منتديات بحر الامل

منتديات بحر الامل (http://www.bhralaml.com/vb/index.php)
-   ۩{ الحديث الشريف}۩ (http://www.bhralaml.com/vb/forumdisplay.php?f=108)
-   -   شرح حديث حارثة بن وهب: "ألا أخبركم بأهل الجنة" (http://www.bhralaml.com/vb/showthread.php?t=42916)

لہهفُہة 2021-03-03 02:05 PM

شرح حديث حارثة بن وهب: "ألا أخبركم بأهل الجنة"
 









عن حارثة بن وهب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ألا أخبركم بأهل الجنة؟ كلُّ ضعيفٍ متضعِّف، لو أقسَمَ على الله لأَبَرَّه، ألا أخبركم بأهل النار؟ كلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ مُستكبِرٍ))؛ متفق عليه.



((العُتُلُّ)): الغليظُ الجافي: ((والجَوَّاظُ)) بفتح الجيم وتشديد الواو وبالظاء المعجمة: هو الجَمُوعُ المَنُوعُ، وقيل: الضخم المُختالُ في مِشيته، وقيل: القصير البَطينُ.



قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:

ذكر المؤلِّف رحمه الله تعالى فيما نقله عن حارثة بن وهب رضي الله عنه في باب ضعفاء المسلمين وأذلائهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا أخبركم بأهل الجنة؟ كلُّ ضعيف متضعِّف لو أقسَمَ على الله لأَبَرَّه))، يعني هذه من علامات أهل الجنة؛ أن الإنسان يكون ضعيفًا متضعِّفًا؛ أي: لا يهتم بمنصبه أو جاهه، أو يسعى إلى علوِّ المنازل في الدنيا، ولكنه ضعيف في نفسه متضعِّف، يميل إلى الخمول وإلى عدم الظهور؛ لأنه يرى أن المهم أن يكون له جاه عند الله عز وجل، لا أن يكون شريفًا في قومه أو ذا عظَمةٍ فيهم، ولكن يرى أن الأهم كله أن يكون عند الله سبحانه وتعالى ذا منزلة كبيرة عالية.



ولذلك تجد أهل الآخرة لا يهتمُّون بما يفُوتهم من الدنيا؛ إن جاءهم من الدنيا شيء قَبِلوه، وإن فاتَهم شيء لم يهتمُّوا به؛ لأنهم يرَوْن أن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وأن الأمور بيد الله، وأن تغيير الحال من المحال، وأنه لا يمكن رفعُ ما وقع، ولا دفعُ ما قدِّر، إلا بالأسباب الشرعية التي جعلها الله تعالى سببًا.



وقوله: ((لو أقسَمَ على الله لأَبَرَّه)) يعني لو حلَفَ على شيء لَيسَّرَ الله له أمره، حتى يحقق له ما حلف عليه، وهذا كثيرًا ما يقع؛ أن يَحلِفَ الإنسان على شيء ثقةً بالله عز وجل، ورجاء لثوابه، فيَبَرُّ الله قَسَمَه، وأما الحالف على الله تعاليًا وتحجُّرًا لرحمته، فإن هذا يُخذَل، والعياذ بالله.



وهاهنا مَثَلانِ:

المَثَلُ الأول: أن الرُّبَيِّعَ بنت النضر رضي الله عنهما، وهي من الأنصار، كسَرتْ ثَنيَّةَ جاريةٍ من الأنصار، فرفَعوا الأمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمَرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن تُكسَر ثنية الرُّبَيِّع؛ لقول الله تعالى: ﴿ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ ﴾ إلى قوله: ﴿ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ ﴾ [المائدة: 45]، فقال أخوها أنسُ بن النضر: واللهِ يا رسول الله لا تُكسَرُ ثنية الرُّبَيِّع، فقال: ((يا أنس، كتابُ الله القِصاصُ))، فقال: والله لا تُكسَر ثنية الرُّبَيِّع.



