ هذا ما سيُدخله جنة الدنيا والآخرة.
قلبٌ يجعل أكبر همِّه الآخرة، فلا يحزن بكل ما أُوتِيَ من حزن على الدنيا

لعلمه أنه يُعِدُّ لِمَا هو أجمل من الدنيا بما فيها.
قلبٌ يتعلَّق بالله سبحانه وتعالى، فَيُؤثِر حُبَّه على مَنْ سواه، ولا يشعُر بالنفور كلما سمِع

ما يحثُّه على قُرْبه؛ ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ ﴾ [الأنفال: 2].
ألم يأنِ لقلبِكَ أن يُدْرك تلك الحقيقة؟
حقيقة أنَّه سبحانه وتعالى القريب؛ ولكنَّك قد لا تشعُر بقُرْبه؛ لابتعادك أنت!

ولانشغالك بالدنيا التي لن تكون في صالحك ما دُمْتَ بعيدًا عن القريب.
ألم تسمَع قوله عز وجل: ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ﴾ [طه: 124]؟!
أيْ معيشة يَملؤها الحزن والهم والغم والمشاكل، كلما انتهيت من شيء يأتي

بعده ما يجعلك أكثر حيرةً، وكأنَّها ظلمات بعضها فوق بعض.
ظُلمة تأخذ عقلك، فلا تشعُر بالدنيا من حولك، وظُلمة تستحوذ على قلبك

فتُفقِدك التركيز في يومك، وظُلمة تُغرقك بأكملك في اليأس، وإنْ كنت خاليًا
من كل ذلك يأتيك الاكتئاب من حيث لا تدري!
تبحث هنا وهناك أين المفرُّ؟!
ولا تدري أنَّ المفرَّ إليه وحده سبحانه.
فما تراكمت الظُّلُمات بعضها فوق بعض، إلا لتُعطيك إنذارًا بأنَّك لست في المكان الصحيح

ولتدفعك باحثًا عن نور اللَّه الذي سيغمر حياتك بمجرد الرجوع إليه سبحانه وتعالى.
إنَّ الذي وضعك في تلك الظلمات هو بُعْدك عن الذي بيده أمرها، وما ذلك بظُلْم منه حاشاه

فالله أرحم من أن يأخذنا بذنوبنا؛ ولكن نحن من نظلم أنفسنا حينما نبتعد عن المنهج الذي وضعه لنا
خالق الدنيا والأعلمُ منَّا؛ لنتعايش بسلام في تلك الدنيا، وحينما نستغني عن علاقتنا بأهم مَنْ يجب
أن تتعلَّق به أرواحُنا لنمضي مطمئنِّين، وإنْ كُنَّا وسط الشدائد، فلا تزداد ظلماتُنا الدنيوية
ولا ظلماتُنا الدينية من بُعْدٍ وذنوبٍ ومعاصٍ؛ يقول الله عز وجل في الحديث القدسي وهو الغنيُّ
كُلَّ الغِنَى عن رجوعك إليه: ((...وَمَنْ أتَانِي يَمشِي، أتَيتُه هَرْوَلَة))؛ [صحيح مسلم].
تأمَّل معي جمال تلك العلاقة بين رُوحِك وخالقها، إنْ كانت بدايتُها هرولةً

وأنت فقط تمشي، فكيف إذا هروَلتَ أنت بعد أن ذُقْتَ حلاوتها؟!
ثم أخبرني بربِّك: ما الذي يمنعك؟!
إنَّ الذنوب التي جعلك الشيطان تظنُّ أنها أثقَلتك، وصنعت منك شخصًا واقفًا مكانه - لا قيمة لها

إذا أردت أن تكون ذلك التائب الذي عاد وجاء بقلب منيب، وإنَّ هذا الطريق المستقيم الذي قد
لا تُزيِّنه لك نفسُكَ؛ لأنها تريد أن تتَّبع هواها، ليس عسيرًا إذا صدَقتَ وأحببت أن تزداد قربًا للقريب.
ولتعلم أنَّ في القرب منه سعادةً تتمكَّن من القلب، فلا تدَع قلبك يتألم

كثيرًا وإنْ كان في أشد حالاته سوءًا، وطمأنينةً تتمكَّن من العقل، فلا تترك
عقلك يغرق في أعماق اليأس وإنْ كانت الدنيا كلها ضدك.
لا قوة كتلك التي تشعُر بها حين تدرك أنَّ مجيب الدعوات ومُغيِّر الأقدار ومدبِّر الأمور معك ويسمعك!
والأكثر من ذلك كله أنَّك بمجرد رجوعك إلى فعل ما يُرضيه، وتوبتك عمَّا

