منتديات بحر الامل

منتديات بحر الامل (http://www.bhralaml.com/vb/index.php)
-   ۩{ علوم منوعة من آلقرآن آلكريم }۩ (http://www.bhralaml.com/vb/forumdisplay.php?f=106)
-   -   تفسير الربع الثالث من سورة الشعراء (http://www.bhralaml.com/vb/showthread.php?t=42399)

نزف القلم 2021-02-22 11:31 AM

تفسير الربع الثالث من سورة الشعراء
 
تفسير الربع الثالث من سورة الشعراء


من الآية 105 إلى الآية 111: ﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ ﴾ يعني إنهم كَذَّبوا نوحاً عليه السلام، فكانوا بذلك مُكَذّبين لجميع الرُسُل؛ لأنّ دعوتهم واحدة وهي التوحيد، ﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ ﴾: ﴿ أَلَا تَتَّقُونَ ﴾ يعني ألاَ تخافون عقاب الله تعالى إن عبدتم معه غيره وعصيتموه؟، ﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴾ فيما أُبَلِّغكم به عن الله، ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ ﴾ أي اجعلوا توحيدكم وقايةً لكم من عذاب ربكم ﴿ وَأَطِيعُونِ ﴾ فيما أدعوكم إليه، ﴿ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ﴾ يعني: إنني لا أطلب منكم أجرًا على تبليغ رسالة ربي (حتى لا يكون ذلك مانعاً لكم عن اتِّباعي) ﴿ إِنْ أَجْرِيَ ﴾ يعني: ما أجري على دَعْوتي لكم ﴿ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾، ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾ أي احذروا عقاب الله تعالى واقبلوا نصيحتي، فـ﴿ قَالُوا ﴾ له: ﴿ أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ ﴾ يعني: كيف نُصَدِّقك وقد اتَّبعك أسافل الناس؟ (وقد قالوا ذلك عندما رأوا أنّ أتْباعه من الفقراء وأصحاب المِهَن الحِرَفيّة البسيطة).

من الآية 112 إلى الآية 116: ﴿ قَالَ ﴾ لهم نوح: ﴿ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ : يعني إنني لستُ مُكلَّفًا بمعرفة أعمالهم، إنما كُلِّفتُ أن أدعوهم إلى الإيمان ﴿ والعبرة عند الله تعالى بالإيمان، وليست بالنَسَب والجاه والحِرَف والصنائع ﴾، ﴿ إِنْ حِسَابُهُمْ ﴾ أي: ما حسابهم - وجزاؤهم على أعمالهم - ﴿ إِلَّا عَلَى رَبِّي ﴾ المُطَّلِع على النيات والسرائر ﴿ لَوْ تَشْعُرُونَ ﴾ يعني: لو كنتم تشعرون بذلك ما قلتم هذا الكلام، ﴿ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ : يعني: وليس لي أن أطرد المؤمنين مِن حَولي - كما اقترحتم عليّ - بحُجَّة أنهم فقراء ضعفاء، حتى أُرضِيكم فتَقبلوا الاستماعَ مِنِّي، ﴿ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ ﴾ يعني: ما أنا إلا نذيرٌ لكممِن عذاب اللهِ تعالى، ﴿ مُبِينٌ ﴾ أي أُوَضِّح لكم ما أُرْسِلتُ به إليكم، فـ ﴿ قَالُوا ﴾ له - مائلينَ عن الحوار إلى التهديد -: ﴿ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ ﴾ عن دَعْوتك لنا ﴿ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ ﴾ أي المقتولين رَميًا بالحجارة.

الآية 117، والآية 118، والآية 119، والآية 120: ﴿ قَالَ ﴾ نوحٌ داعياً ربه - بعد أن سَمِعَ تهديدهم -: ﴿ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ ﴾ أي أصَرّوا على تكذيبي ﴿ فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا : أي احكم بيني وبينهم حُكمًا تُهلِك به مَن جَحَدَ توحيدك وكذَّب رسولك ﴿ وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ مِمّا تُعَذّب به الكافرين، ﴿ فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ﴾ أي في السفينة المملوءة بأنواع المخلوقات التي حَمَلها، ﴿ ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ ﴾ - أي بعد إنجاء نوح ومَن معه - أغرقنا ﴿ الْبَاقِينَ ﴾ وهُم الذين لم يؤمنوا مِن قومه وردُّوا عليه النصيحة.

