منتديات بحر الامل

شوبنهاور فيلسوف ومفكر ألماني اشتهر بتشاؤمه الذي صاحبه طوال حياته، وبنظرته البائسة للحياة. فعاش عمره كله ينقم على الحياة ويرى أن وجود البشر ما هو إلا سخافة، فلا طائل من حياتهم سوى التصارع على الأمور الدنيوية وتسابقهم للحصول على الماديات لإرضاء رغباتهم. وفي نهاية حياته حدث ما لم يكن في حسبانه فوقع في حب فتاة صغيرة جعلته يغير نظرته عن الحياة فكانت بمثابة الضوء الذي بحث عنه طوال حياته ليجده في آخر النفق، حينها تيقن فقط من ضياع عمره هباءً وان في العالم ما يستحق العيش لأجله وان الجمال بالفعل حقيقة تطوف حولنا في كل مكان بحاجة فقط لمن يبصرها

من هو الفيلسوف شوبنهاور

هو آرثر شوبنهاور ولد في دينزينغ عام 1788م في عائلة غنية، كانت والدته أديبة كتبت العديد من المقالات والروايات الرومانسية، وكان والد تاجراً ناجحاً.
توفي والده منتحراً عام 1805م ولعل ذلك أكثر ما أثر بالسلب على حياته وجعله بائساً متشائماً لبقية حياته.
بعدما توفي والده أقامت والدته صالوناً أدبياً جمعت عدداً من أبرز الأدباء في ذلك الوقت ومنهم غوتة، وبسبب ذلك نشأت فجوة بينه وبين والدته جعلته ناقماً عليها لأنها لم تحيا بائسة بعد وفاة والده وعاشت حياتها كما تمنت دائماً.
كان له أخت واحدة لكن علاقته معها كانت سطحية للغاية.
اشتهر شونبهاور بذكائه فدرس علم النفس والميتافيزيقا في جامعة غوتينغن 1809م، وكان أكثر من تأثر بفلسفتهم هم إيمانويل كانط وأفلاطون.
لكن إحساسه بالذنب تجاه والده دفعه للعمل بالتجارة فكانت أمنيته أن يتولى ابنه من بعده العمل في شركته ويحافظ عليها.
لكنه ترك العمل بالتجارة كي يتفرغ للانشغال بالفلسفة وما شجعه عل ذلك هو رسالة والدته له بأن يتوقف عن تأنيب ضميره ويترك العمل في التجارة تحقيقاً لرغبة والده ويبدأ في تحقيق رغباته الخاصة.
عاش شوبنهاور حياته وحيداً فكان ينظر للزواج على أنه فخ والعالم ليس بحاجة لمزيد من الضحايا.
عندما بدأت الكوليرا في الانتشار غادر ألمانيا لفرانكفورت حيث أكمل حياته.
توفي عام 1860م على أريكة منزله وحيداً إثر تعرضه لقصور في القلب.
شوبنهاور أقوال

ترك شوبنهاور ورائه العديد من المقولات التي عبر بها عن فلسفته الخاصة نتناول فيما يلي بعض منها :
من المُعزّي حين يخذلنا الحب، أن نسمع أن السعادة لم تكن أصلا جزءًا من الخُطّة.
وكلما تزداد عدد السنوات التي تمُر علينا فإن الأشياء تبدو لنا أصغر وأكثر تفاهة، حتى الحياة التي كانت تبدو لنا مُستقرة وثابتة في أيام شبابنا، الآن أصبحت لا شئ سوى مجموعة من اللحظات التي مرّت علينا سريعاً، كُل لحظة منها كانت مُجرد وهم.وقتها نبدأ في رؤية العالم بأكملهُ كما لو أنهُ كله مُجرد سراب وهباء.
كم يكون رائعاً لو أمكننا أن نقيض لكل خدعة جدلية اسماً مختصراً وبيِّن الملائمة بحيث يتسنى لنا كلما ارتكب أحد هذه الخدمة المعينة أو تلك أن نوبخه عليها للتو واللحظة.
كل الحقائق تمر بثلاث مراحل: الأولى أن تتعرض للسخرية، والثانية أن تقاوم بعنف، أما الثالثة فأن يتم اعتبارها من المسلمات.
لا يعز علي سوى ترك مكتبتي الخاصة فلولا الكتب في هذه الدنيا لوقعت منذ زمن طويل فريسة لليأس.