فات بصدق، يكون قد مُحِيَ عنك جميع ما فعلت مما لا يرضيه، ومن هنا تتنزَّل
عليك رحماتُه وتحيطك معيَّتُه في كل وقت وحين.
وكأن التوبة تُناديك: "نورك ينتظرك لينقذك من ظلمات الحياة وظلمات الذنوب، هَلُمَّ إليَّ".
دع حدًّا لتأخُّركَ عنه عز وجل من الآن، ألم يحترق القلب شوقًا ليرتوي؟ وتعب من الدنيا بما فيها؟ فإلى متى؟!
اهرب من الدنيا إليه، ومن ذنوبك أيضًا إليه، فسبحانه لا يخذل مَن التجأ إليه من الدنيا

ومِن ذنوبه، ويكافئ المتأخِّر إنْ انتهى بإحسان لا يعادله إحسان.
تأمَّل جمال إحسانه وهو يقول عز وجل في الحديث القدسي: ((يَا بنَ آدمَ، لَو بَلَغَتْ

ذنوبُكَ عَنانَ السَّماءِ ثمَّ استَغفَرتَني غَفَرتُ لَكَ، ولا أُبَالِي....))؛ [صحيح الترمذي].
لِمَ تبخل على نفسك بهذا الجمال، ألا تشتاق لأنْ تناله؟
وألا يستحق أنْ تدع عنك ما يُثقلك لأجل نَيْله؟!

قُمْ فسجادتك تدعوك لركعتين تبدأ منهما الحياة السعيدة التي طالما بحثت عنها.
وتذكَّر دائمًا أنَّ الله سبحانه وتعالى عنده المخرج، وإليه المفرُّ من ظلمات الدنيا وظلمات الذنوب

﴿ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ﴾ [البقرة: 257]
﴿ وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ﴾ [النور: 40].

صقر 2019-08-20 07:56 AM

ترانيم الشجن
http://up.bhralaml.com/uploads/156469466088481.png

يعطيكم العافيه
تسلم الأيادي على الطرح
شكرا لكم على هذه التميز
مودتي لك
صقر
http://up.bhralaml.com/uploads/156469466088481.png

ترانيم الشجن 2019-08-20 09:17 AM

حضور راقى ....
سلمت لروعه الاطلاله الرائعه
لقلبك السعادة
https://i.pinimg.com/originals/26/57...2d9cba34d2.jpg

كيان 2019-08-20 10:19 PM

بارك الله فيــــــــــك
وجعل ما كتبت في ميزان حسناتك يوم القيامة .
أنار الله قلبك ودربك ورزقك ... عفوه وحلاوة حبه ..
ورفع الله قدرك في أعلى عليين ...
حفظك المولى ورعاك وسدد بالخير خطاك ..
احتــــرامي وتــقديري.

احمد المهاجر 2019-08-21 10:51 AM


بارك الله فيــــــــــك
وجعل ما كتبت في ميزان حسناتك يوم القيامة .
أنار الله قلبك ودربك ورزقك ... عفوه وحلاوة حبه ..
ورفع الله قدرك في أعلى عليين ...
حفظك المولى ورعاك وسدد بالخير خطاك ..
احتــــرامي وتــقديري.

♕حُلوة الحُب♕ 2019-08-21 10:53 AM

http://www.aramta.com/userfiles/11101016405094.gif

محمد 2019-08-21 10:09 PM

http://www.hamasatdamad.com/upload/do.php?img=4662


جزاك الله خير الجزاء
وشكراً لطرحك الهادف وإختيارك القيّم
رزقك المــــــــولى الجنـــــــــــــة ونعيمـــــها
وجعلــــــ ما كُتِبَ في مــــــوازين حســــــــــناتك
ورفع الله قدرك في الدنيــا والآخــــرة
وأجـــــــــزل لك العطـــاء

http://www.hamasatdamad.com/upload/do.php?img=4662

ورد القلب 2019-08-22 12:33 PM

الله يجزيك الخير
ويكرمك النعيم

سيف الجنوب 2019-08-22 10:54 PM








http://files2.fatakat.com/2010/10/1286464923.gif
http://forum.tawwat.com/images-topic...s/bas/0036.gif
http://forum.tawwat.com/images-topic...es/fa/0049.gif

ودى وإحترامى لمجهودك الراقى والقيم
دمت بكل ما تعنيه الكلمة من معانى كبيرة
موضوعك رائع يحوى عبق الزهور بين جنباته
وما أروع أريج إنتقائك وصفاء حرفك
دامت الدنيا دائما بروائعك في
منتدى بحر الأمل
وجزاك الله خيرا

http://forum.tawwat.com/images-topic...es/fa/0049.gif
http://forum.tawwat.com/images-topic...es/fa/0075.gif
http://i825.photobucket.com/albums/z...nlifecom92.gif







عبير الورد 2019-08-25 02:12 AM

جزاك الله كل خير وكتب لك الاجر
سلمت الأيآدي ع الإنتقآء الرآئع ..
إبدآآآع لآحــــــــــرمنآ جمآل عطآئك ..
لروحك آكآلِيل الجوري ..


الساعة الآن 06:24 AM

 »:: تطويرالكثيري نت :: إستضافة :: تصميم :: دعم فني ::»

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
المشاركات المكتوبة والمنشورة لا تعبر عن رأي منتدى بحرالامل ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)