الآية 121، والآية 122: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ : أي في خبر نوح عليه السلام، وما كانَ من إنجاء المؤمنين وإهلاك المُكَذّبين ﴿ لَآَيَةً ﴾ أي عبرةً عظيمة لمَن بَعدهم ﴿ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ يعني: وما كان أكثر قوم نوح مؤمنين، (ويُحتمَل أن يكون المعنى: وما كان أكثر الذين سمعوا هذه القصة مؤمنين بك أيها الرسول)، ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ ﴾ في انتقامه مِمّن كَفَرَ به وخالف أمْره، ﴿ الرَّحِيمُ ﴾ بعباده المؤمنين.

من الآية 123 إلى الآية 135: ﴿ كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ ﴾ أي: كذَّبت قبيلة عاد رسولهم هودًا عليه السلام، فكانوا بذلك مُكَذّبين لجميع الرُسُل ﴿ لأنّ دعوتهم واحدة وهي التوحيد، ولأنّ كل رسول كان يأمر قومه بتصديق جميع الرُسُل ﴾، ﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ ﴾: ﴿ أَلَا تَتَّقُونَ ﴾ يعني ألاَ تخافون عقاب الله تعالى إن عبدتم معه غيره وعصيتموه؟، ﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴾ فيما أُبَلِّغكم به عن الله، ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ ﴾ أي اجعلوا توحيدكم وقايةً لكم من عذاب ربكم ﴿ وَأَطِيعُونِ ﴾ فيما أدعوكم إليه، ﴿ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ﴾ يعني: إنني لا أطلب منكم أجرًا على تبليغ الرسالة (حتى لا يكون ذلك مانعاً لكم عن اتِّباعي) ﴿ إِنْ أَجْرِيَ ﴾ يعني: ما أجري على دَعْوتي لكم ﴿ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ ﴿ أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ ﴾ يعني أتبنون بكل مكانٍ مرتفع من الأرض ﴿ آَيَةً ﴾ أي بناءً عاليًا (هو آية في الفنّ المعماري)، فتُشرِفون منه، و﴿ تَعْبَثُونَ ﴾ أي تَسخرون مِنَ المارة (مع عِلمكم أنّ ذلك عبثٌ لا يعود عليكم بفائدة؟!)﴿ وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ : أي تتخذون قصورًا عالية وحصونًا مَنيعة، كأنكم ستُخَلّدون في الدنيا ولا تموتون، ﴿ وَإِذَا بَطَشْتُمْ ﴾ بأحد من الخلق قتلاً أو ضربًا: ﴿ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ ﴾ أي فعلتم ذلك قاهرينَ ظالمين﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ : أي خافوا عقاب الله تعالى واقبلوا نصيحتي، ﴿ وَاتَّقُوا ﴾ اللهَ ﴿ الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ : أي الذي أعطاكم نعماً كثيرة لا تَخفى عليكم، فقد﴿ أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ ﴾ أي أعطاكم الأنعام (من الإبل والبقر والغنم)، وأعطاكم الأولاد، ﴿ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ : أي أعطاكم البساتين المُثمِرة، وفجَّرَ لكم الماء من العيون الجارية، ﴿ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ ﴾ - إن أصررتم على ما أنتم عليه من التكذيب والظلم وكُفْر النِّعم - ﴿ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ .


الآية 136، والآية 137، والآية 138: ﴿ قَالُوا ﴾ له: ﴿ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ ﴾ فلن نؤمن لك، ﴿ إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ ﴾ يعني: ما هذا الذي نحن عليه إلا دين الأولين وعاداتهم، ﴿ وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ﴾ على ما نفعل.

الآية 139، والآية 140: ﴿ فَكَذَّبُوهُ ﴾ أي استمَرُّوا على تكذيبه ﴿ فَأَهْلَكْنَاهُمْ ﴾ بريح باردة شديدة، ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ ﴾ الإهلاك ﴿ لَآَيَةً ﴾ أي عِبرة عظيمة لمن بعدهم، ﴿ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ يعني: وما كان أكثر قوم عاد مؤمنين (ويُحتمَل أن يكون المعنى: وما كان أكثر الذين سمعوا هذه القصة مؤمنين بك أيها الرسول)، ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ ﴾ القادر على الانتقام من المُكَذّبين، ﴿ الرَّحِيمُ ﴾ بعباده المؤمنين.

