منتديات بحر الامل

منتديات بحر الامل (http://www.bhralaml.com/vb/index.php)
-   ۩{ بحر الحج والعمره }۩ (http://www.bhralaml.com/vb/forumdisplay.php?f=75)
-   -   مكاسب في العشر من ذي الحجة (http://www.bhralaml.com/vb/showthread.php?t=32060)

عبير الورد 2020-08-04 12:43 PM

مكاسب في العشر من ذي الحجة
 
مكاسب في العشر من ذي الحجة


مكاسب في العشر من ذي الحجة

مكاسب في العشر من ذي الحجة


الحمد لله رب العالمين، يكرم من يشاء من عباده برضوانه وجنات النعيم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وإخوانه، أما بعد:
فعباد الله، نحن في موسم عظيم للتجارة مع الله تبارك في علاه، فسابقوا وسارعوا وشمروا، بكل ما يقربكم من ربكم؛ قال تعالى: ﴿ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ * عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ * مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ * يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ * بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ * لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ * وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ * وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ * جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا * إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا ﴾ [الواقعة: 10 - 26].

أكثروا من الطاعات والأعمال الصالحات، لتنالوا العطاءات ورضا ربِّ الأرض والسماوات، ونداكم في الجنات.

*عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ لِأَهْلِ الجَنَّةِ: يَا أَهْلَ الجَنَّةِ؟ فَيَقُولُونَ: لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ، فَيَقُولُ: هَلْ رَضِيتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: وَمَا لَنَا لاَ نَرْضَى وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، فَيَقُولُ: أَنَا أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، قَالُوا: يَا رَبِّ، وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ؟ فَيَقُولُ: أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي، فَلاَ أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا".

أيها المسلمون،
مكاسب وعظائم لا تقدر بثمن، وموسم أرباح وتجارة لا تبور مع الرحمن الرحيم، في هذه الأيام الفاضلات المباركات، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ((وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ) أَيَّامُ العَشْرِ، وَالأَيَّامُ المَعْدُودَاتُ: أَيَّامُ التَّشْرِيقِ.

وعَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ، وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الْعَمَلِ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ، وَالتَّكْبِيرِ، وَالتَّحْمِيدِ)).

وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ: «يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ العَشْرِ يُكَبِّرَانِ، وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا، الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد).

التكبير من السنن المشروعة في هذه العشر، والتكبير المطلق يبدأ من دخول
العشر إلى آخر أيام التشريق، والمقيد من فجر يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق، هذا التكبير، وذكر الله تعالى وقراءة القرآن وكثرة السجود في هذه الأيام رصيد ومكاسب عظام من الأعمال الصالحات والتي هي أحب إلى الله في هذه الأيام، فأكثروا من التكبير والتهليل والتحميد والتسبيح، وأكثروا من السجود والطاعات لتنالوا المكرمات، فعن ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عَلَيْكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ لِلَّهِ، فَإِنَّكَ لَا تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً، إِلَّا رَفَعَكَ اللهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً)).

ومن
مكاسب هذه العشر أن فيها يوم عرفة، صيامه مستحب لغير الحاج وأجره وثوابه عظيم، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، إِنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالَّتِي بَعْدَهُ»، والصيام كله خير، ومن الأعمال الصالحة التي يتقرب بها العبد إلى الله، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، بَاعَدَهُ اللَّهُ مِنْ جَهَنَّمَ مَسِيرَةَ سَبْعِينَ خَرِيفًا».

أيها المسلمون، أكثروا من الأعمال الصالحات، وتقرَّبوا إلى ربكم بما يُحبه في هذه الأيام الغاليات، وأعظمها الفرائض، ففي الحديث القدسي يقول الله تعالى: ((وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ))، وتزوَّدوا من نوافل الطاعات من صلاة وصيام وصدقة وبر وإحسان، وصلة رحم وحسن خلق، وغيرها من أعمال البر والطاعات، ففي الحديث القدسي يقول الله تعالى: ((وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا)).

قال تعالى: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 133، 134].

أقول ما تسمعون واستغفر الله العظيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه، أما بعد:
فعباد الله، هذه الأيام أيام المنافسة والمسابقة: ﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾ [المطففين: 26].

