منتديات بحر الامل

منتديات بحر الامل (http://www.bhralaml.com/vb/index.php)
-   ۩{ الحديث الشريف}۩ (http://www.bhralaml.com/vb/forumdisplay.php?f=108)
-   -   سائل يطلب شرح حديث الدين النصيحة (http://www.bhralaml.com/vb/showthread.php?t=32933)

عبير الورد 2020-08-25 01:24 PM

سائل يطلب شرح حديث الدين النصيحة
 

سائل يطلب شرح حديث: «الدين النصيحة»؟




الجواب:


هذا حديث عظيم رواه مسلم في الصحيح من حديث تميم الداري وله شواهد عند غير مسلم، يقول ﷺ: «الدين النصيحة قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم»[1].
فهذا الحديث العظيم يدل على أن الدين هو النصيحة، وذلك يدل على عظم شأنها لأنه جعلها الدين كما قال النبي ﷺ: «الحج عرفة»[2].
وهذا الحديث يدل على أن النصيحة هي الدين، وهي الإخلاص في الشيء، والصدق فيه، حتى يؤدى كما أوجب الله، فالدين هو النصيحة في جميع ما أوجب الله، وفي ترك ما حرم الله، وهذا عام يعم حق الله، وحق الرسول، وحق القرآن، وحق الأئمة، وحق العامة.
والنصيحة كما تقدم هي الإخلاص في الشيء والعناية به، والحرص على أن يؤدى كاملًا تامًا لا غش فيه ولا خيانة ولا تقصير، يقال في لغة العرب: ذهب ناصح، أي ليس فيه غش. ويقولون أيضا: عمل ناصح، يعني ليس فيه غش.
وهكذا يجب أن يكون المؤمن في أعماله ناصحًا لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.
فالنصيحة لله توحيده  والإخلاص له وصرف العبادة له جل وعلا من صلاة وصوم وحج وجهاد وغير ذلك، يعني أن يعمل في غاية من الإخلاص لله، لا يعبد معه سواه، بل يعبده وحده، ينصح في هذه العبادة ويكملها مع الإيمان به وبكل ما أمر به، وهكذا ينصح في أداء ما فرض الله عليه، وترك ما حرم الله عليه، يؤدي ذلك كاملًا لعلمه بحق الله، وأن الله أوجبه عليه فهو يخلص في ذلك يعتني به.
وهكذا في حق القرآن يتدبره ويتعقله ويعمل بما فيه من أوامر وينتهي عن النواهي وهو كتاب الله العظيم وحبله المتين، فالواجب العناية به والنصح في ذلك قولًا وعملًا، وذلك بحفظ الأوامر وترك النواهي والوقوف عند الحدود التي بينها الله في القرآن الكريم حتى لا تخل بشيء من أوامر الله في القرآن، وحتى لا ترتكب شيئًا من محارم الله مع الإيمان بأنه كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود، هذا قول أهل السنة والجماعة قاطبة، كما قال : ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ۝ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ﴾ [الشعراء:193-194]، وقال سبحانه: ﴿تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾ [الزمر:1]، وقال  ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ [القدر:1] إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أنه كلام الله سبحانه، وأنه منزل من عنده، فالمؤمن يؤمن بهذا كله وهكذا المؤمنة، ويعتقد كل منهما أنه كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود، خلافًا للجهمية، ومن سار في ركابهم المبتدعة.
وهكذا النصح للرسول ﷺ يكون بطاعة أوامره، واجتناب نواهيه، والإيمان بأنه رسول الله حقًا، وأنه خاتم الأنبياء والمرسلين، مع الدفاع عن سنته، والذب عنهما، كل هذا من النصح للرسول ﷺ، وهكذا العناية بأحاديثه ﷺ وبيان صحيحها من سقيمها والذب عنها والامتثال لها والوقوف عند الحدود التي حددها الله ورسوله كما قال تعالى: ﴿تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا﴾ الآية [البقرة:229].
هذه النصيحة للرسول ﷺ، وما زاد على ذلك من الواجبات وترك المحرمات كان كمالًا للنصيحة وتمامًا لها.
فالحاصل أنه بعنايته بما أمر الله به ورسوله وما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله من الحقوق يكون قد نصح لله ولكتابه ولرسوله بأداء فرائض الله، وترك محارم الله، والوقوف عند حدود الله، والإكثار من الثناء عليه، وذكره  وخشيته جل وعلا، كل هذا من النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ﷺ.
أما النصيحة لأئمة المسلمين فبالدعاء لهم والسمع والطاعة لهم في المعروف، والتعاون معهم على الخير، وترك الشر، وعدم الخروج عليهم، وعدم منازعتهم إلا أن يوجد منهم كفر بواح عليه برهان من الله ، كما جاء ذلك في حديث عبادة بن الصامت  في مبايعة الأنصار للنبي ﷺ.
ومن النصيحة لهم توجيههم إلى الخير، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر بالأسلوب الحسن والرفق وسائر الطرق المعتبرة؛ عملًا بهذا الحديث الصحيح وبقول الله : ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾ [المائدة:2]، وقوله سبحانه: ﴿وَالْعَصْرِ ۝ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ۝ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾[العصر:1-3].
وأما النصيحة لعامة المسلمين فإنها تكون بتعليمهم وتفقيههم في الدين، ودعوتهم إلى الله ، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، وإقامة الحدود عليهم والتعزيرات الشرعية، كل هذا من النصيحة لهم، والله ولي التوفيق[3].