من الآية 141 إلى الآية 152: ﴿ كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ ﴾ أي كذَّبت قبيلة ثمود أخاهم صالحًا في رسالته ودَعْوته، فكانوا بذلك مُكَذّبين لجميع الرُسُل؛ لأنّ دعوتهم واحدة وهي التوحيد، ﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ ﴾: ﴿ أَلَا تَتَّقُونَ ﴾ يعني ألاَ تخافون عقاب الله تعالى إن عبدتم معه غيره وعصيتموه؟، ﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴾ فيما أُبَلِّغكم به عن الله، ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ ﴾ أي اجعلوا توحيدكم وقايةً لكم من عذاب ربكم ﴿ وَأَطِيعُونِ ﴾ فيما أدعوكم إليه، ﴿ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ﴾ يعني: إنني لا أطلب منكم أجرًا على تبليغ الرسالة (حتى لا يكون ذلك مانعاً لكم عن اتِّباعي)، ﴿ إِنْ أَجْرِيَ ﴾ يعني: ما أجري على دَعْوتي لكم ﴿ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ ﴿ أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آَمِنِينَ : يعني أيَترككم ربكم فيما أنتم فيه من النعيم، آمنينَ من العذاب والهلاك؟!، (وهذا الاستفهام إنكاري يَحُثهم على شُكر ربهم على ما هم فيه من النعم)، فإنكم تعيشونَ ﴿ فِي جَنَّاتٍ ﴾ أي حدائق مُثمِرة ﴿ وَعُيُونٍ ﴾ جارية ﴿ وَزُرُوعٍ ﴾ كثيرة ﴿ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ : أي نخلٍ ثَمَرها ناضج لَيّن، ﴿ وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا ﴾ لتسكنوها ﴿ فَارِهِينَ ﴾ أي ماهرينَ بنَحتها، متكبرينَ على الناس بقوتكم وصناعتكم، إذاً ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ : أي خافوا عقوبة الله تعالى واقبلوا نصيحتي﴿ وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ ﴾ الذين يُسرفون على أنفسهم بالمعاصي، وهم ﴿ الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ ﴾ أي جمعوا بين الفساد وترْك الإصلاح.

الآية 153، والآية 154: ﴿ قَالُوا ﴾ له: ﴿ إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ ﴾ أي الذين سُحِروا سِحْرًا كثيرًا، حتى غَلَبَ السِحر على عقولهم، ﴿ مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا ﴾ فكيف تتميز علينا بالرسالة؟، ﴿ فَأْتِ بِآَيَةٍ ﴾ تدل على صِدق رسالتك ﴿ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ .


الآية 155، والآية 156: ﴿ قَالَ ﴾ لهم صالح - بعد أن أتاهم بناقةٍ أخرجها اللهُ له من الصخرة -: ﴿ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ ﴾ أي لها نصيب من الماء في يوم مُعَيَّن ﴿ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ﴾ أي: ولكم نصيبٌ منه في يومٍ آخر، (فليس لكم أن تشربوا في يومها ولا هي تشرب في يومكم)، ﴿ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ ﴾ كضَرْبٍ أو قتل أو نحو ذلك ﴿ فَيَأْخُذَكُمْ ﴾ أي يُهلككم ﴿ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ .


الآية 157، والآية 158، والآية 159: ﴿ فَعَقَرُوهَا ﴾ أي ذبحوا الناقة ﴿ فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ ﴾ على ما فعلوا ﴿ لَمَّا أيقنوا بالعذاب ﴾ فلم يَنفعهم ندمهم، ﴿ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ ﴾ أي نزل بهم عذاب الله الذي توَعَّدهم به صالح عليه السلام فأهلكهم، ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ ﴾ الإهلاك ﴿ لَآَيَةً ﴾ أي عبرة لمن اعتبر بهذا المصير، ﴿ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ يعني: وما كان أكثر قوم صالح مؤمنين، (ويُحتمَل أن يكون المعنى: وما كان أكثر الذين سمعوا هذه القصة مؤمنين بك أيها الرسول)، ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ ﴾ المنتقم من أعدائه المُكَذّبين، ﴿ الرَّحِيمُ ﴾ بعباده المؤمنين.

من الآية 160 إلى الآية 166: ﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ : يعني إنهم كَذَّبوا لوطاً عليه السلام، فكانوا بذلك مُكَذّبين لجميع الرُسُل؛ لأنّ دعوتهم واحدة وهي التوحيد، ﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ ﴾: ﴿ أَلَا تَتَّقُونَ ﴾ يعني ألاَ تخافون عقاب الله تعالى إن عبدتم معه غيره وعصيتموه؟، ﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴾ فيما أُبَلِّغكم به عن الله، ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ ﴾ أي اجعلوا توحيدكم وقايةً لكم من عذاب ربكم ﴿ وَأَطِيعُونِ ﴾ فيما أدعوكم إليه، ﴿ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ﴾ يعني: إنني لا أطلب منكم أجرًا على تبليغ الرسالة (حتى لا يكون ذلك مانعاً لكم عن اتِّباعي)، ﴿ إِنْ أَجْرِيَ ﴾ يعني: ما أجري على دَعْوتي لكم ﴿ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾، ﴿ أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ : يعني أتنكحون الذكور مِن بني آدم؟!، ﴿ وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ ﴾ أي: تتركون ما خلق الله لاستمتاعكم وتناسلكم مِن أزواجكم؟!، ﴿ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ ﴾ - بهذه المعصية - ﴿ عَادُونَ ﴾ أي متجاوزونَ الحلال إلى الحرام.

