منتديات بحر الامل

منتديات بحر الامل (http://www.bhralaml.com/vb/index.php)
-   ۩{ قصص وسيرة الصحابه رضوان الله عليهم }۩ (http://www.bhralaml.com/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   الحذر من إيذاء سيد البشر (http://www.bhralaml.com/vb/showthread.php?t=20658)

البرق220 2019-10-13 09:44 PM

الحذر من إيذاء سيد البشر
 
محبة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أصل من أصول الدين، فلا إيمان لمن لم يكن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين، فعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين )( البخاري )، ويقول الله تعالى: { قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } (التوبة:24) .
قال القاضي عياض في شرح هذه الآية: " فكفى بهذا حضا وتنبيها ودلالة وحجة على إلزام محبته، ووجوب فرضها، وعظم خطرها، واستحقاقه لها ـ صلى الله عليه وسلم ـ، إذ قرَّع الله من كان ماله وأهله وولده أحب إليه من الله ورسوله، وتوعدهم بقوله: { فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ }، ثم فسقهم بتمام الآية، وأعلمهم أنهم ممن ضل ولم يهده الله " .
ومن ثم عظَّمت هذه الأمة مكانة نبيها وحبيبها ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وراعت حرمته في حياته وبعد مماته، واجتمعت كلمتها على أن الانتقاص منه أو سبه كُفْر بواح، وجريمة عظمى .
قال إسحاق بن راهويه : " أجمع المسلمون على أن من سَبَّ اللهَ، أو سب رسولَه ـ صلى الله عليه وسلم ـ، أو دَفَعَ شيئاً مما أنزل الله عز وجل، أو قَتل نبياً من أنبياء الله عز وجل، أنه كافر بذلك وإن كان مُقِرّاً بكل ما أنزل الله " .
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية : " إن سب الله أو سب رسوله كفر ظاهراً وباطناً، وسواءٌ كان السابُّ يعتقد أن ذلك محرَّمٌ، أو كان مستحلاً له، أو كان ذاهلاً عن اعتقاده، هذا مذهب الفقهاء وسائر أهل السنة القائلين بأن الإيمانَ قولٌ وعمل ".
وقال الإمام الشنقيطي في أضواء البيان: " اعلم أن عدم احترام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ المشعر بالغض منه أو تنقيصه ـ صلى الله عليه وسلم ـ والاستخفاف أو الاستهزاء به ردة عن الإسلام وكفر بالله، وقد قال تعالى في الذين استهزءوا بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وسخروا منه في غزوة تبوك: { وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ . لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ .. }( التوبة 65 :66 ) " .
ومن ثم حذر الله ـ عز وجل ـ تحذيرا شديدا من إيذاء سيد الأنبياء والمرسلين محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأي صورة من صور الإيذاء، فقال تعالى مخاطبا المؤمنين: { وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ }(الأحزاب: من الآية53)، وقال مخاطبا المنافقين: { وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }(التوبة:61) .
وجعل الله إيذاء رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إيذاءً له ـ سبحانه ـ فقال: { إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً } (الأحزاب:57)، بل نهى الله المؤمنين عن مجرد رفع أصواتهم فوق صوت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأن رفع الصوت فيه إشعار بالاستخفاف، فجعله الله محبطا للعمل وإن لم يشعر صاحبه بذلك، فقال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ } (الحجرات:2)، فكيف بمن يصرح بسبه أو الانتقاص منه؟!.
يقول القاضي عياض : " قد تقدم من الكتاب والسنة وإجماع الأمة ما يجب من الحقوق للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وما يتعين من بر وتوقير، وتعظيم وإكرام، وبحسب هذا حرم الله تعالى أذاه في كتابه، وأجمعت الأمة على قتل منتقصه من المسلمين وسابه، قال الله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً } (الأحزاب:57)، وقال تعالى: { وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }(التوبة: من الآية61) .." .
