منتديات بحر الامل

منتديات بحر الامل (http://www.bhralaml.com/vb/index.php)
-   ۩{ قصص وسيرة الصحابه رضوان الله عليهم }۩ (http://www.bhralaml.com/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   مفهوم الشمائل المحمدية بين التأصيل والتقعيد (http://www.bhralaml.com/vb/showthread.php?t=65089)

نزف القلم 2022-01-14 10:49 AM

مفهوم الشمائل المحمدية بين التأصيل والتقعيد
 
إن مفهوم الشمائل قد نبت متشعبًا وغير مسقر على نمطٍ معين؛ فلقد كتب فيه المصنفون الأوائل صورً عديدة:
• فمنهم من كتب في صفة خَلْقه صلى الله عليه وسلم؛ كـعلي بن المديني (المتوفى: 234هـ) في كتابه: "صفة خلقه صلى الله عليه وسلم".
• ومنهم من كتب في صفة خُلقه وآدابه صلى الله عليه وسلم؛ كـ محمد بن عبدالله الوراق (المتوفى: 249هـ) في كتابه: "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"، وكذا البرقي محمد بن عبد الله بن عبدالرحيم (المتوفى:249هـ) في كتابه: "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"، ثم داود بن علي الظاهري (المتوفى:270هـ) في كتابه: "صفة أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم".
• ومنهم من كتب في معيشته صلى الله عليه وسلم، وهي أحواله؛ كـ أبي داود السجستاني سليمان بن الأشعث (المتوفى:275هـ) في كتابه "معيشة النبي صلى الله عليه وسلم.
• ومنهم من كتب في شيء من طباعه؛ كـالزبير بن بكار (المتوفى:256هـ) في كتابه: "مزاح النبي صلى الله عليه وسلم".
• ومنهم من أفرد التصنيف في أزواجه صلى الله عليه وسلم وهم كثير؛ كـمحمد بن الحسن بن زَبالة (المتوفى:199هـ) في كتابه "أزواج النبي صلى الله عليه وسلم"، والواقدي محمد بن عمر (المتوفى:207هـ) في كتابه "أزواج النبي صلى الله عليه وسلم"، وأبو عبيدة معمر بن المثنى (المتوفى:209هـ) في كتابه "تسمية أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأولاده"، والزبير بن بكار (المتوفى:256هـ) في كتابه "أزواج النبي صلى الله عليه وسلم"، وأحمد بن محمد بن خالد البرقي (المتوفى:274هـ أو نحوها) في كتابه "بنات النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه"، وأحمد بن الحارث الخراز (المتوفى285هـ) في كتابه "أزواج النبي صلى الله عليه وسلم".
• ومنهم من أفرد التصنيف بأمهاته صلى الله عليه وسلم؛ كمحمد بن حبيب بن أمية بن عمرو البغدادي (المتوفى:245هـ) في كتابه "أمهات النبي صلى الله عليه وسلم".
• ومنهم من أفرد التصنيف في نسبه صلى الله عليه وسلم؛ كسليمان بن أحمد الطبراني (المتوفى:360هـ) في كتابه "نسب النبي صلى الله عليه وسلم"، ومحمد بن إسحاق المسيبي المديني (المتوفى:236هـ) في كتابه "أسلاف النبي صلى الله عليه وسلم".
• إلى أن جاء الترمذي صاحب السنن (المتوفى: 279هـ) فجمع الشمائل المحمدية من هذه المفاهيم التي سبقته فصنف كتاب "الشمائل المحمدية والخصائل المصطفوية"، وبوبها تبويبًا جديدًا، ثم تبعه جمع غفيرٌ من الأئمة في هذا؛ كابن أبي الدنيا؛ عبدالله بن محمد بن عبيد القرشي (281هـ) في كتابه "صفة النبي صلى الله عليه وسلم"، ثم إسماعيل القاضي المالكي (282هـ) في كتابه "صفة النبي صلى الله عليه وسلم والأخلاق النبوية"، ثم أبي علي محمد بن هارون الأنصاري (353هـ) في كتابه "صفة النبي صلى الله عليه وسلم وصفة أخلاقه"، ثم عبدالله بن محمد بن جعفر بن حيان (369هـ) في كتابه "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وآدابه"، ثم أبوبكر المقرئ؛ محمد بن إبراهيم بن علي (381هـ) في كتابه "الشمائل"، ثم أحمد بن فارس (395هـ) في كتابه "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"، ثم أبو نعيم أحمد بن عبدالله الأصبهاني (430هـ) في كتابه "الهدي النبوي"، ثم جعفر بن محمد المستغفري (432هـ) في كتابه "شمائل النبي صلى الله عليه وسلم"، ثم البغوي؛ الحسين بن مسعود (516هـ) في كتابه "الأنوار في شمائل النبي المختار"، ثم علي بن محمد بن إبراهيم بن الضحاك (المتوفى 557هـ) في كتابه "الشمائل"، ثم القاضي عياض بن موسى اليحصبي (544هـ) في كتابه "الشفا بتعريف حقوق المصطفى"، ثم عبدالرحمن بن علي ابن الجوزي (المتوفى 597هـ) في كتابه "الوفا بأحوال المصطفى" ... الخ.
كل هذا انتظم وقتئذ تحت مسمى الشمائل بعمومه وتشعباته الغير مستقرة على نمطٍ بعينه، اللهم إلا من أفرد منهم التصنيف بباب بعينه أو مبحثٍ خاص؛ كمن صنف في النسب فقط، ثم الترمذي الذي خطَّ شمائله على نسق جديدٍ وجامع. إلا أنهم جميعًا قد خلطوا بين الشمائل والخصائص في كثيرٍ من تفريعاتهم، حتى عندما جاء الدور على أصحاب الجوامع فعلوا مثل سابقيهم، فبوبوا أبوابًا في جوامعهم تعنى بالشمائل كل نوع منها على حدة؛ كصنيع ابن حزم في "جوامع السيرة"؛ حيث أورد فيها صفته وأسماءه صلى الله عليه وسلم، وأمراءه صلى الله عليه وسلم، وكُتَّابه صلى الله عليه وسلم، ورسلَه صلى الله عليه وسلم، ونساءه صلى الله عليه وسلم، وأولاده صلى الله عليه وسلم، وأخلاقه صلى الله عليه وسلم، وأسماء الصحابة الرواة وما لكل واحد من العدد.
وصنيع البيهقي في "دلائل النبوة" - مع أنه علمٌ خاص بذاته - حيث أورد فيها بابَ ذكرِ أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وباب ذكر كنية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وباب ذكر شرف أصل رسول الله صلى الله عليه وسلم ونسبه، وباب صفة وجهه صلى الله عليه وسلم، وباب صفة لون رسول الله صلى الله عليه وسلم، وباب صفة عين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأشفاره وفمه، وباب صفة جبين رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاجبيه وأنفه وفمه وأسنانه، وباب رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفة لحيته، وباب صفة شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وباب ذكر شيب النبي صلى الله عليه وسلم، وما ورد في خضابه، وباب جامع صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكذلك صنيع القاضي عياض في كتابه "الشفا بحقوق المصطفى"، مع أنه باب مستقلٌ بذاته يندرج تحت علم الخصائص؛ حيث أورد فيه: حسن عشرته، وأدبه، وبسط خلقه صلى الله عليه وسلم، والحياء، والإغضاء، والشفقة، والرأفة والرحمة لجميع الخلق، وخلقه صلى الله عليه وسلم في الوفاء، وحسن العهد وصلة الرحم، وتواضعه صلى الله عليه وسلم على علو منصبه ورفعة رتبته.
ثم اختصر هذا كله محب الدين الطبري في كتابه "خلاصة سير سيد البشر"؛ حيث أورد فيه: في ذكر صفته صلى الله عليه وسلم، وفي ذكر أزواجه صلى الله عليه وسلم، وفي ذكر خدمه من الأحرار صلى الله عليه وسلم، وفي ذكر كُتَّابه صلى الله عليه وسلم، وفي ذكر أثوابه وأثاثه صلى الله عليه وسلم.
وبعد:
فإن مفهوم الشمائل المحمدية اختلف حسب مفهوم كل مُصنِّفٍ له، وحسب المورد الذي استقى المُصنِف منه مادة كتابه، فتنوعت المادة وتشابهت فيما بينهم في كثيرٍ من متنها وتفريعاتها، واختلطت المفاهيم وطغت العمومية والشمولية عليها من أول التصنيف على يد المتقدمين حتى متقدمي المتأخرين إلى متأخريهم؛ وجميعهم كتب تصنيفه تحت عناوين - إلى حدٍّ كبيرٍ جدًّا- متشابهة؛ حيث جاءت تحت عنوان الشمائل أو الأخلاق والآداب أو الصفة أو النسب أو تحت مسمى لإحدى المباحث أو المطالب المطروقة في هذا العلم.
ومما سبق:
أستطيع أن أقول: إنه قد استقر لديَّ أن مفهوم الشمائل المحمدية يندرج تحت البيان الخاص والمُفصل لصفات النبي محمد صلى الله عليه وسلم الخلْقية، والخُلُقية، وما للنبي من أنساب تختص بنسبه صلى الله عليه وسلم من أمهات، وأباء، ومراضع، وحواضن، وأخوات من الرضاع، وأعمام وعمات، وأبناء العمومة وأخوال، ثم بأزواجه صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين، وأولاده، وما يدور حول النبي صلى الله عليه وسلم من أحوال تختص بحركاته، وسكناته، وصفاته، وآدابه، وطباعه، واحتياجاته الشخصية كون حاله بشرًا وكون حاله رسولًا.
د. معتز أحمد رفاعي زارع