الآية 167، والآية 168، والآية 169: ﴿ قَالُوا ﴾ له: ﴿ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ ﴾ عَمّا تنهانا عنه من إتيان الذكور: ﴿ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ ﴾ أي المطرودين من بلادنا، فـ﴿ قَالَ ﴾ لهم لوط: ﴿ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ ﴾ الذي تعملونه ﴿ مِنَ الْقَالِينَ ﴾أي من الكارهين له كرهاً شديدًا، ثم دعا لوطٌ ربه عندما يئس من استجابة قومه قائلاً: ﴿ رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ : يعني أنقِذني وأنقِذ أهلي مما يعمله قومي مِن هذه المعصية القبيحة، ومِن عقوبتك التي ستصيبهم.

الآية 170، والآية 171، والآية 172، والآية 173: ﴿ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ ﴾ المستجيبين لدعوته ﴿ أَجْمَعِينَ ﴾ ﴿ إِلَّا عَجُوزًا ﴾ (وهي امرأته)، إذ لم تشاركهم في الإيمان، فأصبحتْ ﴿ فِي الْغَابِرِينَ ﴾ أي مع الباقين في العذاب والهلاك، ﴿ ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآَخَرِينَ : أي نزل بهم أشدُّ أنواع الهلاك والتدمير (وذلك بقلب بلادهم سافلها على عالِيها)، ﴿ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا ﴾ أي حجارة من السماء كالمطر فأهلكتهم، ﴿ فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ ﴾ أي: قَبُحَ مَطَر مَن أنذرهم رسولهم فلم يستجيبوا له.

الآية 174، والآية 175: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ ﴾ العقاب الذي نزل بقوم لوط ﴿ لَآَيَةً ﴾ أي عبرة وموعظة يَتَّعظ بها المُكَذّبون، ﴿ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ يعني: وما كان أكثر قوم لوط مؤمنين، (ويُحتمَل أن يكون المعنى: وما كان أكثر الذين سمعوا هذه القصة مؤمنين بك أيها الرسول)، ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ ﴾ أي الغالب الذي يَقهر المُكَذّبين، ﴿ الرَّحِيمُ ﴾ بعباده المؤمني
[*] وهي سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم، وذلك بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرة من (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي"، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبي بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذي ليس تحته خط فهو تفسير الآية الكريمة.
- واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍ يَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذا الأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن.
رامي حنفي محمود

شغف 2021-02-22 11:47 AM

جزاك الله خيراً
وجعله في ميزان حسناتك
وأجزل لك الأجر
دمت ودام عطاءك
تحياتي

غزل 2021-02-22 11:48 AM

سعدتُ بتوآجدي
فسلمت أيادي
ولآحرمنا الله جديدك الرآئع..
تحيه معطره برياحين الياسمين

كيان 2021-02-22 12:48 PM

يعطيك العافيه وسلمت يداك
وسلم لنا ذوقك الراقي على جمال الاختيار
لك ولحضورك الجميل كل الشكر والتقدير
اسأل الباري لك سعادة دائمة

احمد 2021-02-22 01:05 PM

بارك الله فيك ونفع بِك ..
على طرح موضوعك القيم
وأسلمت الايادي ويعطيك العافيه
تقديري مع احترامي.

عشق 2021-02-23 03:06 AM

جزاك الله خير ..
وبارك الله في جهودك ..
اسأل الله لك السعادة دائما ..

روان 2021-02-23 10:52 AM

سلمت يمناك على طرحك الراقي
يعطيك العافية
كل الشكر والتقدير لك
آحتـرآمي لك

جميلة الروح 2021-02-24 09:42 AM

جزاااك الله خيرر

صقر 2021-02-24 10:02 AM

جزاكم الله خيرا
ونفع الله بكم وسدد خطاكم
وجعلكم من أهل جنات النعيم
اللهم آآآآمين

جميلة الروح 2021-02-25 04:38 PM

جزاك الله خير ..
وبارك الله في جهودك ..


الساعة الآن 02:38 AM

 »:: تطويرالكثيري نت :: إستضافة :: تصميم :: دعم فني ::»

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
المشاركات المكتوبة والمنشورة لا تعبر عن رأي منتدى بحرالامل ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)