1.أخرجه البخاري في كتاب الإيمان، باب الدين النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين، ومسلم في كتاب الإيمان، باب بيان أن الدين النصيحة برقم 55.
2.أخرجه الترمذي في كتاب العلل، باب حدثنا عبدالله بن أبي زياد وغير واحد قالوا حدثنا، والنسائي في كتاب مناسك الحج، باب فرض الوقوف بعرفة برقم 3016.
3.أجاب عنه سماحته في تاريخ 18 \ 12 \ 1412 هـ. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز

غزل 2020-08-25 08:02 PM

جزاك الله خير الجزاء
وشكراً لطرحك الهادف وإختيارك القيّم
رزقك المــــــــولى الجنـــــــــــــة ونعيمـــــها
وجعلــــــ ما كُتِبَ في مــــــوازين حســــــــــناتك
ورفع الله قدرك في الدنيــا والآخــــرة
وأجـــــــــزل لك العطـــاء

ورد القلب 2020-08-29 08:30 AM

بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز
وفي انتظار جديدك الأروع والمميز
لك مني أجمل التحيات
وكل التوفيق لك يا رب

عذبة المعاني 2020-08-30 05:42 PM

جزاك الله خير
واثابك بالدارين

صقر 2020-09-04 01:22 AM

سلمت يدآك على روعة الطرح
وسلم لنآ ذوقك الراقي على جمال الاختيار*
لك ولحضورك الجميل كل الشكر والتقدير
اسأل البآري لك سعآدة دائمة*
تحياتي...~

نسرين 2020-09-05 03:51 AM

جزاك الله كل خير

وسلمت الايادي لطرحك القيم
يعطيك العافيه لهذاالمجهود
ولك باقات الورود وعقد من الفل والنرجس ..
تقبلي ودي ووردي وتقديري وتحياتي ...

احساس 2020-09-06 01:34 AM

جزاك الله كل خير
سلمت الايادي على الانتقاء الراقي
الف شكر لك على جهودك المميزه
يعطيك العافيه لاخلا ولا عدم يارب
تقديري لسموك

عبير الورد 2020-09-07 02:36 AM

يعطيكم العافيه لحضوركم متصفحي
لكم مني كل التقدير
وبآنتظار روائع جديدكم بكل شوق
ارق التحآيآ لكم
ودي وعبق وردي

اكتفاء 2020-09-13 03:40 AM

يعطيك العافيه وسلمت يدآك
وسلم لنآ ذوقك الراقي على جمال الاختيار*
لك ولحضورك الجميل كل الشكر والتقدير
اسأل البآري لك سعآدة دائمة

عبير الورد 2020-09-15 09:40 PM

يعطيكم العافيه لحضوركم متصفحي
لكم مني كل التقدير
وبآنتظار روائع جديدكم بكل شوق
ارق التحآيآ لكم
ودي وعبق وردي


الساعة الآن 12:23 AM

 »:: تطويرالكثيري نت :: إستضافة :: تصميم :: دعم فني ::»

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
المشاركات المكتوبة والمنشورة لا تعبر عن رأي منتدى بحرالامل ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)