أقسَمَ بهذا، ليس ذلك ردًّا لحُكمِ الله ورسوله، ولكنه يحاول بقدر ما يستطيع أن يتكلَّم مع أهلها حتى يعفوا ويأخذوا الديةَ، أو يعفوا مجانًا، كأنه واثق من موافقتهم، لا ردًّا لحكم الله ورسوله، فيسَّرَ الله سبحانه وتعالى؛ فعفى أهل الجارية عن القِصاص، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن من عباد الله من لو أقسَمَ على الله لأَبَرَّه)).



وهنا لا شكَّ أن الحامل لأنس بن النضر هو قوة رجائه بالله عز وجل، وأن الله سيُيسِّر من الأسباب ما يمنع كسر ثنية أخته الرُّبَيِّع.



أما المَثَلُ الثاني: الذي أقسَمَ على الله تأليًا وتعارضًا وترفعًا، فإن الله يُخيِّب آماله، ومثال ذلك الرجل الذي كان مطيعًا لله عز وجل عابدًا، يمر على رجل عاصٍ، كلما مرَّ عليه وجده على المعصية، فقال: "والله لا يغفر الله لفلان"، حمَلَه على ذلك الإعجابُ بنفسه، والتحجُّر بفضل الله ورحمته، واستبعاد رحمة الله عز وجل من عباده.



فقال الله تعالى: ((من ذا الذي يتألَّى عليَّ - أي يَحلِفُ عليَّ - ألا أَغفِرَ لفلان؟ قد غفَرتُ له، وأحبَطتُ عمَلَك))، فانظر الفرق بين هذا وهذا.



فقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((إن مِن عباد الله)) (مِن) هنا للتبعيض، ((إن مِن عباد الله مَن لو أقسَمَ على الله لأَبَرَّه))، وذلك فيمن أقسم على الله ثقة به، ورجاءً لما عند الله عز وجل.



المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 47- 49)

/
سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين















صقر 2021-03-03 11:40 PM

جزاكم الله خيرا
ونفع الله بكم وسدد خطاكم
وجعلكم من أهل جنات النعيم
اللهم آآآآمين

كيان 2021-03-04 03:20 AM

يعطيك العافيه وسلمت يداك
وسلم لنا ذوقك الراقي على جمال الاختيار
لك ولحضورك الجميل كل الشكر والتقدير
اسأل الباري لك سعادة دائمة

جميلة الروح 2021-03-04 08:20 AM

انتقاء راقي
،’
تسلم الأيادي على جهودك
الله يعطيك ألف عآفيه على الطرح الرائع..
لاحرمنا منك
ولآمن تميّزك
بآنتظار جديدك المتميّز
دمت بسعآدة

اكتفاء 2021-03-04 01:38 PM

جزاك الله خير الجزاء
وشكراً لطرحك الهادف وإختيارك القيّم
رزقك المــــــــولى الجنـــــــــــــة ونعيمـــــها
وجعلــــــ ما كُتِبَ في مــــــوازين حســــــــــناتك
ورفع الله قدرك في الدنيــا والآخــــرة
وأجـــــــــزل لك العطـــاء

لہهفُہة 2021-03-04 03:23 PM

صقر
تحية معطره
بالورد مغلفة ..
لروعة حضورك .
سلمتم .

لہهفُہة 2021-03-04 03:23 PM

جميله
تحية معطره
بالورد مغلفة ..
لروعة حضورك .
سلمتم .

لہهفُہة 2021-03-04 03:23 PM

كيان
تحية معطره
بالورد مغلفة ..
لروعة حضورك .
سلمتم .

لہهفُہة 2021-03-04 03:23 PM

اكتفاء
تحية معطره
بالورد مغلفة ..
لروعة حضورك .
سلمتم .

غزل 2021-03-04 04:16 PM

سعدتُ بتوآجدي هُنا
طرح بقمة الرووعه والجمال
فسلمت أيادي لـ إختيارك لنا كل جميل
ولآحرمنا الله جديدك الرآئع..
تحيه معطره برياحين الياسمين


الساعة الآن 10:00 PM

 »:: تطويرالكثيري نت :: إستضافة :: تصميم :: دعم فني ::»

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
المشاركات المكتوبة والمنشورة لا تعبر عن رأي منتدى بحرالامل ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)