وأحداث التاريخ منذ بعثة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيها الكثير في المواقف والأحداث التي تؤكد أن الله تعالى تكفل بالانتقام لنبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وكفايته ممن استهزأ به، ولعل تتبع هذا الأمر يطول، غير أننا نكتفي بعرض عدة وقائع كفى الله فيها رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ممن آذاه أو استهزأ به ..
فعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: ( كان رجل نصرانيا فأسلم، وقرأ البقرة وآل عمران، فكان يكتب للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فعاد نصرانيا، فكان يقول: ما يدري محمد إلا ما كتبت له فأماته الله، فدفنوه، فأصبح وقد لفظته الأرض، فقالوا: هذا فعل محمد وأصحابه لما هرب منهم، نبشوا عن صاحبنا فألقوه، فحفروا له، فأعمقوا فأصبح وقد لفظته الأرض، فقالوا:هذا فعل محمد وأصحابه نبشوا عن صاحبنا لما هرب منهم فألقوه فحفروا له، وأعمقوا له في الأرض ما استطاعوا، فأصبح قد لفظته الأرض، فعلموا أنه ليس من الناس فألقوه ) ( البخاري ).
يقول ابن تيمية معلقاً: " وهذا أمر خارج عن العادة يدل كل أحد على أن هذه عقوبة لما قاله، وأنه كان كاذباً، إذ كان عامة الموتى لا يصيبهم مثل هذا، وأن هذا الجرم أعظم من مجرد الارتداد، إذ كان عامة المرتدين لا يصيبهم مثل هذا " .
وقصة كسرى وقيصر المشهورة مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ جديرة بالتأمل، فقد كتب إليهما النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فامتنع كلاهما عن الإسلام، لكن قيصر أكرم كتاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأكرم رسوله، فثبت الله ملكه، وكسرى مزق كتاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ واستهزأ به فقتله الله بعد قليل، ومزق ملكه كل ممزق، ولم يبق للأكاسرة ملك ..
وينبغي أن يُعْلم أن كفاية الله لنبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ممن استهزأ به أو آذاه ليست مقصورة على إهلاك هذا المعتدي بقارعة أو نازلة، بل صور هذه الكفاية والحماية متنوعة متعددة، قال الله تعالى: { وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ }(المدثر: من الآية31) .
وما زالت الإساءات للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مستمرة، ولن تنتهي طالما كان هناك من يبغض الإسلام ويحقد على الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وإذا تخاذل المسلمون أو ضعفوا عن نصرة نبيهم ممن يؤذيه ويستهزئ به، فإن الله ـ عز وجل ـ منتقم له وكافيه، وفي ذلك يقول ابن تيمية :
" إنَّ الله منتقمٌ لرسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ممن طعن عليه وسَبَّه، ومُظْهِرٌ لِدِينِهِ ولِكَذِبِ الكاذب إذا لم يمكن الناس أن يقيموا عليه الحد، ونظير هذا ما حَدَّثَنَاه أعداد من المسلمين العُدُول، أهل الفقه والخبرة، عمَّا جربوه مرات متعددة في حَصْرِ الحصون والمدائن التي بالسواحل الشامية، لما حصر المسلمون فيها بني الأصفر في زماننا، قالوا: كنا نحن نَحْصُرُ الحِصْنَ أو المدينة الشهر أو أكثر من الشهر وهو ممتنع علينا، حتى نكاد نيأس منه، حتى إذا تعرض أهلُهُ لِسَبِّ رسولِ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ والوقيعة في عرضِه تَعَجَّلنا فتحه وتيَسَّر، ولم يكد يتأخر إلا يوماً أو يومين أو نحو ذلك، ثم يفتح المكان عنوة، ويكون فيهم ملحمة عظيمة، قالوا: حتى إن كنا لَنَتَبَاشَرُ بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ، مع امتلاء القلوب غيظاً عليهم بما قالوا فيه " .
إن في أحداث التاريخ منذ بعثته ـ صلى الله عليه وسلم ـ من المواقف والعبر ما يؤكد على أن الله ـ عز وجل ـ يدافع عن نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويكفيه ممن يؤذيه، وهذا ماض إلى قيام الساعة دائما وأبدا، مصداقاً لقوله تعالى: { إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئينَ } (الحجر:95) ..

