سيرة الصحابي الجليل/19/عكاشة بن محصن
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
( عكاشة بن محصن رضى الله تعالى عنه ) نسبه : عكاشة بن محصن بن حرثان بن قيس بن مرة بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي، حليف لبني أمية، يكنى أبا محصن حليف بني عبد شمس[1]. و(عكاشة) بتخفيف الكاف وتشديدها، و(حرثان) بضم الحاء المهملة وسكون الراء وبالثاء المثلثة وبعد الألف نون[2]. وقال ابن سعد: سمعت بعضهم يشدد الكاف في عكاشة، وبعضهم يخففها[3]. أخو أم قيس بنت محصن[4]. وأبو محصن من السابقين الأولين، دعا له رسول الله بالجنة في حديث: "سبقك بها عكاشة"، وهو أيضًا بدري أحدي[5]. كان من فضلاء الصحابة، شهد بدرًا وأحدًا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله[6].أثر الرسول في تربية عكاشة بن محصن : قال ابن إسحاق: قال رسول الله فيما بلغني: ( منا خير فارس في العرب ) قالوا: ومن هو يا رسول الله؟ قال: ( عكاشة بن محصن ) فقال ضرار بن الأزور: ذاك رجل منا يا رسول الله. قال: ( ليس منكم ولكنه منا ) 7].وقد دعا النبي له، وقوله عنه: ( سبقك بها عكاشة ) أهم ملامح شخصية عكاشة بن محصن : شجاعة وإقدام عكاشة بن محصن :من مواقفه في حروب المرتدين أنه لما ولى طليحة هاربًا، تبعه عكاشة بن محصن وثابت بن أقرم وكان طليحة قد أعطى الله عهدًا: أن لا يسأله أحد النزول إلا فعل، فلما أدبر ناداه عكاشة بن محصن: يا طليحة! فعطف عليه فقتل عكاشة، ثم أدركه ثابت فقتله أيضًا طليحة، ثم لحق المسلمون أصحاب طليحة، فقتلوا وأسروا[8]. حرص عكاشة بن محصن على الجهاد :من خلال عدم تخلفه عن أيٍّ من المشاهد؛ شهد بدرًا وأحدًا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله. مسارعة عكاشة بن محصن إلى الخيرات وتحينه الفرص :كما في الحديث الصحيح ، وفي آخره : ( سبقك بها عكاشة ) . القيادة عند عكاشة بن محصن : حيث أمّره الرسول على أكثر من سرية ، و ولاّه بعض ولاياته ؛ كسرية عكاشة بن محصن الأسدي إلى الغمر [9] ، وسرية عكاشة بن محصن الأسدي إلى الجناب أرض عذرة وبلي [10] .عن كثير بن الصلت قال : مات رسول الله وعماله على بلاد حضرموت زياد بن لبيد البياضي على حضرموت ، وعكاشة بن محصن على السكاسك والسكون ، والمهاجر على كندة ، وكان بالمدينة لم يكن خرج حتى توفي رسول الله ، فبعثه أبو بكر بعد إلى قتال من باليمن [11] .ذكاء و فطنة عكاشة بن محصن :ويتضح ذلك من هذا الموقف : سرية عبد الله بن جحش الأسدي إلى نخلة في رجب على رأس سبعة عشر شهرًا من مهاجر رسول الله ، بعثه في اثني عشر رجلاً من المهاجرين ، كل اثنين يتعقبان بعيرًا إلى بطن نخلة وهو بستان بن عامر الذي قرب مكة ، وأمره أن يرصد بها عير قريش، فوردت عليه [12] ، فلما رآهم القوم هابوهم وقد نزلوا قريبًا منهم، فأشرف لهم عكاشة بن محصن وكان قد حلق رأسه ، فلما رأوه أمّنوا وقالوا : عمار ، لا بأس عليكم منهم .وتشاور القوم فيهم وذلك في آخر يوم من رجب فقال القوم : والله لئن تركتم القوم هذه الليلة ليدخلن الحرم فليمتنعن منكم به ، ولئن قتلتموهم لتقتلنهم في الشهر الحرام ، فتردد القوم وهابوا الإقدام عليهم ، ثم شجعوا أنفسهم عليهم وأجمعوا على قتل من قدروا عليه منهم وأخذ ما معهم .فرمى واقد بن عبد الله التميمي عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله ، و استأسر عثمان بن عبد الله والحكم بن كيسان وأفلت نوفل بن عبد الله فأعجزهم . و أقبل عبد الله بن جحش وأصحابه بالعير وبالأسيرين حتى قدموا على رسول الله المدينة [13] . بعض مواقف عكاشة بن محصن مع الرسول: في البخاري حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ ، حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ عَنْ عَامِرٍ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ : لاَ رُقْيَةَ إِلاَّ مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ . َذَكَرْتُهُ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَقَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : ( عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ وَالنَّبِيَّانِ يَمُرُّونَ مَعَهُمُ الرَّهْطُ وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ حَتَّى رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ ، قُلْتُ : مَا هَذَا أُمَّتِي هَذِهِ ؟ قِيل : بَلْ هَذَا مُوسَى وَقَوْمُهُ . قِيلَ : انْظُرْ إلى الأُفُقِ ، فَإِذَا سَوَادٌ يَمْلأُ الأُفُقَ ، ثُمَّ قِيلَ لِي : انْظُرْ هَا هُنَا وَهَا هُنَا فِي آفَاقِ السَّمَاءِ ، فَإِذَا سَوَادٌ قَدْ مَلأَ الأُفُقَ ، قِيلَ : هَذِهِ أُمَّتُكَ ، وَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ هَؤُلاءِ سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ ) . ثُمَّ دَخَلَ وَلَمْ يُبَيِّنْ لَهُم ْ، فَأَفَاضَ الْقَوْمُ وَقَالُوا : نَحْنُ الَّذِينَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاتَّبَعْنَا رَسُولَهُ ، فَنَحْنُ هُمْ أَوْ أَوْلاَدُنَا الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الإِسْلاَمِ ، وَإِنَّا وُلِدْنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ . فَبَلَغَ النَّبِيَّ فَخَرَجَ فَقَالَ : ( هُمُ الَّذِينَ لاَ يَسْتَرْقُونَ وَلاَ يَتَطَيَّرُونَ وَلاَ يَكْتَوُونَ ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ) فَقَالَ عُكَاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ : أَمِنْهُمْ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : ( نَعَمْ ) . فَقَامَ آخَرُ فَقَالَ : أَمِنْهُمْ أَنَا ؟ قَالَ : ( سَبَقَكَ بِهَا عُكَاشَةُ ) [14] .وفي النسائي : أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مَوْلَى أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ ، عَنْ أُمِّ قَيْسٍ قَالَتْ : تُوُفِّيَ ابْنِي فَجَزِعْتُ عَلَيْهِ ، فَقُلْتُ لِلَّذِي يَغْسِلُه ُ: لاَ تَغْسِلِ ابْنِي بِالْمَاءِ الْبَارِدِ فَتَقْتُلَهُ . فَانْطَلَقَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ إلى رَسُولِ اللَّهِ فَأَخْبَرَهُ بِقَوْلِهَا : فَتَبَسَّمَ ، ثُمَّ قَالَ : ( مَا قَالَتْ طَالَ عُمْرُهَا ) ، فَلاَ نَعْلَمُ امْرَأَةً عَمِرَتْ مَا عَمِرَتْ [15] . وانكسر في يده سيف فأعطاه رسول الله عرجونًا أو عودًا، فعاد في يده سيفًا يومئذ شديد المتن أبيض الحديدة ، فقاتل به حتى فتح الله على رسوله، ثم لم يزل عنده يشهد به المشاهد مع رسول الله حتى قتل في الردة وهو عنده ، وكان ذلك السيف يسمى العون [16] . بعض مواقف عكاشة بن محصن مع الصحابة : ما كان منه في حروب الردة ، وحسن بلائه في قتال المرتدين ، حتى قُتل شهيدًا . وفاة عكاشة بن محصن : قال ابن حجر: " اتفق أهل المغازي على أن ثابت بن أقرم قتل في عهد أبي بكر الصديق قتله طليحة بن خويلد الأسدي ، وقال عمر لطليحة بعد أن أسلم : كيف أحبك وقد قتلت الصالحيْنِ عكاشة بن محصن ، وثابت بن أقرم ؟ فقال طليحة : أكرمهما الله بيدي ولم يهني بأيديهما"[17].وعن أم قيس بنت محصن قالت: توفي رسول الله وعكاشة ابن أربع وأربعين سنة ، وقتل بعد ذلك بسنة ببزاخة في خلافة أبي بكر الصديق سنة اثنتي عشرة ، وكان عكاشة من أجمل الرجال [18] . مراجعة وتنسيق ناطق ابراهيم العبيدي المصادر : [1] ابن عبد البر: الاستيعاب 3/1080. [2] ابن الأثير: أسد الغابة 1/780 . [3] ابن عبد البر: الاستيعاب 3/1080. [4] ابن حبان : الثقات 3/321 . [5] الذهبي : تاريخ الإسلام 1/374 . [6] ابن سعد : الطبقات الكبرى 3/92. [7] ابن كثير : البداية والنهاية 3/290، 291. [8] محمد بن عبد الوهاب : مختصر سيرة الرسول 1/268. [9] ابن سعد: الطبقات الكبرى 2/84 . [10] المصدر السابق 2/164. [11] الطبري: تاريخ الرسل والملوك 2/300 . [12] ابن سعد : الطبقات الكبرى 2/10. [13] ابن هشام : السيرة النبوية 3/148. [14] البخاري : كتاب الطب ، باب من اكتوى أو كوى غيره وفضل من لم يكتو، حديث رقم (5270) . [15] النسائي : كتاب الجنائز ، باب غسل الميت بالحميم، حديث رقم (1859) . [16] ابن الأثير: أسد الغابة 1/780 . [17] ابن حجر: الإصابة في تمييز الصحابة 1/383 . [18] ابن عبد البر: الاستيعاب 3/1080. |
ناطق العبيدي
جزاكم الله خيـر بارك الله في جهودكم وأسال الله لكم التوفيق دائما وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة وأن يثبت الله أجرك ونفعا الله وإياكم بما تقدمه لنا |
جزاكم الله خيرا
ونفع الله بكم وسدد خطاكم وجعلكم من أهل جنات النعيم اللهم آآآآمين |
جزاك الله خير وبارك فيك
وجعله في موازين حسناتك ورزقك الجنة بغير حساب "" تحياتي |
جزاك الله كل خير
وبارك الله فيك |
جزاكم الله خيراً ونفع بكم
واثابكم الفردوس الاعلى من الجنه وجعل كل ما تقدمونه في موازين حسناتكم لكم مني ارق المنى وخالص التقدير والاحترام |
جزاك الله كل خير
وبارك الله فيك |
الساعة الآن 05:18 PM |
»:: تطويرالكثيري نت :: إستضافة :: تصميم :: دعم فني ::»
Powered by vBulletin® Version 3.8.8 المشاركات المكتوبة والمنشورة لا تعبر عن رأي منتدى بحرالامل ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر) |