منتديات بحر الامل - خطوة إلى المجهول

دقت ساعة الفراق الثانية عشر
وكان لابد من الرحيل
فالوقت ليس وقت المستحيل
سترحل شئت ام أبيت
فإقبل كما غيرك من قبل أقبل
الكل سيرضخ لرغبات الهوى
وقلما يأبى الرضوخ القلب الذليل

من كتب الشعر لاجلك لم يعي
انك بسكين الهجر تقطعي
اوردة تبث الحياة في اضلعي
وظننتك شمس حرفي
وان ناديتك ستطلعي
لتنيري ظلمة رافقتني في مهجعي
ولكني لم اعي

ولكني لم اعي
انك في محكمة الحياة
قاضيها والمُدَّعي
وأني مهما كنت المجني عليه
سأظل متهم لا يحق له بالبراءة
ان تدفعي
فكيف الخلاص ولا مناص منك
ولا بعدلك إقتنعت
ولا ببرائتي تقنعي
فإقبعي

فإقبعي علي عرش القضاء
وتمتعي
وان ناديتك بالحق تَمنَعي
وان طالبت الود وصلا فإمنعي
لا تعطيني وجها
والقوافي تقفى من بحور شعري
فلا سفن في بحري لتشرعي
بإغراقي في احكامك وتُشَرِعي
قوانين لحبسي وانا سجين أدمعي

يا كاظمية الهوى مازلت نزار في اشعاري
مازلت اغني للبحر وطويل جدا مشواري
ومازالت همومي كجبل موسى
فتبسمي ففي بسمتك يُزاح ستاري
ليكشف عن قلب صُك عليه بخِتم حبك
مهما تبدلت أقداري
فاختاري

فاختاري جنة تجمعنا
او دعيني اصطلي من ناري
فانا من جمع الاحطاب
واضرمت شعلتي فيها
فلا عجب ان تهت في كل تيها
فلا جبال تخلو من واديها
وانا وادي فيه كل مرادي
ان ازرع الحب حرفا
فتنبت قصيدتي وتثمر
ويكون قطافها ان تقرأي أشعاري
وان لم تكتمل بعد

معلقة الهوى لم تكتمل بعد
فقد توقف الاحساس عند
هذا الحد
لا شعور
ولا خفاء ولا ظهور
ولا نثرا يضم الحرف الصبور
وان صُد الحرف منكِ
فكيف اسمي شِعري بالجَسور
قد كنت في الأوليات شاعرا
لا يُشق لشطره الغبار
فكيف تملكني الفتور
أوا صار شعري من يلوذ بالفرار
اذ لاقي الشعور بالجوار
اوا اضحى بكاء من يُلام بالقصور
كيف كنتي يا عيني نهرا جاريا
كيف كنتي يا احاسيسي حربا ضاريه
كيف كنت اقود جيش شعري
وتغلبني في اشعاري السبايا والجواريا
كلا لا ليل انام وكل الليالي نهاريا
حتي يعود الحرف مني
تاج علي كل السطور

يا مملكة الشعر إنحني امام المليك
وتضرعي لطلب الرضا بالحرف الخجول
ان اشتد وقع الحرف فاقرعوا الطبول
فلا يحمي القصيد جيش احساس جهول
فسموا بسم رب الحرف دوما
كي ينال الحرف منكم للدنيا قبول
ومن سيخطوا الشعر يوما
قد يلاقي الموت في القوافي
فكن لها في القاموس وافي
وان قالت اهابك فقل لها لا تخافي
انا مليك شعر حين يأتي الحرف حبري
يُحلي مُرا صاحب العمر مني
ورافقني حين اخطو كل يوم
خطوة إلى المجهول

الكل يخطو الي غد
لا نعلم فيه المستقر
فإن جاء القضاء
أين المفر
وإنا وإن تعب منا السفر
سنظل للمجهول راحلون
فإمسكي يدي العمياء
وقوديها نحو نور الضياء
فإني خاب الهجر مني
ولم يبقي لي غير الرجاء
فإن نُوديت للرحيل
فإعلمي انه حان القضاء
ولا بقاء فكلنا خلقنا للفناء