نضال 2022-01-14 11:01 AM

نزف القلم
جزاكم ربي خير الجزاء
ونفع الله بكم وسدد خطاكم
وجعلكم من أهل جنات النعيم
اللهم آآآآمين

هنَاي 2022-01-14 01:07 PM

-


طرح قيّم
بارك الله فيك ونفع بكـ

ناطق العبيدي 2022-01-14 02:28 PM


جزاك المولى الجنه
وكتب الله لك اجرهذه الحروف
كجبل احد حسنات
وجعله المولى شاهداً لك لا عليك
لاعدمناروعتك
ولك احترامي وتقديري

الزعيم 2022-01-14 10:18 PM

جزاكم الله خيرا
يعطيكم العافيه
مودتي وتقــديري
الزعيم

صقر 2022-01-14 11:36 PM

جزاكم الله خيرا
ونفع الله بكم وسدد خطاكم
وجعلكم من أهل جنات النعيم
اللهم آآآآمين
صقر

♕ السلطااانه ♕ 2022-01-15 03:38 PM

جزاك الله خير وبارك فيك
وجعله في موازين حسناتك
ورزقك الجنة بغير حساب
""
"
تحياتي
https://www.gsaidlil.com/vb/images/s...1194c319_S.png

عبير الورد 2022-01-16 03:21 AM

جزاك الله كل خير
يعطيك العافيه لطرحك القيم
لك مني اجمل باقات الشكر والتقدير

اسم مؤقت 2022-01-23 09:18 AM

بارك الله في جهودك


الساعة الآن 10:18 AM

 »:: تطويرالكثيري نت :: إستضافة :: تصميم :: دعم فني ::»

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
المشاركات المكتوبة والمنشورة لا تعبر عن رأي منتدى بحرالامل ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)