وإن مما شُرع في هذه العشر، ويُتقرَّب به إلى الله تبارك وتعالى الأضحية، وهي سنة مؤكدة في حق الموسر، ويبدأ ذبحها من بعد صلاة عيد الأضحى وينتهي بغروب الشمس من اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة، يضحي عن نفسه وعن أهله من الوالدين والزوجة والأولاد، لينال الأجر والثواب، امتثالًا لأمر الله تعالى، واقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم، فعن أَنَس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُضَحِّي بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، وَيَضَعُ رِجْلَهُ عَلَى صَفْحَتِهِمَا وَيَذْبَحُهُمَا بِيَدِهِ.

وقد دلت السنة على أن من أراد أن يُضَحِّيَ وجب عليه أن يمسك عن الأخذ من شعره وظُفره وبشرته منذ دخول
العشر إلى أن يذبح أضحيته، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا رَأَيْتُمْ هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ»، وفي رواية: «مَنْ كَانَ لَهُ ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ، فَإِذَا أُهِلَّ هِلَالُ ذِي الْحِجَّةِ، فَلَا يَأْخُذَنَّ مِنْ شَعْرِهِ، وَلَا مِنْ أَظْفَارِهِ شَيْئًا حَتَّى يُضَحِّيَ".

ولنختر الطيب منها لنتقرب به إلى الله تبارك وتعالى؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ((وَالْأَجْرُ فِي الْأُضْحِيَّةِ عَلَى قَدْرِ الْقِيمَةِ مُطْلَقًا))، وكان الصحابة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يختارون السمين الحسن، روى الإمام البخاري تعليقًا عن أبي أُمَامَةَ بْنَ سَهْلٍ، قَالَ: «كُنَّا نُسَمِّنُ الأُضْحِيَّةَ بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَ المُسْلِمُونَ يُسَمِّنُونَ».

ولنعلم أن من مقاصد الأضحية في الإسلام، توحيد الله وذكره تعالى، وتقواه؛ قال تعالى: ﴿ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الحج: 37].

وقال تعالى: ﴿ وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [الحج: 36]، وفَّقنا الله وإياكم لصالح الأعمال في هذه
العشر وفي كل الأوقات والأحوال.

هذا وصلوا عباد الله على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه، قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

صقر 2020-08-04 12:46 PM

عبيرالورد

يسلموووو على رقي الطرح واختياره
ابداع لايضاهى بالطرح
سلمت يمناك وعساك على القوه
طرح بقمة الرووعه
دمت بسعاده ورضى الرحمن
ودي وشذى الورد

https://up.bhralaml.com/uploads/158761254703041.gif

عبير الورد 2020-08-04 12:47 PM

كل الشكر للحضور الكريم
تقديري

ورد القلب 2020-08-04 05:39 PM

بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز
وفي انتظار جديدك الأروع والمميز
لك مني أجمل التحيات
وكل التوفيق لك يا رب

رموز الأمل 2020-08-06 12:57 AM

بارك الله فيكي
طرح قيم ورائع الله يحفظك
تسلم إيدك وجزاكي الله خير
مودتي لكي

https://cdn.top4top.net/i_c199063d253.gif

♕حُلوة الحُب♕ 2020-08-06 01:01 AM

https://akhawat.islamway.net/forum/a...f6a8b745314479

عبير الورد 2020-08-06 09:24 AM

يعطيكم العافيه لحضوركم الجميل
كل الشكر والتقدير ..
اسأل البآري لك سعآدة دائمة

صقر 2020-08-12 12:22 PM

جزاك الله كل خير وسلمت يدآك لطرحك القيم
وسلم لنآ ذوقك الراقي على جمال الاختيار*
لك ولحضورك الجميل كل الشكر والتقدير

اسأل البآري لك سعآدة دائمة
تحياتي...~

عبير الورد 2020-08-15 08:22 AM

يعطيك العافيه لحضورك الجميل
كل الشكر والتقدير ..
اسأل البآري لك سعآدة دائمة

أحساس 2021-06-15 10:53 AM

بارك الله فيك


ودي


الساعة الآن 08:43 AM

 »:: تطويرالكثيري نت :: إستضافة :: تصميم :: دعم فني ::»

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
المشاركات المكتوبة والمنشورة لا تعبر عن رأي منتدى بحرالامل ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)