صقر 2019-10-13 09:47 PM

البرق220
http://up.bhralaml.com/uploads/156469466088481.png

يعطيكم العافيه
تسلم الأيادي على الطرح
شكرا لكم على هذه التميز
مودتي لك
صقر
http://up.bhralaml.com/uploads/156469466088481.png

ترانيم الشجن 2019-10-13 09:50 PM

متصفح ا نيق ورآقي بمحتوآه
سلمت يدآك على الانتقآء المميز
بـ انتظـآر آلمزيد من هذا آلفيـض الراآقي
لك الود


http://www9.0zz0.com/2015/01/10/18/415633964.gif


عبير الورد 2019-10-14 02:13 AM

جزاك الله كل خير
والبسك ثوب الصحه والعافيه
يعطيك العآفيه ..
بانتظارجديدك بكل شوق
ودي وشذى وردي

كيان 2019-10-14 05:45 PM

سلمت يدآك على روعة الطرح
وسلم لنآ ذوقك الراقي على جمال الاختيار ..
لك ولحضورك الجميل كل الشكر والتقدير ..
اسأل البآري لك سعآدة دائمة

سيف الجنوب 2019-10-15 01:41 AM








http://files2.fatakat.com/2010/10/1286464923.gif
http://forum.tawwat.com/images-topic...s/bas/0036.gif
http://forum.tawwat.com/images-topic...es/fa/0049.gif

ودى وإحترامى لمجهودك الراقى والقيم
دمت بكل ما تعنيه الكلمة من معانى كبيرة
موضوعك رائع يحوى عبق الزهور بين جنباته
وما أروع أريج إنتقائك وصفاء حرفك
دامت الدنيا دائما بروائعك في
منتدى بحر الأمل
وجزاك الله خيرا

http://forum.tawwat.com/images-topic...es/fa/0049.gif
http://forum.tawwat.com/images-topic...es/fa/0075.gif
http://www3.0zz0.com/2010/05/29/13/479244466.gif







محمد 2019-10-15 03:35 PM

http://www.hamasatdamad.com/upload/do.php?img=4662


جزاك الله خير الجزاء
وشكراً لطرحك الهادف وإختيارك القيّم
رزقك المــــــــولى الجنـــــــــــــة ونعيمـــــها
وجعلــــــ ما كُتِبَ في مــــــوازين حســــــــــناتك
ورفع الله قدرك في الدنيــا والآخــــرة
وأجـــــــــزل لك العطـــاء

http://www.hamasatdamad.com/upload/do.php?img=4662

محمد 2019-10-15 04:04 PM

http://www.hamasatdamad.com/upload/do.php?img=4662


جزاك الله خير الجزاء
وشكراً لطرحك الهادف وإختيارك القيّم
رزقك المــــــــولى الجنـــــــــــــة ونعيمـــــها
وجعلــــــ ما كُتِبَ في مــــــوازين حســــــــــناتك
ورفع الله قدرك في الدنيــا والآخــــرة
وأجـــــــــزل لك العطـــاء

http://www.hamasatdamad.com/upload/do.php?img=4662

ورد القلب 2019-10-17 09:14 AM

دَام عَطَائِكْ..
وَلَا حَرَّمْنَا الذًوُق الْمُمَيِّز وَالْمُخْتَلِف دَائِمَا
تَحِيّه مُعَطَّرَه بِالْمِسْك

خواطر 2019-10-20 06:40 AM

يقولون الدين بحر
والبحر يحوي باعماقه الكثير
فلا نعرف منه الا الشيء اليسير
وهكذا ديننا الحنيف فكم هو رائع
ان ينورنا الاخرون
بما خفي عنا فشكرا بحجم السماء
لمتصفح حمل الفائدة والمنفعه
وفقك الله وجعلها في ميزان حسناتك
واثابك الجنة


الساعة الآن 01:37 AM

 »:: تطويرالكثيري نت :: إستضافة :: تصميم :: دعم فني ::»

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
المشاركات المكتوبة والمنشورة لا تعبر عن رأي منتدى بحرالامل ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)